مجدي كساسبه
03-13-2010, 01:58 AM
قَالَ اللهُ تَعالى "فَلا تَضْرِبُوا للهِ الأَمْثَالَ" أَيْ لا تُشَبِّهُوا اللهَ بِخَلْقِهِ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكَذَلِكَ كُلُّ الأنْبِياءِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ على عَقِيدَةِ أَنَّ اللهَ لا يُشْبِهُ غَيْرَهُ في الْكَوْنِ حَجْمًا صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا وَفي الْكَوْنِ في مَكَانٍ وَجِهَةٍ، كَذَلِكَ عِلْمُهُ وَقُدْرَتُهُ وَمَشِيئَتُهُ وَسَمْعُهُ لِلْمَسْمُوعَاتِ وَبَصَرُهُ أَيْ رُؤْيَتُهُ لِلْمُبْصَرَاتِ وَكَلامُهُ، لَيْسَ كَعِلْمِ غَيْرِهِ وَقُدْرَةِ غَيْرِهِ وَمَشِيئَةِ غَيْرِهِ وَسَمْعِ غَيْرِهِ وَبَصَرِ غَيْرِهِ وَكَلامِ غَيْرِهِ لأَنَّ اللهَ لا يَتَّصِفُ بِصِفَةٍ حَادِثَةٍ، عِلْمُهُ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ لَيْسَ شَيْئًا يَتَجَدَّدُ وَمَشِيئَتُهُ كَذَلِكَ وَقُدْرَتُهُ كَذَلِكَ، أَمَّا الْمَخْلُوقُ فَعِلْمُهُ حَادِثٌ وَمَشِيَئَتُهُ حَادِثَةٌ وَكلامُهُ حَادِثٌ أَمَّا اللهُ تَعالى فَمَشِيئَتُهُ وَاحِدَةٌ أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ شَاءَ كُلَّ مَا وُجِدَ وَكُلَّ ما سَيُوجَدُ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، في الآخِرَةِ تَحْدُثُ حَادِثَاتٌ لا نِهَايَةَ لَهَا لأَنَّ اللهَ شَاءَ لأَهْلِ الْجَنَّةِ الْبَقَاءَ وَلأَهْلِ النَّارِ الْبَقَاءَ، وَلا يُقَالُ اللهُ شَاءَ كَذَا ثُمَّ غَيَّرَ مَشِيئَتَهُ كَمَا يَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ اللهُ شَاءَ لإِنْسَانٍ كَذَا ثُمَّ يُغَيِّرُ مِشِيئَتَهُ لأَجْلِ دُعاءٍ أَوْ صَدَقَةٍ، هَذَا ضَلالٌ، الَّذي يَعْتَقِدُ أَنَّ مَشِيئَةَ اللهِ تتغَيَّرُ لا يَكُونُ مِنَ الْمُسْلِمينَ، هَذَا مَذْهَبُ أَهْلِ الحقِّ عَقِيدَةُ الرَّسُولِ وسَائِرِ الأَنْبِيَاءِ والْمُسْلِمينَ، مَنْ تَبِعَهُ نَجَا وَسَلِمَ وَمَنْ تَرَكَهُ ضَلَّ وَهَلَكَ.