غرير العسل : مقاتل شجاع في أحضان الطبيعة في رحلةٍ عبر غابات العالم ، نصادفُ حيوانًا فريدًا يُعرف باسم ” غرير العسل ” ، ذلك المخلوقُ الصغيرُ الذي يُخفي خلفَ حجمِهِ المتواضعِ قدراتٍ استثنائيةً تجعلهُ رمزًا للذكاءِ و الشجاعة . في هذه المقالة ، سنُبحرُ في عالمِ غريرِ العسلِ ، ونُكشفُ عن ميزاتهِ الجسديةِ الفريدةِ ، وسلوكهِ الاجتماعيِ المُعقد .
الموطن
ينتمي غرير العسل إلى فصيلة ابن عرس ، و يسمى بعدة أسماء منها : الظربان ، الراتِل . بينما يعيش في نطاق واسع من أفريقيا و جنوب غرب آسيا و شبه القارة الهندية . حيث يتواجد في المملكة العربية السعودية و الأردن و العراق و إيران و لبنان و الكويت و سوريا و اليمن و الهند و باكستان و تركمانستان و أفغانستان . البيئة
يتواجد غرير العسل في مجموعة واسعة من الموائل ، تشمل الغابات الخضراء الاستوائية وشبه الاستوائية . والغابات المفتوحة ، و الغابات على ضفاف النهر أو الأراضي العشبية . لكنه لا يفضل العيش في المناطق الصحراوية القاحلة ، حيث يحتاج إلى موائل بها جحور أو شقوق صخرية أو أماكن أخرى يمكنهم الاحتماء بها . شكل غرير العسل
عبارة عن حيوان متوسط الحجم ، يبلغ طوله 60 – 70 سم و يزن 8 – 12 كجم .
يكون الذكر أكبر من الأنثى ، و لهم جمجمة كبيرة و عينان صغيرتان و رقبة و أكتاف عضلية .
يكون لون الفرو أسود داكن من الأسفل ، مع عباءة علوية رمادية أو بيضاء ناصعة .
الأقدام الأمامية قوية و كبيرة ، ولها مخالب طويلة تفيد في الإمساك بالفريسة و الجري .
السلوك
ينشط غرير العسل في الليل و يمكن مشاهدته في النهار . بينما يعيش حياة بدوية مليئة بالتنقلات بحثاً عن الغذاء ، و يسافر وحيداً و يقطع الذكور مسافات أطول من الإناث . و يحدد الذكور مناطقهم بالبول و افرازات غدد الرائحة ، و يدافعون عن مناطقهم بشراسة أمام الذكور الأخرى . [1] شجاعة غرير العسل
يعرف هذا الحيوان بشجاعته الكبيرة ، حيث يدافع عن نفسه بشراسة أمام أي حيوان يعتدي عليه . و لا يكترث لحجم المعتدي و قوته فقد تم تسجيل حالات و هو يقاتل الأسود و الفهود والضباع دفاعاً عن نفسه . كما أنه يهاجم الحيوانات ذوات الحوافر عندما تقترب من جحره كالجاموس و الخيول . بينما لا تأثر فيه لدغات الأفاعي و النحل ، حيث يمتلك جلد سميك للغاية و من النادر أن تخترقه لدغات الأفاعي و النحل الغذاء
يعتبر غرير العسل من الحيوانات آكلة اللحوم ، حيث يتغذى على البيض و القوارض الصغيرة و الثعابين و الطيور و الضفادع . كما يتغذى على الفواكه و الجذور و خلايا النحل ، و يحب تناول خلايا النحل لوجود العسل و اليرقات بداخلها . و في حال ندرة الطعام فإنه يلجأ لتناول الجيف و الحيوانات النافقة .
ليس لدى غرير العسل الكثير من المفترسات ، و تميل الأ المفترسات
سود والفهود إلى قتل الكبار في السن و الضعفاء فقط . حيث أن الجلد السميك و المرتخي يجعل من الصعب القبض على الصغار . كما يحاكي اللون الفريد لغرير العسل بجسمه الأسود و رأسه الأبيض لون شبل الفهد ، مما يجعله أقل عرضة لأي حيوان مفترس . [1] تكاثر غرير العسل
يتكاثر في أي وقت من العام ، و يقوم الذكر برقصات و إصدار أصوات لجذب الأنثى و تتزاوج الأنثى مع ذكر واحد أو إثنان . بعد ذلك ، تبدأ فترة الحمل و التي تستمر 50 – 70 يوماً . و تلد الأنثى صغارها في جحر و تضع 1 – 2 صغار ، و يولد الصغار عميان و عراة يغطيهم اللون الأسود بالكامل ، و تعتني الأنثى وحدها بالصغار . العناية بالصغار
يبقى الصغار في الجحر لثلاثة أشهر ، تقوم الأم خلالها بنقل الصغار من جحر إلى آخر كل ثلاثة أيام تقريباً . و عندما يبلغ الصغار ثلاثة أشهر تبدأ الأم بسطحابهم معها و إطعامهم اللحوم ، و يبقى الصغار مع أمهم فترة طويلة تصل إلى 12 – 16 شهر . و تصل الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي بشكل أسرع من الذكور ، حيث تستغرق من 12 – 16 شهرًا فقط ، بينما يستغرق الذكور 2 – 3 سنوات . في حين يمكن لغرير العسل العيش في البرية 7 – 8 سنوات . حقائق عن غرير العسل
طعامه المفضل هو العسل ، وسمي بهذا الاسم لأنه يسرق العسل من المناحل التقليدية في الجبال والوديان و يستخرج العسل منها .
يمتلك كيساً شرجياً ذو رائحة خانقة تساعده هذه الرائحة على تهدئة النحل عندما يداهم خلايا النحل .
بسبب صلابة ورخاوة جلدهم ، يصعب جدًا اصطياده بالكلاب . حيث أنه من الصعب اختراق جلدهم ، كما أن الجلد فضفاض مما يسمح لهم بالالتواء و الانقلاب على مهاجميهم عند الإمساك بهم .
05-17-2024, 10:12 PM
غرير العسل
السلوك 
العرض الشجري