العودة   منتديات الشبول سات > منتديات الصحة والطب > منتدى الطب النبوي والتداوي بالاعشاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-2010, 09:40 PM   رقم المشاركة : 11
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريبمحمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

في هديه في علاج استطلاق البطن

في الصحيحين : من حديث أبي المتوكل ، عن أبي

سعيد الخدري ، " أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال : إن أخي يشتكي بطنه : وفي رواية : استطلق بطنه ، فقال :
اسقه عسلاً ، فذهب ثم رجع ، فقال : قد سقيته ، فلم يغن
عنه شيئاً. وفي لفظ : فلم يزده إلا استطلاقاً مرتين أو ثلاثاً ،
كل ذلك يقول له : اسقه عسلاً ، فقال له في الثالثة
أو الرابعة : صدق الله ، وكذب بطن أخيك " .



وفي صحيح مسلم في لفظ له : " إن أخي عرب بطنه " ،

أي فسد هضمه ، واعتلت معدته ،
والاسم العرب بفتح الراء ، والذرب أيضاً .

والعسل فيه منافع عظيمة ، فإنه جلاء للأوساخ التي في

العروق والأمعاء وغيرها ، محلل للرطوبات أكلاً وطلاءً ،
نافع للمشايخ وأصحاب البلغم ، ومن كان مزاجه بارداً رطباً ،
وهو مغذ ملين للطبيعة ، حافظ لقوى المعاجين ولما استودع فيه ،
مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة ، منق للكبد والصدر ، مدر للبول ،
موافق للسعال الكائن عن البلغم ، وإذا شرب حاراً
بدهن الورد ، نفع من نهش

الهوام وشرب الأفيون ، وإن شرب وحده ممزوجاً بماء نفع من

عضة الكلب الكلب ، وأكل الفطر القتال ، وإذا جعل فيه اللحم الطري ،
حفظ طراوته ثلاثة أشهر ، وكذلك إن جعل فيه القثاء ، والخيار ،
والقرع ، والباذنجان ، ويحفظ كثيراً من الفاكهة ستة أشهر ،
ويحفظ جثة الموتى ، ويسمى الحافظ الأمين . وإذا لطخ به
البدن المقمل والشعر ، قتل قمله وصئبانه ، وطول الشعر ، وحسنه ،
ونعمه ، وإن اكتحل به ، جلا ظلمة البصر ، وإن استن به ، بيض
الأسنان وصقلها ، وحفظ صحتها ، وصحة اللثة ، ويفتح أفواه العروق ،
ويدر الطمث ، ولعقه على الريق يذهب البلغم ، ويغسل خمل المعدة ،
ويدفع الفضلات عنها ، ويسخنها تسخيناً معتدلاً ، ويفتح سددها ،
ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة ، وهو أقل ضرراً
لسدد الكبد والطحال من كل حلو .



وهو مع هذا كله مأمون الغائلة ، قليل المضار ، مضر بالعرض

للصفراويين ، ودفعها بالخل ونحوه ، فيعود حينئذ نافعاً له جداً .

وهو غذاء مع الأغذية ، ودواء مع الأدوية ، وشراب مع الأشربة ،

وحلو مع الحلوى ، وطلاء مع الأطلية ، ومفرح مع المفرحات ،
فما خلق لنا شئ فى في معناه أفضل منه ، ولا مثله ، ولا قريباً منه ،
ولم يكن معول القدماء إلا عليه ، وأكثر كتب القدماء لا ذكر فيها للسكر
البتة ، ولا يعرفونه ، فإنه حديث العهد حدث قريباً ، وكان النبي صلى
الله عليه وسلم يشربه بالماء على الريق ، وفي ذلك سر بديع في حفظ
الصحة لا يدركه إلا الفطن الفاضل ، وسنذكر ذلك
إن شاء الله عند ذكر هديه في حفظ الصحة .



وفي سنن ابن ماجه مرفوعاً من حديث أبي هريرة " من لعق

العسل ثلاث غدوات كل شهر ، لم يصبه عظيم من البلاء " ،
وفي أثر آخر : " عليكم بالشفاءين : العسل والقرآن " فجمع
بين الطب البشري والإلهي ، وبين طب الأبدان ،
وطب الأرواح ، وبين الدواء الأرضي والدواء السمائي .
رد مع اقتباس
قديم 03-10-2010, 09:40 PM   رقم المشاركة : 12
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريبمحمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

إذا عرف هذا ، فهذا الذي وصف له النبي صلى الله عليه وسلم العسل ،
كان استطلاق بطنه عن تخمة أصابته عن امتلاء ، فأمره بشرب
العسل لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة والأمعاء ، فإن
العسل فيه جلاء ، ودفع للفضول ، وكان قد أصاب المعدة أخلاط لزجة ،
تمنع استقرار الغذاء فيها للزوجتها ، فإن المعدة لها خمل كخمل
القطيفة ، فإذا علقت بها الأخلاط اللزجة ، أفسدتها وأفسدت الغذاء
، فدواؤها بما يجلوها من تلك الأخلاط ، والعسل جلاء ، والعسل
من أحسن ما عولج به هذا الداء ، لا سيما إن مزج بالماء الحار .

وفي تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع ، وهو أن الدواء يجب

أن يكون له مقدار ، وكمية بحسب حال الداء ، إن قصر عنه ،
لم يزله بالكلية ، وإن جاوزه . أوهى القوى ، فأحدث ضرراً آخر ،
فلما أمره أن يسقيه العسل ، سقاه مقداراً لا يفي بمقاومة الداء ،
ولا يبلغ الغرض ، فلما أخبره ، علم أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار
الحاجة ، فلما تكرر ترداده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،
أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء ، فلما
تكررت الشربات بحسب مادة الداء ، برأ ، بإذن الله ، واعتبار
مقادير الأدوية ، وكيفياتها ، ومقدار قوة
المرض مرض من أكبر قواعد الطب .



وفي قوله صلى الله عليه وسلم : " صدق الله وكذب بطن أخيك

" ، إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء ، وأن بقاء الداء ليس
لقصور الدواء في نفسه ، ولكن لكذب البطن ، و كثرة
المادة الفاسدة فيه ، فأمره بتكرار الدواء لكثرة المادة .

وليس طبه صلى الله عليه وسلم كطب الأطباء ، فإن طب النبي

صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي ، صادر عن الوحي ،
ومشكاة النبوة ، وكمال العقل . وطب غيره ، أكثره حدس وظنون ،
وتجارب ، ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة ،
فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول ، واعتقاد الشفاء به ، وكمال
التلقي له بالإيمان والإذعان ، فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في
الصدور - إن لم يتلق هذا التلقي - لم يحصل به شفاء الصدور
من أدوائها ، بل لا يزيد المنافقين إلا
رجساً إلى رجسهم ، ومرضاً
إلى مرضهم ، وأين يقع طب الأبدان منه ، فطب النبوة لا يناسب
إلا الأبدان الطبية ، كما أن شفاء القرآن لا يناسب إلا الأرواح
الطبية والقلوب الحية ، فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم
عن طب الإستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع ، وليس ذلك لقصور
فى الدواء ، ولكن لخبث الطبيعة ، وفساد المحل ،
وعدم قبوله ، والله الموفق .



***




في هديه في داء الإستسقاء وعلاجه


في الصحيحين : من حديث أنس بن مالك ، قال : قدم رهط من

عرينة وعكل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فاجتووا المدينة ،
فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " لو خرجتم إلى
إبل الصدقة فشربتم من أبوالها وألبانها ، ففعلوا ، فلما صحوا ،
عمدوا إلى الرعاة فقتلوهم ، واستاقوا الإبل ، وحاربو الله ورسوله ،
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم ، فأخذوا ، فقطع
أيديهم ، وأرجلهم ، وسمل أعينهم ، وألقاهم في الشمس حتى ماتوا " .

والدليل على أن هذا المرض كان الإستسقاء ، ما رواه مسلم في

صحيحه في هذا الحديث أنهم قالوا : إنا اجتوينا المدينة ، فعظمت
بطوننا ، وارتهشت أعضاؤنا ، وذكر تمام الحديث . . .


رد مع اقتباس
قديم 03-10-2010, 09:41 PM   رقم المشاركة : 13
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريبمحمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

قال الرازي : لبن اللقاح يشفي أوجاع الكبد ، وفساد المزاج ،
وقال الإسرائيلي : لبن اللقاح أرق الألبان ، وأكثرها مائية وحدة ،
وأقلها غذاء ، فلذلك صار أقواها على تلطيف الفضول ، وإطلاق
البطن ، وتفتيح السدد ، ويدل على ذلك ملوحته اليسيرة التي فيه
لإفراط حرارة حيوانية بالطبع ، ولذلك صار أخص الألبان بتطرية
الكبد ، وتفتيح سددها ، وتحليل صلابة الطحال إذا كان حديثاً ،
والنفع من الإستسقاء خاصة إذا استعمل لحرارته التي يخرج
بها من الضرع مع بول الفصيل ، وهو حار كما يخرج من الحيوان ،
فإن ذلك مما يزيد في ملوحته ، وتقطيعه الفضول ، وإطلاقه البطن ،
فإن تعذر انحداره وإطلاقه البطن ، وجب أن يطلق بدواء مسهل .



قال صاحب القانون : ولا يلتفت إلى ما يقال : من أن طبيعة اللبن

مضادة لعلاج الإستسقاء . قال : واعلم أن لبن النوق دواء نافع
لما فيه من الجلاء برفق ، وما فيه من خاصية ، وأن هذا اللبن
شديد المنفعة ، فلو أن إنساناً أقام عليه بدل الماء والطعام شفي به ،
وقد جرب ذلك في قوم دفعوا إلى بلاد العرب ، فقادتهم الضرورة
إلى ذلك ، فعوفوا . وأنفع الأبوال : بول الجمل
الأعرابي ، وهو النجيب ، انتهى .

وفي القصة : دليل على التداوي والتطبب ، وعلى طهارة بول مأكول

اللحم ، فإن التداوي بالمحرمات غير جائز ، ولم يؤمروا مع قرب
عهدهم بالإسلام بغسل أفواههم ، وما أصابته ثيابهم من
أبوالها للصلاة ، وتأخير البيان لا يجوز عن وقت الحاجة .

وعلى مقاتلة الجاني بمثل ما فعل ، فإن هؤلاء قتلوا الراعي ،

وسملوا عينيه ، ثبت ذلك في صحيح مسلم .

وعلى قتل الجماعة ، وأخذ أطرافهم بالواحد .


وعلى أنه إذا اجتمع في حق الجاني حد وقصاص استوفيا معاً ، فإن

النبي صلى الله عليه وسلم قطع أيديهم وأرجلهم حداً
لله على حرابهم ، وقتلهم لقتلهم الراعي .

وعلى أن المحارب إذا أخذ المال ، وقتل ،

قطعت يده ورجله في مقام واحد وقتل .

وعلى أن الجنايات إذا تعددت ، تغلظت عقوباتها ، فإن هؤلاء ارتدوا

بعد إسلامهم ، وقتلوا النفس ، ومثلوا بالمقتول ،
وأخذوا المال ، وجاهروا بالمحاربة .

وعلى أن حكم ردء المحاربين حكم مباشرهم ، فإنه من المعلوم

أن كل واحد منهم لم يباشر القتل بنفسه ،
ولا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك .

وعلى أن قتل الغيلة يوجب قتل القاتل حداً ، فلا يسقطه العفو ،

ولا تعتبر فيه المكافأة ، وهذا مذهب أهل المدينة ، وأحد
الوجهين فى مذهب أحمد ، اختاره شيخنا ، وأفتى به .



***






في هديه في العلاج بشرب العسل ، والحجامة ، والكي


في صحيح البخاري : عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن

النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " الشفاء في ثلاث : شربة عسل ،
وشرطة محجم ، وكية نار ، وأنا أنهى أمتي عن الكي " .

قال أبو عبد الله المازري : الأمراض الإمتلائية : إما أن تكون دموية ،

أو صفراوية ، أو بلغمية ، أو سوداوية . فإن كانت دموية ، فشفاؤها
إخراج الدم ، وإن كانت من الأقسام الثلاثة الباقية ، فشفاؤها بالإسهال
الذي يليق بكل خلط منها ، وكأنه صلى الله عليه وسلم بالعسل على
المسهلات ، وبالحجامة على الفصد ، وقد قال بعض الناس :
إن الفصد يدخل في قوله : شرطة محجم . فإذا أعيا الدواء ،
فآخر الطب الكي ، فذكره صلى الله عليه وسلم في الأدوية ،
لأنه يستعمل عند غلبة الطباع لقوى الأدوية ، وحيث لا ينفع
الدواء المشروب . وقوله : وأنا أنهى أمتي عن الكي ،
وفي الحديث الآخر : وما أحب أن أكتوي ، إشارة إلى أن
يؤخر العلاج به حتى تدفع الضرورة إليه ، ولا يعجل التداوي
به لما فيه من استعجال الألم الشديد في دفع
ألم قد يكون أضعف من ألم الكي ، انتهى كلامه .

وقال بعض الأطباء : الأمراض المزاجية : إما أن تكون بمادة ،

أو بغير مادة ، والمادية منها : إما حارة ، أو باردة ، أو رطبة ،
أو يابسة ، أو ما تركب منها ، وهذه الكيفيات الأربع ، منها
كيفيتان فاعلتان : وهما الحرارة والبرودة ، وكيفيتان منفعلتان ،
وهما الرطوبة واليبوسة ، ويلزم من غلبة إحدى الكيفيتين
الفاعلتين استصحاب كيفية منفعلة معها ، وكذلك كان لكل
واحد من الأخلاط الموجودة في البدن ،
وسائر المركبات كيفيتان : فاعلة ومنفعلة .

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2010, 09:42 PM   رقم المشاركة : 14
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريبمحمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

فحصل من ذلك أن أصل الأمراض المزاجية هي التابعة
لأقوى كيفيات الأخلاط التي هي الحرارة والبرودة ، فجاء
كلام النبوة في أصل معالجة الأمراض التي هي الحارة
والباردة على طريق التمثيل ، فإن كان المرض حاراً ،
عالجناه بإخراج الدم ، بالفصد كان أو بالحجامة ، لأن في
ذلك استفراغاً للمادة ، وتبريداً للمزاج . وإن كان بارداً
عالجناه بالتسخين ، وذلك موجود في العسل ، فإن كان
يحتاج مع ذلك إلى استفراغ المادة الباردة ، فالعسل
أيضاً يفعل في ذلك لما فيه من الإنضاج ، والتقطيع ،
والتلطيف، والجلاء، والتليين ، فيحصل بذلك
استفراغ تلك المادة برفق وأمن من نكاية المسهلات القوية .



وأما الكي : فلأن كل واحد من الأمراض المادية ،

إما أن يكون حاداً فيكون سريع الإفضاء لأحد الطرفين ،
فلا يحتاج إليه فيه ، وإما أن يكون مزمناً ، وأفضل علاجه
بعد الإستفراغ الكي في الأعضاء التي يجوز فيها الكي ،
لأنه لا يكون مزمناً إلا عن مادة باردة غليظة قد رسخت
في العضو ، وأفسدت مزاجه ، وأحالت جميع ما يصل إليه
إلى مشابهة جوهرها ، فيشتعل في ذلك العضو، فيستخرج بالكي
تلك المادة من ذلك المكان الذي هو فيه
بإفناء الجزء الناري الموجود بالكي لتلك المادة .

فتعلمنا بهذا الحديث الشريف أخذ معالجة الأمراض المادية

جميعها ، كما استنبطنا معالجة الأمراض الساذجة من قوله
صلى الله عليه وسلم : " إن شدة الحمى
من فيح جهنم ، فأبردوها بالماء " .



***






وأما الحجامة ، ففي سنن ابن ماجه من حديث جبارة بن

المغلس ، - وهو ضعيف - عن كثير بن سليم ، قال : سمعت
أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما مررت ليلة أسري بي بملإ إلا قالوا :
يا محمد ! مر أمتك بالحجامة " .

وروى الترمذي في جامعه من حديث ابن عباس هذا

الحديث : وقال فيه : "عليك بالحجامة يا محمد " .

وفي الصحيحين : من حديث طاووس ، عن ابن عباس ،

أن النبي صلى الله عليه وسلم : " احتجم وأعطى الحجام أجره " .

وفي الصحيحين أيضاً ، عن حميد الطويل ، عن أنس ،

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة ، فأمر
له بصاعين من طعام ، وكلم مواليه ، فخففوا
عنه من ضريبته ، وقال : " خير ما تداويتم به الحجامة " .



وفي جامع الترمذي عن عباد بن منصور ، قال : سمعت

عكرمة يقول : كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون ،
فكان اثنان يغلان عليه ، وعلى أهله ، وواحد لحجمه ،
وحجم أهله . قال : وقال ابن عباس : قال نبي الله صلى
الله عليه وسلم : " نعم العبد الحجام يذهب بالدم ، ويخف
الصلب ، ويجلو البصر " ، وقال : إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم حيث عرج به ، ما مر على ملإ من الملائكه
إلا قالوا : " عليك بالحجامة " ، وقال : " إن خير ما
تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ، ويوم تسع عشرة ،
ويوم إحدى وعشرين " ، وقال : " إن خير ما تداويتم
به السعوط واللدود والحجامة والمشي " ، وإن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لد فقال: " من لدني ؟ فكلهم أمسكوا ،
فقال : لا يبقى أحد في البيت إلا لد إلا العباس
" . قال : هذا حديث غريب ، ورواه ابن ماجه .


رد مع اقتباس
قديم 03-10-2010, 09:42 PM   رقم المشاركة : 15
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريبمحمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي


وأما منافع الحجامة : فإنها تنقي سطح البدن أكثر من الفصد ،

والفصد لأعماق البدن أفضل ، والحجامة
تستخرج الدم من نواحي الجلد .

قلت : والتحقيق في أمرها وأمر الفصد ، أنهما يختلفان باختلاف

الزمان ، والمكان ، والأسنان ، والأمزجة ،
فالبلاد الحارة ، والأزمنة الحارة ، والأمزجة
الحارة التي دم أصحابها في غاية النضج
الحجامة فيها أنفع من الفصد بكثير ، فإن الدم ينضج
ويرق ويخرج إلى سطح الجسد الداخل ، فتخرج الحجامة ما
لا يخرجه الفصد ، ولذلك كانت أنفع للصبيان من الفصد ،
ولمن لا يقوى على الفصد ، وقد نص الأطباء على أن البلاد
الحارة الحجامة فيها أنفع وأفضل من الفصد ، وتستحب
في وسط الشهر ، وبعد وسطه . وبالجملة ، في الربع الثالث
من أرباع الشهر ، لأن الدم في أول الشهر لم يكن بعد قد هاج
وتبيغ ، وفي آخره يكون قد سكن .
وأما في وسطه وبعيده ، فيكون في نهاية التزيد .



قال صاحب القانون : ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول

الشهر ، لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت ، ولا في
آخره لأنها تكون قد نقصت ، بل في وسط الشهر حين تكون
الأخلاط هائجة بالغة في تزايدها لتزيد النور في جرم القمر .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال :
" خير ما تداويتم به الحجامة والفصد " .
وفي حديث : " خير الدواء الحجامة والفصد " . انتهى .

وقوله صلى الله عليه وسلم : " خير ما تداويتم به الحجامة

" إشارة إلى أهل الحجاز ، والبلاد الحارة ، لأن دماءهم
رقيقة ، وهي أميل الى ظاهر أبدانهم لجذب الحرارة
الخارجة لها إلى سطح الجسد ، واجتماعها
في نواحي الجلد ، ولأن مسام أبدانهم واسعة ،
وقواهم متخلخلة ، ففي الفصد لهم خطر ،
والحجامة تفرق اتصالي إرادي يتبعه استفراغ
كلي من العروق ، وخاصة العروق التي لا تفصد كثيراً ،
ولفصد كل واحد منها نفع خاص ، ففصد الباسليق : ينفع
من حرارة الكبد والطحال والأورام الكائنة فيهما من الدم ،
وينفع من أورام الرئة ، وينفع من الشوصة وذات الجنب
وجميع الأمراض الدموية العارضة من أسفل الركبة إلى الورك .

وفصد الأكحل : ينفع من الإمتلاء العارض في جميع

البدن إذا كان دموياً ، وكذلك إذا كان الدم قد فسد في جميع البدن .

وفصد القيفال : ينفع من العلل العارضة

في الرأس والرقبة من كثرة الدم أو فساده .

وفصد الودجين : ينفع من وجع

الطحال ، والربو ، والبهر ، ووجع الجبين .

والحجامة على الكاهل :

تنفع من وجع المنكب والحلق .

والحجامة على الأخدعين ، تنفع من أمراض الرأس ،

وأجزائه ، كالوجه ، والأسنان ، والأذنين ، والعينين ،
والأنف ، والحلق إذا كان حدوث ذلك عن كثرة الدم
أو فساده ، أو عنهما جميعاً . قال أنس رضي الله تعالى عنه :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل .



وفي الصحيحين عنه : كان رسول الله صلى الله عليه

وسلم يحتجم ثلاثاً : واحدة على كاهله ، واثنتين على الأخدعين .

وفي الصحيح : عنه ، أنه

احتجم وهو محرم في رأسه لصداع كان به .

وفي سنن ابن ماجه عن علي ، نزل جبريل

على النبي صلى الله عليه وسلم بحجامة الأخدعين والكاهل .

وفي سنن أبي داود من حديث جابر ، أن النبي

صلى الله عليه وسلم : " احتجم في وركه من وثء كان به " .



***
رد مع اقتباس
قديم 03-10-2010, 09:46 PM   رقم المشاركة : 16
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريبمحمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي



واختلف الأطباء فى الحجامة على نقرة القفا ، وهى القمحدوة .

وذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي حديثاً مرفوعاً
" عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة ،
فإنها تشفي من خمسة أدواء " ، ذكر منها الجذام .

وفي حديث آخر :
" عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة ،
فإنها شفاء من اثنين وسبعين داء " .

فطائفة منهم استحسنته وقالت : إنها تنفع من جحظ العين ،
والنتوء العارض فيها ، وكثير من أمراضها ، ومن ثقل
الحاجبين والجفن ، وتنفع من جربه . وروي أن أحمد بن
حنبل احتاج إليها ، فاحتجم في جانبي قفاه ، ولم يحتجم في
النقرة ، وممن كرهها صاحب القانون وقال : إنها تورث
النسيان حقاً ، كما قال سيدنا ومولانا وصاحب شريعتنا
محمد صلى الله عليه وسلم ، ، فإن مؤخر
الدماغ موضع الحفط ، والحجامة تذهبه ، انتهى كلامه .



ورد عليه آخرون ، وقالوا : الحديث لا يثبت ، وإن ثبث
فالحجامة ، إنما تضعف مؤخر الدماغ إذا استعملت
لغير ضرورة ، فأما إذا استعملت لغلبة الدم عليه ،
فإنها نافعة له طباً وشرعاً ، فقد ثبت عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه احتجم في عدة أماكن من قفاه
بحسب ما اقتضاه الحال في ذلك ، واحتجم
في غير القفا بحسب ما دعت إليه حاجته .


***



والحجامة تحت الذقن تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم ،
إذا استعملت في وقتها ، وتنقي الرأس والفكين ، والحجامة
على ظهر القدم تنوب عن فصد الصافن ، وهو عرق
عظيم عند الكعب ، وتنفع من قروح الفخذين والساقين ،
وانقطاع الطمث ، والحكة العارضة في الإنثيين ، والحجامة
في أسفل الصدر نافعة من دماميل الفخذ ،
وجربه وبثوره ، ومن النقرس والبواسير ، والفيل وحكة الظهر .


***


في هديه في أوقات الحجامة

روى الترمذي في جامعه : من حديث ابن عباس يرفعه :
" إن خير ما تحتجمون في يوم سابع عشرة ،
أو تاسع عشرة ، ويوم إحدى وعشرين " .

وفيه "عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في
الأخدعين والكاهل ، وكان يحتجم لسبعة عشر ،
وتسعة عشر ، وفي إحدى وعشرين " .

وفي سنن ابن ماجه عن أنس مرفوعاً : " من أراد الحجامة
فليتحر سبعة عشر ، أو تسعة عشر ،
أو إحدى وعشرين ، لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله " .

وفي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة مرفوعاً :
" من احتجم لسبع عشرة ، أو تسع عشرة ، أو إحدى
وعشرين ، كانت شفاء من كل داء " ،
وهذا معناه من كل داء سببه غلبة الدم .

وهذه الأحاديث موافقة لما أجمع عليه الأطباء ، أن الحجامة
في النصف الثاني ، وما يليه من الربع الثالث من أرباعه
أنفع من أوله وآخره ، وإذا استعملت عند
الحاجة إليها نفعت أي وقت كان من أول الشهر وآخره .

قال الخلال : أخبرني عصمة بن عصام ، قال : حدثنا حنبل ،
قال : كان أبو عبد الله أحمد بن حنبل يحتجم
أي وقت هاج به الدم ، وأي ساعة كانت .
رد مع اقتباس
قديم 03-10-2010, 09:47 PM   رقم المشاركة : 17
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريبمحمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

وقال صاحب القانون : أوقاتها في النهار : الساعة الثانية
أو الثالثة ، ويجب توقيها بعد الحمام إلا فيمن دمه
غليط ، فيجب أن يستحم ، ثم يستجم ساعة ، ثم يحتجم ، انتهى .

وتكره عندهم الحجامة على الشبع ، فإنها ربما أورثت

سدداً وأمراضاً رديئة ، لا سيما إذا كان الغذاء رديئاً غليظاً .
وفي أثر : " الحجامة على الريق دواء ،
وعلى الشبع داء ، وفي سبعة عشر من الشهر شفاء " .

واختيار هذه الأوقات للحجامة ، فيما إذا كانت على

سبيل الإحتياط والتحرز من الأذى ، وحفظاً للصحة .
وأما في مداواة الأمراض ، فحيثما وجد الإحتياح إليها
وجب استعمالها . وفي قوله : " لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله
" دلالة على ذلك ، يعني لئلا يتبيغ ، فحذف حرف الجر مع
( أن ) ، ثم حذفت ( أن ) . والتبيغ : الهيج ، وهو مقلوب البغي ،
وهو بمعناه ، فإنه بغي الدم وهيجانه . وقد تقدم
أن الإمام أحمد كان يحتجم أي وقت احتاج من الشهر .



***






وأما اختيار أيام الأسبوع للحجامة ، فقال الخلال في جامعه :

أخبرنا حرب بن إسماعيل ، قال : قلت لأحمد : تكره الحجامة
في شء من الأيام ؟ قال : قد جاء في الأربعاء والسبت .

وفيه : عن الحسين بن حسان ، أنه سأل أبا عبد الله عن الحجامة :

أي يوم تكره ؟ فقال : في يوم السبت ، ويوم الأربعاء ،
ويقولون : يوم الجمعة .



وروى الخلال ، عن أبي سلمة وأبي سعيد المقبري ،

عن أبي هريرة مرفوعاً : " من احتجم يوم الأربعاء
أو يوم السبت ، فأصابه بياض أو برص ، فلا يلومن إلا نفسه " .

وقال الخلال : أخبرنا محمد بن علي بن جعفر ، أن يعقوب

بن بختان حدثهم ، قال : سئل أحمد عن النورة والحجامة
يوم السبت ويوم الأربعاء ؟ فكرهها . وقال : بلغني عن
رجل أنه تنور ، واحتجم يعني يوم الأربعاء ،
فأصابه البرص . قلت له : كأنه تهاون بالحديث ؟ قال : نعم .

وفي كتاب الأفراد للدارقطني ، من حديث نافع قال :

قال لي عبد الله بن عمر : تبيغ بي الدم ، فابغ لي حجاماً ،
ولا يكن صبياً ولا شيخاً كببراً ، فإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : " الحجامة تزيد الحافظ حفظاً ،
والعاقل عقلاً ، فاحتجموا على اسم الله تعالى ، ولا تحتجموا
الخميس ، والجمعة ، والسبت ، والأحد ، واحتجموا الإثنين ،
وما كان من جذام ولا برص ، إلا نزل يوم الأربعاء " .
قال الدارقطني : تفرد به زياد بن يحيى ، وقد رواه
أيوب عن نافع ، وقال فيه : " واحتجموا
يوم الإثنين والثلاثاء ، ولا تحتجموا يوم الأربعاء " .

وقد روى أبو داود في سننه من حديث أبي بكرة ، أنه كان

يكره الحجامة يوم الثلاثاء ، وقال : إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : " يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ فيها الدم " .



***



وفي ضمن هذه الأحاديث المتقدمة استحباب التداوي ،

واستحباب الحجامة ، وأنها تكون في الموضع الذي
يقتضيه الحال ، وجواز احتجام المحرم ، وإن آل إلى
قطع شئ من الشعر ، فإن ذلك جائز . وفي وجوب الفدية
عليه نظر ، ولا يقوى الوجوب ، وجواز احتجام الصائم ،
فإن في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " احتجم وهو صائم " . ولكن هل يفطر بذلك ،
أم لا ؟ مسألة أخرى ، الصواب : الفطر بالحجامة ، لصحته
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير معارض ،
وأصح ما يعارض به حديث حجامته وهو صائم ، ولكن
لا يدل على عدم الفطر إلا بعد أربعة أمور . أحدها :
أن الصوم كان فرضاً . الثاني : أنه كان مقيماً . الثالث :
أنه لم يكن به مرض احتاج معه إلى الحجامة . الرابع :
أن هذا الحديث متأخر عن قوله : " أفطر الحاجم والمحجوم " .
رد مع اقتباس
قديم 03-10-2010, 09:47 PM   رقم المشاركة : 18
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريبمحمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي


فإذا ثبتت هذه المقدمات الأربع ، أمكن الإستدلال بفعله صلى

الله عليه وسلم على بقاء الصوم مع الحجامة ، وإلا فما
المانع أن يكون الصوم نفلاً يجوز الخروج منه بالحجامة
وغيرها ، أو من رمضان لكنه في السفر ، أو من رمضان
في الحضر ، لكن دعت الحاجة إليها كما تدعو حاجة من به
مرض إلى الفطر ، أو يكون فرضاً من رمضان في الحضر
من غير حاجة إليها ، لكنه مبقى على الأصل . وقوله :
" أفطر الحاجم والمحجوم " ، ناقل ومتأخر ، فيتعين
المصير إليه ، ولا سبيل إلى إثبات واحدة من
هذه المقدمات الأربع ، فكيف بإثباتها كلها .

وفيها دليل على استئجار الطبيب وغيره من غير

عقد إجازة ، بل يعطيه أجرة المثل ، أو ما يرضيه .



وفيها دليل على جواز التكسب بصناعة الحجامة ، وإن كان

لا يطيب للحر أكل أجرته من غير تحريم عليه ، فإن النبي
صلى الله عليه وسلم أعطاه أجره ، ولم يمنعه من أكله ،
وتسميته إياه خبيثاً كتسميته للثوم
والبصل خبيثين ، ولم يلزم من ذلك تحريمهما .

وفيها دليل على جواز ضرب الرجل الخراج على عبده كل

يوم شيئاً معلوماً بقدر طاقته ، وأن العبد أن يتصرف فيما
زاد على خراجه ، ولو منع من التصرف ، لكان كسبه كله
خراجاً ولم يكن لتقديره فائدة ، بل ما زاد على خراجه ،
فهو تمليك من سيده له يتصرف فيه كما أراد ، والله أعلم .



***






في هديه صلى الله عليه وسلم في قطع العروق والكي


ثبت في الصحيح من حديث جابر بن عبد الله ، أن النبي

صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبي بن كعب طبيباً ،
فقطع له عرقاً وكواه عليه .

ولما رمي سعد بن معاذ في أكحله حسمه النبي صلى الله عليه

وسلم ثم ورمت ، فحسمه الثانية . والحسم : هو الكي .

وفي طريق آخر : أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى سعد بن

معاذ في أكحله بمشقص ، ثم حسمه سعد بن معاذ أو غيره من أصحابه .

وفي لفظ آخر : أن رجلاً من الأنصار رمي في أكحله

بمشقص ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم به فكوي .

وقال أبو عبيد : وقد أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل

نعت له الكي ، فقال : " اكووه وارضفوه " . قال أبو عبيد :
الرضف: الحجارة تسخن ، ثم يكمد بها .

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2010, 09:48 PM   رقم المشاركة : 19
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريبمحمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

وقال الفضل بن دكين : حدثنا سفيان ، عن أبي ال**ير ،
عن جابر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كواه في أكحله .

وفي صحيح البخاري من حديث أنس ، أنه كوي
من ذات الجنب والنبى صلى الله عليه وسلم حي .

وفي الترمذي ، عن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم :
" كوى أسعد بن زرارة من الشوكة " ، وقد تقدم الحديث
المتفق عليه وفيه " وما أحب أن أكتوي
" وفي لفظ آخر : " وأنا أنهى أمتي عن الكي " .

وفي جامع الترمذي وغيره عن عمران بن حصين ، أن النبي
صلى الله عليه وسلم نهى عن الكي قال : فابتلينا فاكتوينا
فما أفلحنا ، ولا أنجحنا . وفي لفظ :
نهينا عن الكي وقال : فما أفلحن ولا أنجحن .

قال الخطابي : إنما كوى سعداً ليرقأ الدم من جرحه ،
وخاف عليه أن ينزف فيهلك . والكي مستعمل في
هذا الباب ، كما يكوى من تقطع يده أو رجله .



وأما النهي عن الكي ، فهو أن يكتوي طلباً للشفاء ،
وكانوا يعتقدون أنه متى لم يكتو ، هلك ،
فنهاهم عنه لأجل هذه النية .

وقيل : إنما نهى عنه عمران بن حصين خاصة ،
لأنه كان به ناصور ، وكان موضعه خطراً ،
فنهاه عن كيه ، فيشبه أن يكون النهي منصرفاً إلى
الموضع المخوف منه ، والله أعلم .

وقال ابن قتيبة : الكي جنسان : كي الصحيح لئلا يعتل ،
فهذا الذي قيل فيه : لم يتوكل من اكتوى ،
لأنه يريد أن يدفع القدر عن نفسه .

والثاني : كي الجرح إذا نغل ،
والعضو إذا قطع ، ففي هذا الشفاء .

وأما إذا كان الكي للتداوي الذي يجوز أن ينجع ،
ويجوز أن لا ينجع ، فإنه إلى الكراهة أقرب . انتهى .

وثبت في الصحيح في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة
بغير حساب "أنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون ،
وعلى ربهم يتوكلون ".



فقد تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع ، أحدها : فعله ، والثاني :
عدم محبته له ، والثالث : الثناء على من تركه ، والرابع :
النهي عنه ، ولا تعارض بينها بحمد الله تعالى ، فإن فعله يدل
على جوازه ، وعدم محبته له لا يدل على المنع منه . وأما الثناء
على تاركه ، فيدل على أن تركه أولى وأفضل . وأما النهي عنه ،
فعلى سبيل الإختيار والكراهة ، أو عن النوع الذي لا يحتاج إليه ،
بل يفعل خوفاً من حدوث الداء ، والله أعلم .


رد مع اقتباس
قديم 03-10-2010, 09:49 PM   رقم المشاركة : 20
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريبمحمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي


في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج الصرع


أخرجا في الصحيحين من حديث عطاء بن أبي رباح ، قال : قال

ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى . قال :
هذه المرأة السوداء ، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :
إني أصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله لي ، فقال : " إن شئت
صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله لك أن يعافيك ، فقالت :
أصبر . قالت : فإني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها " .

قلت : الصرع صرعان : صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية ،

وصرع من الأخلاط الرديئة . والثاني : هو
الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه .



وأما صرع الأرواح ، فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ، ولا يدفعونه ،

ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية
لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة ، فتدافع آثارها ، وتعارض أفعالها
وتبطلها ، وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه ، فذكر بعض
علاج الصرع ، وقال : هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه
الأخلاط والمادة . وأما الصرع الذي يكون من الأرواح ،
فلا ينفع فيه هذا العلاج .

وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ، ومن يعتقد بالزندقة فضيلة ،

فأولئك ينكرون صرع الأرواح ، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع ،
وليس معهم إلا الجهل ، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك ،
والحس والوجود شاهد به ، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض
الأخلاط ، هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها .



وقدماء الأطباء كانوا يسمون هذا الصرع : المرض الإلهي ،

وقالوا : إنه من الأرواح ، وأما جالينوس وغيره ، فتأولوا عليهم
هذه التسمية ، وقالوا : إنما سموه بالمرض الإلهي لكون هذه
العلة تحدث في الرأس ، فنضر بالجزء الإلهي الطاهر الذي مسكنه الدماغ.

وهذا التأويل نشأ لهم من جهلهم بهذه الأرواح وأحكامها ، وتأثيراتها ،

وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده .

ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك

من جهل هؤلاء وضعف عقولهم .



وعلاج هذا النوع يكون بأمرين : أمر من جهة المصروع ، وأمر

من جهة المعالج ، فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه ،
وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها ، والتعوذ الصحيح
الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان ، فإن هذا نوع محاربة ،
والمحارب لا يتم له الإنتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين :
أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً ، وأن يكون الساعد قوياً ،
فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل ، فكيف إذا عدم
الأمران جميعاً : يكون القلب خراباً من التوحيد ،
والتوكل ، والتقوى ، والتوجه ، ولا سلاح له .

والثاني : من جهة المعالج ، بأن يكون فيه هذان الأمران أيضاً ،

حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله : اخرج منه . أو بقول:
بسم الله أو بقول لا حول ولا قوة إلا بالله ، والنبى صلى الله عليه
وسلم كان يقول : " اخرج عدو الله أنا رسول الله " .

وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ،

ويقول : قال لك الشيخ : اخرجي ، فإن هذا لا يحل لك ، فيفيق
المصروع ، وربما خاطبها بنفسه ، وربما كانت الروح ماردة
فيخرجها بالضرب ، فيفيق المصروع ولا يحس بألم ،
وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مراراً .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعرف من هنا باقة ال { mbc} الموضوع الشامل خالد الشبول منتدى الترددات والقنوات الفضائية 2 12-22-2011 02:10 PM
الموضوع الشامل للمضادات الحيوية محمد قطيش منتدى الطب العام والأسعافات الأولية 3 02-22-2011 04:26 PM
مقدمة عن تاريخ الطب النبوي عمر الهندي منتدى الطب النبوي والتداوي بالاعشاب 3 09-23-2010 02:13 PM
الطب النبوي سيف الدين منتدى الطب النبوي والتداوي بالاعشاب 3 09-09-2010 03:37 PM
الزنجبيل في الطب النبوي رامي السريحين منتدى الطب النبوي والتداوي بالاعشاب 6 09-01-2010 03:29 PM


الساعة الآن 10:53 PM
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.