![]() |
تفسير قوله تعالى : ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى )
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله الحمد لله وحده نحمده و نشكره و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا . :أما بعد: السؤال: فى سوره العلق آية : ( أرأيت الذى ينهى عبدا إذا صلى ) ، أرجو توضيح الآيه ، علما بأن الصلاة لم تكن مفروضة حينها . ======== الجواب : الحمد لله أولا : قال الله تعالى : ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) العلق/ 9 – 19 .............................................. روى مسلم (2797) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ أَبُو جَهْلٍ : هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ قَالَ فَقِيلَ نَعَمْ فَقَالَ : وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ . قَالَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي – زَعَمَ - لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ ، قَالَ فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ قَالَ فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا ) قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ - لَا نَدْرِي فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ شَيْءٌ بَلَغَهُ – ( كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ) ... الآيات . .............................................. وروى الترمذي (3349) وصححه ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فَجَاءَ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ : أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا ؟ فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَبَرَهُ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا بِهَا نَادٍ أَكْثَرُ مِنِّي . فَأَنْزَلَ اللَّهُ : ( فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ) فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَوَاللَّهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ لَأَخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ اللَّهِ . .............................................. قال ابن كثير رحمه الله : " نزلت في أبي جهل لعنه الله ، توعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة عند البيت ، فوعظه الله تعالى بالتي هي أحسن أولا فقال : ( أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى ) أي : فما ظنك إن كان هذا الذي تنهاه على الطريق المستقيمة في فعله ، أو ( أَمَرَ بِالتَّقْوَى ) بقوله ، وأنت تزجره وتتوعده على صلاته ؛ ولهذا قال : ( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ) أي : أما علم هذا الناهي لهذا المهتدي أن الله يراه ويسمع كلامه ، وسيجازيه على فعله أتم الجزاء ". انتهى من"تفسير ابن كثير" (8 /438) فقد دلت هذه النصوص على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بمكة أول الدعوة ، وأن أبا جهل لعنه الله كان يتغيظ عليه في ذلك وينهاه ويتوعده ، فأنزل الله هذه الآيات . على أنه ينبغي أن يعلم هنا أن سورة العلق لم تنزل كلها دفعة واحدة ، بل الذي نزل أولا هو صدر هذه السورة ، حتى قوله تعالى : ( علم الإنسان ما لم يعلم ) ، وأما باقي السورة فإنما نزل متأخرا بعد ذلك . .............................................. ففي حديث بدء الوحي عند البخاري (4954) ومسلم (160) : قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما جَاءَهُ الْمَلَكُ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَقَالَ له اقْرَأْ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ ... الحديث ، وفيه : ( فَقَالَ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) الْآيَاتِ إِلَى قَوْلِهِ : ( عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) لفظ البخاري . ولفظ مسلم : ( فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ . .............................................. وقال شيخ الإسلام رحمه الله : " سورة المدثر هي أول ما نزل من القرآن بعد أول سورة ( اقرأ ) ". انتهى من"شرح العمدة" (4 /404) وقال أبو حيان الأندلسي : " هذه السورة مكية – يعني سورة العلق - وصدرها أول ما نزل من القرآن ، وذلك في غار حراء على ما ثبت في صحيح البخاري وغيره ". انتهى من"تفسير البحر المحيط" (8 /488) . ثانيا : الصلاة كانت مشروعة قبل "الإسراء" ، كما دل على ذلك سورة العلق ، والأحاديث المذكورة في سبب نزولها ، ودل عليه أيضا سورة المزمل ، وما فيها من وصف قيام النبي صلى الله عليه وسلم لليل ، هو وطائفة ممن معه من المؤمنين ، وسورة المزمل من أوائل ما نزل ، ودلت عليه نصوص كثيرة ، ووقائع عديدة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " كَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْل الْإِسْرَاء يُصَلِّي قَطْعًا ، وَكَذَلِكَ أَصْحَابه ؛ لَكِنْ اُخْتُلِفَ هَلْ اُفْتُرِضَ قَبْل الْخَمْس شَيْء مِنْ الصَّلَاة أَمْ لَا ؟ " انتهى . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب |
كل الشكر والتقدير ...على المتابعة الرائعة والمواضيع الراوع جزاك الله كل الخير وبانتظار المزيد من مفاجئاتك الرائعة |
الإبداع عنوانك دوماً بطرحك الراقي والدائم معنا
أطيب تحية يالغلا .. |
مشكور اخي الغالي على التألق الدائم والعطاء الرائع
|
ربنا يجزيك الخير
|
بارك الله فيك يا اخي الكريم
|
الله يعطيك الف عافيه على الموضوع الرائع ....
|
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز بارك الله فيك ... ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي |
شكرا لك اخى الكريم
وجزاك الله خيرا |
الساعة الآن 03:45 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.