السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
ما صحة قصة فتاة ترى ملك الموت
(قصة طويلة اختصرت منها موضع الشاهد )
وحان يوم رحيلها..وأشرق بالأنوار وجهها .. وامتلأت شفتاها بابتسامة واسعة..وأخذت تقرأ سورة (يس) التي حفظتها وكانت تجد مشقة في قراءتها إلى أن ختمت السورة ثم قرأت سورة الحمد وسورة (قل هو الله أحد) ثم آية الكرسي .. ثم قالت : الحمد لله العظيم الذي علمني القرآن وحفظنيه وقوى جسمي للصلاة وساعدني وأنار حياتي بوالدين مؤمنين مسلمين صابرين ، حمدا كثيرا أبدا..واشكره بأنه لم يجعلني كافرة أو عاصية أو تاركة للصلاة.. ثم قالت: تنح يا والدي قليلا ، فإن سقف الحجرة قد انشق وأرى أناسا مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم إلى الله تعالى..
وما لبثت أن أغمضت عينيها وهي مبتسمة ورحلت إلى الله رب العالمين
اللهم ارحم هذه الطفلة الصالحة وارحمنا برحمتك وأحسن خاتمتنا
هل يجوز نشره ونقله ، أتمني لك الرد الإجابة ؟
الجواب :
أعانك الله .
رؤية الملائكة ممُكِنة ، وسبق بيان ذلك هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5080
ورؤية الملائكة حال الاحتضار وقُرب خروج الروح جاءت به النصوص .
قال تعالى : (فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ) .
أي : لا تَرَون الملائكة ، وإن كان الْمُحْتَضر يَرى الملائكة .
وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه – وهو حديث طويل – قال عليه الصلاة والسلام : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نَزَل إليه ملائكة من السماء بِيضُ الوجوه كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحَنُوط من حَنُوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مَدّ البصر ، ثم يجئ ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه .
وفيه أيضا : وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نَزَل إليه من السماء ملائكة سُود الوجوه ، معهم الْمُسُوح ، فيجلسون منه مَدّ البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه . رواه الإمام أحمد .
فإذا جلسوا منه مسافة مَدّ البَصَر فإنه يَراهم حينئذ .
وفي حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ . قَالَتْ عَائِشَةُ - أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ - : إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ . قَالَ : لَيْسَ ذَاكِ ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ ، وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ . رواه البخاري ومسلم .
وقَالَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ . فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ؟ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ . فَقَالَ : لَيْسَ كَذَلِكِ ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ . رواه مسلم .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومَن كَرِه لقاء الله كَرِه الله لقاءه .
فسأل شريح بن هانئ عائشة رضي الله عنها ، فقال : وليس مِنا أحد إلاَّ وهو يَكره الموت . فقالت : قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس بالذي تَذهب إليه ، ولكن إذا شخص البصر ، وحَشْرَج الصدر ، واقشعر الجلد ، وتَشَنّجَت الأصابع ؛ فعند ذلك مَن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومَن كَرِه لقاء الله كَرِه الله لقاءه . رواه مسلم .
وجاء عن بعض السلف أنه لَمّا احتضر رأى الملائكة ، فقد جاء مثل هذا في سيرة عمر بن عبد العزيز رحمه الله .
هذا ما يتعلّق بأصل المسألة ، أما هذه القصة بخصوصها فيحتاج الأمر فيها إلى التثبّت في أصلها .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد