إن الإقلاع عن الإدمان قد يتطلب وقتا حتى يتعود الشخص على عدم تناول المادة التي ألفها، وغالبا ما يحس أثناء هذه الفترة الصعبة بالحسرة وحالة من التوعك والتوتر عندما يكون بحاجة إلى تلك المادة.
تظهر على الشخص المدمن على المخدرات والتبغ أعراض مختلفة تزداد حدتها كلما داوم واستمر في تناول هذه السموم، مثل احمرار العينين الظاهر للعيان، الفشل والبطء في الحركات والكلام وتأخر في ردود فعله الملفتة للانتباه، زيادة على بعض التصرفات غير العادية كالضحك دون سبب والإحساس بالجوع، وأخيرا قد نشاهد نوبات القلق والتخيل والهيجان وعظمة النفس..إلخ.
يؤدي الإدمان على المخدرات إلى اضطرابات وأضرار خطيرة على مستوى العقل والبدن، أولها النسيان وتراجع الذاكرة واليقظة وعدم القدرة على التركيز أو التحليل أو الاستجابة للواجبات والمتطلبات اليومية، لأن المدمن على المخدرات يصبح دون رغبة ولا أمل في الحياة، يعيش اللامبالاة واللا اهتمام، سلبي على طول الخط وغائب تماما عما يدور حوله. يتطور هذا الإدمان إلى إصابات عضوية عديدة على مستوى الجهاز العصبي بإصابة الأعصاب والقلب والدورة الدموية كتقلص الشرايين أو انسدادها ثم العجز الجنسي والعقم وتدهور صحي شامل ومتواصل. هذه أعراض عامة نشاهدها عند متناولي كل أصناف المخدرات، علما أن لكل نوع تأثيراته الخاصة والأضرار التي يلحقها بالجسم والعقل كلما واصل الشخص إدمانه عليه. إن الشخص المدمن لا يستطيع البقاء دون تناول كميته المألوفة بل يصبح شغله الشاغل هو البحث عن تلك المادة مهما كلفه الأمر، وكلما اقترب الوقت الذي يتناول فيه جرعته اشتد قلقله وزاد توتره ثم الشعور بالراحة والاطمئنان بعد تناول تلك المادة وظهوره هادئا ومنبسطا.
؟ العلاج
إن الإقلاع عن الإدمان قد يتطلب وقتا حتى يتعود الشخص على عدم تناول المادة التي ألفها، وغالبا ما يحس أثناء هذه الفترة الصعبة بالحسرة وحالة من التوعك والتوتر عندما يكون بحاجة إلى مخدره المألوف. وكثيرا ما يعاني من الإحباط والقلق وكل أنواع المسببات التي دفعته من قبل إلى الإدمان. قد تتغلب عليه هذه الأعراض وتدفعه إلى الرجوع إلى إدمانه رغما عنه وهذا ما يسمى بالانتكاس المعيش كثيرا من طرف هؤلاء المدمنين.
الإدمان على المخدرات والتبغ سببه عوامل عدة تميز كل شخص لوحده منها التربية التي تلقاها والحالة الاجتماعية التي يعيشها والتوازن العقلي والفكري الذي يميزه والشخصية ومدى نضجها ضم الضغوط.. إلخ، لهذا فإن كل شخص مدمن على مخدر ما علاجه الخاص به، حسب هذه العوامل المذكورة والأسباب التي أدت إلى هذه الحالة.
أولا: يجب أن تكون للشخص المدمن إرادة في الإقلاع عن هذا الإدمان، لأن دون هذه الإرادة لا يمكن تحقيق الهدف.
ثانيا: تلقينه بصفة تدريجية الحوافز التي تقنعه بالتخلي عن هذا الإدمان كالسلبيات التي يعيشها الشخص المدمن والإيجابيات التي يحققها عند إقلاعه عن هذه العادة.
ثالثا: الشروع في التخلي عن ذلك الإدمان نهائيا، ويتم ذلك حسب المدة التي قضاها في الإدمان ومدى قدرته على الإقلاع عنها والاستعانة ببعض الأدوية.