فـتـاوي لـلـشـيـخ مـحـمـد نـوح الـقـضـاة

[محمد الطوباسي]

دخل المسجد وإذا بالناس يصلون المغرب فنوى صلاة العصر؛ لأنه لم يصل العصر فهل يجوز؟

يجوز أن يقتدي من يصلي فريضة بمن يصلي غيرها كما هي صورة السؤال، وعلى المقتدي في هذه الصورة أن يقوم إذا سلم الإمام و يأتي بالركعة الرابعة. ولو اقتدى من يصلي المغرب بمن يصلي العشاء فعليه أن يجلس بعد الثالثة، وينتظر الإمام حتى يتم صلاته فيسلم معه، وله أن يفارقه ويسلم قبله.

[محمد الطوباسي]

ما حكم التطويل في التسبيح أثناء الركوع والسجود ؟

إن كان المصلي منفردا فله أن يطيل، فقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يطيل القراءة والركوع والسجود إذا كان يصلي وحده.
وأما الإمام فلا يزيد في الركوع والسجود على ثلاث تسبيحات؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم- : " فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة، وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء " متفق عليه.
فإن كان يصلي بجماعة محصورين ورضوا بالتطويل جاز التطويل، وهذا يحدث في رمضان، حيث يجتمع عدد من المسلمين ليصلوا التراويح خلف إمام معين ليطيل الصلاة بالاتفاق معهم.

[محمد الطوباسي]

ما هي صلاة الاستسقاء، وما هي كيفيتها ؟


الاستسقاء : هو طلب السقيا من الله تعالى عند الحاجة إلى المطر أو الماء ويكون الاستسقاء بأحد الصور التالية :
1- أن يطلب الناس من الله تعالى أن يسقيهم بالدعاء سواء فرادى أو مجتمعين.
2- الاستسقاء بعد الصلاة ولو كانت نافلة، وفي خطبة مشروعة كخطبة الجمعة.
3- الاستسقاء بصلاة خاصة وخطبة خاصة، فيأمرهم ولي الأمر برد المظالم ومصالحة الخصوم المسلمين وصيام ثلاثة أيام متتابعات ثم يخرج بهم في اليوم الرابع وهم صيام؛ لأن دعاء الصائم أقرب للإجابة، وفي ثياب ليست من ثياب الزينة، فيصلي بهم ركعتين كصلاة العيد يكبر في الأولى سبعا سوى تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمسا سوى تكبيرة القيام، ثم يخطب بهم خطبتين كخطبتي العيد، لكنه يستغفر بدل التكبير، فيستغفر في الخطبة الأولى تسعا ، وفي الثانية سبعا ، فيقول : أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو و أتوب إليه، ثم يعظ الناس يكثر في الخطبتين من الاستغفار، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويدعو الله سبحانه وتعالى أن يرزق الناس الغيث أو الماء .

[محمد الطوباسي]

إذا أقيمت الصلاة وكنت أصلي نافلة أو سنة، فهل لي أن أسلم وألتحق بالجماعة إذا خفت فوات الركعة الأولى ؟

.
لا ينبغي لمن دخل في صلاة نافلة أو سنة أن يقطعها إذا خاف فوات الركعة الأولى، وإنما يجوز له قطعها إذا خشي فوات الجماعة، والمسبوق إذا أدرك الإمام قبل أن يسلم أدرك فضيلة الجماعة .

[محمد الطوباسي]

أراد أن يصلي العصر فسبق لسانه ونوى صلاة الظهر، هل تصح صلاته ؟



النية محلها القلب، فإذا كان يقصد صلاة العصر و سبق لسانه إلى غيرها، فصلاته صحيحة – أي التي نواها في قلبه – وهكذا كل الصلوات العبرة بما في القلب.

[محمد الطوباسي]

مسافر وجد جماعة يصلون وقد قاموا إلى الثالثة، فهل يصلي أربعاً أم يكتفي بركعتين ؟

إذا اقتدى المسافر بمتم وجب عليه الإتمام، ولا يباح له القصر سواء صلى معه من أول الصلاة أو أدركه في بعضها ولو في التشهد الأخير، فالمسافر الذي أدرك الإمام في الركعة الثالثة يجب عليه أن يتم صلاته أربعا.

[محمد الطوباسي]

قرأت في أحد الكتب الفقهية أنه إذا صادف العيد يوم الجمعة فهناك رأيان، الأول: عدم صلاة الجمعة، والثاني: وجوب صلاة الجمعة مع صلاة العيد، فما رأيكم ؟ ولماذا السائد في الأردن هو وجوب صلاة الجمعة مع صلاة العيد؟

صلاة الجمعة فرض على الرجل المسلم المقيم الصحيح غير المعذور، وأما صلاة العيد فهي سنة، ومعلوم أن وقت صلاة العيد قبل وقت صلاة الجمعة، فإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد، أديت صلاة العيد في وقتها، ولا تسقط بذلك صلاة الجمعة على من وجبت عليه؛ لأن الفرض لا يسقط بالسنة، وقد جاء في هذا الموضوع أحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها:
ما رواه أبو داوود وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة و إنا مجمعون"سنن أبي داوود.
وفي حديث آخر عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- سأله معاوية هل شهدت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عيدين اجتمعا قال نعم صلى العيد أول النهار ثم رخص في الجمعة فقال: "من شاء أن يجمع فليجمع"رواه أحمد. وظاهر من هذه الأحاديث أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- صلى صلاة العيد في وقتها وصلى الجمعة في وقتها، أما الجمعة فقد رخص في تركها للناس، واختلف العلماء في هذه الرخصة، فقال بعضهم: هي للجميع، وقال بعضهم: هذا خاص بأهل العالية، وهي منطقة بعيدة عن المدينة كانوا يكلفون أنفسهم حضور الجمعة والعيد مع الرسول -عليه الصلاة والسلام- فلما حضروا العيد رخص لهم في ترك الجمعة لأنهم إن انتظروا الجمعة شق عليهم، وإن عادوا إلى أهلهم ثم رجعوا إلى المدينة من أجل صلاة الجمعة شق عليهم أيضا، أما سواهم من المقيمين في البلد، فتجب عليهم الجمعة، ولذا صلاها الرسول -صلى الله عليه وسلم-
ووجوب الجمعة في هذه الحال مذهب أكثر الفقهاء، وقال الحنابلة تسقط الجمعة عمن صلى العيد.

[محمد الطوباسي]

لبس جوربا، ولبس فوقه – كندرة- هل يجوز له المسح، وكيف؟



المسح على- الكندرة- لا يكفي عن غسل الرجلين؛ لأنها لا تستر موضع الفرض من القدمين، فإن كان يلبس تحتها جوربين سميكين جاز المسح على الجوربين، فيبل يديه بالماء، ويمسح على الجوربين ، وإن كان الجوربان رقيقين لم يجز المسح عليهما، والجورب السميك هو الذي لا يصل الماء منه إلى القدم مباشرة لو وقعت نقطة ماء عليه ، والمسح على الخف والجورب يجب أن يكون تحت الكعبين مما يلي ظهر القدم و السنة مسح أعلى الخف و أسفله وعقبه خطوطا.

[محمد الطوباسي]

إذا سقط فأر في برميل زيت ، هل يراق أم يغسل ؟

إذا سقط فأر في إناء فيه دهن كالزيت والسمن ومات فيه، فإن كان الدهن جامدا نجس ما حوله فقط، وإن كان مائعا تنجس كله؛ لقوله – صلى الله عليه وسلم – لما سئل عن الفأرة تموت في السمن « إِذَا وَقَعَتِ الْفَأْرَةُ فِى السَّمْنِ فَإِنْ كَانَ جَامِدًا فَأَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا وَإِنْ كَانَ مَائِعًا فَلاَ تَقْرَبُوهُ ».رواه النسائي ، ومثل الدهن كل مادة تكون جامدة أحيانا وسائلة أحيانا. وأما إن خرج حيا فإن الزيت لا ينجس ؛ لأن الفأر حال حياته طاهر، ومعلوم أن الزيت مائع ، ونادرا ما يتجمد، ولذا يتنجس إذا مات فيه فأر أو غيره من الحيوانات، التي تنجس بالموت .
أما غسل الزيت فهو أن يوضع في إناء ثم يسكب عليه الماء ويحركان ، ثم يُفتح ثقب في أسفل الإناء ليخرج الماء، وهذا لا يجعله طاهرا في مذهب الشافعية.

[محمد الطوباسي]

إذا تصدق المسلم بصدقة فنوى بذلك عن نفسه ووالديه وزوجته، فهل يصح الأمر للجميع ؟

يجوز للإنسان أن يشرك غيره في ثواب صدقته، ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أحدهما عن نفسه والآخر عن أمته " رواه البخاري ومسلم . وفي رواية أخرى لابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يضحي اشترى كبشين عظيمين سمينين ، أقرنين أملحين موجوأين ، فذبح أحدهما عن أمته لمن شهد لله بالتوحيد، وله صلى الله عليه وسلم بالبلاغ ،وذبح الآخر عن محمد وآل محمد .
ومثله في مسند الإمام أحمد، وموضع الشاهد أنه – صلى الله عليه وسلم- تصدق عن نفسه وغيره ، من وجد ومن سيوجد من أمته.