المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توفيق مراد " أساليب تربية الناشئة في عهد النبوة"


ابو فارس
05-24-2010, 12:21 AM
مقدمة :
الحمد لله رب العالمين القائل في كتاب العزيز " يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة "
قال بعض العلماء : لما قال ( قوا أنفسكم ) دخل فيه الأولاد لأن الولد بعض منه كما دخل في قوله تعالى ( و لا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم ) فلم يفردوا بالذكر بإفراد سائر القرابات ، فيعلمه – أي يعلم الأب ابنه الحلال و الحرام و يجنبه المعاصي و الآثام إلى غير ذلك من الأحكام .
و ذكر القشيري أن عمر رضي الله عنه – قال لما نزلت هذه الآية : يارسول الله نقي أنفسنا فكيف لنا بأهلينا ؟ فقال تنهونهم عما نهاكم الله ، و تأمرونهم بما أمركم الله ( ).
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد القائل " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، و علم ينتفع به ، و ولد صالح يدعو له " . رواه مسلم .
و روى الإمام مسلم بسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول صلى الله عليه و سلم " كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته ، فالأمير الذي على الناس راع و هو مسئول عن رعيته . و الرجل راع في أهل بيته و هو مسئول عن رعيته .و المرأة راعية في بيت بعلها و ولده و هي مسئولة عنهم . و العبد راع في مال سيده و هو مسئول عنه . ألا فكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته ".
لقد ربى رسول الله عليه الصلاة و السلام أصحابه على أهمية تربية الولد ليكون صالحاً ينتفع به الأب بعد وفاته كما في الحديث ورباهم على أهمية تعليم و تلقين النشء الأعمال الصالحة و هذا مصداق لقوله عليه السلام فيما يرويه مسلم في صحيحه " من دعا إلى هدى له من أجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، و من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً ".
و يؤكد الإمام ابن القيم ( ) مسئولية الوالد عن تربية ولده بقوله ( إن الله سبحانه و تعالى يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده ، فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً فللابن على أبيه حق ، فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه و تركه سدى فقد أساء غاية الإساءة و أكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء و إهمالهم لهم و ترك تعليمهم فرائض الدين و سننه فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم و لم ينفعوا آباءهم كباراً ، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال : يا أبت إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً و ضيعتني وليداً فأضعتك شيخاً".
و إنما تقتبس التربية المتماسكة القوية من سيرته عليه السلام في توجيهاته و أفعاله و تقريراته مع الأطفال الذين عاشوا معه ...
مفهوم التربية ( ):
إذا رجعنا إلى معاجم اللغة العربية وجدنا لكلمة التربية أصولاً لغوية ثلاثة :
الأصل الأول : ربا يربو بمعنى زاد و نما و في هذا نزل قوله تعالى ( و ما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله ) ]الروم :39[.
الأصل الثاني : ربي يربي على وزن خفى يخفي و معناها نشأ و ترعرع .
الأصل الثالث : ربٌ يرب بوزن مد يمد بمعنى أصلحه ، و تولى أمره و ساسه و قام
عليه و رعاه ، و من هذا قول حسان بن ثابت – رضي الله عنه – كما أورده ابن منظور
في لسان العرب :
و لأنت أحسن إذ برزت لنا يوم الخروج بساحة القصر
من درة بيضاء صــافية مما تربب حـائر البحــر
و قال : يعني الدرة التي يربيها في الصدف ، و بين : أن معنى : تربب حائر البحر : أي مما ترببه أي رباه مجتمع الماء في البحر .
قال : ورببت الأمر أربه ربا ورباباً : أصلحته و متنته .
و قد اشتق بعض الباحثين من هذه الأصول اللغوية تعريفاً للتربية ، قال الإمام البيضاوي (المتوفى 685هـ ) في تفسيره ( أنوار التنزيل و أسرار التأويل ) : الرب في الأصل بمعنى التربية و هي تبليغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً ثم وصف به تعالى للمبالغة ".
و في كتاب مفردات الراغب الأصفهاني ( المتوفى 502هـ) : " الرب في الأصل : التربية وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام " .
و قد استنبط الأستاذ عبد الرحمن الباني من هذه الأصول اللغوية أن التربية تتكون من عناصر:أولها : المحافظة على فطرة الناشئ و رعايتها .
ثانيها : تنمية مواهبه و استعداداته كلها ، و هي كثيرة و متنوعة .
ثالثها : توجيه هذه الفطرة و هذه المواهب كلها نحو صلاحها و كمالها اللائق بها .
رابعها: التدرج في هذه العملية و هو ما يشير إليه البيضاوي بقوله :(... شيئاً
فشيئاً ) و الراغب بقوله : ( حالاًَ فحالاً ...).
مفهوم الناشئة( ) :
نشأ – نشؤ : نشأً و نشوءً أو نشأةً و نشاءة الطفل : شب و قرب من الإدراك ، يقال نشأتُ في بني فلان " أي رُبيت فيهم و شببتُ و الاسم النشء .
الناشئ : جمع نشء و نشأة و ناشئة على غير القياس : الغلام أو الجارية إذا جاوز
حد الصغر و شبا
المربي الأول
· روى أنس بن مالك – خادم رسول الله – " ما رأيت أحداً أرحم بالعيال من رسول
الله
· و روى أسامة بن زيد بن حارثة – رضي الله عنه – قال : كان رسول الله يأخذني
فيقعدني على فخذه و كان يقعد الحسن على فخذه الآخر ثم يضمنا و يقول اللهم
ارحمهما فإني أرحمهما .
فانظر إلى تكريمه للصبيان و حبه لهم .
( فالإنسان ذا الكرامة ينأى بنفسه من قبائح الأعمال و مرذول الأخلاق و من فقد
كرامته هانت عليه نفسه ..)
· و من طريف ما يروى أنه عليه السلام خرج يوماً إلى السوق لشراء ثوب و معه
ثمانية دراهم فلقي فتاة تبكي و تنتحب فسألها عن سبب بكائها فأخبرته عن أهلها (
ولاة أمرها ) قد أرسلوها لشراء حاجة لهم ، و أعطوها درهمين فأضاعتهما فنفحها
عليه السلام بدلهما ... ثم تابع سيره ...
و لكن وجد الفتاة الصغيرة لا تزال مكانها ، فسألها فقالت لقد تأخرت بالعودة إلى
أهلي و أخشى عقابهم ... فعرف أهلها من الأنصار فمشى معها حتى بلغها و آمنها و
استسمح لها فماذا يا ترى كان رد الفعل ؟ فعل التكريم العظيم لهذه الفتاة
البائسة عند الأهل ، لقد ساممحوها و أعتقوها حرة لوجه الله تعالى تكريماً
لممشاها مع رسول الله ....

أسلوب التلقين
1. يقول الإمام علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه- " قلب الحدث كالأرض الخالية ،
ما ألقي فيها من شيء قبلته ، و إنما كان كذلك لأن الصغير أفرغ قلباً ، و أقل
شغلاً و أيسر تبذلاً ، و أكثر تواضعاً " .
2. أخرج الطبراني و ابن النجار عن علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – أن النبي
صلى الله عليه و سلم – قال " أدبو أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم ، و حب آل
بيته ، و تلاوة القرآن فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع
أنبيائه و أصفيائه ".
أولاً : تلقين القرآن :
1. ذكر ابن كثير في كتاب " فضائل القرآن – ص44) عن ابن عباس قال " توفي رسول
الله عليه السلام – و أنا ابن عشر سنين و قد قرأت المحكم " .
2. و هذا ابن مسعود – رضي الله عنه – يورث بناته سورة من القرآن تقيهم الفقر .
3. ذكر الإمام ابن كثير في فضل سورة الواقعة : أن الحافظ ابن عساكر روى بسنده
إلى أبي ظبية قال : مرض عبد الله بن مسعود مرضه الذي توفي فيه فعاده عثمان بن
عفان فقال ما تشتكي ؟ قال : ذنوبي ، قال فما تشتهي ؟ قال رحمة ربي قال : ألا
آمر لك بطبيب ؟ قال : الطبيب أمرضني قال : ألا آمر لك بعطاء ؟ قال : لا حاجة لي

وسام الشبول
06-05-2010, 06:37 PM
http://alfrasha.com/up/12653013071411644944.gif

وسام الشبول
06-05-2010, 06:37 PM
http://alfrasha.com/up/12653013071411644944.gif

ابو فارس
06-06-2010, 08:19 PM
حياك الله اخي شكرا لاهتمامك