عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-29-2010, 09:18 PM
الصورة الرمزية عمر الهندي
عمر الهندي عمر الهندي غير متواجد حالياً
 





معدل تقييم المستوى: 40 عمر الهندي على طريق التميز
افتراضي كن ورده ..طيبها حتى لسارقها......

كن ورده ..طيبها حتى لسارقها

- أراه دائِمًا يأتي يبادرُ الآخرين بالكلامِ الطيِّب الحسن حتى أخاله ينمّقهُ قبل إخراجه ساعة !!!




هوَ فعلا يبدو وكأنَّه يُعدُّه من لسانه قبل قوله مرة و مرة




ليخرج ينساب من ثغرِه نهْرًا لُجيْنيًا يروي أفئدةً مِنْ حولِه ولا يتوقف




لكنَّ هذا النهر يبقى موضعَ عجبِ فئةٍ من الناسِ و استغراب ,




بل لا أُبالغ إن قُلت اشمئزاز بعض منهم,




أنا لا أدري هل انقلبت المفاهيم و انتكست العُقُول




فاصطحبنا مفهومَ المُخالفة في هذه المواضع حتى أصبحنا نُفكرْ بالمقلُوب ؟ !




هل أصبح التصريح بالمحبَّة رذيلةً و مُنكرًا منَ القول و زُورا ؟!




أين نحنُ من قول النبي صلى الله عليه وسلم لـ مُعاذ / يا مُعاذ ! , والله إنِّي لَأُحبُّك !




وباتت جمال وروعة عبارته صلى الله عليه وسلم البسيطة الصادقة نموذجا لمنطق عذب




ومشاعر مهداة حين قال عن أبي بكر – رضي الله عنه : ( بل أخي وحبيبي ) !!




الدين و الخُلُق و الأدب ليس ملامح جامدة و كلمات باردة و قُلُوب شاردة ..!




الدين و الأخلاق و مُنتهى الآداب كلامٌ رطيب و ابتسامة نَهْرِيَّة و مشاعر صافية ,




أتعجَّب والله أشد العجب ممن يُعيّب التعبير بـ [ المحبة و مُشتقاتها ] !




وأضحك طويلًا إن لاحظت ثقافة العيب المُنتكسة المقلوبة في بعض المُجتمعات التي تُعيّب ما تشاء




و تُطَبِّع ما تشاء ,




و أما سعة صُدورهم فهي للكلام السوقيّ و الألفاظ الجافة الناشفة التي لا تعتبر للفرد قلبا ولا إنسانية,




و أذكر أنَّ صديقتي حدثتني عن إحداهن , قالت لأخٍ لها صغير / يا حبيبي !




فنظر إليها مُستنكرًا مذهولًا مُتعجِبًا و أظنُّه يدور في رأسه




[ يا ساتر ! , أختي تقول هالكلام ] !




ثُم قال/ [ عيييييب ] ! , فبئست والله من ثقافة !




وَكُنتُ أتفكَّر دائِمًا في حالِنا مع الأهل و الأصدقاء " نُحبهم بصدق في الأعماق " ونسكت !




ونطفق نُردد إلى أن نموت : [ عسى الله لا يبيّن غلاك و قدرك الخافي ! ]




أضحك بصدق على سُلوكِ دربِ المحبة في خفاء بإصرار و عزم شديدين




.. و شرُّ البليَّةِ ما يُضحك ,,,




لمَ ؟



و الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : «إذا أحبّ أحدكم أخاه ، فليُعلِمه إيّاه» ..!




هذا لأنَّ القُلوب رقيقة يا أحبة




فكُلّ قلب بقُربنا أرض خصبة و نحنُ الزُرَّاع ,




و الزارع بالخيار إما أن يتعاهد فؤاد صاحبه بالرعاية و السقيا و دوام العناية فيطيب و يُستطاب ,




و إمَّا أن يجدب وَ يُقفر و لا تسألوا بعدها الصحراءَ ماء !






- إشارة /




كُنْ { وَرْدَةً .. طيبُهَا حتّى لسَارقِها ،



لا وردةً وخزُهَا "حتّى" لسَاقِيهَا !..

 

 

رد مع اقتباس