أشارت أحد البحوث الجديدة التي تم إجراؤها مؤخرًا بإشراف من جامعة UCLA، والتي تم نشر نتائجها في مجلة (Metabolism) أن هناك بعض أنواع الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (Antiretroviral drugs) قد ساهمت بشكل مباشر في تقليل إنتاج الطاقة من الميتوكوندريا، والتي تعد أحد الأجزاء الداخلية المهمة في الخلايا، كما أنها المسؤولة عن إنتاج الطاقة لمساعدة هذه الخلايا على القيام بوظائفها على النحو الصحيح، ومن أهم هذه الأدوية: تينوفوفير الأفيناميد (Tenofovir alafenamide)، وتينوفوفير ديسوبروكسيل (Tenofovir disoproxil fumarate) والتي يتم استخدامها عادةً كعلاج دوائي لكل من فيروس نقص المناعة البشري والتهاب الكبد الوبائي ب، إضافة إلى ذلك تُعد هذه الأدوية من أدوية الوقاية قبل التعرض (PrEP)، أي التي تُستخدم لوقاية الأفراد غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشري من الإصابة به.
وبحسب هذه الدراسة توضح للباحثين أنه من الممكن أن يكون لهذا النوع من الأدوية دور واضح ومباشر في خفض معدلات استهلاك الخلايا للأكسجين الخلوي الذي يتم من خلاله قياس مدى قدرة الميتوكندريا على إنتاج الطاقة في الخلايا بالمقارنة مع الوضع الطبيعي.
ومن ناحية أخرى تبين لهم أيضًا أن عند دمج كل من دواء TAF وTDF مع مجموعة من مضادات الفيروسات الأخرى، وُجد أن TAF له فعالية أكبر في التقليل من مستويات الطاقة في الخلايا بالمقارنة مع النوع الآخر TDF. كما يجب الإشارة إلى أن الآثار الجانبية والمخاطر المترتبة على هذه النتائج لا تزال بحاجة إلى مزيد من البحث للتحقق منها.
حيث قيّم الباحثون مدى تأثير هذه الأدوية في التقليل من مستويات الطاقة في الخلايا المناعية في الدم خاصة عند القيام بمزجها مع بعض الأدوية القهقرية الأخرى من خلال القيام بالعديد من التجارب السريرية وغير السريرية، وذلك على النحو الآتي:
التجارب السريرية: والتي أجريت على أساس تناول 26 شخصًا مصابًا بفيروس نقص المناعة البشري هذه الأدوية المضادة للفيروسات على مدى تسعة أشهر، لرؤية تأثيرها على إنتاج الطاقة في خلاياهم.
التجارب المختبرية: إدخال الأدوية مباشرة إلى الخلايا المناعية السليمة وتحليل تأثيرها في التمثيل الغذائي الخلوي.
وبالرغم من أن ملايين الأشخاص قد يستخدمون هذا النوع من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، إلا أن آثارها المترتبة على إنتاج الطاقة الخلوية في الخلايا البشرية على المدى البعيد غير واضحة بالشكل الكافي، مما استدعى ذلك إجراء المزيد من الدراسات والبحوث السريرية للتأكد من صحة استخدامها في هذه الحالات.
كما أكد أحد دكاترة كلية (David Geffen School) للطب في جامعة UCLA، الدكتور ثيودوروس كيليسيديس (Theodoros Kelesidis) الذي يُعد المؤلف الأول والأستاذ في الطب في قسم الأمراض المعدية على أهمية الميتوكوندريا داخل الخلايا كجزء أساسي فيها، والتي كانت أول دليل أُثبت من خلاله أن الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية التي تستخدم لعلاج حالات نقص المناعة البشري والتهاب الكبد ب لها تأثير مباشر في تغيير بعض الوظائف الخلوية الخاصة بإنتاج الطاقة في الميتوكوندريا.
وأضاف قائلًا: "قد تم التحقق من صحة هذه النتائج باستخدام بعض الطرق البحثية المستقلة". وأشار إلى أهمية هذه الدراسة، نظرًا إلى أن العديد من الأشخاص يقومون بتناول هذه الأدوية كعلاجٍ لكل من مرض الإيدز والتهاب الكبد الوبائي ب. كما أكد على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات للتحقق من الآثار الجانبية التي قد تترتب على الميتوكندريا نتيجة استخدام هذه الأدوية خاصة فيما يتعلق بالتأثيرات التي ترتبط ببعض التغييرات الأيضية، مثل زيادة الوزن.
*
08-10-2023, 05:11 PM
دراسة- الأدوية المضادة لفيروس عوز المناعة والتهاب الكبد الوبائي ب قد تقلل مستوى الطاقة في الخلايا ال
العرض العادي
