اشترك الان
 

العودة   منتديات الشبول سات > المنتديات العامة والمنوعة > منتدى الأبحاث والكتب والبرامج التعليمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-13-2010, 04:16 PM
الصورة الرمزية ابو فارس
ابو فارس ابو فارس غير متواجد حالياً
 




معدل تقييم المستوى: 0 ابو فارس على طريق التميز
افتراضي تعليق على قصيدة قمر العواصم للشاعر لوركا

أخي لوركا
تحية لشخصكم الكريم ، وهنيئا لك علىهذه الرائعة ، التي صدرت عن حس شعري مرهفوتجربة ومعاناة قاسية ، عكست مابدواخلك وما تحمله من هموم الوطن وجراحاته ونزفهالذي لا ينقطع .
أخيالكريم لقد سعدت بقراءة خطابك الشعري ، والحق أقول إنه من أجمل ما قرأت على صفحاتالمنتدى ، مع كثرة القصائد الجميلة التي تركت في نفوسنا أثرا لا يمحي منالذاكرة .
وجمال هذه القصيدة ينطلق من مرتكزات عدة يمكن الإشارة إلى بعضها فيهذه العجالة لضيق الوقتفأرجو المعذرة .
فالقصيدة عبارة عن شريط سينمائيـإن صح التعبير ـ تنقلنا من صورة إلى صورة ، ومن مشهد إلى مشهد ، ومن دفقةشعورية إلى أخرى تعززها وتشد من بنائيتها ، برزت من خلالها موسيقاخارجيةمتمثلة في هذه الألفاظ والتراكيب المتعانقة ، يعززها روي متناغم ممثل في حرف الراءحيناوفي حرف الدال حينا آخر ، وفي حروف أخرى عندما تتواتر القافية لتتواءم معالجملة الشعرية التيجاءت لتخدمها ، وإلى جانب ذلك تواصلت الموسيقا الداخليةللنص ممثلة في هذا الانسياب السلسالذي يريح القارئ ، ويجعله منسجما مع القصيدةدون تعثر ، أو عوائق ، إضافة إلى هذهالألفاظ والبنى التي شكل النسيج الخارجيللقصيدة ، وما تحمله تلك الكلمات من دلالات عميقةتجعل من القصيدة بنائيةمتماسكة ومتلاحمة ، تتمثل في هذه الجمل الشعرية التي تصدر عندفقات شعورية قويةومتلاحقة تعكس معاناة حقيقية وتجربة شعورية صادقة .
أما الصور التي نقلها لناهذا الشريط السينمائي فهي كثيرة ومتوالية ، ولا يكاد تنتهي صورةحتى تردفها أخرىلتغززها ، وتقويها ، ولتجعل من الخطاب الشعري شريطا سينمائيا بحق .
ويمكننا رصدالكثير من هذه الصور التي تطالعنا من افتتاحية النص حتى خاتمته ، ومنها هاتانالصورتان اللتان بني عليهما النص ( في تصوري ) لأنهما ما انفك يظهران إلى جانبالصور الأخرىمن حين لآخر .
فالصورة الأولى تتجسد في قولك :
عندمايزهو الحصار
ويستقيم الظل في خشب البنادق
يرسم الطفل جدار
لا تنكسهالمشانق

والصورة الثانية تتجلى في قولك :
في زجاج من سكينة
يبدأ الطفل السفر
قبل أن تهوي المدينة
جاء يسندها . .
حجر

ففي الصورتين السابقتين رسمت لنا بريشة الفنان المبدع صورة الطفل الفلسطينيالذي تمازجت فيدواخله براءة الطفولة وكبرياء الجرح ، فرسم لنا في عفوية نادرةهذا التلاحم الوطني الصامدالذي لا تزعزعه طائرات العدو ودباباته وكل عددهوعتاده ، لأنه مؤمن بحقه السليب ، وبواجبهالذي يحتم عليه أن يصمد ويصبر ، فلوأجتمع كل بني صهيون لينقصوا من عزيمته بكل ما أوتوامن قوة فلن يستطيعوا ، لأنهصاحب قضية مؤمن بها .
كما أن رحلة الطفل الفلسطيني في الصورة الثانية هي رحلة ،أو هجرة معاكسة ، هي هجرة إلى عمق الوطن ، رحلة الالتصاق بالمدينة ، والقرية ،والمخيم ، رحلة المواجهة مع العدو بكل أبعادهاوليست هجرة انتكاس وهروب ، بل هيهجرة داخلية مع الذات المقهورة ، من وطأة المحن ، وعصفالألم المحدق به فيواجهالعدو بالحجر .
أما الصورة الثالثة في هذه البنائية المتراصة والمتماسكة والتيتعززت بها الافتتاحية هيقولك :
نخل تشرد في الأماسي والقرى
ماء ( صغير ) السن يغرس جدولا
ويمر فيه إلى طقوس من غياب
كأنها الأرض استراحت

وقد جاءت هذه الصورة لتعكس حالالمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ، وما لحقها من الخراب والدمار ، وكأنها أطلالدارسة عفا عليها الزمن من سنين ، فتشرد النخل واقتلع مع غيره من الأشجار من جذورهدلالة على وحشية العدو التي تطال البشر والشجر والحجر ، رغم أن النخلةهي رمزالتجذر في عمق الوطن والذات الفلسطينية ، وشجرة الزيتون رمز السلام والمحبة ، كلهالم تسلم من حقد الصهاينة وحمقهم .
وتتوالى صور القصيدة ، و هي صور متدفقةثرة ، لا تكاد تمر واحدة حتى تجد أخرى لصيقة بها ولا نستطيع في عجالة أن نرصدهاكلها ، وإنما ألمحنا لبعضها ، ومنها قولك :
فأفرغت الهواء من اليمام
وأوصدت من خلفها قوس التراب

ولي وقفة أخري عند قولك ( لا أحدا هناك ) : لا أدري لماذا نصبت اسم لا النافية للجنس وحقهالبناء على الفتح لأنه مفرد ،وليس مضافا ولا شبيها بالمضاف .
فنقول : لا أحد هناك . وإذا جعلت ( لا ) حجازيةتعمل عمل ليس وجب في اسمها الرفع فتقول :
لا أحدٌ هناك . وليس هذا ما تريد ،لأن النفي بلا التي لنفي الجنس يستغرق جنس اسمها بغير احتمال ،في حين النفي بلاالعاملة عمل ليس لا يستغرق كل أفرد اسمها لذا عرفت بنفي الوحدة ،إضافة إلى كوناسمها وخبرها نكرتين مثل : لا رجلٌ مسافرٌ ، وهي تعمل عمل ليس على قلة .

وقولك :
وقرب نافذة المدى
كان الفراغ معلقا

وقولك :
وطفل لا تلوثه البراءة
أو يدنسه حليب
. . .
يستل من تابوته حجرا
ويعلنه مدينة

حقيقة لا يستطيع قارئ النص أن يعطي القصيدة حقها في قراءةعجلى ،إذ لا بد لها من قراءة متأنية معمقة لأن كل كلمة فيها تحكي شيئا ،وتصور حدثاوتروي قصة .
فهنيئا أخي لوركا على هذا الحدس الشعري الوطني الذيانعكس على صفحاتهكل المحن والألم والمآسي التي يعاني منها أهلونا في الوطنالسليب .

 

 

رد مع اقتباس
قديم 10-13-2010, 04:23 PM   رقم المشاركة : 2
زياد البيروتي
 
الصورة الرمزية زياد البيروتي






زياد البيروتي غير متواجد حالياً

زياد البيروتي سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

بارك الله فيك ياغالي
على مجهودك الرائع
يعطيك الف عافية

رد مع اقتباس
قديم 10-13-2010, 04:33 PM   رقم المشاركة : 3
مصطفى سات
 
الصورة الرمزية مصطفى سات





مصطفى سات غير متواجد حالياً

مصطفى سات سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

الف شكر يا غالي

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في القدس .. قصيدة ل تميم البرغوثي منيب الشبول منتدى المواضيع العامة والمنوعات 1 03-18-2014 02:48 AM
قوس الرؤية للأطباق المتحركة فى العواصم والمدن والأقطار العربية خالد الشبول منتدى تركيب الأطباق واللواقط وصيانتها 1 02-28-2012 07:13 PM
قوس الروية للاطباق المتحركة فى العواصم والمدن العربية essam-610 منتدى تركيب الأطباق واللواقط وصيانتها 4 07-27-2011 04:21 PM
قصيدة رمضانية bahaa_bnifawaz مواضيع وبرامج دينية عامة 2 08-19-2010 04:42 PM
قصيدة عن شهر رمضان المبارك abu firas مواضيع وبرامج دينية عامة 1 07-22-2010 11:33 AM


الساعة الآن 05:26 AM
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.