[فريد سليمي]

بسم الله الرحمان الرحيم

لا تكن مثل لا شيء يمر و لا يترك شيء

قصة حب عجيبة

يحكى أن فتى قال لأبيه أريد الزواج من فتاة رأيتها و قد أعجبني جمالها و سحر عيونها ، رد عليه وهو فرح و مسرور وقال أين هذه الفتاة حتى أخطبها لك يا بني فلما ذهبا ورأى الأب هذه الفتاة أعجب بها وقال لابنه اسمع يا بني هذه الفتاة ليست من مستواك و أنت لا تصلح لها هذه تصلح لرجل له خبرة في الحياة و تعتمد عليه مثلي ، اندهش الولد من كلام أبيه و قال له كلا بل أنا سأتزوجها يا أبي و ليس أنت تخاصما و ذهبا للقاضي ليفصل بينهما في هذه المشكلة و عندما قصا للقاضي قصتهما قال لهم أحضروا الفتاة لكي نسألها من تريد الولد أم الأب ؟ و لما رآها القاضي انبهر من حسنها و فتنته وقال لهم هذه لا تصلح لكما بل تصلح لشخص مرموق في البلد مثلي و تخاصم الثلاثة و ذهبوا إلى الوزير ، وعندما رآها الوزير قال هذه لا يتزوجها إلى الوزراء مثلي و أيضا تخاصموا عليها حتى وصل الأمر إلى أمير البلدة وعندما حضروا قال أنا سأحل لكم المشكلة ، أحضروا الفتاة فلما رآها الأمير قال بل هذه لا يتزوجها إلا أمير مثلي و تجادلوا جميعا ثم قالت الفتاة أنا عندي الحل سوف أركض و أنتم تركضون خلفي و الذي يمسكني أولا أنا من نصيبه و يتزوجني و فعلا ركضت و ركض الخمسة خلفها الشاب و الأب و القاضي و الوزير و الأمير و فجأة وهم يركضون خلفها سقط الخمسة في حفرة عميقة ثم نظرت عليهم الفتاة من الأعلى و قالت : هل عرفتم من أنا ؟ أنا الدنيا .
أنا التي يجري خلفي جميع الناس ويتسابقون للحصول عليا و يلهون عن دينهم في اللحاق بي حتى يقعوا في القبر و لم يفوزوا بي.

لا تــــــركنن إلى الدنيـا وما فيها فالمـــوت لا شك يفنينا و يفنيها

اعمل لدار غدا رضوان خازنهـــا الجـــــار أحمد و الرحمان بانيها

قصورهــا ذهب و المسك طينتها و الزعفـــــــران حشيش نابت فيها

أنهـــــارهــا لبن محض و من عسل و الخمــر يجري رحيقا في مجاريها

و الطيـــر تجري على الأغصان عاكفة تسبـــــح الله جهــرا في مغانيهـــــا

من يشتري الدار في الفردوس يعمرها بــــــركعة في ظلام الليل يخفيها