![]() |
التواضع في حياة الصالحين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التواضع في القرآن مدح الله تعالى عباده ووصفهم بالتواضع وقال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً) الفرقان {63} أي في سكينة ووقار متواضعين ليسوا مرحين ولا متكبرين فكان التواضع من سماتهم التي خصهم بها الله تعالى وحث عليه القرآن الكريم وجعله من الصفات الحميدة فوصى لقمان ابنه حيث قال تعالى: ( وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)لقمان {18} ونهى الله عن الكبر وذكر الانسان بنفسه حيث قال تعالى: وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً {37} فهذا انت يا إبن آدم ولن تستطيع ان تبلغ الجبال طولا فتذكر ذلك واعرف حقيقتك التواضع في حيات الانبياء كان الأنبياء عليهم السلام في قمة التواضع فكان ادريس عليه السلام خياطا وكان داوود عليه السلام حدادا ورعى موسى عليه السلام الغنم فلماذا لم يقل هؤلاء نحن بشرٌ اختارنا الله فلا نرعى ولا نعمل إلا بما يليق بنا ! تواضع محمد صلى الله عليه وسلم كان بقمة التواضع صلى الله عليه وسلم فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال ( أتى النبي صلى الله عليه و سلم برجل ترعد فرائضه قال فقال له : هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد في هذه البطحاء) ولم يقل أنا من اختارني الله-وقد اختاره- واطهر البشر-وهو اطهرهم- ولم يفخر بنفسه وكان يحث على التواضع فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من تواضع لله رفعه الله " والتواضع رفعة يرفع الله بها عباده المتواضعين وقال ايضا: "يقول الله تبارك وتعالى من تواضع لي هكذا رفعته هكذا وجعل يزيد باطن كفه إلى الأرض وأدناها إلى الأرض رفعته هكذا وجعل باطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء" فالله تعالى يرفع المتواضع ويضع المتكبر وقال ايضا: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، و لا يـبغي أحد على أحد" أي أن نتواضع وهذه توصيه بالتواضع و بعد هذه المجموعة القليلة من الاحاديث ننتقل لنرى كيف طبق السلف الصالح التواضع وكيف رفعهم التواضع ابو بكر الصديق قال رضي الله عنه "وجدنا الكرم في التقوى، والغنى في اليقين، والشرف في التواضع" وقال لما ولي لخلافة المسلمين : "وليت عليكم ولست بخيركم" هذا وهو ابو بكر صاحب النبي بالهجرة وهو من سماه الصديق ومن المبشرين بالجنة يقول للمؤمنين لست بخيركم إذا من هو خيرٌ منه ؟ هذا من تواضع رضي الله عنه عمر بن الخطاب رأى عروة بن الزبير امير المؤمنين عمر يحمل قربة ماء فقال له: (ألا ينبغي لك هذا. فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين - القبائل بأمرائها وعظمائها - دخلت نفسي نخوة، فأردت أن أكسرها)فهو يأدب نفسه بأدب التواضع وقال له رجل من المؤمنين :لو زللت لقومناك بسيفنا فماذا كان رده وهو الخليفة وامير المؤمنين ومن المبشرين بالجنة ؟ الحمد لله الذي جعل من يقوم عمر بسيفه وكلنا يذكر قولته المشهورة عندما قال: أصابت إمرأة وأخطأ عمر وهذين المثلين لخير خلف لنبي الله فماذا كانت نتيجة هذا التواضع ؟ رفعهم الله واعزهم وهذه هي عاقبة المتواضعين يرفعهم الله ويرفع شأنهم هذه نماذج من تواضعهم وننتقل الى ما قاله الصالحين والعلماء في التواضع ونماذج لتواضعهم التواضع في حياته الصالحين عمر بن الخطاب كان عمر رضي الله تعالى عنه يلبس ثوب وبه اثنى عشر رقعة وهو امير المؤمنين ولما قدم الشام بعد فتحها عرضت له مَخَاضَةٌ في النهر، فنزل عن بعيره، ونزع خفيه فأمسكها بيده، وخاض الماء ومعه بعيره. فقال له أبو عبيدة: لقد صنعت اليوم صنيعا عظيما عند أهل الأرض! يعني أن أهل الشام ألفوا عجرفة الروم وأُبَّهتهم، فهم لا يتوقعون من رئيس دولة أن يتصرف بهذه البساطة. فما كان من عمر إلا أن صَكَّ في صدر أبي عبيدة قائد جيش المسلمين وقال: أوه. لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة! إنكم كنتم أذلَّ الناس وأحقر الناس وأقل الناس. فأعزكم الله بالإسلام. فمهما تطلبوا العزة بغيره يُذِلّكم الله. كان هذا حال الصحابة رضي الله عنهم وحال السلف أحمد بن حنبل قال يحيي بن معين : ما رأيت مثل أحمد بن حنبل ، صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الصلاح و الخير ، وكان رحمة الله يقول : نحن قوم مساكين قال الحفاظ : رأينا الإمام احمد نزل إلى سوق بغداد ، فاشترى حزمة من الحطب ، وجعلها على كتفه ، فلما عرفه الناس ، ترك أهل المتاجر متاجرهم ، وأهل الدكاكين دكاكينهم ، وتوقف المارة في طرقهم ، يسلمون عليه ، ويقولون : نحمل عنك الحطب ، فهز يده ،واحمر وجهه ،ودمعت عيناه وقال : نحن قوم مساكين ، لولا ستر الله لافتضحنا ، نحن قوم مساكين لولا ستر الله لافتضحنا أتى رجل ليمدح الإمام احمد ، فقال له الإمام احمد : أشهد الله إني أمقتك في هذا الكلام ،والله ، لو علمت ما عندي من الذنوب والخطايا لحثوت على رأسي بالتراب وكان يقول : يا ليتني ما عرفت الشهرة، يا ليتني في شعب من شعاب مكة ما عرفني الناس . شيخ الاسلام ابن تيمية يقول ابن القيم ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك (أي من الخشوع والانكسار) أمرا لم أشاهده من غيره. وكان يقول: ما لي شيء! وما منّي شيء! ولا فِيَّ شيء! وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت: أنــا المـكَـدِّى وابـن المُـكدي *** وهكـذا كـان أبـي وجَــــدّي (المكدي: المتسول) وكان ابن تيمية رحمه الله يردد : إني الـفقيـر إلـى رب البـريـات *** أنا المسكـين فـي مجمـوع حالاتي أنا الظلـوم لنفسـي وهي ظـالمتي *** والخيـر إن ياتنــا من عنده يَاتـي لا أستطيـع لنفسي جلب مـنفـعـة *** ولا عن النفـس لي دفـعَ المضرات وليس لي دونه مـولىً يـدبِّـرنـي *** ولا شفيـع إذا حـاطت خطيئــاتي إلا بإذن من الرحمـان خالقـنــا *** إلى الشفيـع كما قد جاء في الآيـات ولسـت أملك شيئـا دونه أبـــدا *** ولا شـريـكٌ أنـا في بعـض ذرات ولا ظهيـر له كي يستعيــن بـه *** كمـا يكـون لأربــاب الولايــات والفقـر لي وصف ذات لازم أبـدا *** كمـا الغنى أبـدا وصـف لـه ذاتي وهذه الحال حال الخلـق أجمعهـم *** وكلهـم عنـده عبـد لــه آتــي فمن بغى مطلبا من غير خـالقــه *** فهو الظلوم الجهول المشـرك العاتي والحمـد لله ملء الكون أجمـعـه *** ما كان منه ومـا من بعـدُ قد يـاتي *************^^^^^^^^************** تم بحمد الله هذا الموضوع تمت كتابته نقلا من خطب مختلفة ومقالات متنوعة وتم أقتباس العديد من المقالات من مواقع مختلفة إن كان به شي من حديث ضعيف أو غيره فرحم الله من أهدى إلي عيوبي لكل مسلم يدعو لي ولوالدي ووالديه وللمسلمين ويحق له نقله دون ذكر مصدره أو كاتبه والسلام |
في ميزان حسناتك اخي احمد
بارك الله فيك |
الله يعطيك الف عافيه على الموضوع الرائع
|
مرور عطر يعطيكم العافية احبتي
|
الساعة الآن 09:20 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.