اشترك الان
 

العودة   منتديات الشبول سات > المنتديات الاسلامية الشاملة > القرأن الكريم والأحاديث النبوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-26-2014, 01:50 PM
الصورة الرمزية marj
marj marj غير متواجد حالياً
 




معدل تقييم المستوى: 0 marj على طريق التميز
افتراضي تأمل دقيق في قوله تعالى: (أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ)

تأمل دقيق في قوله تعالى:

(أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ)

لابن سعدي رحمه الله


قال تعالى في سورة فاطر: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّه وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) :

ي
خاطب تعالى جميع الناس، ويخبرهم بحالهم ووصفهم، وأنهم فقراء إلى اللّه من جميع الوجوه‏:‏
فقراء في إيجادهم، فلولا إيجاده إياهم، لم يوجدوا‏.‏
فقراء في إعدادهم بالقوى والأعضاء والجوارح، التي لولا إعداده إياهم‏ [‏بها‏]‏، لما استعدوا لأي عمل كان‏.‏
فقراء في إمدادهم بالأقوات والأرزاق والنعم الظاهرة والباطنة، فلولا فضله وإحسانه وتيسيره الأمور، لما حصل ‏[‏لهم‏]‏ من الرزق والنعم شيء‏.‏
فقراء في صرف النقم عنهم، ودفع المكاره، وإزالة الكروب والشدائد‏.‏ فلولا دفعه عنهم، وتفريجه لكرباتهم، وإزالته لعسرهم، لاستمرت عليهم المكاره والشدائد‏.‏
فقراء إليه في تربيتهم بأنواع التربية، وأجناس التدبير‏.‏
فقراء إليه في تألههم له، وحبهم له، وتعبدهم، وإخلاص العبادة له تعالى، فلو لم يوفقهم لذلك، لهلكوا، وفسدت أرواحهم، وقلوبهم وأحوالهم‏.‏
فقراء إليه، في تعليمهم ما لا يعلمون، وعملهم بما يصلحهم، فلولا تعليمه، لم يتعلموا، ولولا توفيقه، لم يصلحوا‏.‏
فهم فقراء بالذات إليه، بكل معنى، وبكل اعتبار، سواء شعروا ببعض أنواع الفقر أم لم يشعروا.
ولكن الموفق منهم، الذي لا يزال يشاهد فقره في كل حال من أمور دينه ودنياه، ويتضرع له، ويسأله أن لا يكله إلى نفسه طرفة عين، وأن يعينه على جميع أموره، ويستصحب هذا المعنى في كل وقت، فهذا أحرى بالإعانة التامة من ربه وإلهه، الذي هو أرحم به من الوالدة بولدها‏.‏
وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ أي‏:‏ الذي له الغنى التام من جميع الوجوه، فلا يحتاج إلى ما يحتاج إليه خلقه، ولايفتقر إلى شيء مما يفتقر إليه الخلق، وذلك لكمال صفاته، وكونها كلها، صفات كمال،ونعوت وجلال‏.‏
ومن غناه تعالى: أن أغنى الخلق في الدنيا والآخرة، الحميد في ذاته، وأسمائه، لأنها حسنى، وأوصافه، لكونها عليا، وأفعاله لأنها فضل وإحسان وعدل وحكمة ورحمة، وفي أوامره ونواهيه، فهو الحميد على ما فيه، وعلى ما منه، وهو الحميد في غناه ‏[‏الغني في حمده‏]‏‏.‏

 

 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير قوله تعالى واسجد واقترب marj القرأن الكريم والأحاديث النبوية 4 05-24-2023 01:18 AM
قوله تعالى والأرض فرشناها فنعم الماهدون. marj القرأن الكريم والأحاديث النبوية 4 05-24-2023 01:16 AM
تفسير قوله تعالى رب المشرقين ورب المغربين خالد الشبول القرأن الكريم والأحاديث النبوية 6 05-21-2023 01:23 AM
تفسير قوله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم ...). خالد الشبول القرأن الكريم والأحاديث النبوية 4 05-21-2023 12:58 AM
تفسير قوله تعالى ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ الباشا محمود مواضيع وبرامج دينية عامة 4 04-29-2012 01:13 AM


الساعة الآن 11:26 PM
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.