عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-17-2011, 08:38 PM
الصورة الرمزية محمد نور
محمد نور محمد نور غير متواجد حالياً
 




معدل تقييم المستوى: 24 محمد نور على طريق التميز
افتراضي لاتقل الحمد لله الذى لايحمد على مكروه سواه


إذا أصابك مكروه

كثيراً مانظن أن بعض الأقوال أو الأفعال
حق , وأنها خيرٌ
وسنةُ عن الرسول صلى الله عليه وسلم
فنتمسك بها ونكررها كلما ظننا أن هذا وقت ذكرها والدعاء بها
أو أن معناها يحمل الخير وهو خلاف ذلك
و من هذه الأقوال قول
( الحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه )
فما حكم هذه الكلمة في ميزان الشرع ؟
وهل هي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أم لا ؟
هل من السنة أن ندعوا إذا أصابنا مكروه فنقول :
الحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
هذا الدعاء أسمعه كثيراً ،
ولا أدري هل هو ثابت
عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم لا ؟.
الحمد لله
هذا الدعاء ليس وارداً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
والوارد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو
ما رواه ابن ماجه (3803)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ
قَالَ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ ،
وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ
قَالَ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ .
حسنه الألباني
في صحيح ابن ماجه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في " تفسير جزء عم "
(ص 127) :
أما ما يقوله بعض الناس :
" الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه "
فهذا خلاف ما جاءت به السنة ،
بل قل
كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" الحمد لله على كل حال "
أما أن تقول :
" الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه "
فكأنك الآن تعلن
أنك كاره ما قدر الله عليك ،
وهذا لا ينبغي ،
بل الواجب أن يصبر الإنسان على ما قدر الله عليه
مما يسوؤه أو يسره ، لأن الذي قدره هو الله عز وجل ،
وهو ربك وأنت عبده ، هو مالكك وأنت مملوك له ،
فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره فلا تجزع ،
بل يجب عليك الصبر وألا تتسخط ، لا بقلبك
ولا بلسانك ولا بجوارحك ،
اصبر وتحمل والأمر سيزول
ودوام الحال من المحال ،
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ،وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً )
صححه الألباني
في تحقيق السنة لابن أبي عاصم (315)
فالله عز وجل محمود على كل حال من السراء أو الضراء ،
لأنه إن قدر السراء فهو ابتلاء وامتحان ،
قال الله تعالى :
( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )
الأنبياء / 35 .
فإن أصابتك ضراء فاصبر فإن ذلك أيضاً ابتلاء وامتحان من الله
عز وجل ليبلوك هل تصبر أو لا تصبر ،
وإذا صبرت واحتسبت الأجر من الله
فإن الله يقول :
( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
الزمر / 10

 

 

رد مع اقتباس