في دراسة صادرة من جامعة ساوثهامبتون، ومنشورة في المجلة العلمية البريطانية، وتم تمويلها من جهة حكومية بريطانية محايدة، ذكرت الدراسة ما مفاده أن المواد الكيميائية غير الطبيعية، التي تتم إضافتها لأسباب شتى إلى المنتجات الغذائية، وعلى وجه الخصوص تلك المواد الصناعية الملونة التى ترفع من مخاطر إصابات الأطفال بحالات فرط النشاط السلوكي وتدني مستوى التركيز الذهني، أو ما يُعرف علمياً اضطراب تدني التركيز وفرط النشاط.
وقد شملت الدراسة 300 طفل طبيعي، وذلك لمعرفة تأثيرات تناولهم مشروبات تحتوي على مواد كيميائية مُصنعة تُضاف عادة إليها في ما هو متوفر في بعض الأسواق البريطانية.
وتم تقسيم الأطفال إلى مجموعتين، الأولى شملت مَن هم في سن الثالثة من العمر، والثانية مَن هم في سن الثامنة أو التاسعة من العمر. واحتوت تلك المشروبات التي قُدمت لهم على مواد مُصنعة عدة، منها ما هو مواد ملونة، ومنها ما هو مواد حافظة، كمادة بنزوات الصوديوم.
وتمت مقارنة تأثير تناول الأطفال إما لمشروبات تحتوي تركيزات عالية من تلك المواد، أو مشروبات تحتوي كميات تُعادل ما يدخل جسم الطفل يومياً عند تناوله حصة أو حصتين من الحلوى العادية الملونة، أو تناول الأطفال لمشروبات لا تحتوي تلك المواد الصناعية المُضافة.
وخلال مدة ستة أسابيع، تابع الباحثون سلوكيات وتركيز الأطفال قبل وبعد تناولهم لواحد من أنواع المشروبات الثلاثة المختلفة المحتوى. واكتشف الباحثون أن الأطفال الذين يتناولون مشروبات تحتوي على مواد كيميائية صناعية ملونة وحافظة عالية، تبدو عليهم بشكل كبير سلوكيات مفرطة في زيادة النشاط والتوتر غير الطبيعي. كما أن هؤلاء الأطفال تتدنى لديهم قدرات التركيز ما يجعل منهم أقل قدرة في المحافظة على مدة طبيعية للانتباه الذهني. هذا كله بالمقارنة مع منْ تناولوا مشروبات طبيعية خالية من تلك المواد الكيميائية.
أما تناول المشروبات التي تحتوي على كميات مماثلة لما هو في الأطعمة والمشروبات والحلويات المتوفرة في بعض الأسواق، فقد أدى إلى ظهور الاضطرابات لدى الأطفال الأكبر سناً، أي من هم في الثامنة أو التاسعة من العمر.
وبالرغم من أن الباحثين لم يتمكنوا من إلقاء اللوم على مادة كيميائية بعينها كسبب محتمل في حصول تلك التغيرات الذهنية والسلوكية لدى الأطفال، إلا أنهم طرحوا كواحدة منها مادة بنزوات الصوديوم، التي سبق الربط العلمي بينها وبين ارتفاع الإصابات بالسرطان كما أكدت الوكالة البريطانية لمعايير الأطعمة على وجوب توخي الوالدين الحذر من التأثيرات على السلوكيات والتركيز لدى الأطفال لتلك المواد الكيميائية المُضافة إلى الأطعمة.
وأثبتت أن تلك المواد الكيميائية تحولهم إلى أطفال غير طبيعيين في سلوكياتهم وتركيزهم الذهني جراء تناولهم لها، مقارنة بتناول أطفال طبيعيين لمنتجات غذائية طبيعية لا تحتوي على تلك المواد الكيميائية.
المواد الكيميائية المُضافة كمواد ملونة:
التي تُستخدم في تسميتها التجارية على العبوات أو مغلفات حلويات الأطفال أسماء منمقة تعتمد على الأرقام، نظراً لطول اسمها العلمي والرغبة في اختصارها، مثل مادة "لون غروب الشمس" sunset yellow الصفراء، المسماة بمادة (E110)، والموجودة في عصير الفاكهة، ومادة كارموسين carmoisine ذات اللون الأحمر القرمزي المسماة بمادة (E122)، المتوفرة في المربيات، ومادة بونشيا 4أر ponceau 4R الحمراء والمسماة (E124)، والمتوفرة في الحلويات الملونة باللون الأحمر، ومادة تارترزين tartrazine والمسماة بمادة (E102)، والموجودة في قطع حلويات المص بالعود الخشبي أو البلاستيكي وفي المشروبات الغازية، ومادة كوينولاين quinoline الصفراء والمسماة بمادة (E104)، والمتوفرة في تلوين الأطعمة باللون الأصفر، ومادة أللور الأحمر إيه سي allura red AC ، والمسماة بمادة (E129)، والموجودة في الأطعمة الملونة باللون البرتقالي الأحمر.