خالد الشبول |
07-14-2011 09:50 PM |
ما الحكمة من بناء الكعبة الشريفة
اختلف العلماء في أول من بنى الكعبة ، والظاهر أن أول من بناها هو إبراهيم عليه السلام واختار هذا القول ابن كثير ، ودليله قول ابن عباس : لو لم يحج الناس هذا البيت لأطبق الله السماء على الأرض . وما هذا الشرف إلا لشرف بانيه أولاً وهو خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام .
قال سبحانه : ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئا ) ، وقال تعالى : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ*فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنا ).
ويمكن الاستدلال أيضا بقول الله تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ، وهو صريح في بناء إبراهيم . ولم يثبت نقل صحيح صريح أن البيت كان مبنياً قبل ذلك .
أما الحكمة من بناء الكعبة فهي إلى الله تعالى ، ولا نستطيع الجزم بحكمة معينة ، لكن يمكن أن يقال بأن الله تعالى أمر ببناء الكعبة لتكون قبلة واحدة لجميع المسلمين ، يجتمع جميع المسلمين حولها في حجهم وعمرتهم وصلاتهم ، فهي رمز لوحدة المسلمين وقبلة لجميع البلدان .
ولكنها تبقى الكعبة حجرا لا تضر ولا تنفع ، وإنما نستقبلها طاعة لله تعالى ، ولذلك جاء في الصحيحين عن عمر بن الخطاب أنه كان يقبل الحجر ويقول : إني لأقبلك وإني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك . والله أعلم.
|