![]() |
بلال بن رباح وحب لا ينقطع
ذهب بلال رضي الله عنه إلى أبي بكر رضي الله عنه يقول له: يا خليفة رسول الله، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول: أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله... قال له أبو بكر: (فما تشاء يا بلال ؟) قال:أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت... قال أبو بكر: (ومن يؤذن لنا؟؟)... قال بلال رضي الله عنه وعيناه تفيضان من الدمع: إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله .... قال أبو بكر: (بل ابق وأذن لنا يا بلال ).... قال بلال رضي الله عنه :إن كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له... قال أبو بكر: (بل أعتقتك لله يا بلال ).... فسافر إلى الشام رضي الله عنه حيث بقي مرابطا ومجاهدا يقول عن نفسه: لم أطق أن أبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان إذا أراد أن يؤذن وجاء إلى: ' أشهد أن محمدًا رسول الله ' تخنقه عَبْرته، فيبكي، فمضى إلى الشام وذهب مع المجاهدين وبعد سنين رأى بلال رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم - في منامه وهو يقول: (ما هذه الجفوة يا بلال ؟ ما آن لك أن تزورنا؟)... فانتبه حزيناً، فركب إلى المدينة، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم - وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له: (نشتهي أن تؤذن في السحر!)... فعلا سطح المسجد فلمّا قال: ( الله أكبر الله أكبر ).... ارتجّت المدينة فلمّا قال: ( أشهد أن لا آله إلا الله )... زادت رجّتها فلمّا قال): ( أشهد أن محمداً رسول الله )... خرج النساء من خدورهنّ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- توسل المسلمون إليه أن يحمل بلالا رضي الله عنه على أن يؤذن لهم صلاة واحدة، ودعا أمير المؤمنين بلالا رضي الله عنه ، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها، وصعد بلال وأذن ...... فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -و بلال رضي الله عنه يؤذن، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا، وكان عمر أشدهم بكاء... وعند وفاته رضي الله عنه تبكي زوجته بجواره فيقول: لا تبكي .. غـداً نلقى الأحبه ... محمداً وصحبه |
الساعة الآن 03:59 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.