![]() |
تأملات وفوائد من قوله تعالى: { يحبهم ويحبونه }
تأملات وفوائد من قوله تعالى: { يحبهم ويحبونه } أ.ندى السجان بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ والحمدلله رب والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: اعلم أيها المبارك أن المحبة بين الله وعباده محبة متبادلة ؛ لقوله ﷻ { يحبهم ويحبونه } ، والمحبة الصادقة توجب التعلق بالمحبوب والسعي لإرضائه ، أما زعم المحبة دون بذل الأسباب التي تستدعي تحقيق محبة المحبوب فهو مجرد كلام قلما يصدق صاحبه ؛ لقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } ؛ فمحبه الله توجب طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى الله عنه وزجر والاتباع لسنه رسوله وأمينه على وحيه محمد ﷺ . وقال الشافعي رحمه الله : تعصي الإله و أنت تزعم حبه - هذا لعمري في القياس شنيع لو كان حبك صادقًا لأطعته - إن المحب لمن يحب مطيع وإن تحققت محبة الله للعبد تحققت ولايته له وحفظه ورعايته للحديث القدسي : " من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه " . وهذا كمال محبة الله للعبد الناتج عن تقرب العبد لربه بما يرضيه . أما في الآية { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا ... } فالند هو الشبيه والنظير ، وتعالى الله أن يكون له ذلك ؛ { فليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . واتخاذ الأنداد يكون ببذل المحبة المذكورة سابقًا إليهم ، بالتعلق والحرص على الإرضاء ، وقد فعلها المشركون مع أوثانهم بزعم { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } . فصرفوا ما يجب أن يُصرف لله وحده إلى أوثانهم المزعومة ، أما مشركو زماننا فقد كانت لهم أوثان من بشر أو عقائد أو مبادئ باطلة ما أنزل الله بها من سلطان ، فصرفوا أسباب المحبة والتعلق والبذل والتضحيات لغيره تعالى ، وصرفوا أشكال المحبة من توكل وخوف ورجاء بالمخلوقين دون الخالق ، فضلوا وأضلوا ! نسأل الله السلامة والعافية أ.ندى السجان شعبان 1435 صيد الفوائد |
بارك الله فيك اخي على الموضوع
|
|
الساعة الآن 02:41 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.