عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2010, 05:30 PM   رقم المشاركة : 14
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

مراحل حياة النجوم على ضوء القرآن الكريم والعلم الحديث

النجوم هي أجرام سماوية غازية التركيب في غالبيتها‏,‏ شديدة الحرارة‏,‏ ملتهبة‏,‏ مضيئة بذاتها‏,‏ يغلب علي تركيبها غاز الهيدروجين الذي يكون أكثر من‏74%‏ من مادة الكون المنظور‏,‏ والذي تتحد ذراته مع بعضها البعض في داخل النجوم بعملية تعرف باسم الاندماج النووي(Nuclear Fusion) مطلقة الطاقة الهائلة ومكونة عناصر أعلى في وزنها الذري من الهيدروجين ‏(‏ أخف العناصر المعروفة لنا على الإطلاق وأبسطها من ناحية البناء الذري ولذلك يوضع في الخانة رقم واحد في الجدول الدوري للعناصر التي يعرف منها اليوم‏105‏ عنصرا‏) ‏والنجوم تتخلق ابتداءا من الغبار‏(‏الدخان‏)‏ الكوني الذي يكون السدم‏,‏ وينتشر في فسحة السماء ليملأها وتتكون النجوم في داخل السدم بفعل دوامات عاتية تؤدي إلى تجاذب المادة تثاقليا وتكثفها على ذاتها حتى تتجمع الكتلة اللازمة لتخليق النجم‏,‏ وتبدأ عملية الاندماج النووي فيه‏,‏ وتنطلق منه الطاقة وينبعث الضوء‏,‏ وبعد الميلاد تمر النجوم بمراحل متتابعة من الطفولة فالشباب فالشيخوخة والهرم على هيئة ثقب أسود يعتقد أن مصيره النهائي هو الانفجار والتحول إلى الدخان مرة أخرى‏,‏ وإن كنا لا ندري حتى هذه اللحظة كيفية حدوث ذلك‏,‏ ومن المراحل المعروفة لنا في دورة حياة النجوم ما يعرف باسم :

1- نجوم النسق العادي( Main Sequence Stars)‏

2- ثم العمالقة الحمر(Red Giants)


3- ثم الأقزام البيض(White Dwarfs )


4- ثم الأقزام السود(Black Dwarfs)

5- ثم النجوم النيوترونية(Neutron Stars)



6- أو الثقوب السود(Black Holes) ‏



جنين النجوم:


تتكون النجوم داخل تلك السحب الكثيفة التي تكون في منأى عن النجوم فتستطيع أن تحتفظ بدرجات حرارة منخفضة، مما يساعد على انكماش مادة السحابة نحو مركز في داخلها.
وقد تنقسم السحابة الأم إلى سحب صغيرة ليتكون بداخل كل منها نجم جديد، ومن هنا تصبح السحابة الأم رحماً لعشرات النجوم الجديدة. ولقد لاحظ الفلكيون أن النجوم الجديدة تتكون بالعشرات في بطن واحدة، فأرحام السحب غنية بإنتاجها من النجوم.. ومع انكماش مادة السحابة نحو مركزها تزداد الكثافة حتى تقترب مما نعرفه (بالكثافة الشمسية)، وفي تلك المرحلة المتأخرة تستطيع الكتلة المركزية أن تحبس الحرارة داخلها مما يساعد على ارتفاع الحرارة بشكل كبير لتبدأ التفاعلات النووية.
وهنا نقول: إن قلب النجم الجديد بدأ ينبض بالحياة، ويكون الجنين قد أصبح نجماً جديداً، طفلاً يزهوا بضيائه ونشاطه ليعلن عن بدء الحياة لكائن جديد قال له رب العزة كن فكان.
ويسمى الفلكيون النجم الوليد باسم (ت الثور) ، وهي تسمية غريبة لا علاقة لها بطبيعة تلك المرحلة الأولية من حياة النجوم.
رصد الفلكيون نجوماً من تلك المرحلة الأولية (من حياة النجوم) وحددوا صفاتها منذ زمن ليس ببعيد، ولكنهم وقتذاك لم يعرفوا كنه وطبيعة هذه النجوم.
وكان أول نجم يرصد بتلك الصفات هو نجم (ت) الموجود في مجموعة الثور.
ومن هنا فإن كل نجم رصد بنفس الخصائص كانوا يلقبونه بفصيلة نجم النجوم.
وعموماً فإن النجوم الوليدة تتميز بلمعان شديد يميل إلى الزرقة، كما أن النجم يكون متغيراً في تلك المرحلة، كحال الطفل الوليد في عالم البشر، إذ يكثر البكاء والصراخ في أوقات متلاحقة إلى أن يعوده أبواه على حاله من الاستقرار والهدوء.


تطور النجوم في مشوار حياتها:

يهدأ النجم الوليد بعد مرور فترة ما، ليصبح نجماً مستقراً في أحواله وفي صفاته، ثم يتقدم تدرجياً في العمر ليصبح شاباً فتياً.
ومن الجدير بالذكر أن شمسنا عبارة عن نجم في مرحلة الشباب، نلاحظ عليها استقرار في خصائصها، فلا تخرج علينا يوماً بضياء شديد ثم تبدو كنجم خافت في يوم آخر، ومن فضل الله علينا أن شمسنا نجم مستقر يرسل لنا معدل ثابت (تقريباً) من الأشعة، بحيث توفر لنا أسباب الحياة والدفء اللازمين لبهجة حياتنا.
ومرحلة الشباب هي أطول المراحل في عالم النجوم، وهذا يعني أن شمسنا ستظل بقدرة الله تعالى على تلك الحال من الاستقرار والثبات إلى فترة طويلة من عمرها.
ويقدر العلماء عمر الشمس الآن بحوالي 450 مليون سنة، وأنها مستمرة على حالها لفترة 5000 مليون سنة أخرى، وبعدها ستنفتح لتصبح نجماً عملاقاً، يبتلع الكواكب القريبة منه، واحداً بعد الآخر، ومن المعروف أن كوكبنا الأرضي أحد تلك الكواكب ستبتلعها الشمس حسب التقديرات النظرية.

ولنتخيل معا ما سيحدث لكوكبنا وعالمنا مع اقتراب الشمس من الأرض حتى تبتلعها، إن درجة الحرارة سترتفع تدريجياً، فيهرب الغلاف الجوي تدريجياً، وهنا لابد وأن تموت جميع الكائنات التي تعيش على الأرض.

وتدريجياً تتبخر مياه البحار والمحيطات لتتحول الأرض إلى كوكب جاف، ثم تدخل الأرض تدريجياً في غياهب باطن الشمس ذي الحرارة الرهيبة، فتذوب مادة الأرض بفعل الحرارة الرهيبة لباطن الشمس، فيصبح كوكبنا جزء من أحشاء الشمس. وقبل أن تبتلع الشمس كوكبنا الأرضي قد تبتلع القمر قبلها، وقد يكون ذلك تفسيراً لقوله تعالى: (وجمع الشمس والقمر).

وهذه القصة النظرية لنهاية كوكبنا تختلف كثيراً عن الأحداث الجسام التي يخبرنا بها المولى عز وجل في القرآن الكريم عن يوم القيامة، ففيه تحدث أهوال عظيمة كثيرة، يضيق المقام هنا عن الوقوف عندها. ولكن هذه النهاية (التي عرفها الإنسان من خلال دراسته لحياة النجوم) تؤكد حقيقة مهمة وضحها رب العزة في كتابه الكريم بقوله تعالى : (كل نفس ذائقة الموت)، فالموت قدر من الله يصيب كل الخلائق، حتى الكواكب والنجوم، فإنها تلقى حتفها وتذوق مرارة الموت في لحظة ما من حياتها، حسبما يقدر الخالق تبارك وتعالى.

ولو أدعى شخص أن النهاية التي ستحدث لكوكبنا هي من علامات يوم القيامة، لقلنا له أننا بذلك نستطيع أن نحدد بالحسابات الفلكية موعد يوم القيامة، وهو أمر خبأه الله عن البشر، فكيف يكون الموقف؟ في تلك النهاية لكوكبنا لا يحدث أي شخص للنجوم من حولنا، بل إن جيران شمسنا لا يشعرون كثيراً بانتفاخها، ولكنهم يرونها كنجم عملاق بعد أن كان صغيراً.

أما في أحداث يوم القيامة فإن عقد الجاذبية سينفرط، فتحدث فوضى عارمة في السماء، من انشقاق إلى أنكدار النجوم، وغير ذلك مما لا يعلم مداه إلا الله.

تتمدد النجوم وتنتفخ لتصبح عمالقة حمراء فنرى لها بريقاً عالياً أكثر مما نراه للنجوم التي في مرحلة شبابها.
والكثير من النجوم التي تراها لامعه في قبة السماء هي في الحقيقة عمالقة حمراء، أو حتى عمالقة ذات بريق عالي جداً، أما أغلب النجوم المجاورة لشمسنا فهي نجوم خافتة قد يصعب رؤية الكثير منها بالعين المجردة. ومن أمثلة النجوم الساطعة في السماء ( والتي عرفها أجدادنا ) : النجم سهيل، وهو ثاني ألمع نجوم السماء، وكذلك:السماك:الرامح، والعيوق، ومنكب الجوزاء، وقد أصبح عملاقاً أحمراً كبيراً يزيد في حجمه عن 1700 مليون كرة شمسية، كما أنه نجم متغير.

ومن النجوم الساطعة أيضاً: نجم بيتا قنطورس، الذي يزيد من لمعانه عن 10 آلاف لمعان شمس، ونجم قلب الأسد ورفيقه، وهما نجمان كبيران وقد أصبح عملاقان فائقان، ونجم قلب العقرب عملاق أحمر براق، وهو متغير أيضاً، ولمعانه الحالي يبلغ 2700 لمعان شمسي، ونجم رأس التوأم المؤخر، والذنب، في مجموعة الدجاجة، وهو عملاق أحمر يبلغ لمعانه 63 ألف لمعان شمسي، ونجم رجل الجبار الذي يزيد في لمعانه عن ربع مليون كرة شمسية. وهذا بالطبع قليل من كثير من تلك النجوم التي تركت مرحلة الشباب وبدأت تظهر عليها أعراض الشيخوخة.

ولقد أشتهر " سهيل " كثيراً في مخيلة الكثيرين من أسلافنا حتى كتبوا عنه شعراً كثيراً، ومن ذلك ما قاله أبو العلا المعري:

وسهيل كوجنة الحب في اللون *** وقلب المحب في الخفقان
مستبداً، إنه الفارس المعلم *** يبدو معرض الفرسان
يسرع اللمح في احمرار كما تسرع *** في اللمح مقلة الغضبان
ضرجته دما سيوف الأعادي *** فبكت رحمة له الشعريان

من الأمثلة الشهيرة لنجوم مازالت في مرحلة الشباب(غير الشمس): الشعرى اليمانية، ورجل قنطورس، والنسر الواقع، وبيتا الصليب الجنوبي، ونجم آخر النهار، والنسر الطائر، وهو أكبر من شمسنا، والسماك الأعظم، والشعرى الشامية، وهي في طريقها للتحول إلى عملاق أحمر.

وبعد أن تتمدد الشمس ويصبح حجمها كبيراً، فإنها لن تستطيع أن تستمر طويلاً في الإمساك بتلابيب أطرافها، فتهرب الطبقات الخارجية منها تدريجياً (في شكل حلقات غازية تخرج متتابعة في منظر مهيب) ، وفي تلك الحالة ستطاول تلك الحلقات جميع الكواكب الخارجية حتى (بلوتو)، بل وجميع أطراف المنظومة الشمسية.
تعرف تلك المرحلة من حياة النجوم بمرحلة (السدم الكوكبية)، حيث تلفظ النجوم طبقاتها الخارجية في شكل حلقات مستديرة تشبه في منظرها الخارجي الكواكب في استدارة شكلها.

ونجم (القيثارة) هو أحد أشهر تلك الأمثلة التي يعرفها الفلكيون من بين آلاف النجوم التي رصدناها، وهي تلفظ طبقاتها الخارجية.

ستفقد الشمس في تلك المرحلة ما يزيد عن ثلث كتلتها لتصبح بعد ذلك لب عاري صغير حرارته شديدة، ويتوقف نبض التفاعلات النووية في الباطن لتبرد الشمس تدريجياً ويتصاغر حجمها كثيراً وتدخل إلى مقابر النجوم فيما يعرف بمرحلة (الأقزام البيضاء). وفي تلك المرحلة تكون كثافة المادة عالية بدرجة رهيبة، حيث يزن السنتيمتر المكعب من مادة القزم الأبيض حوالي طن واحد من مادة الأرض، كما أن حجم الشمس في تلك المرحلة سيتصاغر ليصبح في حجم الأرض تقريباً.

تحدث الخالق عز وجل عن تلك المرحلة الدقيقة من حياة شمسنا في الآية الأولى من سورة التكوير بقوله تعالى : (إذا الشمس كورت)، قال أبىّ بن كعب: أي ذهب ضوءها، وعن ابن عباس : أظلمت، وعن مجاهد: اضمحلت وذهبت، ذهب ضوءها فلا ضوء لها.

وقال الطبري: التكوير في كلام العرب جمع بعض الشيء إلى بعض، أي جمع بعضها إلى بعض.

وهذا الكلام الأخير يمكن أن يفسر ما نحن بصدده بشكل أكثر انسجاماً، ويبين تلك المرحلة الدقيقة من حياة الشمس، حيث تتكور على بعضها وتنكمش نحو داخلها، فيتصاعد حجمها إلى حد كبير.

وفي الآية الثامنة من سورة المرسلات يذكر المولى عز وجل تصاغر النجوم ووصولها لتلك المرحلة من نهاية حياتها وتصاغر حجمها، بقوله تعالى: (فإذا النجوم طمست) . وفي الظلال تلك الآية قال السلف من المفسرين كـ (ابن كثير): طمست أي ذهب ضوءها، وقال الطبري: أي ذهب ضياؤها فلم يكن لها نور ولا ضوء .

وهذا الكلام هو حقيقة ما نفهمه من خلال تلك الأحداث الجسيمة التي تحدث للنجوم بعد أن تلفظ طبقاتها الخارجية، فيصبح النجم بعد ذلك عبارة عن لب عاري لا تغطيه طبقات خارجية، ويكون هذا اللب منكمشاً على نفسه بدرجة كبيرة، كما أن نبض قلب النجم في تلك لحالة يكون متوقفاً أو على وشك التوقف، لتنطفئ شمعة هذا النجم، فيخفت ضوءه وتقل أشعته تدريجياً ليصبح (قزماً أسوداً) بعد أن كان (قزماً أبيضاً). .


رد مع اقتباس