عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2011, 12:51 AM   رقم المشاركة : 3
ابو فارس
 
الصورة الرمزية ابو فارس





ابو فارس غير متواجد حالياً

ابو فارس على طريق التميز


افتراضي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)- د.كامل القيم ، نحو إعلام حر ومحايد (تجربة شبكة المرآة لمراقبة وسائل الاعلام)،2007، ص18 .

د- دور الحيادية في العمل الاعلامي.


هل يلزم من قولنا أن هذه الصحيفة غير محايدة, أو أن هذ القناة الإذاعية أو التفزيونية غير محايدة, أنها تمارس الكذب و الخداع و حجب الحقيقة على أفراد الجمهور؟ لا, ليس بالضرورة، فعندما ذكرت في بداية الموضوع، أنه لا تلازم بين مفهوم الحيادية و بين العمل الإعلامي (خاصة الإخباري) لم أقصد أن وسائل الإعلام جميعها تفتقد المصداقية و الدقة في نشر الأخبار (و أرجو ألا يُفهم هذا). الذي أقصده أن ليس هناك شيء إسمه حيادية ليس في العمل الإعلامي فحسب, بل حتى في حياتنا الشخصية! فعندما يأتيك إثنان من أصدقائك و بينهما سوء فهم و يطلبان منك حل النزاع أو الإستماع إلى وجهتي نظرهما, فستجد أن كل طرف سيركز على "إثارة" و ذكر ما يهمه و "إهمال" أو إغفال بعض الأمور التي قد تكون من صالح الطرف الآخر, أو يذكرها بسرعة و بدون تفاصيل ! هكذا الحال تماماً مع وسائل الإعلام(1).
و عودة إلى سؤالنا السابق نقول أنه إذا إفترضنا أن مفهوم الحيادية هو خط مستقيم يبدأ من صفر إلى عشرة نقاط, مع تسليمنا أنه لن يحرز أحدٌ ما (أفراداً أو وسيلة إعلامية) النقاط العشرة الكاملة (لإستحالة ذلك عقلاً وواقعاً) فإن تقييمنا لأداء أية وسيلة إعلامية هو بعدد النقاط التي تحصل عليها من هذا النقاط العشرة. فنستطيع القول أن هذه الصحيفة لديها حيادية واحد من عشرة, و هذا الكاتب محايد بدرجة خمسة, و تلك القناة الإذاعية تقترب من الثمانية نقاط و هكذا ، كما أنه من الخطأ أن نطلق حكما عاماً على وسيلة إعلامية بأنها محايدة أو غير محايدة بناء على خبر قرأناه أو شاهدناه. الصواب أن نحدد فنقول أن إذاعة صوت أمريكا (مثلاً) غير محايدة في طريقة تغطيتها للحرب على أفغانستان و القاعدة, لكن محايدة بدرجة كبيرة في طريقة عرضها لباقي الموضوعات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)- د. ابراهيم امام ، دراسات في الاعلام ، الانجلو مصرية ، القاهرة، 1982، ص144.



أو أن هذا الكاتب غير محايد في طريقة وجهات النظر في القضية الفلانية لأنها ضد توجهاته الفكرية, و نظرة سريعة لكتاب الزوايا في الصحف المصرية اليومية (مثلاً) أكبر دليل على ذلك.

فقراءتي لإسم معين و حتى قبل البدء في قراءة المقال, أعرف جيداً ماالذي سيقوله هذا الكاتب في هذه القضية و أعرف تماماً منطلقاته الفكرية.

و هذا لا يعيب الكاتب أن يكون له رأي, لكن ما يعيب هو إدعاء الكاتب (أو القناة الإعلامية) أنه محايد في عرض فكرته أو أنه غطى جميع جوانب الموضوع بحيادية تامة.
و قد يسأل سائل ( و هو محق في ذلك), من له الحق في التقييم أو إعطاء الدرجات لهذه الوسيلة الإخبارية أو تلك؟ و لعل الإجابة فيها نوع من الطرافة و حيث إن تقييمنا لوسائل الإعلام الإخبارية ليس فيه حيادية أو لا ينبع من أساس علمي مقبول. فنحن (أفراد الجمهور) نقيّم و نحكم على وسائل الإعلام بالحيادية و الصدق و النزاهة بناء على آرائنا و مواقفنا و توجهاتنا (و أحياناً على أمزجتنا و أهوائنا). فلأني سمعت أبي يمدح إذاعة لندن (bbc) و صفها بالحيادية و الصدق, لذلك أحببتها و أصبحت أصدق ما تقوله دائماً, و الهدف من هذا الموضوع أن ننتبه لما نسمع, نقرأ, أو نشاهد (1).











ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)- المصدر السابق ، ص145.



هـ : تنوع المصادر الاخبارية



بعد التطور التكنلوجي الذي حصل في الاعلام ، اصبحت الوسائل والمصادر الاخبارية و الاعلامية اكثر تعددا ، لذا فالخطاب والحيادية تختلف بعض الشئ من مصر الى اخر ، حيث يجب علينا– كجمهور- أن نتتبه لما نقرأ و نسمع و نشاهد لأنه ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً تماماً(1).

يجب أن نفهم أن ما نقرأه, نسمعه, و نشاهده قد كتبه إنسان نقلاً عن إنسان, نقلاًعن إنسان (وقد تقصر أو تطول السلسلة الخبرية بحسب الخبر و الوسيلة).

و في كل مرحلة من هذا المراحل يتعرض الخبر المرئي, المسموع, أو المقروء إلى التعديل, الإضافة, أو التشويه أو في أحسن الأحوال إلى التقصير مما يعني تغييراً في طبيعة الخبر الأصلي، يجب النظر دائماً لوسائل الإعلام (خاصة الإخبارية منها) على أنها بشر تحب و تكره, و لها إهتماماتها و أولوياتها و مصالحها. إننا عندما ننظر لهذه الوسائل و نحكم عليها كما نحكم على الناس في حياتنا اليومية, فإننا –بالتالي- لن نعطيها كامل ثقتنا, أو نصدق كل ما تنشره و تبثه علينا, تماماً كما نتعامل مع البشر. فنحن لا نصدق كل الناس, و لا نثق بكل الناس, و ليس هناك إنسان محايد تماماً, بل يستحيل وجود هذا الشخص.
لذلك من الأفضل دائماً أن ننوع مصادرنا الأخبارية حتى تتضح لنا الصورة الكبيرة. إن إعتماد الإنسان على مصدر إعلامي واحد لإستقاء المعلومات و الأخبار عن العالم يعتبر خطاً فادحاً يرتكبه كثير من الناس (بما فيهم الساسة و صناع القرار), لأن هذا المصدر سوف يعطيك الأخبار من وجهة نظره و مصلحته.





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)- محمد زكي ، استسقاء الانباء ، دار المعارف بمصر ،ط7 ،2002، ص93 .
المبحث الثاني:
الحيادية في وسائل الاعلام العراقية
مقدمة عامة

الإعلام كما هو حال القضايا الأخرى المرتبطة بنشاط الإنسان الفكري والعملي لا يمكن أن يكون حيادياً صرفاً أو مستقلاً تماماً "ومن يحاول الادعاء بالحيادية والاستقلالية التامة سيجد آجلاً أو عاجلاً نفسه منحازاً فكرياً لطرف معين وبهذا سيدرك أن الحيادية التامة غير موجودة على الإطلاق في الفكر الإنساني وما يدور حوله من قضايا في العالم"(1)، ولكن نستطيع القول أن هناك نوعين في العمل الإعلامي ،الاستقامة والمصداقية والبحث عن الحقيقية، يقابلها عدم الاستقامة واللامصداقية وتحريف وتشويه الحقائق، يمكن تلمس الاهمية التي انطوت عليها فكرة منح جائزة عالمية لافضل منظمة في العالم والخاصة في مجال الدفاع عن الحريات الصحفية لعام 2007 التي تم منحها لمرصد الحريات الصحفية في العراق، بعد تصويت لجنة دولية مكونة من 35 صحفيا من مختلف بلدان العالم، ويأتي انتباهتها الى اهمية مرصد الحريات الصحفية في العراق والدور الواضح الذي يقوم به من خلال النشاطات الهادفة الى الدفاع عن الحريات الصحفية ورصد الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في العراق، وقد ينبه هذا الامر الى حقيقة مهمة وجادة هي امكانية السعي الى توسيع دائرة الاهتمام من اجل بيئة قانونية لعمل الاعلام العراقي تنطلق من بداهة التعبير عن الذات والرأي وحقوق الانسان التي ولدت مع ولادة الانسان وتطورت بتطوره، فاصبحت من صميم حياته (2) .

رد مع اقتباس