تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : روائع الصحابة


bahaa_bnifawaz
04-30-2010, 10:30 AM
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
‏قال عمر: من هذا
‏قالوا: يا أمير المؤمنين، هذا قتل أبانا
‏قال: أقتلت أباهم؟!
‏قال: نعم قتلته
‏قال: كيف قتلتَه؟
‏قال: دخل بجمله في أرضي، فزجرته فلم ينزجر،
فأرسلت عليه ‏حجراً وقع على رأسه فمات...
قال عمر: القصاص... الإعدام

قرار لم يكتب... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة..
لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل، هل هو من قبيلة شريفة؟
هل هو من أسرة قوية؟ ‏ما مركزه في المجتمع؟
كل هذا لا يهم عمر رضي الله عنه لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله،
ولا يجامل أحدا على حساب شرع الله، ولو كان ‏ابنه ‏القاتل لاقتص منه..

‏قال الرجل: يا أمير المؤمنين،
أسألك بالذي قامت به السموات والأرض ‏أن تتركني ليلة،
لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية، فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني،
ثم أعود إليك، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر: من يكفلك أن تذهب إلى البادية، ثم تعود إليَّ؟

‏فسكت الناس جميعا، إنهم لا يعرفون اسمه،
ولا خيمته، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله، فكيف يكفلونه،
وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض،
ولا على ناقة، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله؟
ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه؟
فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر، لأنه ‏وقع في حيرة،
هل يُقدم فيقتل هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه يذهب بلا كفالة،
فيضيع دم المقتول؟
وسكت الناس، ونكّس عمر ‏رأسه، والتفت إلى الشابين: أتعفوان عنه؟
‏قالا: لا، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
‏قال عمر: من يكفل هذا أيها الناس؟!!

‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده وصدقه وقال:
‏يا أمير المؤمنين، أنا أكفله
‏قال عمر: هو قَتْل، قال: ولو كان قاتلا!
‏قال: أتعرفه؟
‏قال: ما أعرفه، قال: كيف تكفله؟؟
‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين، فعلمت أنه لا يكذب، وسيأتي إن شاء ‏الله
‏قال عمر: يا أبا ذرّ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...

فذهب الرجل، وأعطاه عمر ثلاث ليال، يُهيئ فيها نفسه،
ويُودع ‏أطفاله وأهله، وينظر في أمرهم بعده، ثم يأتي ليُقتص منه لأنه قتل ....
‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد، يَعُدّ الأيام عدا،
وفي العصر‏نادى ‏في المدينة: الصلاة جامعة، فجاء الشابان،
واجتمع الناس، وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر فقال عمر: أين الرجل؟
قال: ما أدري يا أمير المؤمنين!
‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها،
وسكت‏الصحابة واجمين، عليهم من التأثر ما لا يعلمه إلا الله.
‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر،
وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد، ‏لكن هذه شريعة، لكن هذا منهج،
لكن هذه أحكام ربانية، لا يلعب ها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها،
ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس، وفي مكان دون مكان...

‏وقبل الغروب بلحظات، إذا بالرجل يأتي، فكبّر عمر، وكبّر المسلمون معه
‏فقال عمر: أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك
ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !
‏قال: يا أمير المؤمنين، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ
من الذي يعلم السرَّ وأخفى!! ها أنا يا أمير المؤمنين، تركت أطفالي

كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية، وجئتُ لأُقتل..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبا ذر: لماذا ضمنته؟؟
قال أبو ذر: خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
‏فوقف عمر وقال للشابين: ماذا تريان؟
‏قالا وهما يبكيان: عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.. وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس!
‏قال عمر: الله أكبر، ودموعه تسيل على لحيته ..
جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما،
وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته،
وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك ..

‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك....

محمد قطيش
04-30-2010, 05:13 PM
http://www.samygames.com/forumim/shokr/1/fdgdfg.gif