#1
|
||||
|
||||
![]()
|
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |
|
![]()
![]() لفضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبدالله الدويش مقدمة إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى أله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. . أما بعد: فقد يتسأل البعض عن سر العدد أربعين ضمن هذه السلسلة (1) فأقول: إنه تيمناً بنوع من أنواع المصنفات الحديثية وهي الأربعينات، وهذه عبارة عن أجزاء صغيرة يحوى كل منها أربعين حديثاً في موضوع معين، أو عام، يخرجها المؤلف بأسانيده أو يؤلفها مجردة عن السند، إلى الصحابى الذي روى الحديث: وقد استأنسوا رحمة الله تعالى عليهم في هذا النوع من التأليف بحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول النووى في مقدمة الأربعين النووية: أما بعد فقد روينا عن على بن أبى طالب و عبدالله بن مسعود ومعاذ بن جبل وأبى الدرداء وابن عمر وابن عباس وأنس بن مالك وأبى هريرة وأبى سعيد الخدرى رضى الله عنهم من طرق كثيرة ومن روايات متنوعات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حفظ على أمتى أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء" وفي رواية: " بعثه الله فقيهاً عالماً" وفي رواية أبى الدرداء: " وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً " وفي رواية ابن مسعود " قيل أدخل من أي أبواب الجنة شئت " وفي رواية ابن عمر " كُتب في زمرة العلماء وحُشر في زمرة الشهداء" . وقد إتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف ؛ وإن كثرت طرقه ؛ وقد صنَّف العلماء – رضى الله عنهم – في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات فأول من (علمته) صنف فيه عبدالله بن المبارك، ثم محمد بن أسلم الطوسى العالم الربانى، ثم الحسن بن سفيان النسائى، وأبو بكر الآجرى، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الأصفهانى، والدارقطنى، والحاكم، وأبو نعيم، وأبو عبد الرحمن السلمى، وأبو سعيد المالينى، وأبو عثمان الصابونى، وعبدالله بن محمد الآنصارى، وأبو بكر البيهقى، وخلائق لا يُحصون من المتقدمين والمتأخرين وقد إستخرت الله تعالى في جمع أربعين حديثاً اقتداءً بهؤلاء الأئمة الأعلام حُفاظ الإسلام، وقد إتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال (2) . ومع هذا فليس إعتمادى على هذا الحديث بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة :" ليبلغ الشاهد منكم الغائب " (3) وقوله صلى الله عليه وسلم:" نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها " (4) ثم من العلماء من جمع أربعين في أصول الدين وبعضهم في الفروع، وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الزهد، وبعضهم في الآداب، وبعضهم في الخطب وكلها مقاصد صالحة – رضى الله عن قاصديها – وقد رأيت جمع أربعين أهم من هذا كله مشتملة على كل ذلك، وكل حديث منها مشتمل على قاعدة عظيمة من قواعد الدين . . إلخ ) (5). وأنا لى بهم أسوة في ذلك، وإن لم أذكر الأحاديث في هذه الأربعينات من الوسائل والتوجيهات فقد تعمدت ذلك لأسباب: أولاً: لو ذكرت الأحاديث والآيات لطال الكتاب . ثانياً: إن الهدف هنا هو التوجيه والتذكير وليس العزو والتأصيل . ثالثاً: إن الأحاديث والآيات في شأن الدعوة مشهورة مستفيضة . وأعلم أيها المحب أن هذه الوسائل والتوجيهات إنما هي إجتهاد بشر عرضة للخطأ والنقص، أسأل الله العفو والصفح، ومنه التوفيق والسداد، والعون والرشاد، وبه أستعين،وهو نعم المعين وتذكر أيها القارئ قبل أن تبدأ : عين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تُبدى المساويا فهذه الوسائل والأفكار التي بين يديك هي بعنوان { أربعون وسيلة لاستغلال شهر رمضان } (6) ولعل القارئ لا ينتهي من قراءتها إلا وقد زاد فيها إلى الخمسين أو فوق ذلك . وهذه الوسائل هي عبارة عن جمع عدد من التوجيهات والأفكار والمقترحات لاستغلال شهر رمضان ولابد لهذه الوسائل من شرطين حتى تكون صحيحة: أولاً: أن تكون الوسيلة مشروعة أي مباحة. ثانيا: أن تؤدى هذه الوسيلة الغرض المطلوب والمقصود منها. أما أسباب إختيار هذا الموضوع فمنها: أولاً: كيف نستغل رمضان وماذا نفعل في رمضان ؟ سؤال نسمعه كثيراً من الحريصين والحريصات ومن بعض أئمة المساجد ووجود هذا السؤال من المبشرات فتبق الإجابة ومن أجلها جمعنا هذه الوسائل . ثانياً: تضييع البعض ليالى رمضان في اللهو والسهر، ونهاره في النوم والكسل، فذكرُ هذه الوسائل وحصرها توجيهات لمثل هؤلاء، وتشجيع لهم لاستغلال رمضان . ثالثاً: ترشيد للصحوة المباركة وتوجيه لطاقاتها للعمل والعبادة والدعوة إلى الله من خلال هذه الأفكار والوسائل . رابعاً: يمر على الآنسان رمضان تلو رمضان، وهكذا تمر الرمضانات بدون رصد للأعمال والمواضيع والمشاريع وبدون تدارك للأخطاء والتقصير مما يجعلنا في كل رمضان يأتى نبدأ من جديد ولا شك أن هذا مضيعة للأوقات، والأعمار فكان هذا الرصد لهذه الوسائل . خامساً: لو لم يكن في شهر الصوم إلا أنه أحد أركان الإسلام التي لا يتم إسلام المرء إلا بها، ثم أيضاً إنه العمل – أي الصيام – الذي إختصه الله سبحانه وتعالى لنفسه من بين عمل ابن آدم كله (7)، ثم أيضاً فيه ليلة هي أفضل من ألف شهر وأنه الشهر الذي إختصه الله بنزول القرآن وأنه شهر المغفرة ومحو الذنوب والسيئات فلو لم يكن في هذا الشهر إلا هذه الأمور لكفاه شرفاً ومنزلة ولكفانا حرصاً وإصراراً على استغلال أيامه وساعاته وكل لحظة من لحظاته وهذا الاستغلال منطلق من سنته صلى الله عليه وسلم وأله وصحبه وسلم . قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد: " فصل: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف. وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة (8) . . . ألخ " . هذه الأسباب الخمسة وغيرها كثير، جعلنى أختار مثل هذا الموضوع . وقد قسمت هذه الوسائل إلى أقسام منها ما هو توجيهات وأفكار للجادين خاصة، ومنها توجيهات وأفكار للإهتمام بالقرآن، ومنها ما هو توجيهات وأفكار للمرأة، ومنها وسائل وأفكار للصغار . وأذكر بعض التنبيهات قبل أن أبدأ بعرض هذه الوسائل : أولاً: سيكون العرض مختصراً عند طرح الأفكار والتوجيهات بقدر الإمكان، فأكتفي في بعض الأحيان بذكر المضمون فقط لوضوح الفكرة وترك الإطالة . فلعل القراء بارك الله فيهم يعذورنا في سرد هذه الأفكار والتوجيهات بهذا الاختصار فالقصد منها المعرفة والبيان أما التفصيل فلا شك أن كل فكرة وتوجيه يحتاج إلى كتاب مستقل وإنما أردنا التنبيه والإشارة . ثانياً: من هذه التوجيهات والأفكار ما هو مكرر ومعلوم ومشهور لكن ذكرها من باب التذكير والإرشاد ولتكامل الموضوع ثم للتأكيد عليها في هذا الشهر المبارك الذي تضاعف فيه الحسنات . ثالثاً: هذه الوسائل وهذه الأفكار هي للنشر ويجوز فيها الزيادة والنقصان فعلى كل داع للخير أن ينشرها ويذكر بها والدال على الخير كفاعله . الوسيلة الأولى توجيهات وأفكار عامة أي للناس عامة أولاً: هل تحب أن تصوم رمضان مرتين ؟ كيف ؟ الإجابة تكون في حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم : " من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً "(9) . وهناك صور متعددة يمكنك من خلالها الحصول على هذا الأجر العظيم من تفطير الصائمين . من هذه الصور تفطير الصائمين في الخارج. فهل تصدق يا أخى الحبيب أن عشر ريالات تفطر صائماً في اليوم الواحد ! إذن ففي الشهر كم ؟ ثلاثمائة ريال. فإذا أردت أن تحصل على أجر صيام رمضان مرتين فعليك أن تدفع ثلاثمائة ريال وتنال أجر تفطير صائم شهراً كاملاً إن شاء الله تعالى . ثم صورة أخرى: تفطير الجاليات المسلمة الموجودة في البلد من خلال مساجد الأحياء . وهذه مشهورة في كثير من مساجد وأحياء هذه البلاد - بفضل الله عز وجل - ولكن تحتاج أيضاً التخطيط والتنظيم فلو رافق هذا التخطيط والتوجيه والإرشاد وعقد الدروس قبل الإفطار على الأقل بساعة لكان هذا شيئاً جيداً، وخاصة في هذا الوقت الذي تكون القلوب فيه منشرحة والأذان صاغية لسماع ما يلقى عليها ولو قامت وزارة الشئون الإسلامية ممثلة بمكاتب دعوة الجاليات مشكورة بتبني هذه الفكرة عموماً بتخطيط وتنظيم، وجدول يشرف عليه المكتب في جميع أنحاء المدينة، وأيضاً يشرف على الدروس وتوفير المدرسين باللغات المختلفة أو الترجمة ويصاحب هذا توزيع الأشرطة والرسائل والكتيبات التي تناسب لغة أولئك القوم، ولا شك أن هذا متوفر في هذا الزمن ولله الحمد بجميع اللغات . وهناك أيضاً صورة ثالثة وهي: تفطير الأقارب والجيران، وفي هذا كما ذكرنا صيام في رمضان مرتين، وفيه صلة رحم وبر وحسن جوار . الوسيلة الثانية حث المحسنين وأهل الخير على الآنفاق في هذا الشهر الذي تضاعف فيه الحسنات فالقلوب مهيئة لجميع أعمال الخير، وفي رمضان تكثر المناسبات خاصة في الإفطار لكثير من الأسر . وهذه المناسبات تجمع أعداداً كبيرة من الرجال والنساء فلم لا يستغل هذا الجمع ؟ كيف ؟ يستغل بالتذكير بفضل الصدقة وأحوال إخواننا المحتاجين في كل مكان، فتجمع الصدقات بالتنسيق مع الهيئات والمؤسسات الخيرية من خلال صناديق صغيرة توضع عند الرجال وعند النساء . ولا شك أن هذا باب عظيم من أبواب الخير . وقد جربه أحد الشباب ونجح نجاحاً باهراً مع أسرته نسأل الله جل وعلا أن يجزيه عنا وعن المسلمين خير الجزاء . فلعلنا نحرص على هذا الأمر فإن حال المسلمين اليوم في كل مكان وفي كل صقع من أصقاع المعمورة حالة يرثى لها، وإن كانت هناك مبشرات ولله الحمد والمنة ؟، ولكننا أيضاً نريد أن نشعر بالجسد الواحد وأن نقف مع المسلمين وقفة صادقة لنكون كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم بذلك المثل " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " (10) . ولا بأس أن يكتب على هذه الصناديق: إما للفقراء والمساكين في الداخل أو يكتب عليها أيضاً للمسلمين في الخارج أو ما شابه ذلك حتى يتجه المتصدق إليها بنية محددة . الوسيلة الثالثة التوجه إلى القرى والهجر استغلال أخر إسبوع من رمضان فرمضان أربعة أسابيع نريد من الشباب أصحاب السواعد الفتية والعضلات القوية في نهاية كل إسبوع من أسابيع رمضان أن يتوجهوا للقرى والهجر في توزيع الإعانات وإطعام الطعام للمساكين في تلك القرى والهجر وتوعية أهلها، عبر الكلمات، وخطب الجمع، وتوزيع الأشرطة والرسائل نتمنى حقيقة أن نجد من أصحاب الهمم والسواعد الفتية ومن الشباب الإسلامى ومن تعلق قلبه بالجنان ألا يترك إسبوع من أسابيع رمضان في هذا الشهر إلا وتنطلق فئات من الشباب محملون بكل خير ولو نظم هذا الأمر أيضاً وخطط له وطرح بقوة ورتب له من قبل وزارة الشئون الإسلامية ممثلة بمكاتب الدعوة والجمعيات الخيرية لرأينا شبابنا أفواجاً فإننا نحسن الظن فيهم ولله الحمد والمنة . وقد رأينا كثيراً من نشاطاتهم ولكننا نريد أن نستغل توجه القلوب إلى الله جل وعلا في هذا الشهر المبارك فلا نريد الخمول والكسل والجلوس بين الأولاد والأزواج وترك هذا الأمر العظيم ونترك المسلمين من أهل القرى والبوادى في جهل عظيم . الوسيلة الرابعة زيارة تجمعات الشباب وهي من الإقتراحات العامة الزيارات من قبل الدعاة وطلبة العلم والصالحين ومحبي الخير من شباب الصحوة للأرصفة وتجمعات الشباب والجلوس معهم وتقديم الهدايا والأشرطة والكتيبات لهم . فإن هؤلاء اللشباب يشكون هجركم أيها الأحبة بل ويتهمونكم بالتقصير، وإنكم سبب كبير في غفلتهم وبعدهم عن الله كما ذكر ذلك كثير منهم ويعتذرون بالخجل والحياء منكم وإلا لجاءوا بأنفسهم إليكم كما قال بعضهم . وأتمنى أيضاً لو قامت مكاتب الدعوة والإرشاد بالإعلانات عن مثل هذا المشروع قبل رمضان وتسجيل أسماء الراغبين في المشاركة وترتيب جدول للزيارات ويكون ذلك قبل دخول شهر رمضان . الوسيلة الخامسة هدنة مع وسائل الإعلام وهي من التوجيهات العامة أيضاً إذ كنت ممن إبتلى ببعض وسائل الإعلام في بيتك فلماذا لا تفكر يا أخى الحبيب ويا ولى الأمر ؟ لماذا لا تفكر بعقد هدنة مع أهلك وأولادك خلال هذا الشهر المبارك بهجرها والإبتعاد عنها وعزلها ؟ وذلك بالترغيب والكلمة الطيبة وبالتذكير بعظمة هذه الأيام ؟ على الأقل خلال هذا الشهر ولعلها أن تكون إن شاء الله بداية النهاية ولا شك أن رمضان من أعظم المناسبات لتربية النفوس وإن لم تستطع خلال هذا الشهر أن تعزل أهلك ولو لشهر واحد من السنة فمتى إذن ؟ خاصة وأن النفوس كما ذكرنا مهيئة والشياطين مصفدة . فحاول يا أخى الحبيب وإستعن بالله تعالى وكن صادقاً من قلبك فستجد إن شاء الله العون والإجابة من الأهل والأولاد . وأيضاً أتمنى أن تتوقف خلال هذا الشهر المبارك عن قراءة المجلات والجرائد حتى ولو كانت مباحة . فإن السلف الصالح رضوان الله عليهم ومن سار على نهجهم يهجرون مجالس التحديث وطلب العلم ليتفرغوا في رمضان لقراءة القرآن والنظر فيه والعبادة وقيام الليل . أفلا تستطيع أن تهجر المجلات والجرائد ووسائل الإعلام ولو خلال هذا الشهر . الوسيلة السادسة الدعاء قبل الإفطار أوقات الإفطار وقبل الآذان بدقائق لحظات ثمينة ودقائق غالية هي من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله سبحانه وتعالى وهي من أوقات الإستجابة كما جاء في الحديث " ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر"(11) . والعبد الصائم مقبل على الله منكسر نفسه ومع ذلك يغفل كثير من الناس عن هذه اللحظات خاصة الأسر عند الإجتماع على الإفطار بالحديث والذهاب وبالإياب وتجهيز وجبات الإفطار فلماذا لا نتذاكر أيها الأحبة بفضل واستغلال هذه اللحظات والحرص عليها برفع الأيدى والأكف إلى الله سبحانه وتعالى . راقب هذه اللحظات وستجد الغفلة العجيبة عند كثير من الناس . والعجيب أيضاً أننا نرى التجمعات والجلسات في الطرقات وعند الأبواب من بعض الشباب بل ومن بعض الآباء وإذا مررت بأحد الشوارع فأنظر يمنة ويسرة فستجد تلك التجمعات حتى قبيل الغروب إن لم يكن إلى الأذان . سبحان الله هذه اللحظات الغالية أوقات الدعاء والإستجابة والتفرغ يغفل عنها أهل التوحيد ؟ ! وكلنا بحاجة إلى الدعاء وسؤال الله سبحانه وتعالى والموفق من وفقه الله . الوسيلة السابعة بر الوالدين بر الوالدين والقرب منهما وقضاء حوائجهما وطاعتهما ومحاولة الإفطار معهما فبعض الشباب تجده كثير الإفطار في بيته أو عند أصحابه ولا يجلس مع والديه ولا يفطر معهما إلا قليلاً ولا شك أن برهما من أعظم القربات إلى الله تعالى كيف لا وقد قرن حقهما بتوحيده وعبادته وحده جلا وعلا . ومن صور التقصير أيضاً في حق الوالدين خلال هذا الشهر المبارك أن بعض الفتيات تكثر من النوم في النهار والسهر في الليل أو حتى في الخروج أو حتى في قراءة القرآن والأم وحدها في المطبخ لإعداد وجبات الإفطار والسحور وربما لو أمرت الأم أو نهت تلك الفتاة بأمر ما لصاحت وإنهالت على أمها بالكلام، إنها غافلة عن هذه العبادة العظيمة التي يجب أن نحرص عليها لاستغلال هذا الشهر المبارك ولا شك أن الأجر مضاعف في هذا الشهر فلعل مثل هذا الأمر ينتبه إليه إن شاء الله . الوسيلة الثامنة الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر النوم في ليالى رمضان يعين كثيراً على استغلال الأوقات الفاضلة كبعد صلاة الفجر مثلاً أو وقت السحر ونحن نرى المساجد بعد صلاة الفجر بدأت تهجر بعد أن كانت في رمضانات مضت تمتلئ بالتالين والذاكرين مما يشجع الكثير من الناس على المكوث بعد صلاة الفجر في المسجد لكننا نرى المساجد في مثل هذا الوقت شبه خاوية لسرعة خروج المصلين . ولو أن الآنسان نام شيئاً من الوقت في ليل رمضان لكسب الكثير من الأوقات ولأحيا هذه السنة المباركة في الجلوس بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس ثم يصلى ركعتين فيحصل على أجر حجة وعمرة تامة كما في الحديث " من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة " (12) . الوسيلة التاسعة تدريب النفس على هجر المعاصى ومازلنا في التوجيهات والوسائل العامة، إذا كنت ممن إبتلى بمعصية أو فتنة أو إعتادت عليها النفس وألفتها وأصبح الفراق عليها صعباً وثقيلاً، فإن رمضان فرصة عظيمة للصبر والمثابرة ومجاهدة النفس عن تلك الفتنة فالشياطين مصفدة والنفس منكسرة والروح متأثرة والناس من حولك صيام قيام إذن فالأجواء والظروف كلها مهيئة للإبتعاد عن الفتنة وهذه المعصية فمثلاً: التدخين، شهر رمضان فرصة عظيمة للمدخنين لهجر وترك التدخين وتدريب النفس على هجرها والإبتعاد عنها . وكذلك مشاهدة الحرام، أو الغيبة والنميمة، أو إستماع الغناء، أو بذاءة اللسان، أو غيرها من السيئات أسأل الله أن يحفظنا وإياكم وأن يعين أصحابها على هجرها وتركها إن شاء الله . فأقول يا أخى الحبيب إستعن بالله تعالى وكن صاحب عزيمة وهمة عالية، فلا تغلبك تلك الشهوة أيجوز أن تكون مسلماً موحداً مصلياً وتغلبك سيجارة – والله إن هذه هي دناءة الهمة والخور والضعف . أسأل الله العافية ثم أيضاً عليك بالدعاء واللجوء إلى الله تعالى وأصبر وصابر وحاسب النفس فستجد إن شاءالله أنك تغلبت على هذه الشهوات . الوسيلة العاشرة السواك في رمضان السواك سنة مؤكدة في كل وقت في رمضان لعموم الأدلة لكنها كغيرها من العبادات في مضاعفة الأجر وطلب الثواب لمناسبة الزمان وهي من أهم أبواب الخير التي يُغفل عنها في رمضان . ومنافع السواك كثيرة وفيه من الأجر والثواب العظيم والكثير وكما ذكرنا يغفل عنه الكثير، خاصة من النساء فإنك لا تكاد ترى أو تسمع عن هذه السنة بين النساء وأنت تنظر لزوجك أو بناتك أو أخواتك وترى قلة وجود السواك بين الأصابع، وقد كانت كثير من الصالحات والصحابيات رضوان الله تعالى عليهن وممن سار على دربهن يداومن على هذه السنة ومن الطريف ما يروى عن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه أنه دخل يوماً على زوجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجد في فمها عوداً من الأراك فأراد أن يداعبها . والشاهد أنها كانت تستاك رضى الله تعالى عنها وهذه قصة ومثال نسوقه لأخواتنا من الصالحات ولبناتنا لعلهن إن شاء الله يقتدين بتلك الصالحات فأقول فأراد أن يداعبها رضى الله تعالى عنه فقال هذين البيتين وهو يخاطب عود الأراك :- لقد فزت يا عود الأراك بثغرها أما خفت يا عود الأراك أراكا لو كنت من أهل القتـال قتلتُك ما فاز منى يا سواكُ ســواكا ولو قام أهل الخير والمحسنين بتوفير أعداد كبيرة من السواك في هذا الشهر المبارك وتوزيعها بين المسلمين في المساجد خلال هذا الشهر لكان ذلك إحياء لهذه السنة التي غفل عنها كثير من الناس . الوسيلة الحادية عشر العمرة في رمضان وهي تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ثوابها (13) ولم يقيدها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعشر الأواخر، كما يصر الكثير من المسلمين أن تكون في العشر الأواخر من رمضان ولا شك أن هذا يزيد في الأجر، ولكن إذا نظرنا إلى بعض الأحوال كالغلاء الفاحش مثلاً في المساكن هناك، ووجود النساء بكثرة وتبرجهن، والإزدحام في الحرم وكثرة المتسكعين في الأسواق المجاورة للحرم وأيضاً إزدحام الناس بشدة، كل هذه الظروف تجعلنا نقول لعلنا نحرص على العمرة في أوائل أيام شهر رمضان تحاشياً لهذه الأمور . ولا شك أنه من الآنسب خاصة إذا نظرنا لهذه الظروف أن نحرص على العمرة في العشرين الأول . ومن فوائد أداء العمرة في العشرين الأوائل أنها تتيح لك فرصة استغلال العشر الأواخر بالإعتكاف، أو القيام على الأهل وحاجتهم والوالدين والجلوس معهما أو حتى بنفع المسلمين في الوقت الذي إرتحل فيه كثير من الدعاة والمصلحين وطلبة العلم عن أحيائهم وتركوا مساجدهم بدون موجه أو مرشد بحجة أداء العمرة . الوسيلة الثانية عشر نشر العلم في القرى والهجر توجه بعض الشباب ليؤموا الناس في القرى والهجر وللدروس والتوجيه وهذه تختلف عن الوسيلة الأولى لأن الوسيلة الأولى في نهاية الإسبوع ولتوزيع الطعام . ولكن هذه الفكرة هي أن يتوجه عدد كبير من الشباب إلى القرى والهجر خلال هذا الشهر ليؤموا الناس هناك ولإلقاء الدروس وتوجيه الناس وإرشادهم فإن الجهل كما ذكرنا هناك عظيم وكما تعلمون فكم من المسلمين في هذه الأماكن لا يجدون حتى من يصلى بهم وإن وجدوا فخذ اللحن والأخطاء الجليلة في كتاب الله جل وعلا . وإن وجدوا أيضاً من يصلى بهم لا يجودن الموجه الذي يبين لهم كثيراً من الأحكام الفقهية التي يحتاجون إليها ولو نظرنا لسيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل مكثوا في المدينة ؟ لا ولكن تفرقوا في البلاد لنشر هذا الدين ولم يبق منهم ف المدينة إلا العدد القليل. توجهوا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً لبث الدعوة ونشر الإسلام وتوجيه الناس وقد بتثاقل بعض الشباب عن مثل هذا الأمر فأقول لا بأس من التعاون في التناوب بين بعض الشباب في هذه الأماكن وسد احتياجاتها حتى ولو تناوب في القرية الواحدة ثلاثة أو أقل أو أكثر . ولو قامت أيضاً مكاتب الأوقاف لشئون المساجد بالتعاون مع مكاتب الدعوة والإرشاد بالتخطيط لهذه الفكرة وقام المحسنون أيضاً برصد المكافآت المالية لأولئك الشباب المحتسبين لوجدنا ورأينا أثر هذا الأمر على هذه الأماكن ولقد سمعت ولله الحمد أن وزارة الشئون الإسلامية ممثلة بمكاتب الأوقاف وشؤون المساجد قد وضعت مكافأة مالية قدرها 2000 ريال لأولئك الذين يؤمون الناس في تلك المساجد الشاغرة سواء في داخل المدينة أو خارجها إذن فما هو عذركم أيها الشباب والسبل كلها مهيئة . الوسيلة الثالثة عشر عصر يوم الخميس وهي أخر التوجيهات والوسائل العامة وهو اقتراح موجه لمكاتب الدعوة أيضاً وعندما أقول لمكاتب الدعوة راجياً أن ينتفع من هذه الوسائل الناس عموماً في هذه البلاد أو في غيرها . وهذه الفكرة هي استغلال عصر الخميس في كل إسبوع من رمضان في إقامة المحاضرات العامة أو الندوات أو المسابقات الثقافية الكبيرة. لماذا عصر الخميس بالذات ؟ لأن الناس في إجازة وقد أخذوا قسطاً كبيراً من الراحة، بالإضافة إلى أن الغالب متفرغون لا شغل لهم فيقبلون لا شك على مثل هذه المشاريع ويعلن عنها فهل نرى ذلك قريباً إن شاء الله . أفكار وتوجيهات لأئمة المساجد وعددها تقريباً أحد عشر وسيلة : الوسيلة الرابعة عشر تنويع الحديث بعد صلاة العصر فلينتبه أئمة المساجد بارك الله فيهم فإن المسؤولية عليهم عظيمة فلو أنهم أخلصوا النية لله وقاموا بشيء من واجبهم لوجدنا الأثر الكبير لا أقول في المدن بل في كل مكان . ويظن بعض أئمة المساجد أن الوظيفة هي الصلاة بالناس وينتهي الأمر. لا والله. بل أن الأمر عظيم والمسؤولية أكبر . ولعل هذه الأمور أن تعينهم إن شاء الله . فهذه التوجيهات لأئمة المساجد لاستغلال هذا الشهر المبارك لنفع الناس بكل وسيلة ومنها : الاهتمام بحديث الصلاة بعد العصر وذلك بتنويعه والتجديد فيه . فتارة في أحكام الصيام وتارة في الرقائق وتارة في أخطاء يقع فيها الناس وتارة بفتح الحوارات مع المصلين والآباء وكبار السن وليس من اللازم أن يكون الحديث دائماً من الأمام بل ينبغي التنويع باستضافة بعض طلبة العلم أو الدعاة في بعض الأيام فأقول: يا أيها الإمام لماذا لا تضع خطة لشهر رمضان ؟ خطة كاملة في المواضيع والمشاريع التي ستنفذها خلال الشهر بدلاً من اللامبالاة والتخبط في المواضيع التي يقرؤها بعض الأئمة على جماعتهم أو القراءة من أي كتاب قريب لديه بدون إعداد ولا تعليق بل تعال وأسمع كثرة الأخطاء واللحن في كثير من النصوص، ولا تجزع إذا لم تُعط طاعة وإذا لم يقدر لك قرد أيها الإمام مادمت لا تبالي ولا تهتم في هؤلاء الناس الذين أمامك لكن افعل ذلك وستجد التكريم والتقدير من جماعة المسجد والاحترام الذي فرضه عليهم إخلاصك لله سبحانه وتعالى ونشر هذا الدين فضلاً عن التحلي بالأخلاق وما يرونه من نشاط تقوم به . الوسيلة الخامسة عشر وهي الثانية بالنسبة للأئمة قراءة كتاب الصيام من أمهات الكتب لماذا لا يقرأ الإمام على جماعته كتاب الصيام من أحد كتب الفقه المعتمدة كالزاد مثلاً أو المغنى أو العدة أو غيرها من كتب الفقه المعتمدة – فالناس بحاجة عظيمة للتفقه في شهرهم وفي هذا الركن العظيم من أركان الإسلام فلا شك أنهم يجهلون كثير من أحكام الصيام . لماذا لا تأخذ على نفسك عهداً على أن تبدأ من أول يوم من رمضان إلى آخر رمضان بتقسيم كتاب الصيام ولا بأس من إضافة بعض التوجيهات أو الشروح عليه من خلال بعض الشروح الموجودة وليس شرطاً أن يكون بعد صلاة العصر فاجعل مثلاً ما بعد صلاة العصر للمواضيع العامة . وما بعد صلاة الفجر للدرس الخاص مثلاً فمن أراد أن يجلس ومن أراد أن يذهب ولو لم يبق بعد صلاة الفجر إلا واحداً أو اثنين فقط لكفى, تفقيه للنفس وجلوس في المسجد إلى شروق الشمس، وعلم ينتفع به، أو بعد صلاة الظهر أو ما شئت من الأوقات . فهذا مجرد اقتراح ونسأل الله عز وجل أن ييسره قريباً في مساجدنا من خلال أئمتنا. الوسيلة السادسة عشر صندوق للفتاوى: وضع صندوق للفتاوى عند الرجال والنساء خاصة في هذا الشهر، ثم جمعها وإعداد الإجابات عليها كل فترة، فإن لدى الناس كثيراً من الأسئلة – خاصة في رمضان – يحتاجون إليها في أمور دينهم لكنهم لا يجدون من يسألون فيتهاونون ويتكاسلون في ذلك. ومثل هذه الصناديق لا شك أنها ستكون إن شاء الله عوناً وميسراً لهم لمعرفة كثير من المسائل والاستفسارات وجرب هذا وستجد أثر ذلك على نفسك وعلى جماعة مسجدك . الوسيلة السابعة عشر لوحة الإعلانات الاهتمام بلوحة الإعلانات والتوجيهات في المسجد – أقول الاهتمام بها والتجديد فيها والإثارة في عرض المواضيع والدعاية والإعلان الملون وغيره فإنها من وسائل التوجيه والإرشاد والدعوة. الوسيلة الثامنة عشر هدية رمضان : توزيع الأشرطة والكتيبات ولو ليوم واحد في الأسبوع واستغلال المناسبات التي يكثر فيها المصلون . وإن لم يكن هذا دائما في كل أسبوع فلا أقل من أن تقدم هدية تسمى بهدية رمضان لأهل الحي مكونة من شريط ورسالة أو كتيب وبعض الأحكام أو النشرات للعلماء الموثوق بهم ترسل إلى بيوت الأحياء معنوناً لها بهدية رمضان . الوسيلة التاسعة عشر الأسرة المسلمة إقامة مسابقة الأسرة المسلمة ويعلن عنها في بداية شهر رمضان وتوزع الجوائز في أخر ليلة وهي ليلة العيد وذلك بطرح المسابقات النافعة الهادفة بعنوان " مسابقة الأسرة المسلمة " وتوزع على أهل الحي ويشارك فيها الجميع كباراً وصغاراً نساء ورجالاً ثم تعلن النتائج في آخر ليلة من رمضان ولا بأس أن يشارك الأئمة والمأمومون في الحي أو في المسجد كل بما يستطيع . هذا يساعد في إعداد الأسئلة وهذا بتوزيعها وبعض التجار من المحسنين يرصد مبالغ للجوائز في ليلة العيد . وهكذا يتكاتف المسلمون بإحياء رمضان بالدعوة ونشر الفقه في الدين وإشغال الأوقات بما يعود بالنفع على الجميع، فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية . الوسيلة العشرون كلمة يسيرة من الدعاة استضافة بعض الدعاة وطلبة العلم في بعض الأحياء لتوجيه كلمات يسيرة لبضع دقائق بعد صلاة التراويح مثلاً أو بعد صلاة العصر أو غيرها من الأوقات |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |
|
![]() الوسيلة الحادية والعشرون إحياء سنة الاعتكاف دعوة أهل الحب للاعتكاف ولو ليوم واحد لإحياء هذه السنة ونشر الألفة والترابط بين جماعة المسجد الواحد فيحدد يوم في بداية العشر ويقال في المسجد من أراد أن يشارك في الاعتكاف فإننا ننوى إن شاء الله الاعتكاف في مسجدنا ليلة كذا فإن هذا فيه خير عظيم وهو من باب التعاون على البر والتقوى . الوسيلة الثانية والعشرون إفطار جماعي دعوة أهل الحي أو الجماعة للإفطار في المسجد ولو ليوم واحد خلال الشهر فإن هذا يزيد الألفة والترابط والمحبة بين جماعة المسجد . الوسيلة الثالثة والعشرون التودد للذين لا يشهدون الصلاة إلا في رمضان اغتنام فرصة حضور المتخلفين عن صلاة الجماعة في غير رمضان لأنهم يحافظون على الصلاة في رمضان فقط وهذا أمر محزن وخطير، كأن هذا الصنف من الناس لا يعرفون الله إلا في رمضان وبئس رجل لا يعرف الله إلا في رمضان . فيجب اغتنام فرصة وجود هؤلاء والذين لا تراهم إلا في رمضان وذلك بتنبيههم إلى خطورة هذا العمل وفداحة أمر التهاون بالصلاة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " (14) وذلك بعد كسب قلوبهم بحسن التخلق معهم والسلام عليهم وأيضاً بالتودد لهم بزيارتهم وإهدائهم بعض الهدايا وذلك لإبعاد الوحشة والنفرة التي يوقعها الشيطان في قلوبهم . الوسيلة الرابعة والعشرون حفل لتوزيع جوائز المسابقة إقامة حفل مصغر بمناسبة العيد لأهل الحي ليكن مثلاً في ليلة العيد أو في أي ليلة يراها جماعة المسجد . وفي هذا الحفل توزع جوائز المسابقة التي تكلمنا عنه في الوسيلة التاسعة عشر ويوزع فيها أيضاً شيء من الهدايا على الصغار والكبار ولا شك أن إقامة مثل هذا الأمر فيه إحياء لأهل الحي وترابط عجيب وألفة ومحبة بين جماعة المسجد الواحد . وسائل وأفكار وتوجيهات في الاهتمام بالقرآن وهي تقريباً أربع وسائل الوسيلة الخامسة والعشرون حلقات للكبار لتحسين التلاوة نسمع كثيراً ممن يقرؤون القرآن في المساجد من العامة بل ومن الموظفين وغيرهم وهم كحاطب ليل في القراءة وقد يسمعهم من بجوارهم يخطئون ويلحنون ومع ذلك يخجل من تقويمهم والرد عليهم فيظل كثير من الناس على حالهم مع كتاب الله بلحنهم وأخطائهم . فلماذا لا تقوم جماعات المساجد وأئمة المساجد بإقامة حلقات للكبار لتحسين التلاوة لا نقول للحفظ وإنما لتحسين التلاوة ويكون ذلك أيضاً بعد صلاة الفجر أو الظهر أو العصر الأوقات المناسبة التي يتفقون عليها ويُعلن عن ذلك من قبل جماعة المسجد مع حث الجميع على المشاركة خلال شهر رمضان وتذكيرهم بفضل تلاوة القرآن وفضل الماهر بالقرآن وهكذا ستكون هذه بداية خير لكثير إن شاء الله ممن يشارك في مثل هذه الحلقات فهل نرى ونسمع هذه الإعلانات من أئمة المساجد بالتنسيق مع جمعيات تحفيظ القرآن لتطبيق هذه الفكرة ؟ فلا شك أننا سنجد خيراً كثيراً لو وجدنا مثل هذه الأمور منتشرة في مساجد أحيائنا . الوسيلة السادسة والعشرون عقد حلقة في البيت لتلاوة القرآن نحن نرى كثيراً من الآباء يجلسون بعد صلاة العصر لتلاوة القرآن وهذا لا شك أمر محمود نسأل الله تعالى ألا يحرمهم الأجر، ولكن لو سألته وقلت له أين أولادك الآن ؟ ماذا تفعل بناتك الآن في البيت ؟ ربما لا يعلم وربما أنهم نيام وربما أمام التلفاز وربما في الشارع وربما في غير ذلك. فنقول: لم لا يتوجه الأب بعد صلاة العصر مباشرة إلى بيته فيعقد حلقة لتلاوة القرآن مع أولاده وبناته . ويرصد لهم ولمن يرى فيهم الحرص على الاستمرار جوائز وهدايا تشجيعية . وبهذا العمل تحصل مكاسب عظيمة ومن هذه المكاسب: أولاً: حفظ الأولاد من البرامج المسمومة الموجهة لهم وقتل أعظم أيامهم وأفضلها . ثانياً: مشاركة البنات اللاتي يذهبن ضحية الغفلة عن تربيتهن والمحافظة على أوقاتهن . ثالثاً: إحياء البيت بذكر الله وملئه بالجو الإيماني الروحاني بدل إماتته وملئه بالأغاني وبرامج التلفاز ومسلسلاته خاصة في شهر رمضان . رابعاً: تقوية الارتباط الأسرى الوثيق بين الأب وأولاده وبناته . أيضاً خامساً: محاولة ختم القرآن لأهل البيت جميعاً واستغلال رمضان من جميع أهل البيت . الوسيلة السابعة والعشرون تدبُر القرآن يمر علينا رمضان تلو رمضان وربما ختمنا القرآن كثيراً وربما كان همُ أحدنا متى يصل إلى نهاية السورة ومتى يصل نهاية القرآن. ولا شك أن في ذلك أجراً عظيماً، فقد كان السلف يكثرون من ختم القرآن في رمضان. ولكن لماذا لا نضع خطة خلال هذا الشهر أن نقرأ القرآن بتدبر ونقف مع آياته بالرجوع إلى كتب التفسير وتقييد الخواطر والفوائد منها . كان ابن تيمية رحمه الله يقول " ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير ! ثم أسأل الله الفهم وأقول يا مُعلم آدم علمني . . ." (15) . فنتمنى أن نرى شبابنا في المساجد يقرؤون القرآن وبجوارهم كتب التفاسير ينظر في هذا تارة وفي هذا تارة ونغفل أيضاً عن الأحاديث الرمضانية والنظر فيها وفي شروحها وتقييد الشوارد والفوائد منها فإنه يُفتح على الإنسان في هذا الشهر لمناسبة الزمان ما لا يُفتح عليه في غيره . الوسيلة الثامنة والعشرون درس على الرصيف وهي موجهة للتجمعات والشلل الشبابية سواء على الأرصفة أو في الاستراحات أو في الخيام أو في غيرها والتي تقضى ساعات الليل في لعب الورق تارة وفي الاسترخاء ومشاهدة التلفاز تارة أخرى وفي الأحاديث والثرثرة تارة وهكذا تقتل ليالي رمضان دون أي استشعار لعظمة هذه الأيام وفضلها فأقول لهؤلاء الشباب لماذا لا يفكرون ولو في ليالي رمضان من إدخال بعض البرامج النافعة ؟ نتمنى أن يغير البرنامج كاملاً ويستبدل بما فيه نفع لهم ولأمتهم بدلاً من تضييع الأوقات فيما لا فائدة فيه . نسأل الله لهم الصلاح والهداية فإن كان لابد من هذه الجلسات فلنحاول الإصلاح قدر الاستطاعة وذلك بإدخال بعض البرامج النافعة كما ذكرت آنفاً وذلك مثل: الإجتماع على تلاوة القرآن ولو لمدة نصف ساعة. أو أننا نقول كما يقول بعض الشباب أن قراءة القرآن " لا تصلح إلا للمطاوعة ؟!" لأنني أذكر أنى طرحت هذه الفكرة على طلابي في الكلية وقلت: لماذا لا يتجرأ أحدكم على زملائه ويقول: لنحرص يا شباب على أن نجلس نصف ساعة مع كتاب الله نقرأه . فالقرآن ليس حكراً على الصالحين فهو كلام الله جلا وعلا وكتاب الله سبحانه وتعالى وهو لنا جميعاً وإن عصينا أو وقعنا في كبائر الذنوب فالباب مفتوح للجميع وقراءة القرآن من الحسنات وقد قال الله سبحانه " إن الحسنات يذهبن السيئات" "هود:115" وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم " وأتبع السيئة الحسنة تمحها " (16) فلماذا لا نقترح على هؤلاء الشباب أو يقترح بعضهم على بعض أن يكون من البرنامج قراءة القرآن ولو لنصف ساعة أو استماع شريط أو غيرها من البرامج الجادة النافعة فكما ذكرنا أن حب القرآن والإقبال عليه ليس حكراً على الصالحين فقط. فهل نرى إن شاء الله ذلك بين شبابنا قريباً . توجيهات ووسائل للجادين خاصة الوسيلة التاسعة والعشرون الحرص على تكبيرة الإحرام أقول: لو نظرنا لأنفسنا وحرصنا على الصلاة والتبكير إليها لوجدنا التقصير الواضح خاصة ممن يوُسم بالخيرية والالتزام، فلم لا يكون رمضان فرصة عظيمة لمحاولة تصحيح هذا الخطأ ؟ وذلك بمعاهدة النفس ألا تفوت تكبيرة الإحرام أبداً خلال هذا الشهر فإذا نجحت فحاول أن تستمر على ذلك لمدة عشرة أيام بعد رمضان ليكون العدد أربعين يوماً فتحصل على برائاتين من النار وبراءة من النفاق كما جاء في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " من صلى أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كُتب له براءتان من النار وبراءة من النفاق " (17) ثم حاول أن تحسب كم من المرات فاتتك تكبيرة الإحرام في شهر رمضان ؟ ولعلك أن تنجح إن شاء الله في تصحيح هذا الخطأ ثم لماذا لا تحرص على تطبيق اليوم الإسلامي بالكامل خلال رمضان وذلك بالحرص على النوافل والطاعات وإحياء السنن فلا تفوت عليك السنن والرواتب خلال هذه الثلاثين يوماً ولا تغفل عن لسانك وحبسه عن الغيبة والنميمة وغيرهما وأيضاً لا تغفل عن صلاة الليل والقيام ولا عن قراءة جزء واحد من القرآن على الأقل والحرص على الصدقة وصلة الرحم وقضاء حاجات الناس من الفقراء والمساكين وزيارة المرضى والمقابر والاستغفار والدعاء وكثرة ذكر الله في كل لحظة فإن هذه غنيمة باردة . وهذا الشهر فرص ومواسم تفوت ولا ترجع وباختصار أقول احرص على كل عمل صالح وإن كنت تفعل ذلك في غير رمضان فإنه يتأكد في رمضان لمضاعفة الحسنات ومناسبة الزمان وفقنا الله وإياك للعمل الصالح. الوسيلة الثلاثون تذكير الغافلين لماذا لا يُستغل تصفيد الشياطين وفتح أبواب الجنان وإغلاق أبواب النيران وانكسار النفوس ورقة القلوب في هذه الشهر لماذا لا يستغل من الجادين في توجيه طلابنا وزملائنا في الفصول والقاعات الدراسية وذلك بعد صلاة الظهر مثلاً أو في أماكن العمل والدراسة فأين الكلمة الصادقة الناصحة في نهار رمضان من المدرس لطلابه أو من الطالب أو الموظف لزملائه ؟ أين الجلسات الانفرادية بالزملاء الغافلين والتحدث معهم ونصحهم لاستغلال شهر رمضان وهذه الأيام وإهدائهم الشريط والكتاب أو غير ذلك من الهدايا النافعة فإن النفوس كما ذكرنا مهيئة ورغم أنف ثم رغم ( 18) أنف من أدرك رمضان ثم لم يغفر له كما جاء في الحديث (19) . الوسيلة الحادية والثلاثون وهي أيضاً للجادين خاصة وللمسلمين عامة الصدقة في السر الصدقة في رمضان لها منزلة خاصة عند المسلمين وهي من دواعي قبول الأعمال والعبادات وأنت يا أخي الحبيب بحاجة ماسة شديدة لنفعها وأجرها وظلها يوم القيامة فلم لا تجعل لك مقدار من الصدقة تعاهد نفسك على أن تخرجها كل ليلة وتداوم عليها ثم أيضاً تنوعها فتارة ملاً وتارة طعاماً وليلة ثالثة لباساً وليلة رابعة فاكهة أو حلوى وتتحسس بيوت المساكين والفقراء بنفسك لتوصلها إليهم وأنصحك أيضاً بألا يعلم عن هذا العمل أحد غيرك فإنك بحاجة إلى عمل السر بينك وبين الله فكم من الأجر العظيم ينالك بهذا الفعل ولا يخفي عليك أن من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله " رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " (20) وقد ورد مثل هذا عن عدد كبير من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم كعمر بن الخطاب وعلى بن الحسين زين العابدين وغيرهم ممن حرصوا على التسلل في ظلم الليالي للقيام على الأرامل والمساكين " فالساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله " (21) فهل تفعل ذلك وتحرص على هذه العبادة العظيمة في السر بينك وبين الله ؟ الوسيلة الثانية والثلاثون السحر من أجمل الأوقات ومناجاة المولى جلا وعلا وفي رمضان لا شك نستيقظ للسحور فأين أنت من ركعتين تركعهما في ظلمة الليل تناجى فيهما ربك فكثير من الناس عن هذا الوقت المبارك غافلون . وبعض الناس يتصور أنه إذا صلى التراويح مع الناس وأوتر في أول الليل انتهت صلاة الليل واكتفى بذلك وحرم نفسه من هذه الأوقات الثمينة والدقائق الغالية فالله الله في استغلال السحر ما دمت فيه يقظان فأن من صفات أهل الجنة التي ذكرها الله تعالى في سورة آل عمران " الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار" الآية (17). ثم أيضاً ذكر سبحانه وتعالى في سورة الذاريات أن من صفات المتقين أصحاب الجنات والعيون قال " وبالأسحار هم يستغفرون" الآية (18) . هذه من صفات المتقين فهل تستغل هذه الأوقات في الاستغفار ؟ فإن قلت نعم فأقول عليك بسيد الاستغفار (22) وعليك أيضاً بكثرة التكرار مائة أو سبعين مرة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم (23) في كل ليلة وفي كل وقت من أوقات السحر خلال هذا الشهر المبارك وأخيراً لا تنس أن من السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " (24) فاحرص يا أخي الحبيب على هذا الوقت الثمين واحرصي يا أختي المسلمة على هذا الوقت العظيم ألا يفوت علينا خاصة وأننا في شهر رمضان وأننا ممن قام للسحور فجميعنا يقظان فلنستغل هذه الدقائق في هذه العبادة العظيمة . توجيهات وأفكار موجهة للمرأة في رمضان : الوسيلة الثالثة والثلاثون استحضار النية وكثرة الذكر أثناء عمل البيت فالمرأة في رمضان يذهب الكثير من وقتها خلال هذا الشهر المبارك في مطبخها خاصة في الساعات المباركة مثل ساعات الغروب وأوقات الاستجابة وكذلك ساعات السحر في وقت السحور ولكن حتى لا تعتبر هذه الساعات الطويلة ضياعاً فعليها أن تنتبه لهذه الأمور: وعلينا نحن أن ننبه زوجاتنا وبناتنا ونساءنا إلى مثل هذه الأمور حتى يكتب لها وقتها ولا يضيع عليها ومنها: أ- استحضار النية والإخلاص في إعداد الفطور والسحور واحتساب التعب والإرهاق في إعدادها فعن أنس رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال فنزلنا يوماً منزلنا حاراً وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء ومنا من يتقى الشمس بيده قال فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " ذهب المفطرون اليوم بالأجر " (25) . إذن فيا أيتها المسلمة إن عملك لا يضيع أبداً بل هل تصدقين أن قلت لك أن هذا العمل حرم منه كثير من الرجال ؟ لأن القائم على الصائم له أجر عظيم فما بالك وأنت صائمة ثم أنت أيضاً تعدين هذا الطعام وتقضين كثيراً من وقتك في إعداده فلا شك أنك على خير المهم استحضار هذه النية من طاعة للزوج ورعاية للأولاد وغير ذلك ولن يضيع الله عملك إن شاء الله . ب- يمكنها استغلال هذه الساعات في الغنيمة الباردة وهي كثرة الذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء وهي تعمل..فبدلاً من أن يضيع عليها وقتها في رمضان بدون فائدة فإنها تجمع بين الحسنيين استحضار النية وكثرة الذكر والدعاء وهي تعمل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . ت- الاستماع للقرآن والمحاضرات عبر جهاز التسجيل الخاص بالمطبخ وأقول الخاص بالمطبخ لأحث الرجال والإخوان على الحرص على توفير جهاز تسجيل خاصاً بالمطبخ . . لماذا ؟ لأن المرأة تقضي كثيراً من وقتها في المطبخ فلعلها أن تستغل هذا الوقت في مثل هذه الأمور تارة باستماع شريط وتارة بالتسبيح والتهليل والتحميد وأيضاً بالاحتساب واستحضار النية الخالصة في إطعامها وعملها وتعبها لها ولأولادها وزوجها . الوسيلة الرابعة والثلاثون شراء ملابس وحاجيات العيد في بداية رمضان وفي ذلك مكاسب منها: استغلال أيام وليالي رمضان وخاصة العشر الأواخر فما الذي يحدث ؟ يضيع وقت كثير من النساء وكذلك أولياء أمورهن في الذهاب للخياط تارة أو الذهاب للمعارض أو الأسواق وهكذا تضيع الأوقات الثمينة في أمور يمكن قضائها والانتهاء منها قبل دخول الشهر أو في أوله حيث تكون الأسواق شبه فارغة والأسعار رخيصة فلماذا ننتظر إلى وقت الزحام وغلاء لأسعار ؟! أمر أخر وهو تفريغ الزوج وعدم إشغاله في أعظم الأيام وهي العشرة الأواخر لماذا أفتن ولدى أو زوجي أو غيره بمخالطة النساء المتبرجات في مثل هذه الأيام الفاضلة ؟! الوسيلة الخامسة والثلاثون صلاة التراويح في المساجد صلاة التراويح من السنن الجماعية ومن الآثار النبيلة التي تعطى هذا الشهر الكريم روحانية متميزة فتجد صفوف المسلمين والمصلين متراصة وتسمع التسبيح والبكاء والتشنيج . إلا أن هذا الخير قد تحرمه بعض نسائنا لا إهمالاً منها وإنما انشغالا بالأولاد والجلوس معهم وهي بهذا بين أمرين كلاهما ثقيل أولاً: إما بالذهاب إلى المسجد وأخذ صغارها وقد يؤذون المصلين فتنشغل بهم أو بين الجلوس في البيت وحرمان النفس من المشاركة مع المسلمين وربما حاولت الصلاة في بيتها ولكنها تشكو من ضعف النفس وقلة الخشوع وكثرة الأفكار والهواجس فماذا تفعل إذن ؟ أسوق هذا الاقتراح: لم لا تتفق مع بعض أخواتها بالاجتماع في أحد البيوت للصلاة جماعة مع اهتمام إحداهن بالصغار أو تجلس إحداهن مع الصغار والأخريات يذهبن للصلاة في المسجد وهكذا إذا اتفقت الأخوات على أن تقوم واحدة منهن كل ليلة بالاهتمام بالصغار فإنها على الأقل ستكسب كثيراً من أيام وليالي رمضان مع المسلمين أما أن تخسرها بهذه السهولة فلا . وأقول: على الأزواج والآباء الحرص على حث أزواجهم وأخواتهم وبناتهم على الذهاب معهم إلى المساجد فإلى متى ونحن نترك المرأة أيها الأخيار وحدها في البيت ونحرمها من الدروس والتوجيه والروحانية في الصلاة مع المسلمين وسماع الخير الكثير فإن في ذهابها خيراً كثيرا إذا خرجت بصفة شرعية غير متعطرة ولا متجملة أو متبرجة كلك ينبغي عليها ألا تخضع بالقول وألا ترفع صوتها في المسجد فتؤذى المصلين وعليها أن تتجنب الحديث في المسجد لغير حاجة خشية أن تقع في المحرم من غيبة أو نميمة وخلاصة القول أنه ينبغي أن يعلم أن صلاة المرأة في بيتها أفضل وخروجها للمسجد لتحصيل منافع لا يمكن تحصيلها في البيت وإلا فبيوتهن خير لهن . ولا ننسى أن في صلاح المرأة صلاح المجتمع فلذلك نحث الآباء والأخوة على الحرص على أخذ أزواجهم وبناتهم إلى المساجد وألا يُتركن في البيت لأنهن إن تركن في البيت بلا عون ولا توجيه وإرشاد أصبحن عرضة للغفلة " فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " (26) . الوسيلة السادسة والثلاثون وضع جدول غذائي منتظم إذا نظرنا إلى المأكولات الكثيرة والمشروبات وتنوع أصنافها على سفرة الإفطار فإنك تضطر إلى أن تقول لماذا يا أيتها المرأة المسلمة لا تجعلي لك جدولاً غذائياً منتظماً لتقسيم هذه الأصناف على أيام الأسبوع فهل يشترط أن نرى جميع الطعام في كل يوم ؟ لا يشترط هذا . وهل يشترط أن نرى جميع أنواع العصيرات في كل يوم ؟ أيضاً لا يشترط ولا شك أننا بهذا التنظيم نكسب أموراً كثيرة منها : أولاً: عدم الإسراف في الطعام والشراب وقد نهينا عن ذلك ثانياً: قلة المصاريف المالية وترشيد الاستهلاك ثالثاً: التجديد في أصناف المأكولات والمشروبات وإبعاد الروتين والملل بوجود هذه الأصناف يومياً . رابعاً: حفظ وقت المرأة وطلب راحتها واستغلاله بما ينفع خاصة في هذا الشهر المبارك فهذا شيء من الثمار ومن الفوائد في تطبيق هذا الاقتراح فيا ليت أن بعض الأخوات يفعلن مثل هذه الجدول ولعلهن أن ينفعن غيرهن من أخواتهن في توزيعه في مدراسهن وأماكن اجتماعهن فإن فعل ذلك كما ذكرنا فيه فوائد جمة . ثم أختم الاقتراح الخاص بالمرأة بتحميلها المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى عن الإسراف في بيتها فهي المسؤولة الأولى عن الإسراف في الطعام والشراب وتعدد الأنواع . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته . . ثم قال " والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها " (27) . الوسيلة السابعة والثلاثون استغلال وقت الحيض والنفاس في الذكر وأعمال البر الصلاة في أول وقتها من أعظم الوسائل لاستغلال رمضان والملاحظ خاصة عند المرأة تأخير الصلاة عن وقتها وذلك لعدم ارتباطها بالجماعة والتكاسل عنها ثم نقرها كنقر الغراب وذلك بحجة إما العمل في المطبخ أو التعب في الدراسة أو التعب من الصوم أو غيرها من الأعذار فعلى المرأة أن تحرص على المحافظة على الفرائض الخمس في وقتها بخشوع وخاصة في هذا الشهر المبارك والذي كما ذكرت تتضاعف فيه الحسنات وتتنوع فيه العبادات وأيضاً فبعض النساء إذا حاضت أو نفست تركت الأعمال الصالحة وأصابها الفتور مما يجعلها تحرم نفسها من فضائل هذا الشهر وخيراته فنقول لهذه الأخت وإن تركت الصلاة والصيام فهناك ولله الحمد عبادات أخرى مثل الدعاء والتسبيح والاستغفار والصدقة والقيام على الصائمين وتفطيرهم وغيرها من الأعمال الصالحة الكثيرة ثم أبشرك أنه يكتب لك من الأجر مثل ما كنت تعملين وأنت صحيحة قوية . كيف ذلك ؟ لحديث رسول صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه " إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له تعالى من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً " (28). إذن فلتبشري، المهم استحضار النية الصالحة والخالصة والحرص على كثير من الخيرات والعبادات التي تستطينعها ثم عن قراءة القرآن للحائض والنفساء فيه خلاف مشهور بين العلماء لكن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى رأي جواز قراءة القرآن للحائض والنفساء بدون شرط أو قيد . أخيراً من الوسائل والأفكار للصغار والخاصة في رمضان ثلاث وسائل الوسيلة الثامنة والثلاثون تشجيع الصغار على المحافظة على الصلاة اقتراح لأئمة المساجد للاهتمام بالصغار وتشجيعهم على المحافظة على الصلوات والتبكير للمسجد وتعويدهم على صلاة التراويح كذلك وذلك بأن يعلن إمام المسجد لأهل الحي من أول يوم في رمضان عن رصد عشر جوائز تقل أو تكثر لأحسن عشرة صغار يحافظون على صلاة الجماعة ويبكروا لها ويحافظوا على صلاة التراويح أيضاً ومن الجميل مشاركة بعض جماعة المسجد بالتشجيع كبعض التجار بالجوائز القيمة ومشاركة بعض الآباء بطرح بعض المبالغ المالية لشراء جوائز قيمة لتشجيع هؤلاء ولا بأس من تعاون الشباب مع إمام المسجد بمتابعة هؤلاء الصغار أو تكوين لجنة خاصة تتابعهم لتفرز في نهاية الشهر هؤلاء العشرة أو عن العدد الذي يحدد ثم في نهاية الشهر أي في ليلة العيد توزع الجوائز على هؤلاء الصغار ولك أن ترى أثر ذلك على الصغار بل والكبار بل والحي كله ولو كان في المسجد لوحة للمثاليين كل شهر لرأيت عجباً من الأبناء والآباء . الوسيلة التاسعة والثلاثون مسابقات في حفظ القرآن والسنة وهي خاصة أيضاً بالصغار وذلك بطرح مسابقات رمضانية لهم إما بحفظ بعض الأجزاء من القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية أو بمعرفة سيرة الصحابة معرفة شاملة أو غيرها من المسابقات النافعة وتوزيع الجوائز في الليلة الأخيرة من رمضان ولك أيضاً أن ترى أثر ذلك على الصغار واستغلال أوقاتهم وحفظهم من الشوارع ووسائل الإعلام وانشغالهم بالبحث والقراءة والنظر والحفظ من خلال هذه المسابقات في ليلة العيد إذن أصبحت ليلة العيد حقاً في ليلة العيد وفي ختام شهر رمضان نسأل الله أن يبلغنا ذلك – تجد أن المسجد قامت فيه مثل هذه الأنشطة نشيطاً وحياً وترى أثر ذلك على أهل الحي جميعاً – لا أقول على الصغار فقط ولكن على الآباء بل على النساء أيضاً في البيوت وإننا لنسمع تشجيع كثير من الأمهات والأخوات لكثير من الصغار لمثل هذه الأمور إذا طرحت من جماعة المسجد فهل يقوم أئمة المساجد بدورهم الحقيقي في الحي . الوسيلة الأربعون والأخيرة تعويد الصغار على الصيام وفعل الخيرات وهي تعويد الصغار على الصيام والقيام وتشجيع الأب بصحبتهم للمسجد تارة وبالثناء تارة وبالكلمة الطيبة وبالجوائز بل وتعويدهم على الصدقة وبذل الطعام وتوزيعه على الفقراء والمساكين المجاورين . وعندما تعطى الطفل الصغير ليوزعه بنفسه للجيران وللفقراء والمساكين وتذكره بالأجر وبفضل هذه الأعمال فإن ذلك ينشئه نشأة صالحة تقول إحدى الأمهات لصغيرها بعد أن وزع بعض الأشياء على بيوت بعض الجيران قالت له وكان وقت وجبة الغداء قالت له: تغذيت ؟ قال نعم تغذيت أجراً !! فنتمنى حقيقة أن يعيش صغارنا مثل هذه المعاني الجميلة التي تربيهم وتنشئهم تنشئة صالحة والأمر كما قال الشاعر : وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه وتقول الربيع بنت معوذ عن صيام عاشوراء " فكنا نصومه بعد ونُصوّمه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن ( أي من القطن ) فإذا بكى أحدهم على الطعم أعطيناه ذلك ( أي اللعبة ) حتى يكون عند الإفطار " (29). أي حتى يُتم صومه ذلك اليوم تُشغله بهذه اللعبة وفي ذلك تمرين لهم وقد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الفعل لأنه فُعله بحضرته فهو أيضاً من السنن التقريرية عنه صلى الله عليه وآله وسلم . خاتمة هذه أربعون وسيلة لاستغلال شهر رمضان وهذه الوسائل منها ما هو معلوم ومنها ما هو جديد وما بقى أيها الأحبة إلا أن نحرص على هذه الوسائل وننشرها بين الناس كافة ومحاولة الوقوف مع أئمة المساجد لإحياء مساجدنا وأحيائنا بمثل هذه الأفكار والاقتراحات وغيرها مما يفتح الله به على بعض المهتمين جعلنا الله وإياكم من مفاتيح الخير في كل مكان . نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما ذكرنا وأن يوفقنا للعمل الصالح والعلم النافع ونسأله جل وعلا أن يبلغنا شهر رمضان . . اللهم بلغنا شهر رمضان . . اللهم بلغنا رمضان... اللهم بلغنا رمضان واجعلنا من الصائمين القائمين فيه يا أرحم الراحمين، اللهم اجعلنا من الصالحين المصلحين اللهم انفعنا وأنفع بنا أنت ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |
|
![]() من ذاكرة رمضان1 ![]() ظهرت في بلاد فارس وأذربيجان في أواخر القرن الثاني الهجري سنة 192 هـ حركة باطنيّة خبيثة تؤمن بالحلول وتناسخ الأرواح وتدعو إلى الإباحية الجنسية ، وكان زعيم هذه الحركة رجل يُدعى " بابك الخرميّ "، الذي نسبت إليه الحركة فأصبحت تعرف فيما بعد بـ " الخرميَّة " ، وقد شغلت هذه الحركة الخلافة العباسية فترة طويلة على مدى عشرين عاماً ، وتجمّع لديه نحواً من عشرين ألف مقاتل من غوغاء الناس والمجرمين وقطّاع الطرق ، وانضمّ إليه من الزنادقة والفسّاق العدد الكبير . ولما توفي المأمون ، ولي الخلافة بعده أخوه المعتصم فجعل من أولى مهامه القضاء على فتنة " بابك الخرميّ " ، حيث أرسل جيشًا ضخماً بقيادة الإفشين الذي عرف بحنكته وخبرته القتالية ، فاستطاع محاصرة " بابك " وأسره والقضاء على حركته ، ثم أحضره إلى الخليفة المعتصم الذي أمر بقطع رأسه ، وكان ذلك في العاشر من شوال سنة 222 هـ فقطع الله دابر هذه الفتنة ، وأراح الناس من شره . وكان " بابك الخرميَّ " حين اشتد عليه الحصار وأيقن بالهلاك ، قد اتصل بإمبراطور الروم آنذاك يغريه بغزو بلاد المسلمين ، وانتهاز الفرصة بالهجوم على الثغور وأطراف البلاد ، وكان غرضه شغل الجيش الإسلامي ، وفتح جبهة أخرى تخفف عنه ما يلقاه . فاستغل إمبراطور الروم الفرصة ، وتوجه بجيش عظيم قوامه مائة ألف ، وهاجم مدينة "زبطرة " ، وارتكب فيها الجرائم البشعة ، فقتل الصغير والكبير ، وسبى من النساء أكثر من ألف امرأة بعد أن ذبح أطفالهن ، ومثَّل بمن وقع في يده من المسلمين وسمل أعينهم وقطع أنوفهم وآذانهم ، ثم أغار على " ملطية " ففعل بها وبأهلها مثل ما فعل بـ " زبطرة" . ولما بلغ المعتصم الخبر هاله ما حدث ، فنادى من ساعته النفير النفير ، وأحضر جماعة من أهل العلم والرأي وأشهدهم على أملاكه ، فجعل ثلثاً منها لولده ، وثلثاً لله ، وثلثاً لمواليه ، ثم بعث بنجدة لأهل الثغور المعتدى عليها يؤَمِّنهم ويُطمئنهم ويطلب منهم العودة إلى قراهم وديارهم التي فروا منها ، وجهّز جيشاً عظيماً لم يجهّزه أحد قبله ، وأخذ معه من آلات الحرب والأحمال والدواب شيئاً لم يسمع بمثله . ثم سأل : أي بلاد الروم أمنع وأحصن ؟ فقيل : " عَمُّورية " ، لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسلام ، وهي عين النصرانية ، وهي أشرف عندهم من القسطنطينية ، فأمر بالسير إليها ، وكان خروجه في جمادى الأولى سنة 223 هـ . وواصل السير بالجيش حتى وصل إلى نهر اللامس وهو الحد الفاصل بين الخلافة العباسية والدولة البيزنطية ، وهناك قسم المعتصم جيشه إلى فرقتين فرقة بقيادة الأفشين توجهت شمالاً صوب أنقرة ، وفرقه كان هو على رأسها ، وكان إمبراطور الروم قد خرج لمواجهة الأفشين فتقابلا عند " دزمون " في الخامس والعشرين من شعبان سنة 223 هـ ، وألحق به الأفشين هزيمة قوية ، هرب الإمبراطور على إثرها إلى " القسطنطينية " وترك جزءاً من جيشه في " عمورية " بقيادة " ياطس " . وجاءت الأخبار إلى المعتصم بهزيمة الإمبراطور فسرَّه ذلك ، ثم ركب من فوره إلى أنقرة وتقابل مع الأفشين هناك ، فدخلها الجيش الإسلامي دون أي مقاومة ، بعد أن فرَّ أهلها عقب هزيمة إمبراطور الروم . ثم توجه بعدها إلى " عمورية " فوصلها صبيحة الجمعة السادس من شهر رمضان المبارك سنة 223 هـ وضرب عليها حصارًا محكماً ، وفي تلك الأثناء بعث الإمبراطور برسالة إلى المعتصم يطلب منه الصلح ، ويعتذر له عما فعله بـ " زبطرة " ، وتعهّد أن يعيدها كما كانت ، وأن يفرج عن أسرى المسلمين الذين كانوا عنده ، إلا أن المعتصم أبى الصلح ، ولم يطلق سراح الرسول حتى فتح " عمورية " . وكان المعتصم قد علم من أحد الذي كانوا يقيمون في " عمورية " أن موضعاً من سور المدينة جاءه سيل شديد فانهار ، فلم يحكم الروم بناءه كما كان ، وبقي هذا الجانب من السور ضعيفا ، وعندها ضرب المعتصم خيمته تجاه هذا الموضع ، ونصب عليه المجانيق ، وبدأ يقصفه قصفاً متواصلاً حتى تهدم وانفرج السور ، فهب المسلمون من ساعتهم لدخول المدينة ، ودوَّت الأصوات في جنباتها ، فدخلها المسلمون مكبرين رافعين رايات النصر في السابع عشر من شهر رمضان سنة 223هـ ، بعد أن استسلم قائدهم " ياطس " ، وقُتِل منهم خلق كثير ، وأمر المعتصم بهدم سائر نواحي المدينة وأسوارها ، وأخذ المسلمون أموالاً وغنائم لا تُحَدُّ ولا توصف ، فحملوا منها ما أمكنهم حمله وأحرقوا ما بقي من العتاد وآلات الحرب لئلا يتقوى بها الروم على قتال المسلمين ، ثم انصرف المعتصم راجعاً إلى " طرسوس " في أواخر شوال من هذه السنة ، منتصراً ظافراً ، بعد أن أعاد لدولة الإسلام هيبتها ، ولبَّى نداء الحرائر من المسلمات . |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |
|
![]() من ذاكرة رمضان2 عين جالوت 658 هـ ![]() أوائل القرن السابع الهجري وتحديداً سنة 617 هـ اجتاح التتار بلاد الإسلام بقيادة جنكيز خان ، وانطلقوا كالإعصار المدمِّر يغزون القرى والمدن ، ويقتلون النساء والشيوخ ، ويعيثون في الأرض فساداً ، حتى سقطت كبار المدن الإسلامية بالمشرق في أيديهم ، وفعلوا فيها الأعاجيب ، وسفكوا الدماء ، وقتلوا من المسلمين أعداداً لا يحصيهم إلا الله ، ثم تقدموا صوب عاصمة الخلافة وقبلة العلم والحضارة " بغداد " ، فدخلوها بقيادة هولاكو حفيد جنكيز خان ، وأسقطوا الخلافة العباسية ، وقتلوا الخليفة المستعصم بالله وذلك سنة 656 هـ ، وقتلوا بها عدداً كبيراً من المسلمين وصل إلى مليون إنسان ، ودمروا مكتباتها ، وجرى نهر الفرات بلون الدم والمداد من كثرة القتلى والكتب التي ألقيت فيه ، فكانت مصيبة من أعظم المصائب في تاريخ الأمة ، حتى إن كثيراً من المؤرخين لم يستطيعوا أن يصفوا تلك الفترة من تاريخ الإسلام ، من شدة هول وبشاعة ما ارتكبه التتار من الجرائم . ثم تقدموا إلى بلاد الشام فاستولوا على " حران " و" الرُّها " و" البيرة " وغيرها ، ووصلوا إلى حلب في صفر من سنة 658 هـ فاستولوا عليها بعد حصار شديد ، وفعلوا فيها الأفاعيل ، ثم زحفوا على " دمشق " فاستسلمت في ربيع الأول سنة 658 هـ بعد أن فر حاكمها الناصر يوسف بن أيوب في نفر من أصحابه ، ثم تقدموا حتى وصلوا إلى "نابلس" ، و"الكرك" ، ثم بيت المقدس ، و" غزة" وذلك دون أي مقاومة تذكر ، ثم بدأت أنظارهم تتجه إلى بلاد مصر التي كانت تحت حكم المماليك آنذاك . وبعدها غادر هولاكو الشام عائداً إلى بلاده بسبب صراع على الحكم جرى بين إخوته ، وولى أمور الجيش قائده كتبغانوين ، وقبل مغادرته كان قد كتب كتاباً إلى حاكم مصر يهدده ويتوعده ويطلب منه تسليم البلاد ، وكان حاكمها هو المنصور بن المعز أيبك الذي كان عمره آنذاك خمسة عشر عاماً ، ولم يكن قادرًا على مواجهة التحديات ، وقيادة الأمة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها ، مما حدا بسيف الدين قطز إلى خلعه وتولي زمام الأمور مكانه وكان ذلك في سنة 657 هـ . وفي تلك الفترة وصل إلى مصر الشيخ كمال الدين عمر بن العديم أحد العلماء الأعلام ، وكان قد أرسله الملك الناصر يوسف بن أيوب صاحب دمشق طالباً من قطز النصرة لمواجهة بغي التتار وطغيانهم . فجمع قطز العلماء والأمراء وقادة الجند وشاورهم فيما عزم عليه من قتال التتار ، وأخْذِ الأموال من الناس لتجهيز الجيش ، وكان من ضمن الحاضرين الشيخ الإمام العز بن عبد السلام فكان مما قاله : " إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب على العالم قتالهم ، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم ، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء ، وتبيعوا مالكم من الحوائص - وهي حزام الرجل وحزام الدابة- المذَهَّبة والآلات النفيسة ، ويقتصر كل الجند على مركوبه وسلاحه ، ويتساووا هم والعامة ، وأما أخذ الأموال من العامة ، مع بقايا في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا ". فعقد قطز العزم على قتال التتار ، وكان أول شيء قام به هو قتل رُسُلِ هولاكو وتعليقهم على أبواب القاهرة . ثم بدأ بتجهيز الجيش وأخذ العدَّة للقتال ، واستدعى بعض أمراء المماليك من الشام ومنهم الأمير بيبرس البندقداري وانضموا إلى جيشه ، فاجتمع له قرابة أربعين ألفًا من الجيوش الشامية والمصرية . ثم خرج من مصر في شهر رمضان سنة 658 هـ ، فوصل مدينه "غزة" وكانت بها قوات من التتار بقيادة بيدر ، فداهمها واستعاد "غزة " من أيديهم ، وأقام بها يومًا واحدًا ، ثم غادرها شمالاً ، وفي هذه الأثناء بلغ كتبغانوين قائد هولاكو على الشام أن قطز قد خرج لقتاله ، فاستشار أصحابه في ذلك ، فمنهم من رأى أن يتمهل حتى يصل إليه مدد من "هولاكو"، ومنهم من رأى أن يسرع بلقائه فاختار الرأي الأخير . وكان قطز عند خروجه قد بعث طلائع من قواته بقيادة الأمير ركن الدين بيبرس لمناوشة التتار ، واختبار قوتهم ، فناوشهم حتى التقوا جميعاً عند " عين جالوت " بين " بيسان " و" نابلس " . وفي يوم الجمعة 25 رمضان سنة 658 هـ ابتدأ القتال بين الجيشين ، وكان التتار يحتلون المرتفعات المُطِلَّة على " عين جالوت " ، فانقضوا على جيش قطز وتغلغلوا حتى اخترقوا الميسرة ، وأحدث ذلك شرخاً في الجيش ، فتقدم قطز بقوات القلب التي كان يقودها واقتحم القتال بنفسه حتى استعاد الجيش توازنه . وكان قطز قد أخفى قواته الرئيسية في الشعاب والتلال القريبة من"عين جالوت" ليباغت بها العدو ، فلما رأوا اشتداد القتال هجموا على جيش التتار ، و قطز أمامهم يصرخ ويصيح : وا إسلاماه .... وا إسلاماه ، يا الله انصر عبدك قطز "، وهو يشجع أصحابه ويحسّن لهم الموت حتى قتل فرسه من تحته ، وكاد أن يتعرض للقتل لولا أن أسعفه أحد فرسانه فنزل له عن فرسه . وما هي إلا لحظات حتى انقلبت موازين المعركة لصالح المسلمين ، فارتبكت صفوف العدو ، وشاع أن قائدهم كتبغانوين قد قتل ، ففَتَّ ذلك في عضدهم ، وولوا الأدبار يجرون أذيال الخيبة والهزيمة . ولما رأى قطز انكسار التتار نزل عن فرسه ، ومرَّغ وجهه بالأرض خضوعاً وتواضعاً لله جل وعلا ثم صلى ركعتين شكرًا لله على هذا النصر المبين . وهكذا كان شهر رمضان المبارك على موعد مع هذا اليوم الخالد في حياة الأمة ، والذي هزم الله فيه التتار لأول مرة في تاريخهم منذ جنكيز خان ، وتلاشت بعده آمالهم في السيطرة على بلاد المسلمين . |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |
|
![]() من ذاكرة رمضان 3 موقعة شقحب 702 هـ ![]() أراد قازان حفيد هولاكو تحطيم سلطان المسلمين في مصر ، واسترداد الأرض المقدسة وتسليمها للنصارى ، فجَيَّش الجيوش الجرّارة لهذه المهمة ، وتقدّمت جيوشه إلى بلاد " حلب وحماة " حتى وصلت إلى " حمص وبعلبك " ، وعاثوا في تلك الأراضي فسادا ، وأقدموا على عظائم وفظائع تعجز الألسن عن وصفها ، واستحرّ القتل في المسلمين ، وسرعان ما انتشرت هذه الأخبار إلى التخوم المجاورة والبلدان القريبة ، حتى قَلقَ الناس وفزعوا فزعاً شديداً ، وجعل المرجفون يقولون : " لا طاقة لجيش الشام مع هؤلاء المصريين بلقاء التتار " . وعمل العلماء على إشراك الخليفة المستكفي بالله ، والسلطان الناصر محمد بن قلاوون الصالحي في مواجهة الغزاة ، وقام شيخ الإسلام ابن تيمية بدور عظيم في هذا الجانب ، فقد اجتمع نائب السلطان والأمراء وقادة الجند والعلماء ، ونظروا فيمن يبعثوه إلى السلطان ليحثه على المجيء لنصرة أهل الشام ، فوقع اختيارهم على الإمام ابن تيمية رحمه الله لما علموا من شجاعته وجرأته في قول الحق والصدع به ، ووقف ابن تيمية موقفاً شجاعاً في وجه السلطان - رغم جبروته وقوته - وقال له فيما قال : " إن كنتم أعرضتم عن الشام وحمايته ، أقمنا له سلطاناً يحوطه ويحميه ويستغله في زمن الأمن " ، ثم قال له : " لو قُدِّر أنكم لستم حكَّام الشام ولا ملوكه واستنصركم أهله وجب عليكم النصر ، فكيف وأنتم حكامه وسلاطينه ، وهم رعاياكم ، وأنتم مسؤولون عنهم؟! " ، ولم يزل بهم حتى أرسلوا الجيوش إلى الشام . وبعد ذلك اجتمع الأمراء وتحالفوا على لقاء العدو وشجّعوا أنفسهم ورعاياهم حتى نودي في دمشق بألاَّ يرحل منها أحد ، وتهيّأ الناس للقتال وارتفعت الروح المعنوية عند الجند وعامة الناس ، وكان لشيخ الإسلام ابن تيمية أعظم الأثر في إلهاب عواطف الأمة وإذكاء حماسها ، حتى إنه كان يحلف للأمراء وللناس أنهم في هذه الكرَّة منصورون ، فيقول له الأمراء : قل : إن شاء الله ، فيقول : " إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً " ، ثقةً منه بموعود الله بالنصر لمن أطاعه وجاهد في سبيله . وكان يدور على الأجناد والأمراء ، ويفتي الناس بالفطر ، ويأكل هو من شيء معه في يده ، ليعلمهم أن إفطارهم أفضل ليتقووا على القتال ، فيفطر الناس معه . ومرّ السلطان بصفوف الجيش والقراء يقرؤون الآيات التي تحضّ على الجهاد والاستشهاد ، وهو يقول لهم : دافعوا عن دينكم وحريمكم ، ووضعت الأحمال وراء الصفوف ، وأمر الغلمان بقتل من يحاول الهرب من المعركة . وقد ثبت السلطان ابن قلاوون في ذلك الموقف ثباتاً عظيماً ، وبايع الله وصدَقه فصدقه الله ، حتى إنه أمر بجواده فقيِّد لئلا يهرب . ثم بدأ القتال والتحم الصفّان في يوم السبت الثاني من رمضان بسهل شقحب جنوبي دمشق ، وكان عدد جيش التتار خمسين ألف مقاتل ، وقيل إن عدده كان يصل إلى مائة ألف ، وطلب شيخ الإسلام ابن تيمية من قائد الجيش أن يوقفه موقف الموت ، فأخذه القائد وأوقفه في مكان ينحدر منه التتار كالسيل الهادر ، فلما أقبلوا وبريق سيوفهم يلمع من بعيد ، والغبار منعقد فوق رؤوسهم ، قال له : يا سيدي هذا موقف الموت وهذا العدو قد أقبل تحت هذا الغبار المنعقد ، فدونك ما تريد ، فرفع طرفه إلى السماء ، وأشخص بصره ، وحرك شفتيه طويلاً ، ثم أقدم على القتال . واحتدمت المعركة ، واستحرّ القتل ، واستطاع التتار في بادئ الأمر أن ينزلوا بالمسلمين خسارة جسيمة فقتل من قتل من الأمراء إلا أن الحال لم يلبث أن تحول بفضل الله لصالح المسلمين . وقد استمرت المعركة من العصر يوم السبت إلى الساعة الثانية من يوم الأحد ، ولما جاء الليل لجأ التتر إلى اقتحام التلال والجبال والآكام ، فأحاط بهم المسلمون ومنعوهم من الهرب ، وقتلوا منهم ما لا يعلم عدده إلا الله عز وجل ، وجعلوا يجيئون بهم في الحبال فتضرب أعناقهم ، وتساقط كثير ممن حاول الهرب في الأودية والمهالك ، وغرق آخرون في الفرات بسبب الظلام . وكشف الله بذلك عن المسلمين غمَّة عظيمة شديدة ، فأمسى الناس وقد استقرت خواطرهم ، واستبشروا بهذا الفتح العظيم والنصر المبارك ، فلله الحمد والمنة. |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |
|
![]()
|
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |
|
![]() أكلات في رمضان القطايف ![]() - المقادير : 1-كوب من الدقيق . 2-كوبان من السميد . 3-ملعقة صغيرة باكنج باودر . 4-ملعقة كبيرة سكر . 5- 3 فناجين ماء . 6-ربع ملعقة ملح . - طريقة التحضير : ينخل الدقيق والسميد ، ويرش الملح ويضاف كلٌّ من البكنج باودر والسكر . 2- توضع المواد السابقة في الخلاط الكهربائي ويضاف الماء بالتدريج . 3- يترك الخليط لمدة ربع إلى نصف ساعة على الأكثر حتى يخمر . 4- توضع مقلاة من التيفال فوق النار مدة حتى تسخن . 5- يسكب في المقلاة قرص بمقدار المغرفة ، ويترك على النار حتى تختفي آثار العجين ، ثم ترفع بالمغرفة المبسطة وتوضع فوق جريدة أو قطعة من القماش حتى تبرد . 6- تحشى الأقراص إما بالجوز الممزوج بالسكر والقرفة أو بالجبن الأبيض المحلى بالسكر . 7- تدهن الأقراص بالسمن وتحمر بالفرن أو تقلى بالسمن ثم تغمس بالقطر المحضر مسبقاً ، وتقدم ساخنة . رجعتُ إليك عودة صائم د.عبد المعطي الدالاتي رجعتُ إليكَ، إلهَ الوجودِ *** فطابَ رجوعي،وطاب سجودي رجعتُ أريدُ الخلودَ،ومالي *** سواكَ، فهبْ لي جِنانَ الخلودِ رجعت ُوأهواءُ نفسي قيودٌ *** أعِنّي ، إلهي ، لكسرِ القيودِ *** شردتُ وكم حيّرتْني الدروبُ! *** وقلبي يسائلُ:أين الحبيبُ؟! فلاحتْ لقلبي معالم ُدربي *** وفي الدربِ نورٌ،وفي الدرب طيبُ وفي الدرب هدْيُ الرسولِ يقودُ *** الحيارى،فقلتُ:أتوبُ، أتوبُ *** أياربّ:إني مَللتُ دروبي *** وعمري اشتكىمن جراحِ الذنوبِ فذنبي كبيرٌ.. وحوبي عظيمٌ *** ويَمسحُ عفوُكَ ذنبي و حوبي وأَعلمُ أنكَ تعفو .. ولكنْ *** يطولُ لأوزارِ عمري نحيبي *** وأَعلمُ أنكَ تغفرُ ذنبي *** وتعلمُ أني أحبّكَ ربي ولو كان عمري ذنوباً فإني *** سأسألُ قربي،وأعلنُ حبي وأعلنُ أني أحبك ربي *** بدمعي.. بلحني.. بخفقةِ قلبي *** رجعتُ إليكَ .. ودمعي جرى *** لِيسجدَ دمعيَ فوق الثرى هجرتُ دروبَ الهوى،وعجِلتُ *** إليك لترضى، إلهَ الورى وأظمأتُ يومي بصومي،وعفْتُ *** بظلِّ النجاوى لذيذَ الكَرى *** رجعتُ إليكَ،أُرَجّي رضاكَ *** وماكنتُ أرجو،إلهي،سواكَ أناجيكَ ..أدعو وكليّ رجاءٌ *** وحاشا يَخيبُ محبٌّ دعاكَ إليكَ مآلي..وكلُّ سؤالي *** رضاكَ-إلهي-وحسبي رضاكَ *** تلوحُ الجِنانُ فمنْ ذا اشترى؟ *** ومن ذا يهيمُ بأعلى الذُّرا ؟ وذو الشوقِ يُدلج ُعندالسُّرى *** لطيبة َيهفو ..وأمِّ القُـرى تلوحُ لقلبي مواسمُ حُبِّ *** تلوحُ..فيا قلبُ: ماذا ترى؟! وأنت أخي وأنت أختي ماذا ترون؟! |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |
|
![]()
|
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |
|
![]() رمضان حول العالم رمضان في تركيا 2 يستقبل المسلمون الأتراك شهر رمضان المبارك بمظاهر البهجة والفرح، مثلما هو الحال عند كل الشعوب الإسلامية في أنحاء العالم الإسلامي. والمظاهر العلنية التي يبديها هذا الشعب المسلم عند قدوم شهر رمضان لهي أكبر دليل، وأصدق برهان على عمق وترسخ الإسلام، على الرغم من كل المحاولات التي قامت وتقوم لإبعاد هذا الشعب عن دينه، وسلخه عن عقيدته . وتمثل مدينة ( استنبول ) الرمز الإسلامي في ذاكرة الشعب التركي؛ إذ هي كانت مقر الخلافة الإسلامية لفترة تزيد عن الخمسة قرون، كما أن فيها عددًا كبيرًا من المساجد والمعالم الإسلامية، ناهيك عن الأمانات النبوية المقدسة التي أحضرها السلطان سليم الأول عند عودته من الشرق العربي. وأكثر ما تبدو المظاهر الرمضانية عند هذا الشعب في هذه المدينة، التي تضم نسبة كبيرة من السكان تصل إلى عشرة ملايين نسمة أو يزيد؛ وفي هذه المدينة يُقرأ القرآن خلال هذا الشهر يوميًا في قصر ( طوبقابي ) الباب العالي سابقًا، وتستمر القراءة في هذا القصر دون انقطاع في ليل أو نهار . ويعتمد المسلمون في تركيا الحسابات الفلكية في ثبوت شهر رمضان، وقل من الناس من يخرج لترصد هلال رمضان. وتتولى هيئة الشؤون الدينية التركية الإعلان عن بدء هلال شهر رمضان المبارك . ومع بدء إعلان دخول الشهر الكريم رسميًا تضاء مآذن الجوامع في أنحاء تركيا كافة عند صلاة المغرب، وتبقى كذلك حتى فجر اليوم التالي، ويستمر الأمر على هذا المنوال طيلة أيام الشهر الكريم. ومظهر إنارة مآذن المساجد يعرف عند المسلمين الأتراك بـاسم ( محيا ) وهو المظهر الذي يعبر عن فرحة هذا الشعب وبهجته بحلول الشهر المبارك. ولكل مسجد من المساجد الكبيرة هناك منارتان على الأقل، ولبعضها أربع منارات، ولبعضها الآخر ست منارات. والعادة مع دخول هذا الشهر أن تُمد حبال بين المنارات، ويُكتب عليها بالقناديل كلمات: ( بسم الله، الله محمد، حسن حسين، نور على نور، يا حنان، يا رمضان، خوش كلدي ) وأمثال ذلك، وما يكتبونه يقرأ من الأماكن البعيدة لوضوحه وسعته . وانتشار الدروس الدينية في المساجد وقراءة القرآن مظهر بارز في هذا الشهر عند الأتراك؛ وخاصة في مدينة ( استنبول ) المشتهرة بمساجدها الضخمة، ومآذنها الفخمة، والتي يأتي في مقدمتها مسجد ( آيا صوفيا ). ويبتدئ وقت هذه الدروس مع صلاة العصر، وتستمر إلى قرب وقت المغرب. وتُرى المساجد الشهيرة في هذا الشهر عامرة بالمصلين والواعظين والمستمعين والمتفرجين الطوافين من النساء والرجال . والعادة في تركيا أنه حينما يحين موعد أذان المغرب تطلق المدافع بعض الطلقات النارية، ثم يتبع ذلك الأذان في المساجد. وبعد تناول طعام الإفطار يُهرع الجميع مباشرة؛ أطفالاً وشبابًا، ونساء ورجالاً صوب الجوامع والمساجد لتأمين مكان في المسجد، يؤدون فيه صلاة العشاء وصلاة التراويح، والتأخر عن ذلك والإبطاء في المسارعة قد يحرم المصلي من مكان في المسجد، وبالتالي يضطره للصلاة خارج المسجد، أو على قارعة الطريق . والحماس الزائد عند الأتراك لأداء صلاة التراويح يُعد مظهرًا بارزًا من مظاهر الفرح والحفاوة بهذا الشهر الكريم، حيث تلقى صلاة التراويح إقبالاً منقطع النظير من فئات الشعب التركي كافة، الأمر الذي يدل دلالة واضحة على الحب العظيم والاحترام الكبير الذي يكنه أفراد هذا الشعب لهذا الشهر الفضيل، لكن يلاحظ في هذه الصلاة السرعة في أدائها، إذ لا يُقرأ فيها إلا بشيء قليل من القرآن، وقليل هي المساجد التي تلتزم قراءة ختمة كاملة في صلاة التراويح خلال هذا الشهر المبارك . ومن المعتاد في صلاة التراويح عند الأتراك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد كل ركعتين من ركعات هذه الصلاة، إضافة إلى قراءة بعض الأذكار الجماعية التي تقال بعد كل أربع ركعات؛ كقولهم: ( عز الله، وجل الله، وما في قلبي إلا الله ) . ومن معتادهم إضافة لما تقدم، قولهم في النصف الأول من رمضان: ( مرحبًا يارمضان ) وقولهم في النصف الثاني منه: ( الوداع ) . ومن الأمور التي يحرص عليها الأتراك في هذا الشهر صلاة ( التسابيح ) وهم يؤدونها عادة في الأيام الأخيرة من رمضان، أو ليلة العيد . والأتراك يولون عناية خاصة بليلة القدر، حيث يقرؤون فيها المدائح النبوية، إضافة إلى بعض الأناشيد الدينية... ومن المعروف عن الشعب التركي المسلم اهتمامه الشديد وحرصه الدائب على قراءة القرآن طيلة شهر رمضان؛ ففي هذا الشهر المبارك يقوم المسلمون الأتراك بتقسيم وتوزيع سور القرآن الكريم فيما بينهم، على أساس قدرة كل شخص منهم فيما يستطيع أن يقرأه من القرآن، ثم مع اقتراب الشهر الكريم من نهايته تقوم تلك المجموعات التي قسمت قراءة القرآن فيما بينها وتذهب إلى مسجد من المساجد، وتتوجه إلى الله بالدعاء الجماعي الخاص بختم قراءة القرآن الكريم، ويتبع ذلك عادة حفل ديني صغير يشارك فيه إمام ذلك المسجد، يتضمن بعض الكلمات والأذكار والأناشيد الدينية . أما صلاة التهجد فالمقبلون عليها أقل من القليل، بل ليس من المعتاد إقامتها في المساجد. ويقال مثل ذلك في سُنَّة الاعتكاف، إذ هجرها الكثير هناك، فلا يقيمها إلا من وفقه الله لفعل الطاعات، وتمسك بهدي رسول الهدى والرشاد . ومن العادات المتبعة في هذا البلد المسلم خلال موسم رمضان إقامة معرض للكتاب، يبدأ نشاطه مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر الكريم، ويفتح المعرض أبوابه كل يوم لاستقبال زواره بعد صلاة المغرب، ويستمر حتى وقت مـتأخر من الليل . الجمعيات الخيرية المدعومة من قِبَل الأحزاب الإسلامية التركية، وبالاشتراك مع أهل الإحسان والموسرين تقيم كل يوم من أيام رمضان ما يسمى بـ ( موائد الرحمن ) وهي موائد مفتوحة، يحضرها الفقراء والمحتاجون وذووا الدخل المحدود. وتقام هذه الموائد عادة في الساحات والأماكن العامة. كما يقوم أهل الخير هناك بتوزيع الحلوى والمشروبات على الأطفال المشاركين في صلاة التراويح عقب انتهائها . بالنسبة لساعات العمل في الدوائر الرسمية لا يطرأ عليها أي تغير خلال هذا الشهر، وهذا أمر طبيعي، إذ نظام الدولة نظام علماني، حتى إن بعض الصائمين يدركهم وقت المغرب وهم في طريقهم إلى منازلهم بسبب طول فترة ساعات العمل؛ في حين أن قطاعات العمل الخاصة تقلل ساعات العمل اليومي مقدار ساعة أو نحوها . ومع دخول النصف الثاني من شهر رمضان يُسمح للزائرين بدخول جامع يسمى جامع ( الخرقة ) وهو في مدينة استنبول، والذي يقال: إن فيه مكانًا يُحتفظ بداخله بـ ( الخرقة النبوية ) التي أحضرها السلطان سليم لاستانبول بعد رحلته للشرق الإسلامي عام ( 1516م ) ولا يُسمح في أيام السنة العادية بزيارة ذلك المكان . والمطبخ التركي غني عن التعريف، وما يعنينا منه كيف يكون أمره في رمضان؛ وعادة ما يبدأ الناس هناك إفطارهم على التمر والزيتون والجبن، قبل أن يتناولوا وجباتهم الرئيسة. والناس في هذا الموقف فريقان: فريق يفطر على التمر وقليل من الطعام، ويذهب لأداء صلاة المغرب، ثم يعود ثانية لتناول طعامه الرئيس، وهؤلاء هم الأقل. والفريق الثاني يتناول طعامه كاملاً، ثم يقوم لأداء صلاة المغرب، بعد أن يكون قد أخذ حظه من الطعام والشراب. وهذا الفريق هو الأكثر والأشهر بين الأتراك. وليس بغريب ولا بعجيب أن تمرَّ على بعض المساجد في صلاة المغرب في رمضان، فلا تجد غير الإمام والمؤذن وعابر سبيل!! و ( الشوربة ) هي الطعام الأبرز حضورًا، والأهم وجودًا على مائدة الإفطار التركية، إضافة إلى بعض الأكلات التي يشتهر بها البيت التركي. ومن الأكلات الخاصة بهذا الشهر عند الأتراك الخبز الذي يسمى عندهم ( بيدا ) وتعني ( الفطير ) وهي كلمة أصلها فارسي؛ وهذا النوع من الخبز يلقى إقبالاً منقطع النظير في هذا الشهر، حتى إن الناس يصطفون طوابير على الأفران قبل ساعات من الإفطار للحصول على هذا النوع من الخبز الذي يفتح الشهية للطعام، وينسي تعب الصوم . وتعتبر ( الكنافة ) و( القطايف ) و( البقلاوة ) و( الجلاّش ) من أشهر أنواع الحلوى التي يتناولها المسلمون الأتراك خلال هذا الشهر الكريم. وربما كان من المفيد أن نختم حديثنا عن المطبخ التركي بالقول: إن الشعب التركي المسلم من أكثر الشعوب الإسلامية التي تتمتع بثقافة متميزة في الطعام والشراب، إعدادًا وذوقًا ونوعًا . ثم إن ليالي رمضان في هذا البلد، وخاصة في مدينة استنبول، بعضها بيضاء وبعضها حمراء؛ فهي يتجاذبها اتجاهان: اتجاه يرى في هذه الليالي أنها ليالي عبادة وطاعة، فهو يمضيها ويستغلها بين هذه وتلك؛ واتجاه يرى في تلك الليالي أنها ليالي سرور وفرح، وعزف وقصف، ورقص وعصف، فهو يمضيها في المقاهي، وتدعى في البلاد التركية بـ ( بيوت القراءة ) = ( قراءتخانة لر ) أو في دور اللهو، حيث المعازف الوترية، كالعود والقانون والكمنجا؛ وغير الوترية، أو في غير هذه الأماكن . وليس من العجيب عند سكان مدينة ( استنبول ) كثرة المعازف في رمضان وفي غير رمضان؛ إذ إن لأهلها - نساء ورجالاً - عناية خاصة بالعزف والموسيقى، حيث يتعلمون ذلك في المدارس الخاصة. كما وترى أصحاب الطبول الكبيرة يجولون في الشوارع من أول الليل إلى وقت الإمساك قُبيل الفجر. ولعل الشباب هم العنصر الأكثر حضورًا وظهورًا في هذه الليالي، حيث يمضون الليل في اللهو واللعب. وتنتشر بين أمثال هؤلاء الشباب عادة الجهر بالفطر في رمضان، فترى شبابًا وهم بكامل صحتهم يفطرون من غير عذر يبيح لهم ذلك ؟!. ( يتبع بإذن الله إن قدر لي الأسبوع القادم) و._)و._)و._)و._)و._)و._)و._)و._) |
|
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لجلب |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دعاء السديس ليلة 17 رمضان 1432 | abudyab 619 | مواضيع وبرامج دينية عامة | 4 | 08-17-2011 06:39 PM |
هدية للغالي essam-610 من مركز سبينة خلفية ليلة القدر + تواقيع ليلة القدر | essam-610 | مواضيع وبرامج دينية عامة | 6 | 08-04-2011 02:09 PM |
خاص "النهار دراما" تنطلق ليلة رمضان | حسام مشعل | منتدى الترددات والقنوات الفضائية | 8 | 08-03-2011 12:16 AM |
هل تعلم ماذا يحدث في أول ليلة من شهر رمضان ؟؟ | عبدالله العقول | مواضيع وبرامج دينية عامة | 2 | 08-12-2010 07:10 PM |
هل تعلم ماذا يحدث في أول ليلة من شهر رمضان | انا اردني | مواضيع وبرامج دينية عامة | 6 | 07-31-2010 06:34 PM |