إضطربات النوم

[فرج الشبول]

بسم الله الرحمن الرحيم



مقدمة :

النوم والاسيتقاظ من اأهم العمليات الفسيولوجية فى الحياة ويعرف بأنه عملية سحب سلبية مع البعد عن الاستارة للجهاز العصبى مع توقف التفاعل الحسى والحركى مع البيئة مؤقتا نتيجة نشاط فى خلايا عصبية فى أجزاء معينة من المخ , أهمها تحت المهاد

وتم تعريف النوم على أساس سلوكى وفسيولوجى على أنه هو غياب الحركة (حركة بسيطة ) وغلق العينين مع غياب الاستجابة للمؤثرات الخارجية أو قلتها وزيادة الوقت للاستجابة واستحالة الوظائف العرفية مع اضطراب الوعى المؤقت الذى يعود بصورة كاملة مع الاستيقاظ .(1)

وفى النصف الثانى من القرن الماضى حدث تقدم كبير فى علم النوم واضطراباته وكذلك كان لاكتشاف رسام المخ الكهربائى فضل كبير فى فهم الوعى والنوم والاستيقاظ وكذلك اكتشاف أنواع النوم مع اختلاف نمط وموجات المخ مع المراحل المختلفة للنوم بواسطة أسرينسكى وكلينتام عام 1953 كل هذا أدى الى إنشاط تخصص طب النوم الاكلينيكى (2)

أنواع أو مراحل النوم :

يتكون النوم من مرحلتين من النوم كل منهما مستقلة عن الاخرى مع موجات كهربائية مختلفة تبعا لرسام المخ الكهربائى (دلتا – ثيتا – الفا – بيتا).

ونوعى النوم هما : النوم الغير مصاحب لحركة العين السريعة (النوم غير الحالم) ويكون من 75-80% من وقت النوم وينقسم إلى أربع مراحل تبعا لعمق النوم , والنوم المصاحب لحركة العين السريعة (النوم الحالم ) ويكون من 20-25% من وقت النوم ويسود فى الدورات النتأخرة من النوم . ويتكون النوم الطبيعى من 4-6 دورات كل منهما تظل من 90-100 دقيقة وتتكون كل دورة من نوعى النوم المختلفيتن بالتبادل مع بعضها البعض.
يحتاج الشخص الطبيعى الى حوالى 7-9 ساعات نوم يوميا والأطفال حديثى الولادة ينامون أكثر من 16 ساعة يوميا ومن 3-5 سنوات يحتاجون حوالى 10 ساعات يوميا ةلا يوجد ارتباط معين بيى الصفات الشخصية أو العوامل الوراثية هى العامل المؤثر.





تنظيم عملية النوم والاستيقاظ:

الاستعداد للنوم يرتبط بطول فترة الاستيقاظ السابقة وعامل الايقاع (دور النوم والاستيقاظ ) الذى يحدد الوقت المناسب لبداية النوم وصفاته وكذلك الاستعداد الفسيولوجى للجهاز العصبى لاستعداد الجسم للنوم ويكون دائما فى فترتين هما من 2-6 صباحا أو من 2-6 مساءا ولقد لوحظ كثرة الحوادث المتعلقة بالنوم فى هذه الفترات . وتوجد صفات شخصية لكل فرد ترتبط بالمؤثرات الخارجية مثل البيئة المحيطة وزيادة الكافايين وتلعب الساعة البيولوجية دورا مهما فى تحديد ساعات النوم والاستيقاظ. .
والنوم عملية فسيولوجية مهمة لتجديد أنسجة الجسم وزيادة افراز الهرمانات البانية للجسم مثل هرمون النمو والبرولامتين ويقل الكورتيزون وللحفاظ على الطاقة والتجديد والتأقلم وكذلك لتقوية الذاكرة واعادة ثباتها وتماسك الوصلات والشبكات العصبية وكذلك تنظيم درجة حرارة الجسم




الحرمان من النوم
إن عوامل التطور البيئية المختلفة مثل زيادة الاضاءة والضوضاء والصناعات وكذلك زيادة عدد الأشخاص الذين يعملون فى أوقات عمل مختلفة ( الأطباء والتمريض ورجال الاطفاء ورجال الامن وسائقى القطارات والعمال .....) وكذل انتشار المحطات الفضائية التليفزيونية الكثيرة وخلافه , كل هذا أدى إلى أ، ساعات النوم للشخص الطبيعى أصبحت أقل بحوالى 1 :1.5 ساعة يوميا مع اضطراب النوم والآرق احيان.

وفى محاولة لستجيل رقم قياسى عالمى للاستيقاظ استطاع راندى جاردنز (17 سنة ) أن يظل مستيقظا لمدة 264 ساعة واثنى عشرة دقيقة وبعدها نام لمدة 14 ساعة دقيقة واستيقظ طبيعيا تماما بدون مشاكل والخلاصة أن التجارب على الحرمان من النوم تؤدى إالى الأرق واضطراب التركيز والانتباة والعمل ولكن لاتسبب اضطراب دائم فى الذاكرة أو تغيرات فى الجهاز العصبى (3)




النوم والاحلام :
80% من الاحلام تحدث فى مرحلة النوم المصاحبة لحركة العين السريعة ( النوم الحالم ) وتكون الأحلام معقدة ومشحونة بالعواطف وغير منطقية و 20 % تحدث فى المرحلة الأخرى . وتكون الاحلام منطقية وتظل دلالات الاحلام غير معروفة وبعض الاختمالات تشمل نشاط فى شبكات عصبية فى المخ واعادة تركيب وترتيب للمعلومات المختزنة فى الذاكرة وحذف للمعلومات الغير مفيدة اثناء النوم وكذلك للاسقاط أو الرمزية


اضطربات النوم ومن أهمها :
1- الارق ( قلة النوم).

2- المشى والكلام أثناء النوم .

3- النوم المفاجى ء أثناء النهار (ناركوليبسى ) نتيجة اضطرابات فى الهيبوكريتين ومن أعراض النوم المفاجى ْ أثناء النهار وفقدان مقاومة العضلات مع السقوط على الأرض والهلاوس مع بداية النوم والشلل المؤقت وعلاجه بمشتقات الأفقتياين ومضادات الاكتئاب ثلاثية الملحقة

4- اضطراب الوعى والادارك عند بداية النوم والشلل المؤقت عند الاستيقاظ.

5- متلازمة السدة التنفسية أثناء النوم مع الشخير .

6- متلازمة الرجل المتهيجة واضطراب الحركات الدورية للرجل .

7- الكوابيس والفزع اليلى .

8- جز الأسنان والإمساك عليها باحكام

الأرق هو كفاية كمية النوم أو اضطراب نوع ويحدث فى حوالى 10 % من الأشخاص البالغين فى الولايات المتحدة الأمريكية ويكون الارق إما صعوبة الدخول فى النوم أو صعوبة فى الاستمرار فية مع تقطعة أو الاستيقاظ فى وقت مبكر جدا صباحا ويؤدى إلى الشعور بالارهاق أثناء النهار والاحساس بالتعب والاجهاد السريع وقصور الأداء اليومى مع اضطراب الحالة المزاجية والشعور بالنعاس وصعوبة التركيز مع التوتر والقلق والشكوى الكثيرة من اعراض جسمانية والاحساس بالالام والاوجاع مع عدم الاستطاعة لاخذ غفوات بسيطة أثناء النهار على عكس الاشخاص الذين ينامون جيدا ليلا يمكنهم أخذ غفوة بسيطة نهارا. تزيد نسبة حدوث الارق مع تقدم وفى النساء أكثر من الرجال فى نفس المراحل العمرية ولقد وجد أن حوالى 1/3 السكان البالغين فى الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من الأرق فى وقت معين أو اخر ( ليجر وزملائه 2000) وتزيد الارق بيبن الاشخاص ذو المستوى الاقتصادى والاجتماعى المنخفض ومع الضغوط المستمرة وفى الارمل والمطلقين والمنفصلين وكذلك مع سوء استخدام الادوية والكحوليات والمنشطات وفى الاشخاص الذين يتعير وقت عملهم.


أسباب الارق:
بعض الاشخاص يعانون من أرق بسيط ومؤقت نتيجة لظروف بيئية مؤقتة وتغيير مكان النوم ودرجة
حرارة الغرفة والضغوط النفسية البسيطة لعدة أيام ولايطلق عليهم صفة الارق.
والارق ربما يكون أولى : ويحدث منذ الضغر ويكون مصاحب للشخص مدى الحياة وربما يكون نتيجة عامل جينى خاص (وراثى)



أرق ثانوى وهو إما :

1- قصير المدى ويستمر لاقل من شهر نتيجة ضغوط الحياة المستمرة والمشاكل العاطفية وفقد الوطيفة وضغوط العمل مع الطلاق والانفصال والاستعداد للامتحانات مع القلق الشديد والامراض الباطنية والجراحية وبعض الادوية مثل الثيوفلين )لعلاج الازمات الصدرية والتنفسية ) ومثبطات البيتا والكورتيزون وهرمون الغدة الدرقية وكذلك سحب بعض الادوية .

2- الارق المتوسط ويستمرلحوالى ثلاث أشهر والاسباب تشبه ماسبق مع استمرارها .

3- الارق المزمن : يستمر لمدة أكثر من ستة أشهر.

ومن أهم الاسباب الامراض المزمنة مثل هبوط القلب والازمات القلبية اليلية والانسداد الرئوى المزمن وارتجاع المرى ء وقرحة المعدة ومتلازمة الاجهاد المزمن وبعض أمراض الجهاز العصبي وما بعد اصابات المخ والتهاب الأعصاب الطرفية المؤلمة . وأورام المخ وأمراض الشيخوخة والباركنسون والصداع وبعض الآدوية والكحوليات وكذلك الامراض النفسية والعقلية المزمنة


ويختلف نمط الارق ففي حالة الاكتئاب العقلى فى كبار السن يحدث الارق فى الصباح الباكر ويستيقظ المريض مبكرا فى الربعة أو الخامسة صباحا ولا يستطيع النوم مرة ثانية ولكن فى المرضي صغار السن والبالغين يحدث الارق فى بداية النوم . ويكون النوم متقطعا مع حدوث نوبات هلع وكوابيس فى حالات القلق النفسى ( نوبات الخوف والهلع والوسواس القهرى وضغطوط ما بعد الصدمات)

وعندما يحدث الارق يمر الشخص فى حلقة مفرعة ويزيد الارق وكلما أراد النوم وذهب للفراش ولا يستطيع النوم ومع تكرار المحاولات تحدث نتيجة عكسية نتيجة لزيادة القلق والخوف من عدم المقدرة على النوم وتوقع مشاكل جسمانية خطيرة نتيجة لا ستمرار الارق وكل هذا يزيد الارهاق والاحباط والارق مرة ثانية وهكذا.

رسم النوم:

ترجع أهمية إجراء رسم النوم لمعرفة سبب الارق واضطراب النوم ومن أهم الاسباب التى يتم تشخيصها بواسطة رسم النوم هى متلازمة الرجل المتهيجة وسدة التنفس اليلية واضطراب النوم المصاحب لحركة النوم السريعة وخلافه.

متلازمة الرجل المتهيجة:-
غالبا ما تمر كثيرا فى هذه الحالة بدون تشخيص وهى تحدث للاشخاص متوسطى وكبار السن 5-10% منهم وغالبا ماتكون أولية وتم التعرف على الجين المسبب فى الجنسين أو ثانوية نتيجة لنفص فى مستوى الحديد فى الدم ومع ارتفاع نسبة البولينا فى الدم والتهاب الاعصاب الطرفية وانحصار الاعصاب .

والاعراض الاكلينيكة تكون رغبة شديدة مع الحاح لتحريك الرجل نتيجة الشعور بأحاسيس غير مريحة أثناء الراحة أوالنوم فى فى الرجلين وتتحسن مع تحريك الرجلين والمشى وتستجيب للعلاج بعقارات الدوبامين.

متلازمة توقف التنفس أثناء النوم( الانسداد التنفسى ):-

وتحدث لاسباب مركزية فى الجهاز العصبي المركزى أو نتيجة أسباب انسدادية مؤقتة فى مجرى الهواء وهى الاكثر حدوثا وتكثر شيوعا ويقل تشخيصها لعدم دراية الاشخاص بها ومضاعفاتها


وأعراضها هى الشخير أثناء النهار يعانى المريض من كثرة النعاس والنسيان واضطراب الحالة الجنسية وصداع فى الصباح الباكر مع زيادة فى وزن الجسم ومحيط الرقبة وفى بعض المرضي تكون اللهاة طويلة ومتورجة وربما يوجد تضخم فى اللوزتين. مع ارتفاع فى ضغط الدم واضطراب فى ضربات القلب. وتعالج السبب ان أمكن " جراحى أو نقصان الوزن" أو استخدام جهاز ضخ الهواء الموجب (سىباب).




علاج الارق :

العوامل الصحية المهيئة لنوم صحى وجيد وتشمل :
أ- الذهاب للنوم بعد وقت كافى من النوم السابق ومع بداية الاحساس بالتعب والرغبة فى النعاس مع الوق المناسب لطباع كل شخص تبعا للساعة البيولوجية للنوم والاستيقاظ.

ب- الارتخاء التام مع البعد عنى التفكير فى المشاكل اليومية وعدم الانفعال أو الاستثارة لان هذا يؤدى الى تنبيه الجهاز العصبى ويزيد معدل التمثيل الغدائى وافراز هرمون الكورتيزون وزيادة الادريتنالين مما يؤدى الى زيادة ضربات القلب والتوتر.

ج- الامتناع عن الكحوليات والتدخين مساءا وشرب الشا ى والقهوة والشيكولات


د- تجنيب الوجبات الغذائية الثقلية عند اقتراب النوم وكذلك الرياضة العنيفة .


ه – عند حدوث الارق لا تستمر فى الفراش أكثر من 20دقيقة فيجب ترك الفراش والانشغال فى اعمال خفيفة او القراءة لحين الشعور بالرغبة فى النوم ثانيا فتذهب ثانيا للفراش.





العلاج بالعاقير :

مشتقات البينزوديازيبام مثل الفلورازميبام استاذ والكلونازيبام ولورايبام (اتيفان) ودالمان وادوية غير مشتقة من البينزوديازيبام مثل الهستامين ومضادات الاكتئاب والميلاتونين.

 

 

[زياد البيروتي]

الف شكر لجهووووودك الجبارة اخي الغالي
يعطيك الف عافية

[فرج الشبول]

ألف شكر لك علا الرد الحلو مثلك

[خالد الشبول]

مشكور يا غالي على الروائع التي تقدمها لنا وسلمت الايادي