اليــــــــــــود وكل ما يتعلق به

[عمر الهندي]

اليــود




اليود عنصر من أملاح المعادن، ويحتاجه الجسم بكميات ضئيلة، لكنه ضروري لحياة الإنسان ولتطوره

الجسمي والذهني، ويحتوي جسم الإنسان البالغ على مقدار يتراوح ما بين 10 إلى30 ملغ من اليود،

تتواجد ثلثا هذه الكمية في الغدة الدرقية، والتي تستخدم اليود في إنتاج هرمون الثيروكسين اللازم لوظائف

حيوية عديدة في الجسم البشري، ويتواجد جزء آخر من اليود في العضلات، كما يتواجد اليود بكميات ضئيلة في الكبد والمبايض والغدة الكظرية...

واليود عنصر كيميائي لا فلزي من عائلة الهالوجينات (الاستاتين والبروم والكلور والفلور) وهو أثقلها، ويظهر اليود على شكل مادة صلبة ذات لمعة سوداء مائلة إلى الزرقة، ورائحة مثيرة نفّاذة عند درجة الحرارة العادية، وحين يتعرض للحرارة العالية يتحول من حالة الصلابة إلى الحالة الغازية.

وظائف اليود وفوائده:

ـ لابد من اليود لإنتاج هرمون الثيروكسين الذي تفرزه الغدة الدرقية، فهو ضروري لسلامة الغدة الدرقية ومنع تضخمها.

- ينظم اليود عملية النمو ووظيفة الأعصاب والعضلات، وعملية تحويل الطاقة وتسريع عملية الاستقلاب، فهو يساعد على أيض (حرق) الدهون الزائدة.

- يلعب اليود دوراً أساسياً في نمو الجنين، لذلك فهو ضروري للنمو والتطور الجسدي والعقلي.

- يساهم اليود في ميكانيزم أكسدة الخلايا على مستوى الكبد في إنتاج الكريات الحمر.

- اليود ضروري للمحافظة على النسيج الضام في الجسم، والذي يكوّن الأوتار والأربطة ويضم الأنسجة بعضها لبعض.

ـ ينشط اليود عضلة القلب، ويساعد الجسم على طرح النفايات السامة التي تتولد من المواد البروتينية التي تمتصها جدران الأمعاء، وتسير مع الدم وتؤدي إلى تصلب الشرايين، كما أنه يقي من ارتفاع ضغط الدم ويؤثر على الجهاز التنفسي.

ـ يقوي اليود الأظافر الضعيفة ويمنع تساقط الشعر.

ـ يعتقد العلماء بأن لليود دوراً مهماً في تنظيم تصنيع الكولسترول.

ـ لليود دور هام في مساعدة الجسم على المقاومة ضد الأمراض، فهو يجلو الفكر ويبعث على الراحة ويكافح التوتر العصبي والأرق.

ـ يستخدم اليود في صناعة بعض أنواع الأدوية، وخصوصاً تلك التي تحارب آثار الإشعاع.

ـ اليود هو المكوّن الأكثر فاعلية في تنقية المياه غير العذبة.

أعراض نقص اليود وزيادته:

المرأة معرضة للإصابة بأعراض نقص اليود أكثر من الرجل بـ 6 مرات، وذلك لأنها تحتاج إلى اليود في فترة الحمل والرضاعة، ونقص اليود لديها يؤدي إلى نقصه لدى الجنين مما يسبب مشاكل كبيرة لدى الأم والطفل معاً، ومن الحالات الأخرى التي يمثل فيها نقص اليود خطورة أكبر بالإضافة إلى الحمل والرضاعة، الطفولة والمراهقة، أي فترات الحياة والنمو السريع.

ومن أهم الأعراض :

ـ
تضخم الغدة الدرقية : تؤدي قلة اليود إلى زيادة نشاط الغدة الدرقية التي تقع قرب الحنجرة في العنق، مما يؤدي إلى تضخمها، وتكثر مثل هكذا حالات لدى سكان المناطق الجبلية، وذلك لأن اليود يكون محدوداً في

غذائهم، وكذلك لدى سكان المناطق الساحلية، فالماء العذب يحتوي على كمية قليلة من اليود (ولهذا

السبب تنتشر في مثل هذه الأماكن نسبة عالية من أمراض العته وبشكل يكاد يكون مستوطناً)، ومع ذلك لا

يعتبر ملح البحر غنياً باليود كما يعتقد البعض، وذلك لأن العنصر الأساسي الذي يتبلور هو كلوريد الصوديوم، بينما يكون اليود في السوائل المترسبة التي يتم استبعادها.

وأعراض تضخم الغدة الدرقية كثيرة، نذكر منها : الخمول والتعب والإحباط وفقدان الذاكرة وزيادة الوزن والإمساك والعصبية وتساقط الشعر وجفاف الجلد وغيرها من العلامات الصغيرة التي تدق أجراس الإنذار وتلفت الانتباه إلى الغدة الدرقية.

ـ
يرتبط نمو الدماغ لدى الجنين بوجود اليود في غذاء أمه الحامل، وكذلك الأمر بالنسبة للرضيع، ونقص

اليود أثناء الحمل قد يتسبب في موت الجنين أو قد يعرضه لمشكلات كبيرة عند الولادة، أما بالنسبة للرضيع

فيصبح نموه العصبي غير كاف، وبالتالي يتعرض للإصابة بالتأخر العقلي، ويمكن للأعراض المصاحبة

لذلك أن تظهر متأخرة جداً، فالأطفال الذين يعانون من نقص اليود لا تظهر عليهم بالضرورة الأعراض التي

يسهل تشخيصها، ما يؤخر العلاج البديل ويزيد من حدة الأخطار، وقد أثبتت بعض الأبحاث أن الأطفال في

المرحلة العمرية من 10ـ 12 سنة، والمولودين من أمهات يعانين نقصاً في اليود في أثناء الحمل فإن

قدراتهم الإدراكية والحركية تكون أقل من الطبيعي، ما يؤكد أن قلة اليود وانخفاضه في أثناء نمو الجنين

يمثل مخاطرة ونتائجه سلبية على المدى البعيد، ولا ينصح الأطباء بزيادة جرعة اليود في أثناء فترة الحمل

طالما كان متوافراً عند الأم بصورة طبيعية، أما إذا كان هناك نقص لليود بعد الولادة فإنه عادة ما يتم وصف مقدار (160 إلى 200) ميكرو غرام يومياً للأم المرضع.

- هناك ارتباط وثيق بين نقص اليود و سرطان الثدي.

أما زيادة تناول اليود أكثر من الحد المسموح به يومياً بثلاثين مرة، فمن الممكن أن يسبب الأعراض التالية : الإحساس بطعم معدني وظهور تقرحات في الفم وحدوث تورم في الغدة اللعابية والإصابة بالطفح الجلدي والإسهال والإقياءات، بالإضافة إلى إرهاق الغدة الدرقية.

مع العلم أن المستوى الأعلى المأمون للاستهلاك اليومي هو 700 ميكروغرام من اليود على المدى الطويل.

مصادر اليود:

يوجد اليود في أغلب الأسماك البحرية (التونة ـ الرنجة ـ السردين ـ السلمون...)، بالإضافة إلى المحار والأخطبوط والطحالب والأعشاب البحرية، ومن الفواكه الأناناس والمشمش والبندورة، ومن الخضراوات الخس واللوبياء والفجل واللفت والجرجير والجزر والسبانخ، كما يوجد اليود في حليب الأم والحليب واللبن والجبنة والبيض بالإضافة للملح البحري.

مــلاحــظــة :

بعض الأطعمة تؤدي إلى إعاقة دخول اليود إلى الغدة الدرقية عند تناولها نيئة بكميات كبيرة، كالكرنب والسبانخ والخوخ والكمثرى، كما أن الطهو يعدل محتوى اليود وكميته في الغذاء، فالقلي مثلاً يقلله بنسبة 20 %، والشي يقلله بنسبة 23 %، بينما الطهو بالماء يزيد الفرق حتى 58%.