|
#1
|
||||
|
||||
![]()
|
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |
|
![]() أسماء ليست من الأسماء الحسنى قولهم: جبتك يا عبد المعين تعينّى, لقيتك يا عبد المعين عايز تتعان, وقولهم: حُوش يا حَوّاش, والمعين وحَوّاش ليسا من أسماء الله سبحانه وتعالى, قول: يا ساتر, والساتر معناه شىء كالستارة, أو ما يحجب الرؤية, والصحيح أن يقال: يا سِتّير. تسمية عبد العاطى, عبد المتجلّى, عبد الراضى, عبد المنصف, عبد المقصود, عبد الموجود, عبد الفضيل, عبد الونيس, عبد العال, عبد المطَّلِب, عبد الدايم, عبد الجيّد, عبد اللا, عبد النعيم.. إلخ, تسمية عبد النبى وعبد الرسول لا تجوز, لأن العبودية لله وحده, وكره العلماء الأسماء التى تزكّى صاحبها, مثل أكرم, وكريم, ونافع, ومؤمن, وخلود, وجليلة.. إلخ. وقد ذُكِرَ لنا أنه أُشِيع دَلَع أسماء النبى صلى الله عليه وسلم حتى لا يُذكر اسمه (طبعاً من غير المسلمين) مثل: محمد: حمادة وحمام, وأحمد: ميدو وحَمَّو.. وهكذا (والله أعلم) وأريد أن أسألكم.. لماذا تستنكفون من تسمية أبنائكم بأسماء الصحابة من الرجال والنساء رضوان الله عليهم وتقولون دِى أسماء قديمة, فى حين أنكم تسمونهم بأسماء ليست إسلامية؟ ![]() تحريف بعض أسماء الله جل وعلا مثل تسمية عبد العزيز زيزو, وعبد اللطيف تيفا, وعبد الرحيم حيما, وعبد الحليم حُلُم, وعبد السميع سُمْعَه, أو عبد السميع ابو سريع, أو عبد السميع اللَّميع (أستغفر الله).. وهكذا. وكذلك لا يجوز أن يقال على الرسول (صلعم) التى اخترعها من لا نعلم اختصاراً لصلى الله عليه وسلم. ![]() المغالاة فى رسول الله صلى الله عليه وسلم منها الحلِف به كما ذكرنا, ومنها قول أحدهم, إذا مَنَّ الله عليه بالحج أو العمرة, إن الرسول صلى الله عليه وسلم ناداه! لدرجة أنهم يقولون: نادينى يا رسول الله! وقد سبق أن ذكرنا أن دعاء غير الله شرك، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً, إلا ما شاء الله. وكذلك من الأخطاء الجسيمة أنهم إذا زاروا قبره صلى الله عليه وسلم طلبوا منه الشفاعة، وهذا أيضاً دعاء, والصحيح أن تُلْقِى عليه السلام, وتُثْنى عليه بما لا يخالف هَدْيَه صلى الله عليه وسلم أما شفاعته فتطلبها من الله عز وجل, سواء فى مسجده, أو فى أى مكان. وأيضاً لا تكون فى سفرك ناوياً زيارته, بل تنوى زيارة مسجده. ربما تقول: وما الفرق؟ فأقول لك: إن الأُولى تعنى أنك سافرت لزيارة قبره، أما الثانية فتَعْنى زيارة مسجده صلى الله عليه وسلم وهو من المساجد التى تُشَدُّ إليها الرِّحال, بخلاف قَصْد القبر. قولهم: اسم النبى حارسه, وقولهم: النبى حارْسَك وضامْنَك, لمن يريدون له الحفظ فى سفر أو غيره، ولا يقدر على ذلك بالطبع إلا الله عز وجل, وقولهم: سُقْت عليك النبى، وقد قال الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [الأعراف:188] وهذا فى حياته صلى الله عليه وسلم فما بالكم بعد موته؟ الاعتقاد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول خلق الله، أو أنه من نور عرش الله {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً} [الإسراء:93], أو أن الدنيا خُلِقَت لأجله, أو أنه لم يَمُت, قال الله عز وجل: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} [الزمر:30] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تُطْرونى كما أَطْرَت النصارى ابن مريم, فإنما أنا عبد, فقولوا: عبد الله ورسوله)) [صحيح البخارى] بعض الناس إذا سألتهم عن شىء, قالوا: الله ورسوله أعلم, وهذا لا يَصِحّ, إلا فى الأمور الشرعية, أما الأمور الدنيوية – وخصوصاً الْمُسْتَحْدَثة منها – فلا يعلمها صلى الله عليه وسلم فهو الذى قال: “إذا كان شىء من أمْرِ دنياكم فأنتم أعلم به, وإذا كان شىء من أمْرِ دينكم فَإلىَّ” [صحيح الجامع:767] هناك من يكتب على واجهة دُكّانه, أو منزله (الله) وعلى الناحية الأخرى (محمد) ويكتبونها على بعض لوحات الزينة, وعلى القِبْلَة فى بعض المساجد, وهى توحى بالمِثْلِيَّة بين الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم رغم أنهم لا يقصدونها, فالأوْلى عدم كتابتها, دَفْعاً للشكِّ فى فهمها. ![]() أقوال لا تليق برسول الله صلى الله عليه وسلم قولهم إذا زارهم من يُوَقّرونَه: داحْنا زارنا النبى، وهل يَصِحّ أن يُشبَّه أحد مِنّا بالرسول صلى الله عليه وسلم ؟ , قولهم: دَه النبى زَعَق له، أو دِى زَعََق لها نبى.. عندما يكون شخص فى كُرْبة, ثم ينجو منها, ولا يقصدون زَعَّق (شَخَط فيه) ولكن بمعنى أنه دعا لها دعوة عظيمة, أو دعا بصوت عالٍ. قولهم: أنا فى عَرْض النبى, أنا فى جاه النبى, سايِق عليك النبى, خَصيمَك النبى, النبى تبسَّم.. إن كان المقصود بها أن تُقْسِم على من تخاطبه بالنبى أن يتبسَّم.. فقد مَرَّ بنا أن الحلف بغير الله شرك, وإن كان المقصود أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يتبسَّم, فهذا حق, ولكن طريقة الكلام هذه لا تليق به, ولكن تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل كذا وكذا. يقولون عندما يَصِفون أحداً بقِلّة الضمير: دَه ياكُل مال النبى, أو دَه ياكُل مال النبى, ويحَلّى بالصحابة! ![]() الاعتراض على قدر الله هذه الفقرة أفردتُّ لها عنواناً خاصاً بها, رغم أن مضمونها يندرج تحت عناوين أخرى, وذلك لأهميتها, وعِظَم خَطَرِها. إن المتأمّل فى أحوال الناس, يجد عامَّتهم لا يرضون بقضاء الله وقدَرِه {إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} [غافر:61] ويظهر هذا فى كلامهم, وأمثالهم التى ذكرنا بعضاً منها فى باب الأمثال الخاطئة, ومنهم من يشتكى صراحة, ومنهم من يتظاهر بالرضا, فيشتكى من فقره, ومرضه, وما ألَمَّ به, ثم يقول: الواحد مِش عايز يشتكى, لأن الشكوى لغير الله مذلَّة, أو يقول: نعمل ايه, آدِى الله وادِى حكمته, ومنهم من يتجرَّأ على الله سبحانه وتعالى بكلمات, ربما يكون فيها هلاكه, مثل: ليه يا رب كِدَه, إيه الظلم دَه, هُوَّ مافيش غيرى, وتجدهم يُقيّمون رضا الله على الناس أو سَخَطَه حسب غناهم وفقرهم, أو صحتهم ومرضهم, أو جمالهم وقبحهم, وغير ذلك من المقاييس التى ما أنزل بها من سلطان, وكأن الثواب والعقاب فى الدنيا, وليس فى الآخرة, وسأضرب بعض الأمثلة, وأرجو أن تسامحونى على كثرتها, فقد تعمدت ذلك لخطورتها: قولهم على الظالم إذا لم تنزل به عقوبة عاجلة: هو ربنا سايبُه لِيه – الناس الطيّبَة اللّى فى حالها, ومابتِعْمِلْش فى حَد حاجة وِحْشَة, ربنا مبتليها, والناس الْمُفتريَّة ربنا سايبها, ومابيِحْصَلّهاش حاجة – مِشْ عارف ربنا مضيَّقها علىَّ لِيه, مع إنى بَصَلّى, وعارف ربنا – أهِى فلانة مابتِرْكَعْهاش, وزَىّ القِرْدَة, ولا فيها حاجة, وفلانة اللّى عمرها ما آذت حَد, حَصَلَ لها كذا وكذا – فلانة اللّى ماشْيَة عريانة, وماتِعْرَفْش ربنا, اتجوّزِت رجل غنى, وجاب لها كذا وكذا, وفلانة اللّى عارفة ربنا, وعمرها ما مِشْيِت مع حَد, مِشْ لاقْيَه اللّى يعَبَّرْها, ولا اللّى يقول لها السلام عليكم – طُول عُمْرِنا غلابَة وشَقْيانين, وماشوفناش يوم عِدِل, وفلان وفلانة مولودين وفى بُقُّهم مَعْلَقَة دَهَب – ماحنا صابرين طُول عُمْرِنا.. خَدْنا إيه مِن صَبْرِنا – رِضِينا بالهَمْ, والهَمْ مِشْ راضى بِينا – وغير ذلك الكثير والكثير. يا إخوتى فى الله.. إن الله سبحانه وتعالى {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [يوسف:6] فهو حكيم فى خَلْْقِه, وشَرْعِه, وقَدَرِه, وكل أفعاله, وإن خَفِيَت علينا حكمته {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14] فضلاً عن إنه {لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} [الأنبياء:23] وهذا الكلام كله اعتراض على قَدَرِه, وكأنكم لا تَرَوْن فى أفعاله أىّ حِكْمَة, أو أنكم تعلمونها أكثر منه سبحانه وتعالى. إن الدنيا ليست دار جزاء, ولكنها دار بلاء, ولا أقصد بكلمة (بلاء) المعنى المفهوم لَدَى العامَّة, أن البلاء هو المصيبة, ولكن البلاء هو (الاختبار) سواء بالشَّر, أو الخير, قال تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء:35] ويا إخوتى فى الله.. إن هذه الأقوال وأمثالها – فضلاً عن إنها اعتراض على قَدَرِ الله – فهى خطيرة جداً, لأن الذى يطلب جزاء أعماله الصالحة فى الدنيا فحسب, لا أجر له فى الآخرة, فقد قال الله سبحانه وتعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} [البقرة:200] {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ {15} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [هود:15-16] {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً {18} وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً} [الإسراء:18-19] {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيب} [الشورى:20] وقد علَّمنا الله سبحانه وتعالى دعاء يجمع بين خَيْرَىّ الدنيا والآخرة, فى قوله: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:201] أمّا الظلم والظالمون, فقد قال الله فيهم: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} [إبراهيم:42] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله لَيُمْلى للظالم, حتى إذا أخَذَه لم يُفْلِتْهُ)) [صحيح البخارى] وقال: ((اتقوا الظلم, فإن الظلم ظُلُمات يوم القيامة, واتقوا الشُّحّ, فإن الشُّحّ أهْلَكَ من كان قبلكم, وحملهم على أن سفكوا دماءهم, واسْتَحَلُّوا محارمهم)) [صحيح مسلم] وأمّا ابتلاء المؤمنين, فقد ذكرنا بعض أحاديثه فى فقرات أخرى, ومنها أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم : ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة, فى نفسه, وولده, وماله, حتى يَلْقَى الله وما عَلَيْهِ خطيئة)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:5815] وقوله: ((أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء, ثم الأمثل فالأمثل, يُبْتَلى الرجل على حسب دينه, فإن كان فى دينه صلْبا, اشتد بلاؤه, وإن كان فى دينه رِقَّة, ابتُلِىَ على قدْر دينه, فما يَبْرَح البلاء بالعبد, حتى يتركه يمشى على الأرض, وما عليه خطيئة)) [صحيح الجامع:992], وقوله: ((الدنيا سجن المؤمن, وجنة الكافر)) [صحيح مسلم] اللهم رضِّنا بقضائِك وقَدَرِك, حتى لا نحب تعجيل ما أخَّرت, ولا تأخير ما عجَّلت. ![]() يتبع إن شاء الله |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |
|
![]() الرياء |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |
|
![]() التهاوُن والتكاسُل فى فعل المأمورات وهو كثير.. ومن أهم أمثلته: التهاوُن فى الصلاة, وتعلُّم القرآن, قراءة, وعلماً, وعملاً، وذكر الله, وبِرّ الوالدين, وصِلَة الرَّحِم, والأمر بالمعروف, والنهى عن المنكَر, وعيادة المريض… إلخ. والعلماء – بارك الله فيهم – قد أفاضوا فى ذلك كثيراً، ولكنى سَأُشيرُ فقط إلى نقطة غفل عنها الكثيرون, وهى التهاوُن فى كيفيَّة أداء العبادة – فضلاً عن التهاوُن بها أصلاً – فتراهم يؤخّرون الصلاة, حتى يخرج وقتها, وبالذات صلاة الفجر, ويصلّون بلا خشوع, ولا اطمئنان, ولا يتعلمون كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى, وهو الذى قال: “صَلُّوا كما رأيتمونى أُصَلّى” [السنن الكبرى للبيهقى, صحيح الجامع:893] وعن تأخيرها قال الله عز وجل: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ {4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُون} [الماعون:4-5] فهل قال الله (فويل للذين لا يُصَلُّون)؟ لا- بل إنهم يُصَلُّون, ولكنهم {عَن صَلاتِهِمْ سَاهُون} وقد فسَّرها العلماء بأنهم الذين يتهاونون فى أدائها, ويؤخرونها عن وقتها, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفضل الأعمال الصلاة فى أول وقتها)) [صحيح الجامع:1093] وقال: ((إن هاتين الصلاتين – أى العشاء والصبح – من أثقل الصلاة على المنافقين, ولو يعلمون فضل ما فيهما, لأتَوْهما ولو حَبْواً)) [صحيح الجامع:2242] أى أنهم لو يعلمون فضلهما, لأتَوْهما ولو زحفاً على أيديهم وأرجلهم, إن كانوا لا يستطيعون المشى. فيا شباب الإسلام, ويا رجاله.. أسألكم بالله.. لمن بُنِيَت المساجد؟ ومن يعمرها إن لم تعمروها أنتم؟ استمعوا بارك الله فيكم إلى قول حبيبكم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((والذى نفسى بيده لقد هممتُ أن آمُر بحطب فيُحْطَب, ثم آمُر بالصلاة فيؤذَّن لها, ثم آمُرُ رجلاً فيؤمَّ الناس, ثم أُخالِف إلى رجال, فأحرِّق عليهم بيوتهم, والذى نفسى بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عِرْقاً سَمِيناً, أو مِرْماتَيْن حَسَنتَيْن, لَشَهِدَ العِشاء)) [صحيح البخارى] (((عِرْقاً سميناً)) أى قطعة من اللحم السمين فوق العظم, ((مِرماتَين حَسنتَين)) أى ما بين ظِلْفَىْ الشاة من اللحم) فالصلاة الصلاة يا عباد الله. وأنت يا أختى فى الله.. لا تتركى شغل المنزل, والسَّمَر مع الجيران والضيوف, يُلهيكِ عن الصلاة فى أول وقتها, وأذكّرك بوجوب ستر جميع جسدك, ما عدا الوجه والكفين أثناء الصلاة، وحتى الكفين قال بعض العلماء بوجوب سترهما أثناء الصلاة, وكذلك القدمين، فالأرجح وجوب سترهما (والله أعلم). لقد كانت آخر وصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مماته, هى الصلاة, وللأسف.. تجد الواحد منا يرى أهله, أو جيرانه, أو أصدقاءه, يصلون بطريقة غير صائبة, ولا يعلمهم, ليريح نفسه, ويقول: الحمد لله إنهم بِيْصَلُّوا وخلاص.. وربما تكون صلاتهم باطلة, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم! وأُوَجِّه نصيحتى لإخوانى المرضى (عافانا الله وإياهم) بعدم ترك الصلاة, حتى لو كانوا يعالَجون فى المستشفيات, لأن كثيراً من المرضى يتركون الصلاة, ظناً منهم أنهم معذورون, مع أن الصلاة لا تسقط عن الإنسان بأى حال من الأحوال, إلا فى حالات نادرة, مثل الغيبوبة, والجنون, وعن النائم حتى يستيقظ, أما كونهم لا يستطيعون الحركة, أو الوضوء, أو ما إلى ذلك, فقد أباح الإسلام لهم التيمم, وأداء الصلاة على أى وضع يستطيعونه, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعِمران بن حُصَين : ((صَلِّ قائماً, فإن لم تستطع فقاعداً, فإن لم تستطع فعلى جنب)) [صحيح البخارى] نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفى مرضانا ومرضى المسلمين. ![]() أمّا قراءة القرآن.. فإن الكثير مِنّا يقرؤه بغير تَدَبّر, ولا تجويد, بل يقرؤه كَأَىّ كتاب, وربما لَحَنَ فيه لَحْناً جَلِيّاً يخرجه عن معناه, واللَحْن هو النطق بطريقة خاطئة، ومنه ما هو لَحْن جَلِىّ – وهذا حرام – وهو الخطأ فى قراءة الكلمات, أو الحروف, أو التشكيل (الفتحة, والضمة, والكسرة… إلخ) لأن ذلك يخرجه عن معناه، كمن يقول فى الفاتحة مثلاً: (السِّراتَ المصطقيم) بدل {الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} و(أنعمتُ) بضم التاء بدل {أَنعَمتَ} بفتحها, و(الضالِين) بتخفيف اللام بدل {الضَّالِّينَ} بتشديدها.. وهكذا, ولَحْن خَفِىّ.. وهو الإخلال بأحكام التجويد، وهذا فيه خلاف فى حُرْمَتِهِ. وتسمع الكثير مِنّا يقولون: نحن لا نعرف القراءة فما ذنبنا, أو يقولون: طالما أن قراءته بطريقة خاطئة حرام.. فالأفضل ألا نقرؤه, ونقول لهم: عليكم أن تتعلموه مُشافَهَة، ولو صَدَقَت نيّتكم مع الله عز وجل, واستعنتم به, فسيعينكم إن شاء الله, وييسّره لكم, حتى لو كنتم كبار السِّن, فهو سبحانه الذى قال: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر} [القمر:17] ومن يقولون: طالما أن قراءته بطريقة خطأ حرام.. فالأفضل ألا نقرؤه, نقول لهم: لقد بذلتم جهدكم, وسهرتم الليالى, فى تحصيل علوم الدنيا, أيَكون القرآن أهْوَن عليكم من ذلك؟ وأحبُّ أن ألفت النظر إلى مفهوم خاطئ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة, والذى يقرأ القرآن ويتتعتع فيه, وهو عليه شاقّ, لَهُ أجْران)) [صحيح مسلم] يظن كثير من الناس أن الذى ((يتتعتع فيه)) و((له أجْران)) هو الذى لا يجيد قراءته، وتراه فَرِحاً بذلك. ونقول له إن العلماء فسَّروها بأنه الذى يتعلم القرآن, ويجد مَشَقَّة فى تعليمه، فيكون له أجر التلاوة, وأجر التعلُّم، لا أن يترك نفسه بغير تعلّم, ويقول أنا لى أجران! وكذلك من يتكاسل عن حضور مجالس العلم والتجويد, ويقول: انا اسمع الشيخ وهو يقرأ, واقرأ مثله. ونقول له: إنك لن تستطيع أن تتعلمه إلا عن طريق التلقين مُشافَهَة, لأن له أحكاماً لا تدركها بالسماع وحده. ![]() ونحذّر إخواننا من هَجْر القرآن عِلماً وعملاً, لأن الله سبحانه وتعالى قال: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [الفرقان:30] وقد قال العلماء: إن ترك قراءته, وتدبّره, والعمل به, مِن هَجْرِه (كما ورد فى تفسير ابن كثير) ونحذرهم من الشوشرة أثناء سماعه (الله يفتح عليك يا عَم الشيخ, يا سلام يا سلام, نعم نعم, أعِد أعِد, الله الله الله, اللهم صلى على النبيييى, اللهم صلى على حَضرة النبيييى, وَحّدوووه.. إلخ) والغريب أنهم يصيحون, ويهلِّلون, عند ذِكْر آيات العذاب, وكأنهم لا يعقلون! وكل هذا لا يليق بجلال القرآن العظيم {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف:204] وتَعلُّم القرآن ليس كما يقولون إنه غير واجب, بل إن تعلُّم ما لا تَصِحّ الصلاة إلا به فرض عَيْن (وخصوصاً الفاتحة) وما عداه فهو فرض كفاية, فإن فضل كلام الله على كلام العباد, كفضل الله على العباد, قال الله عز وجل: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل:4] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ليس مِنّا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن)) [صحيح البخارى] وقال: ((أهل القرآن أهل الله وخاصَّته)) [سنن ابن ماجه, مسند أحمد, صحيح الجامع:2528] فهل هناك شرف أفضل من هذا؟ لا والله. ولكن لا تظنوا أن أهل القرآن هم الذين يقرأونه بغير عمل به, أو الذين يضعونه فى علبة فاخرة فى السيارة, أو فى حجرة الصالون, أو التى تعلقه على رقبتها بسلسلة, لا- إن هذ يوضّحه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أتيتُ ليلة أُسْرِىَ بى على قوم تُقْرَضُ شِفاهُهُم بمقاريض من نار, كلما قُرِضَت وَفَّت, فقلتُ: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: خُطباء أمَّتك, الذين يقولون ما لا يفعلون, ويقرأون كتاب الله, ولا يعملون به)) [صحيح الجامع:129] ![]() ومن الأدب مع القرآن žألا نضعه على الأرض, وخاصَّة فى المساجد, أو الأماكن المزدحمة, لأن هذا يعرّضه لِلَعِب الأطفال, واللّمْس بالأقدام (والعياذ بالله) وألا نضعه مقلوباً وهو مفتوح, وألا نضع شيئاً فوقه. وليس من المعقول ألا نضع شيئاً حِسّياً فوقه, ثم نضع فوقه شيئاً معنوياً. بمعنى أنه لا ينبغى أن يعلو عليه شىء فى اتِّباع أوامره, واجتناب نواهيه. اللهم فَقِّهنا فى ديننا, واجعلنا من أهل القرآن, الذين هم أهلك وخاصّتك, يا أرحم الراحمين, يا رب العالمين. ![]() إن أعمال الخير التى نفرّط فيها كثيرة جداً, لا يحصيها العَدّ، ونظن أن بعضها لا نُؤْجَر عليه, ونسِىَ من ظن هذا قول ربنا جل وعلا: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ {7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة:7-8] وقول رسولنا صلى الله عليه وسلم : ((كل معروف صدقة)) [متفق عليه] وقوله: ((لا تَسُبَّنَ أحداً, ولا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً, ولو أن تكلّم أخاك وأنت مُنبسط إليه وجهك, إن ذلك من المعروف, وارفع إزارك إلى نصف الساق, فإن أبَيْتَ فإلى الكعبين, وإيّاك وإسبال الإزار, فإنه من المخِيلة, وإن الله لا يحب المخِيلة, وإن امْرُؤ شتمك وعيَّرك بما يعلم فيك, فلا تُعَيّره بما تعلم فيه, فإنما وَبال ذلك عليه)) [صحيح الجامع:7309] ((إسبال الإزار)) معناه إطالة الإزار – أو ما شابهه – إلى أسفل الكعب، وهو العَظْمَة البارزة أسفل الساق (وليس العَقِب, المعروف عند الناس بالكعب) وهو خاصّ بالرجال دون النساء. وقال رسول الله صلى عليه وسلم : ((صَنائِع المعروف تَقِى مَصارع السوء, والصدقة خفياً تطفئ غضب الرب, وصِلَة الرَّحِم زيادة فى العمر, وكل معروف صدقة, وأهل المعروف فى الدنيا هم أهل المعروف فى الآخرة, وأهل المنكر فى الدنيا هم أهل المنكر فى الآخرة)) [المعجم الأوسط للطبرانى, صحيح الجامع:3796] اللهم اجعلنا من أهل المعروف فى الدنيا والآخرة. ![]() يتبع إن شاء الله |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |
|
![]() التهاوُن فى ترك المنهيّات وهذا كثير جداً, سنشير إلى بعضه فقط, وبالله التوفيق: شرب الدخان (السجائر) والشيشة, وغيرهما, وقد ترددت فى الكتابة عن الدخان, لِما رأيتُ من إصرار الكثير عليه, وعدم قبول النصيحة بتركه – هدانا الله والمسلمين أجمعين – ولكنى أردت فقط أن أقول لكم إنى قرأتُ فتوى من الأزهر بتحريمه، وأُشهِدُ الله على ذلك, حتى لا يلتبس الأمر على أحد, ويظن أنه مكروه فقط. ![]() التهاون فى الخلوة بين الرجال والنساء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا لا يَخلُوَنَّ رجل بامرأة, إلا كان ثالثهما الشيطان)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:2146] فلا ينبغى للمرأة المسلمة أن تُدْخِل أى رجل بيتها مهما كان (غير المحارم) ولو كان قريبها, أو صاحب زوجها, أو قريبه, أو بائعاً, أو عاملاً.. وهى بمفردها. وقد سمعنا كثيراً, وقَرَأنا عن حوادث قتل, وسرقة, واغتصاب, لأن امرأة فتحت الباب لرجل, وهى بمفردها, ليس معها أحد. وكذلك لا تذهب بمفردها إلى خيّاط, أو مُصَوّر, أو مدرس, أو محامٍ, أو طبيب, أو… إلخ. ولا تركب مع رجل فى المصْعَد الكهربائى (الأسانسير) بمفردها. ولا يظن أحد أننى أتَّهم أحداً بسوء الخُلُق، ولكن ذلك – كما قرأنا – هو هدى نبينا صلى الله عليه وسلم والوقاية خير من العلاج. وكذلك ينبغى للمرأة المسلمة أن تَحْذَر من مُلامسة الرجال فى الميكروباصات, والأتوبيسات, وغيرها, لأننا نرى الرجال يجلسون ملتصقين بالنساء, دون أى حرج من الطرفين, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لأن يُطْعَن فى رأس أحدكم بمِخْيَط من حديد, خير له من أن يمس امرأة لا تَحِلّ له)) [المعجم الكبير للطبرانى, صحيح الجامع:5045] وقال: ((إنى لا أصافِحُ النساء)) [موطأ مالك, صحيح الجامع:5213] ربما يقول البعض: وماذا نفعل ونحن مضطرون؟ فأقول لكم كما قال ربنا تبارك وتعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16] ويمكن للأخت أن تضع حاجزاً بينها وبين من يجلس بجانبها من الرجال, ولو حقيبة يَدها, أو تدفع أُجْرَة مَقْعَدَيْن, ولا تبخل بذلك فى سبيل الله. ![]() الجلوس فى الطُّرُقات منهى عنه إلا لضرورة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إيّاكم والجلوس بالطُّرُقات)) قالوا: يا رسول الله.. ما لنا من مجالسنا بُدّ, نتحدث فيها, قال: ((فإذا أبيتم إلا المجلس, فأعطوا الطريق حقه)) قالوا: وما حقه؟ قال: ((غض البصر, وكفّ الأذى, وردّ السلام, والأمر بالمعروف, والنهى عن المنكر)) [متفق عليه] وللأسف تجد الكثير يجلسون على المقاهى, ويقفون على نواصى الشوارع, ويؤذون المارَّة بالمعاكسة, والسخرية, ويُرَوّعونهم بالكلاب البوليسية, والألعاب الناريَّة, مثل (البومب) و(الصواريخ) وغيرها. حتى إن النساء أيضاً يجلسنَ أمام البيوت, أو على أبوابها. وآخر تقليعة هى جلوسهنّ على المقاهى مع الرجال.. وإنا لله وإنا إليه راجعون، وهذا فضلاً عن نَهْى الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا يليق بالمسلمة, التى أمرها ربها عز وجل أن تَقَرّ فى بيتها {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُن} [الأحزاب:33] ونقول لفتياتنا: لا داعى للخروج من المنزل لمجرد (التهوية) والمشى بتمايل, والضحك بصوت عالٍ, والنظر يميناً وشمالاً على المحلات, وأكل السندوتشات وشرب المثلَّجات فى الطرقات، إن هذا ليس من عادات المسلمين, فالأكل عَوْرَة، ومشى المرأة لابد أن يكون بغير تميُّع, وكفانا ما حدث من اعتداءات على البنات, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((المرأة عَوْرَة, فإذا خرجت استشرفها الشيطان)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:6690] ![]() من الأمور الخطيرة فى عصرنا, والتى ليست من الإسلام , ولم يُربِّنا عليها أهلونا: التساهل الشديد فى الاختلاط بين الرجال والنساء, وعدم غض بصرهم, ومصافحتهم بالأيدى, والضحك والأكل والشرب مع بعضهم, والكلام فى التليفونات, والذهاب للرحلات, والتوصيل بالسيارات بغير القيود الشرعية، وكل ذلك بحجَّة القرابة, أو الزمالة فى العمل, أو الدِّراسة! وتجد الشباب والشابات, من الأقارب والجيران, يضحكون, وربما يخرجون مع بعضهم، وإذا اعترضت عليهم, وقلت إن هذا لا يرضى الله ورسوله, قالوا لك: دُول مِتْرَبْيين مع بعضهم, وزَىّ الاخوات من صغرهم، فيها إيه لَمّا ابن عمها وَلْلا ابن خالتها يوصَّلها, مِش احسن ما تمشى لوحدها (واحسرتاه على ما أصاب المسلمين, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم) وترى الرجل المسلم يسمح لابنته أن تذهب لِتَلَقّى الدروس مع الشباب, وهى مرتدية البنطلون الضيّق, مُتعطّرة متزيّنة، وكأن كل شىء يهون فى سبيل تحصيل الشهادات.. وإنا لله وإنا إليه راجعون! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كُلُّكُم راعٍ, وكُلُّكُم مسئول عن رَعِيّتِهِ, فالإمام راعٍ, وهو مسئول عن رَعِيّتِهِ, والرجل راعٍ فى أهلِهِ, وهو مسئول عن رعيته, والمرأة راعية فى بيت زوجها, وهى مسئولة عن رعيتها, والخادم راعٍ فى مال سيّده, وهو مسئول عن رعيته, والرجل راعٍ فى مال أبيه, وهو مسئول عن رعيته, فكلكم راع, وكلكم مسئول عن رعيته)) [صحيح الجامع:4569] وخروج النساء متطيّبات ورد حُكْمه فى باب إرضاء الناس بسخط الله. ونَصِفُ لأخواتنا المسلمات تركيبة رخيصة لإزالة رائحة العرق: وهى أن يطحنوا شبَّه مع مِسْك حَجَر, ولكن بقَدْر قليل, حتى لا تظهر رائحته (وهذه الأشياء تباع عند العطارين) ثم يستخدموه كمزيل للعرق. أظنُّ أنكم تقولون: هو انت شيخ وللا عطار وَلْلا إيه؟ فأذكركم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً” وباختصار فإننا نحذر من التهاون فى الصغائر.. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إيّاكم ومُحَقَّرات الذنوب, فإنهنَّ يجتمعنَ على الرجل حتى يُهْلِكْنَه, كرجل كان بأرض فَلاة, فحَضَرَ صَنِيع القوم, فجعل الرجل يجىء بالعُود, والرجل يجىء بالعُود, حتى جمعوا من ذلك سَواداً, وأجَّجوا ناراً, فأنضجوا ما فيها)) [صحيح الجامع:2687] ![]() بعض المعاصى الشائعة عقوق الوالدين فى هذا الزمن حَدّث عنه ولا حَرَج, والعلماء – جزاهم الله خيراً – قد أفاضوا فيه, وأظن أن كلنا يحفظ الآيات والأحاديث التى وردت فى البر بالوالدين, والتحذير من عقوقهما، وسيأتى إن شاء الله بعضٌ منها. ولكنى أُذَكّر أبنائى وبناتى بأن هناك ذنوباً كثيرة جعل الله عقوبتها فى الآخرة, إلا (البَغْى) وهو تجاوُز الحَدّ فى الظلم, والاعتداء على الناس, و(عقوق الوالدين) فإن المرْء يُعَذَّب بهما فى الدنيا والآخرة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اثنان يُعَجّلهما الله فى الدنيا: البَغْى, وعقوق الوالدين)) [صحيح الجامع:137] وأُناشِدُ الرجال أن يتقوا الله, ولا يمنعوا زوجاتهم من بِرّ أمهاتهنَّ وآبائهنَّ, والنساء أن يتّقينَ الله, ولا يمنعنَ أزواجهنَّ من بِرّ أمهاتهم وآبائهم, وَلْيَعْلَموا جميعاً أن ما يفعلونَه سَيُرَدّ لهم من أولادهم, عاجِلاً أو آجِلاً, إن خَيْراً فَخَيْر, وإن شَرّاً فَشَرّ. ![]() قطيعة الرَّحِم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة سبحانه وتعالى: ((أنا خلقتُ الرَّحِم, وشققتُ لها اسماً من اسمى, فمن وَصَلها وَصَلْتُه, ومن قَطَعَها قَطَعْتُه)) [صحيح الجامع:4314] وقال: ((من سَرَّهُ أن يُعْظِمَ الله رِزْقَه, وأن يَمُدّ فى أجلِهِ, فَلْيَصِل رَحِمَه)) [مسند أحمد, صحيح الجامع:6291] ونريد مستعينين بالله أن نغيّر من أنفسنا, فلا نعامل أهلينا بالنِّديَّة (ولا أى مسلم أو مسلمة, سواء جيران, أو أصدقاء, أو غيرهم) بمعنى أنهم إذا وصلونا وصلناهم, وإذا قطعونا قطعناهم، فقد ذهب رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله.. إن لى قَرابة أصِلُهُم ويقطعوننى, وأُحْسِنُ إليهم ويُسِيئون إلىَّ, وأحْلُمُ عنهم ويجهلون علىَّ, فقال له: ((لَئِنْ كنتَ كما قلتَ فكأنما تُسِفّهُم المَلّ, ولا يزال معكَ من الله ظهيرٌ عليهم ما دُمْتَ على ذلك)) [صحيح مسلم] ((الْمَلّ)) معناه الرماد الحارّ، و((ظهير)) معناها نصير, وقال صلى الله عليه وسلم : ((ليس الواصِل بالمكافِئ, ولكن الواصل الذى إذا قُطِعَت رَحِمُه وصلها)) [صحيح البخارى] ![]() يتبع إن شاء الله |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |
|
![]() الربا معروف أنه من الكبائر، ولكن أتدرون ما خطورته, بالإضافة إلى حرب الله ورسوله (كما جاء فى سورة البقرة)؟ قبل أن أذكر لكم خطورته, أوَدُّ أن أسألكم: ما رأيكم لو سمعتم أن رجلاً زنى, أو امرأة زنت؟ أظن أنكم لو رأيتمونى الآن, لغضبتم منى غضباً شديداً, وقلتم: هى دِى عايزه سؤال, طبعاً اللّى يعمل كِدَه, أو اللّى تعمل كِدَه, يكونوا كذا وكذا من الشتائم, فما رأيكم بمن يتعامل بالربا؟ سأترك الرد لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((دِرْهَم ربا يأكله الرجل, وهو يعلم, أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية)) [مسند أحمد, صحيح الجامع:3375] وقوله: ((أهون الربا كالذى ينكح أُمَّه, وإن أرْبَى الربا استطالَة المرء فى عِرْض أخيه)) [صحيح الجامع:2531] حتى يعلم الذين يقترضون بالربا, والذين يتعاملون بما يُسَمَّى الفايظ, أو الذين يعطون أموالهم لمن يتاجر لهم فيها, ويأخذون مبلغاً معيّناً من المال, بغض النظر أكَسَبَ التاجر أَمْ خَسِر, وبغض النظر عن مقدار مَكْسَبه. وتجد – للأسف – الكثير يجادلون, ويقولون: نعمل ايه, ماحنا مانِعْرَفْش نتاجر, ولو تركنا المال هايِتْصِرِف ويضيع, ولا نجد شيئاً نتقوَّت به. يا قوم اتقوا الله.. أتقدرون على حرب الله ورسوله؟ إن خزائن الله مَلأَى, لا تَنْفَدُ أبداً, قال رسول الله صلى الله عليه : ((عند الله خزائن الخير والشر, مفاتيحها الرجال, فطوبى لمن جعله الله مِفتاحاً للخير مِغلاقاً للشر, وويل لمن جعله الله مِفتاحاً للشر مِغلاقاً للخير)) [صحيح الجامع:4108] ((مِفتاحاً للخير مِغلاقاً للشر)) (اللهم اجعلنا منهم) كمن يمشى فى حوائج الناس ليقضيها لهم (طبعاً الحلال فقط) ويَدُلُّكَ على الخير، فمثلاً إذا أساء إليك أحد.. يقول لك: مَعْلِش سامحه, دَه ربنا عَفُوّ يحب العَفْو – حافظ على الصلاة فى المسجد – تصدَّق على الفقراء – اذهب لعيادَة المريض – صِل رَحِمَك.. إلخ, أمّا ((مِغلاقاً للخير مِفتاحاً للشر)) (والعياذ بالله) كَمَنْ إذا رآك تسعى فى حوائج الناس.. قال لك: يا عَم انتَ مالَك, هُمَّ حُرّين يعملوا حاجتهم بنفسهم – خَلّيك ناصِح, اوْعَى تِدّى فلان حاجة, دَه مايِسْتَهِلْش – وإذا خاصمك أحد.. يقول لك: إيّاك تِعَبّرُه, زَىّ ما خاصمك تخاصمه, أو يقول لك: دَه انا هاقولَّك على حاجة تعملها تخلّيه يِلِفّ حَوالين نفسه، تخلّيه مايِعْرَفْش راسُه من رِجْلِيه… إلخ. |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |
|
![]() شهادة الزور يعلم الناس أنها حرام, ولكنهم يجاملون أقاربهم, وأصدقاءهم, وجيرانهم، فمثلاً: جار لهم ترك منزله, وسكن فى مكان آخر، ويريد صاحب البيت أن يَسْتَرِدّ شقَّته, لاحتياجه لها، فيقول الساكن لجيرانه: لو حَد سأل عَلىَّ, قولوا ده عايش فيها, بَس بِيْسِيبها شوَيَّة يسافر ويرجع تانى, وللأسف يسمعون كلامه, ويقولون: لو ماقُلْناش كِدَه هايِزْعَل مِننّا. أو يكون إنساناً فقيراً, ويعمل مصيبة, فلا يشهدون عليه (عند القضاء) ويقولون: مارضيناش نقول انه عمل كذا.. حرام دَه غَلبان.. هايْسِيب وُلاده لمين يِأكّلهُم. يا قوم اتقوا الله.. ألا تعلمون قول ربكم جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} [النساء:135] وقوله: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [الأنعام:152] وقول رسولكم صلى الله عليه وسلم : ((ألا أنبّئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله, وعقوق الوالدين, وقَوْل الزور)) [متفق عليه] وقوله: ((صِلْ من قطعكَ, وأحسن إلى من أساء إليكَ, وقُل الحق ولو على نفسك)) [صحيح الجامع:3769] ولا يُفهم من كلامى أننا نفضح الناس بدون داعٍ (عَمّال على بَطّال) إن ذلك عند طلب الشهادة, سواء فى المحاكم أو غيرها, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من نفَّس عن مؤمن كُربة من كُرَب الدنيا, نفَّس الله عنه كُربة من كُرَب يوم القيامة, ومن يسَّر على مُعسِر, يسَّر الله عليه فى الدنيا والآخرة, ومن ستر مسلماً, ستره الله فى الدنيا والآخرة, والله فى عَوْن العبد, ما كان العبد فى عَوْن أخيه, ومن سَلَكَ طريقاً يلتمس فيه عِلماً, سهَّل الله له طريقاً إلى الجنة, وما اجتمع قوم فى بيتٍ من بيوت الله, يتلون كتاب الله, ويتدارسونه بينهم, إلا نزلت عليهم السكينة, وغَشِيتهُم الرحمة, وحَفَّتهُم الملائكة, وذَكَرَهُم الله فيمَن عِندَه, ومن أبطَأَ به عَمَلُه لم يُسْرِع به نَسَبُه)) [صحيح الجامع:6577] الحديث الشريف كله مفهوم, والحمد لله، ولكن لننتبه إلى عبارة ((من أبطأ به عَمَلُه لم يُسْرِع به نَسَبُه)) حتى لا يتفاخر الناس بالأنساب, ويتواكلوا عليها، فيقولوا دَه احنا مُنَسَّبين, دَه احنا من نسل النبى, دَه احنا من نسل الصحابى الفُلانى, ولا أقول هذا استهزاءً (والعياذ بالله) ولكن لأن البعض يعتقد أنه ما دام من نسل النبى صلى الله عليه وسلم فهو أفضل من غيره، أو أن له قَدْراً عند الله (اللهم إنى أبرأُ إليكَ ممن يَسْتَخِف أو يستهزئ بنسب رسولك صلى الله عليه وسلم أو أحد من المسلمين) إن العبرة بالعمل وليست بالنَّسَب, قال الله تعالى فى كتابه الكريم: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ {101} فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {102} وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ {103} تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون:101-104] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا مَعْشَرَ قريش! اشتروا أنفسكم من الله, لا أُغْنى عنكم من الله شيئاً, يا بنى عبد مناف! اشتروا أنفسكم من الله, لا أُغْنى عنكم من الله شيئاً, يا عباس بن عبد المطلب! لا أُغْنى عنكَ من الله شيئاً, يا صفية عمَّة رسول الله! لا أُغْنى عنكِ من الله شيئاً, يا فاطمة بنت محمد! سَلِينى من مالى ما شِئْتِ, لا أُغْنى عنكِ من اللهِ شيئاً)) [صحيح الجامع:7982] وقال: ((كُلُّكُم بنو آدم, وآدم خُلِقَ من تراب, لَيَنْتَهِيَنَّ قومٌ يفتخرون بآبائِهِم, أو لَيَكُوننَّ أهْوَن على اللهِ من الْجُعْلان)) [صحيح الجامع:4568] ((الْجُعْلان)) معناه الخنفساء. أرَأيتم جزاء الذى يتباهى, ويقول: دَه انا ابويا فُلان الفُلانى – دَه انا من العِيلَة الفُلانيَّة – ده انا أهلى كذا وكذا.. إلخ؟ لدرجة أنهم يتفاخرون بالملابس والطعام.. سبحان الله! قد يتساءل أحد ويقول: كيف يتفاخرون بالملابس والطعام؟ فأقول له: ألَمْ ترَ من يتباهَوْن بجهاز العروسة, ويعلِّقون بعضه على الحِبال حتى يراه الناس؟ ثم ألَمْ تسمع من يقول: دَه انا أهلى رَبُّونى على الغالى, دَه احنا كُنّا مانَكُولْش إلا السمن البلدى, واللحمة الضانى (إحنا الصعايدة أكّالين الضانى) وكُنّا بنِدْبَح الدبايِح, وكُنّا بنعمل كذا وكذا؟ وكل هذا ليس من باب إظهار نعمة الله عليهم، بل للتباهى، بدليل أنهم ينظرون إلى من هُم دونهم نظرة استعلاء، ويقولون: دُول ماكانُوش بِياكْلُوا إلا السمن الهولندى, والفول النابِت, وكذا وكذا. ![]() الغِيبَة مرض خطير منتشر فى الأمة انتشار النار فى الهشيم، ومعناها كما جاء فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: ((ذِكْرُكَ أخاكَ بما يكره)) قيل: أفرأيتَ إن كان فى أخى ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه فقد بَهَتَّه)) [صحيح مسلم] وللأسف.. فإننا نسمع كثيراً غِيبَة الناس: دَه مجرم – دَه دَمُّه تِقِيل – دَه اعمش – دَه مكسَّح – دَه غِلِس… إلى غير ذلك من الشتايم والسَّب, وإذا قلت للمغتاب اتقِ الله, قال لك: أنا مابفتريش عليه.. دَه هُوَّ كِدَه, وقد رأينا وَصْف الرسول صلى الله عليه وسلم للغِيبَة أنها ((ذكرك أخاك بما يكره)) (ولو كان فيه) أما إن قلتَ عنه ما ليس فيه, فهو بُهتان (أى افتراء) وللأسف تجد من يخوضون فى أعراض الناس, وبعد ذلك يقولون احنا مالْنا – خلّينا فى حالْنا – احنا هانغيّر الكون – دَع الخَلْقَ للخالق. بعد إيه؟ بعدما أكلتم لحوم إخوانكم؟ وقد مَرَّ بنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أربى الربا استطالة المرء فى عِرْضِ أخيه)) إن الغِيبَة لا تجوز, حتى للشكوى من المظالم (حتى لا يقول أحد: دَه انا بَس بفضفض عن نفسى) إلا لطلب الفتوى من العلماء (ولا يذكر اسم الذى ظلمه) وعند التقاضى. (وهناك أحوال أخرى قليلة تجوز فيها الغِيبَة, يُرجَع إليها فى كتب الفقه) وينبغى للذى يسمع غِيبَة المسلمين أن يَنهَى المغتاب, ولا يستحى منه، فإن لم يستطع فَلْيَقُم من المجلس, حتى لا يشترك معه فى الإثم, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لما عَرَجَ بى ربى عز وجل, مَرَرْتُ بقوم لهم أظفار من نحاس, يخمِشون وجوههم وصدورهم, فقلتُ: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس, ويَقَعون فى أعراضِهِم)) [صحيح الجامع:5213] وأحب أن أنبّه على نوع من الغِيبَة.. وهى أنه إذا ذُكِرَ إنسان قالوا: ربنا يهديه, أو ربنا يهدينا ويهديه, أو ربنا يتوب علينا وعليه, أو ربنا يسهّل له, وقد قال عنها العلماء إنها أشد من الغِيبَة، لما تحمله من معنى أن القائل أفضل من الشخص الذى ذُكِرَ، ولِما فيها من إظهار التوَرُّع عن الغيبة الصريحة, وقد نهانا الله تبارك وتعالى عن كل هذا فى كتابه الكريم.. فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {11} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } [الحجرات:11-12] يا ناس يا مسلمون.. من يسمع كلام ربنا إن لم نسمعه نحن؟ ألَسْنا مؤمنين به؟ أَأُنزِلَ لأحَدٍ غيرنا؟ أرأيتم كيف نهانا الله عز وجل عن السخرية, التى يسمونها (تَرْيَقَة) ويُقال: دخلوا لبعض قافيَة؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بِحَسْبِ امْرِئ من الشر أن يَحْقِرَ أخاه المسلم)) [صحيح مسلم] ومن السخرية أيضاً: المحاكاة, وهى التقليد للاستهزاء، كتقليد الأعرج فى مِشْيَتِه, أو الأعْوَر… أو كذا أو كذا. ![]() يتبع إن شاء الله |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |
|
![]() النميمة معناها الوقيعة, ونقل الكلام الْمُفسِد بين الناس (دَه قال عليك كذا وكذا) وهى |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |
|
![]() سوء الظن: فتجد الكلمة تُؤخَذ على مَحْمَل سيّئ, ويُظَن بصاحبها الظنون, ومن أمثلة سوء الظن قولهم: دَه هو اللى سرق كذا, دَه بيخدمنى عشان مَصْلَحته, دَه بِيِعْمِل كِدَه عشان ماحَدِّش يرُوح عنده, دِى قَصْدَها كذا, دِى هِىَّ اللى عملت لى العَمَل, دَه تِلاقِيه واخِدْ فى الحكاية دِى كذا ألف جنيه, شافتنى وعَمَلِت نفسها مِش شايفانى…إلخ. يا قوم أحسنوا الظن بإخوانكم, وإذا بَدَرَ منهم قول أو فعل لا يرضيكم, فالتمسوا لهم العُذر، فَكَمْ من كلمة حُمِلَت على غير معناها, لا يَقصدُ قائِلها إلا الخير, وكَمْ من فعل كان ظاهره الشر, وهو عكس ذلك. إفرض مثلاً أنكَ زُرْتَ إنساناً, فقابَلَكَ أو كلَّمَكَ بطريقة لا تعجبك, فالتمس له العُذر, فالله أعلم بعبادِه, ربما كان عنده ما يَشغله, أو ما يحزنه. ومن أشد ما يقع فيه الناس هو قذف المحصَنات, وللأسف فإن كثيراً منهم يقع فيه بمجرَّد الظن, وبغير أدْنَى بَيّنة (دَه مَشْيُه وِحِش, دِى مَشْيَها وِحِش, دِى مَشْيَها بَطّال, تِلاقِى فُلانة ماشيَة مع فُلان) قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور:4] أى أن الإنسان لا يَحِلُّ له أن يتكلم فى أعراض الناس, حتى لو رأى بعينه, إلا أن يكون معه ثلاثة شهداء, وحتى فى هذه الحالة لا يُشَهِّر بمن رآه, ولكنه يُدْلِى بشهادته لولىّ الأمر, ولو ستر عليه لَكانَ أفضل, قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {23} يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {24} يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [النور:23-25] وقال رسوله صلى الله عليه وسلم : ((اجتنبوا السَّبْع الموبِقات: الشركُ بالله, والسحر, وقتل النفس التى حرَّم الله إلا بالحق, وأكل الربا, وأكل مال اليتيم, والتوَلّى يوم الزحف, وقذف المحصَنات المؤمنات الغافلات)) [صحيح الجامع:144] ![]() التجسس معروف (بِيْطقطق وُدانُه, بِيْلَمَّع أُكَرْ) ولكن هناك تجسساً من نوع آخر: تجد الجيران ينظرون من الشبابيك والبلكونات, وإذا رأوا شبّاك الجيران مفتوحاً, نظروا إلى داخل شقّتِهِم, وينظرون على اللى رايِح واللى جاى (طبعاً بدون غض بصر) وماذا اشترى الجار لأهل بيته, وماذا اشترت المرأة من السوق, ومن الضيوف الذين أتوا لجيرانهم, لدرجة أنهم ينظرون إلى غَسِيل بعضهم, هل هو نظيف أم مُتَّسِخ! وسؤال الناس: كنت فين – جيت مِنين – جِبْت معاك إيه – مين اللى كان عندكم – الحاجَة دِى بِكام – عَمَلْتوا أكل إيه… إلخ. يا أخى.. يا أختى.. لا توقعوا الناس فى الحرَج, وتضطروهم للكذب, لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من حُسْنِ إسلام المرء, تَرْكُه ما لا يَعنيه)) [موطأ مالك, سنن الترمذى, صحيح الجامع:5911] وقال: ((من اطَّلَعَ فى بيتِ قومٍ بغير إذن, فَفَقَأوا عينه, فلا دِيَة لَه, ولا قَصاص)) [صحيح الجامع:6046] ولا أقول إن فَقءَ العين بغير قصاص ينطبق على ما قلناه من النظر من الشبابيك، ولكن على من نظر من ثقب الباب (أو ما شابهه) إلى ما فى بيوت الناس بغير إذنهم, وقال صلى الله عليه وسلم : ((من صَوَّر صورة عذَّبه الله بها يوم القيامة, حتى يَنفُخ فيها, وليس بنافِخ, ومن تحَلَّم كُلِّفَ أن يَعقد شعيرتين, وليس بعاقِد, ومن استمع إلى حديثِ قوم يَفِرُّون منه, صُبَّ فى أُذُنَيْه الآنَك يوم القيامة)) [صحيح الجامع:6370] ((الآنَك)) معناه الرصاص المصهور (والعياذ بالله) وهو جزاء من استمع لحديث قوم بغير رضاهم. فينبغى للمسلم ألا يستمع لحديث قوم بغير رضاهم, حتى لو سمعهم يذكرون اسمه, لأننا أحياناً نسمع من يقول: دَه انا لَقِيتهُم بِيْجيبوا سيرتى, فوقفت عشان اسمع هايْقولوا عَلىَّ إيه, ((من تحلَّم)) أى الذى يقول حِلِمْت بكذا وكذا, وهو كاذب, “صَوَّر صورة” هو الذى يصنع التماثيل.. وهى حرام, وللأسف تجد بيوت المسلمين مَليئة بالدباديب، يا قوم.. أزادَ المال عندكم لا تجدون أين تنفقونه إلا فى هذه الدباديب؟ ألا يوجد فقراء؟ ألا يوجد يتامى؟ ألا يوجد مرضى لا يملكون ثمن الدواء؟ إن الإنسان لَيَتَعجَّب.. يرى الناس ينفقون مِئات الجنيهات فى التفاهات, وآلاف الجنيهات فى تزيين الحمامات, وعند التبرع مثلاً للمساجد, أو اليتامى والفقراء والمساكين, لا تجد إلا القليل! فى حين أن الصدقة تُظلّل صاحبها يوم القيامة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كُل امرئ فى ظِلِّ صَدَقَتِهِ, حتى يُقْضَى بين الناس)) [صحيح الجامع:4510] فاتقوا الله فى أموالكم, فإنكم مسئولون عنها يوم القيامة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تزول قَدَما عبد حتى يُسأل عن أربَع: عن عمره فيمَ أفناه, وعن علمه ما فعل فيه, وعن ماله من أين اكتسبه, وفيمَ أنفقه, وعن جسمه فيمَ أبلاه)) [صحيح الجامع:7300] وأنصح إخوتى فى الله أصحاب المحلات.. أن يقطعوا رؤوس التماثيل التى يعرضون عليها الملابس – كما يفعل البعض جزاهم الله خيراً – وألا يعرضوا الملابس الداخلية على تماثيل نساء عرايا، فإن ذلك يخدش الحياء, لأنها تبدو مُقاربة لجسد المرأة العارية, اللهم تب علينا وعلى المسلمين. هناك تجسس ظهر حديثاً, مثل التجسس على المكالمات التليفونية, ورسائل المحمول, والتقاط الصوَر به بغير إذن, وأحذّر النساء من الإسراف فى التعرّى أمام بعضهن, لأنه من الممكن أن تُلتَقط لهنَّ صور بالمحمول, دون أن يشعرنَ, وبالطبع لا يحدث هذا إلا ممن لا تخاف الله, لِعَرْضِها على من تشاء, وربما الرجال, وكذلك من الممكن تسجيل أصواتهنَّ وضحكهنَّ بالوسيلة نفسها. ومن التجسس المحرَّم أيضاً: قراءة أوراق الناس, أو الأشياء الخاصَّة بهم, بغير إذنهم. ![]() من الأخطاء الشائِعَة – خصوصاً فى الأحياء الشعبية – تجد الجيران والأقارب يدخلون البيوت بغير استئذان، ويتجَوَّلون فى البيت بحرِّيتهِم، فإذا دخل صاحبه (أو صاحبته) المطبخ دخلوا وراءَه، وإذا دخل غرفة النوم دخلوا وراءَه, ثم يخرجون وينشرون أسرار بعضهم: دِى شَقّتهُم مِشْ نِضيفة – دِى مابتِعْرَفش تعمل أكْل – دِى عكّاكَة – دِى ثلاجِتهُم مَلْيانَة – دُول جابُوا حاجات جديدة – دَه كان عندهم حاجَة مِخَبّينها مِنّى, بَس انا شُفتها تحت السرير… إلخ, وهذا مخالف لأمر الله عز وجل, فإن الزيارة لها آداب لابد من مراعاتها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور:27] والاستئذان يكون ثلاث مرات فقط, وبرِفْق, كما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينصرف، لا كما يفعل البعض, ويطرقون الباب كَطَرْق المخبرِين! أو يطرقون حوالى عشرين مَرَّة! والثلاث طَرْقات تكون مُتباعِدات (فى الزمن وليس فى المكان) بحيث يعطى صاحب البيت فرصة, لعلَّه يصلى، أو يُصلِح أشياء فى شَقّتِه, لا يريد أن يراها أحد. وعندما يسأله أهل المنزل, ويقولون مَن؟ فالسنَّة أن يقول: فُلان، ولا يقول: أنا, وإذا لم يُفتَح له الباب, فَلْيَنصرِف غير غضبان {وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} [النور:28] وإذا كان الباب مفتوحاً أصلاً.. فلا يقف أمامه, بحيث يرى ما بداخل الشقة, ولكن يقف بجانبه, ثم يُلقى السلام ثلاث مرات (طبعاً إذا لم يَرُدُّوا عليه فى الأولى والثانية) فإذا رَدُّوا عليه السلام, فالسنَّة ألا يدخل مُباشَرَة, ولكن يقول: أأدخُل؟ إلا إذا كانت طريقتهم فى استقباله تَدُل يقيناً على أنهم مُرَحّبون به, ويريدون دخوله, ثم يجلس فى المكان الذى يختاره صاحب البيت، ولا يفعل أى شىء إلا بإذنه، حتى الصلاة .. قال العلماء: إنه لا يصلى فى بيت مَضِيفِه إلا بإذنِه, ولا ينصرف من البيت إلا بإذنه, ويُستَحبُّ فى أيامنا هذه أن نُبَلّغ الناس أوَّلاً بالتليفون, كَيْلا نفاجئهم بالزيارة. ![]() وتَتَبُّع عَوْرات الناس, وإفشاء أسرارهم, من المحرَّمات, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا مَعْشَر من آمنَ بلسانِهِ ولم يَدْخُل الإيمانُ قلبَهُ, لا تغتابوا المسلمين, ولا تتبعوا عَوْراتهِم, فإنه من تَتَبَّعّ عَوْرَة أخيهِ المسلم, تَتَبَّعَ الله عَوْرَتَهُ, ومَن تَتَبَّعَ الله عَوْرَتَهُ يفضَحْهُ, ولو فى جَوْفِ بيتِهِ)) [صحيح الجامع:7984] ومن تَتَبُّع العَوْرات ما يفعله البعض من تَتَبُّع أخبار الناس, حتى يعلم أسرارهم, وزَلاتهِم, وعيوبهم, فيقول مثلاً: هُوَّ فُلان طلَّق مِراتُه لِيه, أو هُوَّ اجَّوِّز عليها لِيه, دِى لازِم فيها حاجَة, هو العسكرى كان بِيْخَبَّط على فُلان ليه, دَه لازِم عَمَل حاجَة, هِىَّ فُلانَة سابِتْ خطيبها لِيه, وغير ذلك الكثير والكثير. اللهم تب علينا وعلى المسلمين والمسلمات. ![]() هَتْك سِرّ الفِراش: أن يُحَدّث الرجل أصدقاءه بما حدث بينه وبين زوجته، وتحدّث هى جيرانها بما حدث بينها وبين زوجها, وهذا كَشف للعَوْرات, لا يُرضى الله ورسوله، وتأباه الفِطرَة السليمة، غير ما فيه من إثارَة للشهوات, وهتك للأعراض, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن من أشَرِّ الناس عند الله مَنزِلَةً يوم القيامة, الرجل يُفضِى إلى امرأتِهِ, وتُفضِى إليه, ثم يَنشُر سِرَّها)) [صحيح مسلم] والعجيب أنه لا يحلو للبعض الكلام إلا فى هذه الأشياء, ويقولون احنا بِنهَزَّر. أين الحياء يا عباد الله؟ لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدّ الناس حياءً، اسمعوا – باركَ الله فيكم – لقوله: ((الحياءُ من الإيمان, والإيمان فى الجنة, والبَذاء من الجفاء, والجفاء فى النار)) [سنن الترمذى وابن ماجه, صحيح الجامع:3199] وقوله: ((إن الله تعالى يُبْغِضُ الفاحِش المتَفَحِّش)) [صحيح الجامع:1877] وقوله: ((ليسَ المؤمنُ بالطعّان, ولا اللعّان, ولا الفاحِش, ولا البَذِىء)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:5381] اللهم استُر عوراتنا واحفظنا, واحفظ أهلينا, والمسلمين أجمعين. وأُوَجّه نصيحة خاصة لأبنائى وبناتى حَدِيثِى الزواج.. ألا يَقُصُّوا على أحد – وخصوصاً الذين لم يتزوجوا – ما حدث فى ليلة الزفاف وما بعدها. ونقول لمن يفعلون ذلك: اتقوا الله فى شباب المسلمين, ولا تثيروا شهواتهم, ولا تكونوا عَوْناً للشياطين عليهم, لأنهم لا يجدون الحلال, فماذا يفعلون؟ وأحبُّ أن أُنبّه هنا على أمر خطير, ألا وهو تناقُل أخبار الساقطين والساقطات, وحكاية ما حدث بينهم من الفواحش والخيانات, سواء فى الصحف, أو المجلات, أو غير ذلك, لأن هذا يساعد على انتشار الفاحشة, ويُهوّن من أمرها, وقد قال العلماء: إن تناقُل هذه الأخبار داخل فى معنى الآية الكريمة: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النور:19] وتناقُل أخبارهم يُقَسّى القلوب, ويجعل الإنسان يشعر بأنه أفضل من غيره بكثير, حتى إنهم ليقولون: دَه احنا احسن من غيرنا بِكْتِير, وبهذا يتكاسلون عن أعمال الخير, أما تناقُل أخبار الصالحين والصالحات, فإنها ترقّق القلوب, وتُشعِرُ الإنسان بأنه لا يساوى بجانبهم شيئاً, فينشَط فى فعل الطاعات والقُرُبات. وكذلك ينبغى أن نَكُفّ عن تناقُل أخبار السرِقَة, والقتل, والشِّجار, وشرب الخمر, وغير ذلك من المعاصى, لأنها تزيد شَرَرها, وانتشارها فى المجتمع, وتُضيّق الصدور, وتُقسّى القلوب, اللهم إنا نعوذ بك من الفواحِش والفِتَن, ما ظَهَرَ منها وما بَطَن. ![]() يتبع إن شاء الله |
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |
|
![]() الرِّشوة (ويسمونها هَدِيَّة أو الشاى) أيَظُن الذى يرتشى أن الله سيتركه هَمَلا بغير حساب؟ كلا.. اسمعوا قول ربكم جل وعلا: {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة:100] وقول رسوله صلى الله عليه وسلم : “لَعْنَةُ الله على الراشِى, والمرْتشِى” [سنن ابن ماجه, مسند أحمد, صحيح الجامع:5114] أتعلمون يا من تضيّعون حقوق العباد, وتعطونها لغير مُستَحِقّيها, ما معنى اللعنة؟ لقد فسَّرها العلماء بأنها الطرد من رحمة الله (والعياذ بالله) ولا تُغالطوا أنفسكم, وتقولوا إنها هدية, وليست رِشوة، فقد ذهب رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: هذا لكم, وهذا أُهْدِىَ إلىَّ، فغَضِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام يخطب فى الناس, ويقول: ((أمّا بَعدُ.. فما بالُ العامِل نستعمله, فيأتينا فيقول: هذا من عملكم وهذا أُهْدِىَ إلىَّ, أفلا قَعَدَ فى بيتِ أبيِهِ وأُمّه فينظر هل يُهْدَى لَه أم لا؟ فوالذى نفس محمد بيدِهِ, لا يَغُلّ أحَدُكُم منها شيئاً إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عُنُقِهِ, إن كان بَعِيراً جاء به لَهُ رُغاء, وإن كانت بقرة جاء بها لها خُوار, وإن كانت شاة جاء بها تَيْعَر, فقد بَلَّغْتُ)) [صحيح الجامع:1357] وقال صلى الله عليه وسلم : ((هدايا العُمّال غُلول)) [مسند أحمد, صحيح الجامع:7021] وقال: ((من استعملناه على عمل, فرزقناه رزقاً, فما أخذ بعد ذلك فهو غُلول)) [سنن أبى داود, صحيح الجامع:6023] وكيف تطيبُ أنفسكم أن تأكلوا من الحرام؟ وتطعموا أولادكم من الحرام؟ أتظنون أنهم سيكونون بارّين بكم؟ لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كُلُّ جَسَدٍ نَبَتَ من سُحْتٍ فالنار أوْلى بِهِ)) [صحيح الجامع:4519] فمن كانت النار أوْلى به فكيف يكون حاله؟ والحديث – بالطبع – ليس خاصاً بالرِّشوَة, ولكنه ينطبق على كل أنواع الكَسْب الحرام (والعياذ بالله) اللهم اكفنا بحلالِك عن حرامِك, وأغنِنا بفضلِك عن من سواك. ![]() استخدام الجرائد والمجلات فى الأشياء الْمَهينة, مثل مسح الأحذية, ومسح القاذورات من على الترابيزات, والدخول بها فى الحمامات, ووضعها فى القِمامة, وفَرْشِها فى الساحات العامَّة للصلاة عليها (وخاصَّة فى الأعياد) مما يُعَرِّضُها للسيْر عليها بالأقدام, وغير ذلك من سُبُل الإهانة, وهى لا تخلو حَتماً من ذِكْر آية, أو حديث, أو اسم مُضاف لله تعالى, كعبد الله, وعبد الرحمن, وغير ذلك من أسماء الله جل وعلا. وأنا أعلمُ أن هذا مما يوقع الكثير من المسلمين فى الحرَج, لأنهم لا يَدرون ماذا يفعلون! وأقول لهم: إن الله سبحانه وتعالى {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} فما قَدَرْنا عليه من عدم إهانتها فَعَلناه, وما لم نقدِر عليه فنسأل الله أن يعفو عنا. أما وَضْعها فى القِمامة.. فمن الممكن أن نضعها فى كيس خاصّ بها, ونغلِقه عليها, حتى لا تختلط ببقية القِمامة. واستخداماتها الأخرى التى ذكرناها – وما شابهها – فبإمكانِنا الكَفّ عنها إن شاء الله. وننصح إخواننا أصحاب المصانع, والمحلات التجارية, ألا يضعوا أسماءهم – أو غيرها – على الأكياس والورق, إن كان فيها اسم لله تعالى, لأنها توضَع فى القِمامة, وتُرمَى على الأرض, وتُداس بالأقدام, ولكن يضعوا كُنيَتَهُم.. مثل أبو فُلان, أو أى كُنيَة حلال, فمن السنَّة مُناداة المرء بأبى فُلان, بدلاً من مناداته باسمه, حتى لو لم يكن له أولاد, وحتى لو كان غير متزوج. ![]() الذهاب للمَصايِف (بوضعها الحالى) وما فيها من عُرْى النساء والرجال, ونظر بعضهم إلى بعض, وهذا النظر محرَّم, وقد سَمّاه الرسول صلى الله عليه وسلم زنى النظر, فى قوله: ((كُتِبَ على ابن آدم نصيبه من الزنى, مُدْرِكٌ ذلك لا مَحالَة, فالعينان زِناهما النظر, والأذنان زِناهما الاستماع, واللسان زِناه الكلام, واليَدُ زِناها البَطْشُ, والرِّجْلُ زِناها الْخُطا, والقلب يَهْوَى ويتمنَّى, ويُصَدِّقُ ذلك الفَرْجُ ويُكَذّبُهُ)) [صحيح مسلم] وقال عن تَكَشُّف النساء لغير أزواجهنَّ: ((أيُّما امرأة وَضَعَت ثيابها فى غير بيت زوجها, فقد هَتَكَت سِتر ما بينها وبين الله عز وجل)) [سنن ابن ماجه, مسند أحمد, صحيح الجامع:2710] فيا إخوتى فى الله إن الأمر جِدُّ خطير، ويتطلَّبُ مِنّا استعانة بالله جل وعلا، وتوبة نصوحاًً، وعَزماً على التغيير.. فإن الله لن يُغيَّر ما بِنا, حتى نُغَير ما بأنفسِنا {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11] ويجبُ علينا أن تكون مجالِسنا مجالِس ذكر لله عز وجل, لا مجالِس لَغْو, وغِيبَة, ونميمة, وثَرثَرَة, وقِيل وقال, وتضييع للعمر بغير فائدة, وأن نربى أولادَنا على طاعة الله ورسوله, وتعظيم حبّهما فى قلوبهم, بدلاً من أن نربّيهم على الأفلام, والمسرحيات, واللهو, واللعب, ولا يكون كُل هَمّنا الأَكْل, والملابس, والتعليم، والدين آخر حاجة نفكَّر فيها, حتى إننا نجد من يَصِلُ إلى أعلى الشهادات, ويأخذ الماجيستير, وربما الدكتوراه, ولا يعلم كيف يقرأ كتاب الله عز وجل, ولا يُحسِنُ الوضوء والصلاة, وتسمع من يتباهى, ويقول: انا أدّيت رسالتى, ربّيتهم أحسن تربِيَة, وأكّلتهم أحسن أكْل, ولبّستهم أحسن لِبْس, ودخَّلتهم أحسن مَدارِس, وما عَلَّمَهُم آية واحدة من كتاب الله, ولا المحافظة على أداءِ الصلاة, وكُلّنا يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((مُرُوا أولادَكُم بالصلاةِ وهم أبناء سَبْعِ سنين, واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْرِ سنين, وفَرِّقوا بينهم فى المضاجِع)) [سنن أبى داود, صحيح الجامع:5868] ولكن بعض الآباء والأمَّهات يُشفِقون على أولادِهم أن يستيقظوا لصلاة الفجر، ويقولون: مَعْلِشْ سِيبُه.. أصْل الدنيا بَرْد, ولو قام ممكن يِعْيا، أمّا للمدرسة.. لا- إلا المدرسة! انت عايز تضيَّع مستقبله ولْلا إيه يا عَم الشيخ! ألا تستحون من ربكم جل وعلا؟ أأصبحَ كُل شىء فى الدنيا مُهِمّاً إلا الدين؟ سبحان الله! إننا لو كنا نحبهم ونتمنى لهم السعادة, فالسعادة الحقيقية فى رضا الله جل وعلا, وفى دخول الجنة, ولا يُفهَم من كلامى أنى أحُضُّ على عدم التعليم، بل أريدُ أن أذكّر إخوانى بالمهِمَّة التى من أجلها خُلِقنا {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلا لِيَعْبُدُون} [الذاريات:56] اللهم تب علينا وعلى جميع العُصاة والمذنبين, اللهم لا تحرِمنا لذَّة النظر إلى وجهِكَ الكريم, وأدخلنا الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين, مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين. ![]() يتبع إن شاء الله |
|
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اذا لم افعل الاشتراك المجاني الذي يأتي مع التايجر هل يبقى ؟ | ahmadalsakkal | قسم رسيفر تايجر TIGER* T HD | 4 | 08-18-2013 05:58 PM |
اليكم بوت تصحيح الاخطاءc5 | خالد الشبول | قسم اجهزة الرسيفرات المتنوعة | 6 | 06-16-2013 01:07 PM |
تصحيح كلمة (اللهم اني صائم) | عمر الهندي | مواضيع وبرامج دينية عامة | 2 | 08-09-2010 02:38 AM |