العودة   منتديات الشبول سات > المنتديات الاسلامية الشاملة > القرأن الكريم والأحاديث النبوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-16-2025, 03:23 PM
الصورة الرمزية zoro 1
zoro 1 zoro 1 غير متواجد حالياً
 




معدل تقييم المستوى: 77 zoro 1 على طريق التميز
افتراضي شرح حديث: كان يغير إذا طلع الفجر .


حديث: كان يغير إذا طلع الفجر

الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح

حديث: كان يغير إذا طلع الفجر


عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُغِيرُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، وَكَانَ يَسْتَمِعُ الأَذَانَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَاناً أَمْسَكَ، وَإِلاَّ أَغَارَ، فَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ: فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَى الْفِطْرَةِ" ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ" فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ رَاعِي مِعْزىً. رواه مسلم ورواه البخاري دون قصة الرجل.



تخريج الحديث:

الحديث أخرجه مسلم " 382"، وأخرجه البخاري دون قصة الرجل " في " كتاب الجهاد والسير" " باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى الإسلام والنبوة" " 2943"، ،وأخرجه أبو داود في " كتاب الجهاد " " باب في دعاء المشركين " " 2634"، وأخرجه الترمذي في " كتاب السير " " باب ما جاء في وصيته - صلى الله عليه وسلم - في القتال" " 1618".



شرح ألفاظ الحديث:

كَانَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُغِيرُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ": الغارة هي الهجوم على القوم غفلة من غير إعلام لهم، وهي بليل أولى، ولعل تأخيرها للفجر من أجل استماع أذان الفجر، للتحقق من إسلامهم، والتعبير بالمضارع " يُغير" مع " كان " لإفادة أنها كانت عادته المستمرة.



" فَإِنْ سَمِعَ أَذَاناً أَمْسَكَ": أي عن الإغارة.



"عَلَى الْفِطْرَةِ": خبر لمبتدأ محذوف، أي أنت في نطقك بالتكبير على الفطرة التي فطر الله الناس عليها.



"خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ": أي بسبب نطقك بالتوحيد واستمرارك على الفطرة وعدم تصرف أبويه فيه بالتهويد والتنصير، والتعبير بالماضي للتفاؤل باستمراره على الإسلام حتى الموت.



" رَاعِي مِعْزىً": بكسر الميم وسكون العين وفتح الزاي واحدها ماعز.



من فوائد الحديث:

الفائدة الأولى: الحديث دليل على أن الأذان شعار الإسلام فقد جعله النبي - صلى الله عليه وسلم - كافياً في حقن الدماء ودليلاً على إسلامهم، وأن تركه مسوّغ لقتالهم.



قال النووي رحمه الله: " في الحديث دليل على أن الأذان يمنع الإغارة على أهل ذلك الموضع، فإنه دليل على إسلامهم" [شرح مسلم (4/ 306)].



وقال أيضاً: " ذكر العلماء في حكمة الأذان أربعة أشياء: إظهار شعار الإسلام، وكلمة التوحيد، والإعلام بدخول وقت الصلاة، وبمكانها، والدعاء إلى الجماعة" [شرح مسلم (4/ 299)].



وقال ابن حجر رحمه الله: " قال الخطابي: فيه أن الأذان شعار الإسلام وأنه لا يجوز تركه، ولو أن أهل بلد اجتمعوا على تركه كان للسلطان قتالهم عليه" [فتح الباري (2/ 90)].



قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: " والذي يقاتلهم الإمام إلى أن يؤِّذنوا، وهذا من باب التعزير لإقامة الفرض، وليس من باب استباحة دمائهم" [الممتع (2/ 47)].



الفائدة الثانية: الحديث دليل على حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على حقن الدماء بما ظهر من دليل.

قال الشوكاني رحمه الله: " فيه جواز الحكم بالدليل لكونه - صلى الله عليه وسلم - كف عن القتال بمجرد سماع الأذان، وفي هذا الحديث الأخذ بالأحوط في أمر الدماء؛ لأنه كف عنهم في تلك الحال مع احتمال ألا يكون ذلك على الحقيقة" [نيل الأوطار (8/ 51)].



الفائدة الثالثة: الحديث دليل على مشروعية الأذان للمنفرد؛ لإقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - لفعل الراعي وترغيبه لفعله بما ذكر له من الفضل، والأذان للمنفرد مستحب لا واجب على الصحيح؛ لأن الأذان لإعلام الغائبين من الجماعة، والمنفرد ليس له جماعة يدعوهم.



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وإذا صلى وحده أداء أو قضاءً وأذّن وأقام فقد أحسن، وإن اكتفى بالإقامة أجزأ" [الاختيارات ص (36)].



الفائدة الرابعة: الحديث دليل على أن النطق بالشهادتين مع اعتقاد معناهما والعمل بمقتضاهما حتى الموت سبب في النجاة من النار ودخول الجنة، لقوله - صلى الله عليه وسلم - "خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ"



الفائدة الخامسة: استدل بالحديث القائلون بعدم وجوب متابعة المؤذن وإنما مستحبة، ووجه الدلالة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتابع المؤذن وإنما استمع له وقال عنه ما قال، وباستحباب متابعة المؤذن قال جمهور العلماء." [ انظر المغني (2/ 85)، وفتح الباري لابن رجب (5/ 250)].



ونوقش هذا الاستدلال: بأنه ليس في الحديث ما يدل صراحة على عدم متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم -للمؤذن؛ لتطرق الاحتمال إليه، فقد يكون تابع لكن لم ينقله الراوي اكتفاءً بعادة النبي - صلى الله عليه وسلم - في متابعة المؤذن، ونقل الراوي ما زاد عن العادة من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حق المؤذن الراعي، ويحتمل أن يكون هذا الحديث قبل مشروعية متابعة المؤذن.



والقول الثاني: أن متابعة المؤذن واجبة، وبه قال الظاهرية، وحكاه الطحاوي عن طائفة من السلف. [انظر شرح معاني الآثار (1/ 146)].



واستدلوا: بحديث أبي سعيد - رضي الله عنه - وسيأتي شرحه في الحديث القادم – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ" متفق عليه.



وجه الدلالة: أن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ " أمر، والأصل في الأمر أنه للوجوب.

والراجح والله أعلم قول الجمهور وأن متابعة المؤذن مستحبة لا واجبة.



ويدل على ذلك: حديث أنس - رضي الله عنه -في الباب، وأصرح منه حديث مالك بن الحويرث وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - له ولمن معه: "إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم" متفق عليه.



ووجه الدلالة: أن المقام مقام تعليم، والحاجة داعية لبيان كل ما يحتاجه هؤلاء، ومن القواعد المنفردة أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ولما لم يبينه النبي - صلى الله عليه وسلم - دل هذا على أن لا حاجة مستحبة لا واجبة.



الألوكة
.....................

 

 

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:10 AM
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.