![]() |
رقم المشاركة : 21 | |
|
![]() الصُّوات والنياحة الصُّوات والنياحة, ولطم الخدود, وشق الجيوب, لموت حبيب, أو نزول مصيبة، وقولهم: دَه ماكَنش يومَك – يا مصيبتى – ليه يا رب كِدَه – كان بَدْرى من عمرك – دَه لِسَّه صغيَّر – سايبنا لمين – مين لِينا بَعدَك.. إلخ, وكل هذا اعتراض على قَدِرِ الله عز وجل, وعدم توكّل عليه, وقد نَسِىَ هؤلاء أن الله سبحانه وتعالى قال: {لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئلُون} [الأنبياء:23] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أربَع بَقينَ فى أمتى من أمْرِ الجاهلية, ليسوا بتارِكِيها: الفَخرُ بالأحساب, والطعنُ فى الأنساب, والاستسقاء بالنجوم, والنياحة على الميت, وإن النائِحَة إذا لم تَتُب قبل الموت, جاءت يوم القيامة عليها سِرْبال من قَطِران, ودِرْع من لهب النار)) [صحيح الجامع:875] وقال: ((ليسَ مِنّا من لَطَمَ الخدود, وشَقَّ الجيوب, ودَعا بدعوَى الجاهلية)) [صحيح البخارى] وقال: ((اثنتان فى الناس هما بهم كفر, الطعنُ فى النسَب, والنياحَة على الميت)) [صحيح مسلم] وقال: ((ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بِدَمْعِ العَيْن, ولا بِحُزن القلب, ولكن يعذب بهذا – وأشار إلى لسانِهِ – أو يرحم, وإن الميت يُعَذَّب ببكاءِ أهلِهِ عَلَيهِ)) [صحيح الجامع:2647] ربما يقول قائل: ما ذنب الميت أن يُعذَّب بما نِيحَ عليه؟ قال العلماء: لأنه لم يُوصِ أهله بعدم الصُّوات, والنياحة عليه. فيجب علينا أن نوصى أهلينا ألا يفعلوا أى شىء يغضب الله عز وجل من بعدنا, وهناك وصايا مطبوعة ممكن شراؤها, والتوقيع عليها فقط. أمّا إذا كان علينا ديون, أو عندنا أمانات, فيجب أن نوصى بها, ونُشهد عليها شهيدين. وهنا شىء يفعله بعض الناس, وخاصَّة النساء.. إذا أراد زوجها أو أبوها أو ابنها أن يوصيها بشىء, قطعت عليه الكلام, وقالت له: بِعْدِ الشَّر عليك يا خُويا, ربنا يِخَلّيك لِينا, ربنا يِخَلّيك لِوْلادَك. وتضيع حقوق العباد بذلك, ونقول لها: لا مانع أن تدعى له بالبركة فى العمر, ولكن اسمعى وصيته, ولا تقاطعيه, لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما حَقُّ امرئٍ مسلم له شىء يريدُ أن يُوصِى فيه, يَبيتُ لَيْلَتَيْن, إلا ووصيته مكتوبة عنده)) [صحيح مسلم] ومن البدع أيضاً الذبح للميت بحجَّة إطعام الْمُعَزّين, ألا يوجَد أى طعام إلا طعام الذبيحة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا عَقْرَ فى الإسلام)) [سنن أبى داود, صحيح الجامع:7535] والعَقْر كان من عادات الجاهلية، فكانوا يذبحون على قبر الميت, ويعتبرون أنه إكرام له. ولا يظن أحد أنهم كانوا يفعلون ذلك تقرُّباً للميت, بل كانوا يفعلونه إكراماً, ووفاءً له، كما كان يذبح فى حياته للضيوف, فهم يفعلون مثله, وليس من باب العبادة, ولكن السنَّة فى هذا الأمر أن الجيران, أو الأقارب الأباعد, هم الذين يصنعون الطعام لأهل الميت, لأنهم مشغولون بحزنهم, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما استُشهِدَ سيدنا جعفر بن أبى طالب رضي الله عنه : ((اصنعوا لآل جعفر طعاماً, فإنه قد أتاهم ما يشغلهم)) [صحيح الجامع:1015] وهناك خطأ آخر.. وهو إقامَة سُرادِقات العزاء, والمغالاة فيها للتفاخر, وربما كانت من أموال اليتامى, ويُقرَأ القرآن, ويُلحَن فيه, بحضرة من يشربون الدخان, ولا يتدبَّرون القرآن. والعزاء إنما يكون فى أى مكان, كالمسجد, أو على القبر عند الدفن, ولا يُشتَرط إعداد مكان مُعيَّن له، بل هو من البدع التى ينبغى أن نَكُفَّ عنها, وكذلك الأربعين, والميعاد السنوى. ومن الأخطاء أيضاً فتح الأبواب للنساء لاستقبال العزاء ثلاثة أيام, وتَدُور فى هذه المجالس أحاديث الغِيبَة والنميمة, والقرآن يُقرَأ, ولا أحد يستمع له. وأخبرونى يا من تفعلون هذا.. أَأُنزِلَ القرآن للأحزان والأموات؟ أم أُنزِلَ للأحياء ليهتدوا به؟ وهل من السنَّة أن ترفعوا صوت القرآن, ليسمعه جميع الجيران؟ ومن قال لكم إن المرأة تذهب ثلاثة أيام؟ إنما العزاء مرة واحدة, وتنصرف بعد قليل, ولا تمكث بالساعات الطوال، فإن هذا يرهق أهل الميت, ويحمّلهم ما لا يطيقون. وسبحان الله يا إخوانى! ترى النساء وهُنَّ ذاهبات للعزاء يتكلَّمنَ, وربما يَضحكْنَ، وعندما يَصِلنَ إلى بيت الميت, يَصرُخنَ مجامَلة لأهله, فهل هذا يرضى الله سبحانه وتعالى؟ ونقول لهؤلاء النسوة: اتقين الله قبل أن يأتى اليوم الذى تَندمْنَ فيه, ولا ينفع الندم. وكذلك لا يجوز خروجهنَّ وراء الجنازة, ولا زيارة المقابر, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لَعَنَ الله زوّارات القبور)) [السنن الكبرى للبيهقى, صحيح الجامع:5109] (من العلماء من قال بجواز ذهاب النساء إلى المقابر, ولكن بشروط يُرجَع إليها فى كتب الفقه, وهى شروط قلَّما تتوافر الآن) وكذلك من الأخطاء الشائعة أن التى مات عنها زوجها لا تخرج من البيت عاماً كاملاً، حتى إن البعض يقولون إنها لا تغتسل, ولا تمتشط (تِسَرَّح شعرها), سبحان الله! والصحيح أنها لا تخرج أربعة أشهر وعَشْراً, إلا للضرورة، ولها أن تغتسل وتمتشط حسب رغبتها، ولكن لا تتزيَّن بذهب أو كُحْل أو غيره, ولا تتعطر. ومن البدع أيضاً: لبس الأسود عاماً كاملاً, والمصرَّح به شرعاً هو ثلاثة أيام فقط, إلا على الزوج أربعة أشهر وعَشْراً. وإذا قلت لإحداهن: اتقى الله ولا تَلْبسيه، قالت: وماذا يقول عنى الناس؟ فسبحان الله.. من سيحاسبها؟ الناس, أم رَبُّ الناس؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يَحِلُّ لامرأةٍ تؤمنُ بالله واليوم الآخر أن تُحِدَّ فوق ثلاث, إلا على زَوْجٍ, أربعة أشهر وعَشْراً)) [صحيح مسلم] ونقول لأخواتنا المسلمات: إن الحداد على الزوج – أو على غيره – ليس من الضرورى أن يكون بلبس الأسود، وإنما هو رُخصة فقط، وغايَة ما فى الأمر, أنها تلبس الملابس العادية, التى ليست بها زينة, لأن الكثير من الناس يخفى عليهم هذا الأمر, ويظنون أنه فرض, واقرأوا إن شئتم صفحة 305 من الجزء الرابع من رياض الصالحين, بشرح ابن العثيمين. ![]() زيارة المقابر من البدع المنكَرَة زيارة القبور فى أيام مُعَيَّنة, مثل ما يُسَمَّى طَلعَة رجب, والخميس, أو الجمعة الأولى, وفى الأعياد, وما يُسَمَّى شَقّ القبر, والأكل والشرب والضحك, وارتكاب المحرَّمات عندها، حتى إن أحدهم لَيأخذ المسجّل معه ليسمع الغناء! ويختلط الرجال بالنساء, وكل هذا لا يرضِى الله ورسوله، ويُعتبَر من قسوة القلوب، وإدخال الحزن على المسلمين فى يوم عيدهم وفرحهم, وقد ذكرنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم فى زوّارات القبور. ![]() يتبع إن شاء الله |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 22 | |
|
![]() من لَعَنَ مُسلِماً أو كفَّره حيّاً أو ميّتاً من كَفَّر مُسلماً فقد كَفَرَ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيُّما رجل مسلم أكْفَرَ رجلاً مسلماً, فإن كان كافراً, وإلا كان هو الكافر)) [سنن أبى داود, صحيح الجامع:2727] وقال: ((أيُّما امْرِئ قال لأخيه: يا كافر, فقد باءَ بها أحدهما, إن كان كما قال, وإلا رجعت إليه)) [صحيح مسلم] وقال: ((إذا قال الرجل لأخيه يا كافر, فهو كقتله, ولَعْن المؤمن كقتلِه)) [صحيح الجامع:710] ومن الأخطاء الجسيمة: سَبّ الموتى (ربنا يِجْحِمُه مَطرَح ما راح – دَه كان ظالم – ده كان مُفترِى – دَه كان كذا وكذا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تَسُبُّوا الأموات, فإنهم قد أَفْضَوْا إلى ما قَدَّموا)) [صحيح البخارى] وقال: ((لا تَسُبُّوا الأموات, فتؤذوا الأحياء)) [سنن الترمذى, مسند أحمد, صحيح الجامع:7312] هل أدركتم الآن حُرْمَة (يلعن مَيتينك)؟ أستغفر الله، إن الإنسان لَيَشمَئِز من ذكر هذه الأقوال, ولكن.. إنا لله وإنا إليه راجعون, لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سَبّ أى شىء, أو لَعْن أى شىء, فقال مثلاً: ((لا تلعن الريح, فإنها مأمورة, وإنه من لَعَنَ شيئاً ليسَ لهُ بِأَهل, رَجَعَت اللعنة عَليهِ)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:7447] وقال: ((لا تسبُّوا الريح, فإنها من رَوْحِ الله, وسَلُوا الله خيرها, وخير ما فيها, وخير ما أُرْسِلَت بِه, وتعوَّذوا بالله من شَرّها, وشَرّ ما فيها, وشَرّ ما أُرْسِلَت به)) [صحيح الجامع:7317] ونهى عن سَبّ الديك – حتى لا يقول قائل: يلعن ديكَك (أستغفر الله) ويقول: انا مابَسِبّش الدين, انا بَسِب الديك – فقال: ((لا تسبُّوا الديك, فإنه يُوقِظُ للصلاة)) [سنن أبى داود, صحيح الجامع:7314] فما بالكم يا إخوانى بسَبّ الدين الذى نسمعه آناء الليل والنهار؟ أى ربى ما أحلَمَك, سبحانك على حِلمِكَ بعد عِلمِك, وسبحانك على عَفوك بعد قُدرَتِك, اللهم تب علينا, وعلى المسلمين أجمعين. حتى إنه صلى الله عليه وسلم نهى عن سَبّ الشيطان, أتتخيلون؟ فقال: ((لا تسبُّوا الشيطان, وتعوَّذوا بالله من شَرِّه)) [صحيح الجامع:7318] وقال: ((لا تَقُل تَعِسَ الشيطان, فإنه يَعْظُم, حتى يصير مثل البيت, ويقول: بقوَّتى صرعته, ولكن قُل: باسم الله, فإنك إذا قلتَ ذلك, تصاغَر حتى يصير مثل الذباب)) [صحيح الجامع:7401] أى ربى ما أكرمَك, هديتنا لخير دين, وأنزلت إلينا أعظم كتاب, وأرسلت إلينا خير رسول, فلك الحمد يا الله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, مِلء السموات, ومِلء الأرض, ومِلء ما بينهما, ومِلء ماشئتَ من شىء بَعْد, أهلُ الثناءِ والمجد, أحَقُّ ما قال العبد, وكلنا لك عبد, اللهم لا مانعَ لما أعطيتَ, ولا مُعطِىَ لما مَنعتَ, ولا ينفعُ ذا الجَدّ, مِنكَ الجَدّ, اللهم لكَ الحمدُ كما ينبغى لجلالِ وَجهِكَ, ولِعظيمِ سُلطانِكَ. ![]() قول: كَفَرْتُ ماتخَلّنِيش اكْفَر – دَه خَلانى كَفَرْت - دَه كَفَّرنى – دِى حاجة تكَفَّر – دَه الواحد كَفْران.. إلخ, كلمات لا ينبغى للمسلم أن يقولها فى أى حال, من ضِيق, أو زَهَق, أو غير ذلك, لأنها تُكَفِّر فِعلاً, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من حَلَفَ بملَّة سِوَى الإسلام كاذباً فهو كما قال)) [صحيح مسلم] وقال: ((من قال إنى برىء من الإسلام فإن كان كاذباً فهو كما قال, وإن كان صادقاً لم يَعُد إلى الإسلام سالماً)) [سنن النسائى وابن ماجه, صحيح الجامع:6421] وسبحان الله! هل يَهُون على المسلم أن يقول كفرت بهذه السهولة؟ وللأسف نسمعها كثيراً, ونسمع أيضاً من يقول: اخسر دينى على دين النصارى, أو علىَّ الحرام من دينى. أرأيتم يا إخوانى كيف حَكَمَ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تُكَفّر, حتى لو كان صاحبها كاذباً فى قولها؟ فنسأل الله عز وجل أن يتوب علينا, وعلى المسلمين أجمعين. ![]() قول: هَلَكَ الناس كثيراً ما نسمع من يقول: الناس كَفَرَة, الناس مجرمين, الناس ما عَندُهُمْش ضمير… إلخ, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا قال الرجل هَلَكَ الناس, فهو أَهْلَكُهُم)) [صحيح مسلم] لما فى ذلك من تَزكِيَة نفس القائل, وكأنه أفضل منهم، ولما فيه من غِيبَة للمسلمين. ولا يَخفَى على أحد أن أحوال المسلمين فى عصرنا هذا لا ترضى الله جل وعلا، والكُلّ يُلقى اللَوْم على غَيْرِه, ويشتكى من الآخرين, وكأنه مُبَرَّأ من العيوب والذنوب, ألَيَس الأجدَرُ بنا أن نتوب من ذنوبنا, ونبدأ بإصلاح عيوبنا, ونتغاضى عن عيوب الآخرين؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يُبصِرُ أحَدُكُم القَذَى فى عَيْنِ أخيهِ, وينسى الجِذعَ فى عَيْنِهِ)) [صحيح الجامع:8013] وأُحِبُّ أن أنبّه هنا على أمر خطير.. إن الذى يغتاب يغتاب بالْجُملَة, يعنى إيه؟ يعنى مثلاً: لو غَشَّهم بائع.. قالوا: البَيْياعين كُلُّهم حَرامِيَّة, أتدرى يا أخى أنك اغتبتَ كل البائعين, وأنكَ تأخذ ذنوباً بعددهم؟ وكذلك من يقول: الصنايعيَّة كُلُّهم ماعَندُهُمْش ضمير, ومن يغتاب الأطباء كلهم, والمحامين كلهم… إلخ. وكذلك مَن يَسُبّ الناس, أو يدعو عليهم بغير ذنب, كالذى يقول: دَه شارع كذا هُوَّ واللى فيه, يِقطع العيال واللى عايْزينها, يِخرِب بيتِ الفُلُوس واللى دَقَّها, يا إخوانى.. يا أخواتى.. ما ذنب الناس أن تدعوا عليهم لِضُرٍ أصابكم؟ وهناك أقول خطيرة تتردد منذ عشرات السنين, وهى أقوال بعض العاملين فى الدول العربية عن هذه الدول: إنهم ناس كذا وكذا, من الشتائم والسَّب, ويَسبُّون رجالهم ونساءهم, ويَصِفونهم بأبشع الصفات, وهذا فيه من الْحُرْمَة ما فيه, كما أنه لا يَليقُ بالمسلم الذى أُمِرَ أن يستر على أخيه, ولا يفضحه بما فيه. ثم إنه من الظلم أن نحكم على كل الدولة بأفعال بعض أهلها, فكل بلد فيه أهل خير, وأهل سوء. والذين يقولون عن أخواتنا المنتقبات فى الدول العربية: (دُول مِغَطّيين وِشْشُهم على الفاضى, دَه بَس عشان الحكومة فرضاه عليهم, لكن هُمَّ بيعملوا كذا وكذا) نقول لهم: اتقوا الله.. فإن هذا قذف للمحصنات (وقد مَرَّ بنا الكلام عنه فى سوء الظن) ولو فَرَضنا أن بعضهنَّ هكذا.. هل يَعنى ذلك أن كُلّهنَّ هكذا؟ لا والله- لقد عاشَرنا كثيراً من أهل هذه البلاد, رجالها ونسائها, فوجدناهم طيّبين, وفيهم الخير الكثير, ولا نزكّى على الله أحداً, فاتقوا الله فى إخوانكم, ففى بلادكم مثل ما فى بلادهم, وربنا يتوب علينا وعليهم. ![]() يتبع إن شاء الله |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 23 | |
|
![]() تحليل الحرام وتحريم الحلال |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 24 | |
|
![]() أحاديث مُلََفَّقَة يقولون إن العين تِقصِف الحَجَر، ويُورِدُون فى ذلك شيئاً يختلقونَه على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عندما ولدت إحدى بناته (رضى الله عنهن وأرضاهنَّ) أمرها ألا تضع ابنها بجانبها, وتضع حَجَراً بدلاً منه, وتغطّّيه, حتى ينتهى دخول المهَنّئين عليها, ويزعمون أنها بعد انصرافهم وجدت الحجر قد كُسِرَ.. سبحان الله! من أين جاءوا بهذا الكلام؟ نعم.. إن الحسد ذكره الله عز وجل فى كتابه الكريم, ولكنه ليس فاعلاً بذاتِه, بل بأمر الله سبحانه وتعالى, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((العينُ حقٌ, ولو كان شىء سابَقَ القَدَر, سَبَقَته العَيْن)) [صحيح مسلم] يزعمون أن مَلَك الموت جاء ظاهراً للسيدة فاطمة, رضى الله عنها وأرضاها, وأخبرها أنه سَيقبِض روح والدها صلى الله عليه وسلم فخافت منه, وقالت كذا وكذا، فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يأتى بعد ذلك لأمَّته ظاهراً. وبالمناسبة.. ننصح إخواننا بتجنّب كَثرَة رواية الأحاديث, بغير التحقّق من صحّتها، لأننا نلاحظ كثرة تداوُل الأحاديث الضعيفة, والموضوعة, بلا مُبالاة (وللأسف من بعض من يَتصدَّوْن لتعليم الناس بغير علم) مثل: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً, واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً, اتقِ شرَّ من أحسنتَ إليه, اتقِ شَر الحليم إذا غضب, لو اطِّلَعتُم على الغيب لاخترتُم الواقع, اوْعِظ صاحبك من الظهر إلى العصر وإن ماتْوَعَظش ضِلُّه, لَعَنَ الله الرجل الأمْلَس والمرأة الْمُشعِرَة, النبى بِقُدرِتُه عَدَّى البحر بمهْرِتُه (ولم يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم ركب البحر قط), وينسبون كل هذا للرسول صلى الله عليه وسلم زوراً وبُهْتاناً, وربما ينسبونه لله عز وجل! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن كَذِباً علىَّ ليس كَكَذِبٍ على أحدٍ, فمن كَذَبَ علىَّ مُتعمّداً, فَليَتبوَّأْ مَقعدَهُ من النار)) [صحيح مسلم] وقال: ((إيّاكم وكَثرَة الحديث عنّى, فمن قال علىَّ, فَلْيَقُل حقّاً, أو صِدقاً, ومن تقوَّل علىَّ ما لم أقُل, فليتبوَّأْ مَقعدَهُ من النار)) [سنن ابن ماجه, صحيح الجامع:2684] ![]() تقبيل النقود تقبيل النقود, والخبز, واليد من الناحيتين.. لإظهار الشكر، كما يفعل بعض أصحاب المحلات حين يبيعون أول شىء, فيقبّلون ثمنه! وكما يفعل البعض, عندما يقع خبز على الأرض, يأخذونه ويقبّلونه! وإذا جاءتهم نعمة قالوا دَه احْنا نِبُوس إيدينا وِشْ وضَهْر. والشكر لا يكون بهذا، ولكن بالحمد لله, وتصريف النِّعَم فيما يرضيه جل وعلا، وألا نعصيه بنِعَمِه سبحانه وتعالى, فلا يجوز مثلاً أن ننظر إلى الحرام, ثم نقبّل أيدينا, ونقول الحمد لله على نعمة البصر, أو نسمع الغيبة, والنميمة, والأغانى, والموسيقى, ونقول الحمد لله على نعمة السمع, وكذلك نعمة الكلام, والمال, والأولاد… إلخ. وبخصوص وقوع الطعام على الأرض, فإن السنَّة أن ننظّفه, ونأكله, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الشيطانَ يحضرُ أحَدَكُم عِندَ كُلِّ شىءٍ من شَأنِهِ, حتى يحضُرَهُ عِندَ طَعامِهِ, فإذا سَقَطَت من أحدِكُم اللُقمَة, فَلْيُمِط ما كان بها من أذَى, ثم لِيَأكُلْها, ولا يَدَعْها للشيطانِ, فإذا فَرَغَ, فَلْيَلْعَقْ أصابِعَهُ, فإنه لا يَدرى فى أىِّ طَعامِهِ تكونُ البرَكَة)) [صحيح مسلم] والذين لا يجدون بَرَكَة فى طعامهم, ننصحهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اجتمعوا على طعامِكُم, واذكروا اسم الله, يُبارَك لكم فيه)) [صحيح الجامع:142] وقوله: ((كُلُوا فى القصعةِ من جوانِبِها, ولا تأكلوا من وَسَطِها, فإن البركة تنزل فى وَسَطِها)) [مسند أحمد, صحيح الجامع:4502] ![]() يتبع إن شاء الله |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 25 | |
|
![]() المشاجَرات |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 26 | |
|
![]() أقوال وأفعال متفرقة يجب أن ننتهى عنها هناك بعض الأقوال والأفعال, التى ينبغى لنا أن ننتهى عنها, وليس معنى هذا أننا لا ننتهى عن غيرها, مما ورد فى هذا الكتاب, أو غيره, ولكن لكثرتها, وعدم ارتباطها ببعضها, جعلتُ لها هذا العنوان, ومن أمثلتها ما يأتى: قولهم إن يوم الجمعة فيه ساعة نَحْس, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفضلُ الأيامِ عِندَ اللهِ يومُ الجمُعة)) [صحيح الجامع:1095] وقال: ((إن فى الجمُعةِ لساعةً, لا يُوافِقُها مسلمٌ قائمٌ يصلى, يسألُ الله خيراً, إلا أعطاهُ إيّاه)) [صحيح مسلم] فسبحان الله! ساعة الإجابة سَمَّوها ساعة نَحْس، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. ![]() أقوال بعض المتصوفين مثل: دَه من مَحاسِيب سيدنا الحسين, أو مَحاسِيب السِّت, دَه واصِل, دَه وَلِىّ من أولياء الله, العارِفُ بالله الشيخ فلان… إلخ, قال الله عز وجل: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس:62-64] فوِلايَة الله عز وجل – كما هو واضح من الآيات الكريمة – بالإيمان والتقوى, وليس بلبس المهَلهل من الثياب, أو المسْكَنَة, أو الدَّرْوَشَة أو… إلخ. ![]() قول: البقيَّة فى حياتك.. حياتك الباقية, هذه العبارة خاطِئَة من كِلا طَرَفَيْها, فهل الذى مات ترك شيئاً من عمره, ليكمله أحد غيره؟ وهل البقاء لأحد إلا لله؟ قال الله عز وجل: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد:38] وقال سبحانه: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُون} [الأعراف:34] وقال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ {26} وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ} [الرحمن:26-27] والأصَحّ أن يُقال: البقاء لله، أو لله ما أخذ وله ما أعطى, وكل شىء عنده بأجل مُسَمَّى, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما مات ابن ابنته. ![]() كلمة: عيب خِلْقى.. قال العلماء إنها خطأ, لأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شىء بحكمة, وإن كنا لا نعلمها, بدليل قوله عز وجل: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَه} [السجدة:7] و{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل:88] و{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49] فالأفضل فى هذه الأحوال أن نقول: مرض خِلْقى, أو ما شابهها. ![]() قول: من تعمَّق فى الدين كَفَر. سبحان الله! أيوجد أحد أكثر تعمُّقاً فى الدين من الرسول صلى الله عليه وسلم أو صحابته الكرام رضوان الله عليهم أو التابعين, أو الأئمة الأربعة, أو… إلخ؟ ![]() يقولون: دَه زَرْع شيطانى.. بمعنى أنهم لم يرموا بذوره, وأنه خرج تِلقائِياً, وهل الشيطان يزرع شيئاً؟ {أَفَرَءيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ {63} ءأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُون} [الواقعة:63-64] ![]() البعض يقول لمن يَعِظُه بالكَفّ عن المعاصى, لِئَلا يتعرَّض لعذاب الله: ساعة الله يِحَلَّها الله, أو يقول: احيينى النهاردَه ومَوِّتنى بُكْرَة.. وهذا من الاستخفاف بعقاب الله جل وعلا, إذ كيف يحلّها يوم القيامة؟ هل سيُغيّر كلامه سبحانه وتعالى؟ {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِّلْعَبِيد} [ق:29] ![]() تسمية بعض الأشياء الْمَهينة بأسماء الصالحين, مثل شِبشِب زنُّوبَه, وشِبشِب خَدُّوجه، حتى إنهم ابتكروا حذاء له مُقدّمَة رفيعة مُدَببَة, وسَمّوه علاء الدين, يا الله.. ألهذا الحدّ وصل الاستهزاء! اللهم اعْفُ عنّا وعن المسلمين. ![]() أحياناً يقول الإنسان لمن يطلب منه خدمة: الثواب اللى من ناحيتك مِشْ عايزُه, وهذا فيه جُرأَة على الله سبحانه وتعالى, وكَأَنَّه لا يريدُ مِنهُ ثواباً. ![]() إذا فعل أحد شيئاً بكثرة, أو بشدَّة.. يقولون دَه فعل كذا بِدِينُه، مثلاً: دَه أَكَل بدينُه, أو دَه اتفسَّح بدينُه… إلخ, وعندما يَصِفُون شيئاً أعجَبَهُم قالوا: شُفْت حِِتّة دِين كذا. ![]() قولهم: كُل اللى لِيه نبى يصلّى عليه.. كيف يُقال هذا بين المسلمين, وهم أتباع نبى واحد صلى الله عليه وسلم ؟ ![]() يقولون على الْمُبتَلى, أو من به ضُرّ: لو الزمن صَلَح حالُه, ويقولون: مِن سَعَدَها زَمَنها جابِت بناتها قبل صُبيانها، سبحان الله! من يُصلِح الحال, ويُسعدُ الإنسان؟ الله أم الزمن؟ ويقولون على الذى تدهوَرَت أحواله: الزمن جار عَلِيه, الزمن مال بِيه، الزمن حَوَجُه.. أى أن الزمن جعله محتاجاً, ويقولون: كتَّر خير الدنيا (مثل: كتَّر خير الدنيا ان فلان اتجوّز) وهل تفعل الدنيا شيئاً؟ وكذلك يقولون: كُلُّه من خِيرَك, والخير كله من الله {قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ} [النساء:78] ![]() قولهم على العبيط: دَه اللاوِى, دَه شِيخ, دَه بَرَكَة, دَه وَلِى من أولياء الله, دَه مَجْذُوب (بمعنى أنه مجذوب لله) خَلّيه يِدْعِيلَك, دَه دَعْوِتُه مُستجابَة.. إلخ, وكل هذا لا يَصِح. ![]() يقولون: خُدُوا فالْكُو من عِيالْكُو, ويقولون: دُول مكشوف عنهُم الحجاب، لدرجة أنهم يسألونهم عن غيبيّات, مثل الحامل ستلد ذكراً أم أنثى؟ سبحان الله! وهل يعلم الغيب إلا الله؟ ![]() قولهم: مصر هِبَةُ النيل.. وهل النيل يَهَبُ شيئاً, أم أن الله سبحانه وتعالى هو الوَهّاب؟, ويقولون: وَهَبتُه الطبيعة قوَّة.. وهل تفعل الطبيعة شيئاً؟, ويقول البعض: الدين لله والوطن للجميع, والصحيح أن الدين, والوطن, وكل شىء, لله رب العالمين {إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [الأعراف:128], ويقولون: زَهرَة عبّاد الشمس, وزيت عبّاد الشمس, وهذا خطأ, لأن الكون كله, بما فيه, ومن فيه, عبيد لله سبحانه وتعالى, فالأفضل أن نقول: زهرة الشمس, أو كلمة نحوها. ![]() قول: الإيد البطّالة نِجْسَة.. ولا يجوز أن يُقال على المسلم أنه نَجِس, بأىّ حال، سواء الجُنُب, أو الحائِض, أو النُّفَساء.. إلخ، لأن المشرك هو النَّجِس، قال الله عز وجل: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة:28] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنَّ المؤمنَ لا يَنْجُس)) [متفق عليه] ![]() إذا ذُكِرَ ميّت قالوا: دَه هُوَّ فى دار الحق, واحْنا فى دار الباطِل.. نعم هو فى دار الحق, ولَكِنّا لسنا فى دار الباطل, وكذلك من يقولون: الدنيا دِى مالْهاش لَزمَة, وكأنَّ الله قد خَلقَها لغير حكمة, مع أن الله سبحانه وتعالى قال: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ} [الحجر:85] وقال: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [ص:27] ![]() عندما يأمر أحد غيره بفعل الخيرات.. يقول له اعمل كذا عشان عَضْم التُّربَة (أى من أجل الموتى) والمفروض أن العمل يكون لله سبحانه وتعالى. ![]() يقولون بعض العبارات التى تنهَى عن المعروف, مثل: يا مزَكّى حالَك يِبَكّى, الصبر يوَدّى القبر, السَّلَف تَلَف والرَّد خسارة (مع أن أجْر القَرض أعلى من أجر الصدقة, ورَدّه فَرض), خيراً تِعمِل شَرّاً تِلقَى, جزاء المعروف ضرب الكُفوف, وأنا أعلم أنهم يقصدون أن بعض الناس يردُّون بالسيئَة مُقابِل الحسنَة، وأقول لهم: إنكم حين عملتم هذا المعروف انتظرتم, أو توقَّعتُم الجزاء منهم، ولكن اعملوا المعروف لله تعالى, فعندئذ لا يضيع أبداً (وليس كما يقولون: اعْمِل الخير وارْمِيه البحر) قال الله تعالى: {هَلْ جَزَاء الإحْسَانِ إِلا الإِحْسَان} [الرحمن:60] وقال: {وَمَا تُقَدِّمُوا لأنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المزمل:20] ![]() يقولون على الذى يتزوج أكثر من واحدة: دَه يا إمّا قادر يا إمّا فاجر، أى أنه إمّا غنى, أو فاجر, سبحان الله! كيف يُوصَف الحلال بالفجور, والعياذ بالله؟ أو كيف يوصف بالخيانة, كالتى تقول على زوجها إذا تزوج بغيرها: دَه خانّى وراح اتجوّز علىَّ؟ ![]() هناك من يدعو على نفسه عند موت حبيب له, أو ابتلاء, أو ضيق، أو يدعو على أولاده, وأمواله, ومنهم من يدعو على نفسه, لمجرَّد مجامَلة الضيوف, كما نسمع – مثلاً – من تقول: إلهى يِقطَعنى, إلهى تِعْدَمِينى لو ماكَلْتِيش كذا, إلهى اللى ياكُلْها غيرك يِطفَحها, وغير ذلك كثير, وهذا كله مخالف للسنَّة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تدعوا على أنفُسِكُم, ولا تدعوا على أولادِكُم, ولا تدعوا على أموالِكُم, لا تُوافِقوا من الله ساعةً, يُسأَلُ فيها عَطاءً, فيستجيبُ لَكُم)) [صحيح مسلم] فبدلاً من قولنا لأبنائنا: ربنا ياخُدْكُم, نقول لهم: ربنا يهديكم. ![]() وأوَدُّ أن أسأل من يدعو على نفسه, ويقول: يا رب خُدْنى عَشان استَرَيَّح.. هل تعلم يقيناً أن راحتك فى موتك؟ إن بعد الموت إما رَوْضَةً من رِياض الجنة, أو حُفرَةً من حُفَرِ النار (اللهم إنا نسألك رضاك والجنة, ونعوذ بك من سَخَطِكَ والنار) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تدعوا بالموت, ولا تتمنَّوْه, فمن كان داعياً لا بُدّ, فَلْيَقُل: اللهم أحْيِنى ما كانت الحياةُ خَيراً لى, وتَوَفَّنى إذا كانت الوَفاةُ خَيراً لى)) [سنن النسائى, صحيح الجامع:7265] وقال: ((لا يَتَمَنَّ أحدُكُم الموتَ, ولا يَدْعُ بِهِ من قَبلِ أن يأتِيَهُ, إنه إذا مات أحَدُكُم انقَطَعَ عَمَلُهُ, وإنه لا يَزيدُ المؤمنَ عُمْرُهُ إلا خَيراً)) [صحيح مسلم] ![]() إذا مرض إنسان, وكان غالياً عليهم, قالوا هو عمل اِيه فى دُنْياتُه, عَشان ربّنا يِعمِل فيه كِدَه, وهذا اعتراض على قَدِرِ الله, وإن كانوا يكرهونه قالوا احْسَن, دَه يِسْتاهِل، دَه عَمَلُه اسْوِد، شُوف ربّنا عَمَل فِيه إِيه؟ ونقول لهؤلاء: إن المرض لا يترك أحداً.. مسلماً كان, أو كافراً، ولكن العِبرَة بالعمل.. فإن كان المريض مُطيعاً لله سبحانه وتعالى، مُستقيماً على أمْرِه، صابراً مُحْتَسِباً، راضِياً بقضاء الله، لا يشكو لأحد غير مَوْلاه، كان المرض تكفيراً لذنوبه, وفى ميزان حسناته يوم القيامة, وإن كان عاصياً، ساخِطاً على قَدِرِ الله، فهو عليه وِزْر. ![]() ونُبَشّر إخواننا المرضى – عافانا الله وإياهم والمسلمين أجمعين – بالبشرى العظيمة التى جاءت فى كتاب ربنا جل وعلا {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمَر:10] وبحديث رسولنا صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه: ((ليَوَدَّن أهلُ العافيةِ يوم القيامةِ أن جُلُودَهُم قُرِضَت بالمقاريض, مما يَرَوْنَ من ثواب أهلِ البلاء)) [صحيح الجامع:5484] ![]() يقولون إن الرجل لا يُعيبُه شىء, إلا نقص المال (الراجل عِيبُه جيبُه) فى حين أن نقص ماله ليس عَيْباً, بقَدْر نقص تديّنه وأخلاقه. وأريد أن أسأل من يقول: الراجل يعمل أى حاجه مِش عيب, ومن يقول: انا اعمل اللى انا عاوْزُه.. أنا راجِل مِش سِِت, فأقول له: إن كان المجتمع لا يَلُوم عليك فعل المنكرات, فأين الخوف من الله؟ وهل عقابك يوم القيامة سيكون أقل من المرأة؟ أم هل تُحاسَب الإناث, ولا يُحاسَب الذكور؟! ![]() يقولون على بعض الأشياء المتوافِرَة بكَثرَة: زَىّ الهَم ما يِتْلَم, وأكْتَر من الهَم على القلب, ويقولون: ماحَدِّش فى الدنيا مِسْتَرَيَّح. وهذه الأقوال فيها إيحاء بأن الغالب على أحوال العباد هو الهَمّ, والضِيق, والضَّنك, مع أن نِعَم الله هى الغالِبَة, ولكن الإنسان لا يشعر بها, إلا عند فَقْدِها, أو عند النظر لمن حُرِمَ منها. ![]() شاع مؤخَّراً قول الرجل لزوجته ماما, وقولها له بابا.. بحجَّة تعليم أطفالهم, وقد قال العلماء إن هذا مُضاهاة للظِّهار, الذى نُهِينا عنه, فى قول الله تعالى: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلا الائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُور} [المجادلة:2] ![]() بعض الناس إذا سألوا أحداً عن شىء, فقال لهم: نِسِيت, قالوا له: نِسِيك الموت, وبهذا يَنسِبُون النسيان لله سبحانه وتعالى, وهم لا يشعرون. ![]() عندما يَذكُر أحد أنه من بلد مُعيَّن (من الصعيد مثلاً, أو الفلاحين) يَرُدّ عليه سامِعهُ (مُجامَلةً له) فيقول: احسن ناس, مع أن المجامَلة لا تُبَرر له الوقوع فى الكذب, كما أن هناك من يقول لمن يخاطبها: يا سِتِّ الكُل, وقد علَّمنا ربنا جل وعلا أن أحسن ناس هم المتقون, بغضّ النظر عن جِنسهم, أو غِناهم, أو جَمالهم {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُم} [الحجرات:13] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله تعالى لا ينظرُ إلى صُوَرِكُم, وأموالِكُم, ولكن إنما ينظرُ إلى قلوبِكُم, وأعمالِكُم)) [صحيح الجامع:1862] ![]() قول البعض: اللهم اكْفِنى شَر أصدقائى.. أمّا أعدائى فأنا كَفيلٌ بِهِم, وهذه العبارة لا تَصِحّ, لأنها تُوحى بالاستغناء عن الله سبحانه وتعالى فى كَفّ الشر, وهذا مُستحيل, كما أن فيها سوء ظن بالأصدقاء. ![]() بعض المستهترين يرفع صوت الأذان فى رمضان, قبل المغرب بدقائق, لِيُوهِم الناس أنه قد حَلَّ وقت الإفطار، ويضحك عندما يتحقق مُراده. ![]() مِزاح البعض مع أولادهم (أو غيرهم) بقَولِهم: دَه ابن حرام, أو دَه ابن أبالسَة. ![]() قولهم: إدّيلى عُمْر وارْمِينى فى البحر.. فمن يعطى العمر؟ الله أم البشر؟ وقولهم: لِعْبة الأيام.. فهل الأيام تفعل شيئاً؟ ![]() قولهم: الجنَّة من غِير ناس ما تِنْداس, وقولهم: تِغُور يا قبر بِمِيتْ جنَّة فيك (أى بمائة جنَّة) وفى هذا استِهانَة بما أعدَّه الله من النعيم لعباده الصالحين. ![]() إهانَة الأقارب بقولهم: الأقارب عقارب, وقولهم: ماتْجِيش المصايِبْ إلا من القرايِبْ. ![]() أقوال تَعنِى الأنانية والكِبْر, مثل: أنا وبعدى الطُّوفان, إن جالَك الطُّوفان حُطْ عِيالَك تحت رِجْلِيك, يا أرض انْهَدّى ما عليكى أَدّى. ![]() أقوال تحكُم على مصير الناس بغير علم, مثل: دَه هايْخُشْ النار حَتْف, ودَه هايْخُش الجنَّة من أوْسَع أبوابها, وهذا وأمثاله لا يَصِحّ, لأن الجنة والنار بِيَدِ الله سبحانه وتعالى, ولا يعلم أحد من سيكون من أهل هذه أو تِلْكَ, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((احتجَّت الجنة والنار, فقالت الجنة: يَدخلنى الضعفاء والمساكين, وقالت النار: يَدخلنى الجبّارون والمتكبرون, فقال الله للنار: أنتِ عذابى أنتقمُ بِكِ ممن شِئتُ, وقال للجنة: أنتِ رحمتى أرحمُ بِكِ من شِئتُ, ولِكُلٍ واحدة مِنكُما مِلْؤها)) [صحيح الجامع:185] وقال: ((إن الرجلَ ليعملُ عَمَلَ أَهلِ الْجنَّةِ فِيمَا يَبْدُو للنَّاسِ, وهو من أَهلِ النار, وإن الرجلَ ليعملُ عَمَلَ أهلِ النارِ فِيمَا يَبْدُو للناسِ, وهو من أهلِ الجنَّة)) [متفق عليه] ![]() وهناك أقوال أخرى متفرقة, مثل: الدنيا فُونيَة (استهزاء بعبارة الدنيا فانية), الغايَة تُبَرر الوسيلَة, أنا عبد المأمور, دَه احْنا على كَفّ عفريت, يا مِستَعجِل عَطَّلَك الله, مرض لَعِين, قَطْع الخبز على العين عند القَسَم, وقولهم: وِحْياة النِّعمَة دِى على عِنَييا, عندى فِكرَة جُهَنميَّة, ماحْنا عارفين إن عِيشِتنا كلها حرام فى حرام, كُلّنا داخلين النار (والعياذ بالله), الفقير ريحتُه وِحْشَه, الشيطان شاطِر, مع أن الله عز وجل قال: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [النساء:76], قَلْب الشبشب فى المشاجَرات, وقولهم: طُوبَة على طُوبَة خَلّى العارْكَة مَنصوبَة (نعوذ بالله) ![]() وبالجملة.. فإنه ينبغى للمسلم أن يراقب الله عز وجل فى كل فعل, أو قول: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18] وأن يعلم أنه سيحاسبه على كل كبيرة وصغيرة, فى يوم {يجعل الولدان شيبا} [المزمل:17] و{اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصِّلت:40] ![]() يتبع إن شاء الله |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 27 | |
|
![]() بعض المفاهيم والأفعال الخاطئة |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 28 | |
|
![]() أقوال وأفعال لا دليل عليها |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 29 | |
|
![]() أقوال من الأفضل تغييرها |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 30 | |
|
![]() النُّكَت |
|
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اذا لم افعل الاشتراك المجاني الذي يأتي مع التايجر هل يبقى ؟ | ahmadalsakkal | قسم رسيفر تايجر TIGER* T HD | 4 | 08-18-2013 05:58 PM |
اليكم بوت تصحيح الاخطاءc5 | خالد الشبول | قسم اجهزة الرسيفرات المتنوعة | 6 | 06-16-2013 01:07 PM |
تصحيح كلمة (اللهم اني صائم) | عمر الهندي | مواضيع وبرامج دينية عامة | 2 | 08-09-2010 02:38 AM |