شهدت الأسابيع الماضية، جدلا دائرا حول النجم المصري محمد صلاح، بين كل حين وآخر، لا سيما بعد تعيين حسام حسن مدربا لمنتخب مصر.
وكان لعميد لاعبي العالم السابق، رأيا صريحا في خروج صلاح من معسكر منتخب مصر بعد إصابته في كأس أمم أفريقيا الأخيرة، مؤكدًا أنه لو كان مدربا للمنتخب، لطلب من اللاعب عدم العودة مجددا، طالما أراد ترك الفريق والعودة إلى إنجلترا.
ذلك التصريح، زاد من الجدل حول توتر علاقة حسام حسن وصلاح، بمجرد إعلان تولي "العميد" تدريب المنتخب المصري مطلع فبراير/شباط الماضي.
وقبل أول معسكر للمنتخب المصري تحت قيادة حسام حسن، طلب صلاح، إعفاءه من الانضمام للفريق، رغبة منه في استعادة مستواه تدريجيا مع ليفربول.
وفسر أغلب المتابعين، رفض صلاح الانضمام للمعسكر، تجنبا للعمل تحت قيادة المدرب الجديد بسبب تصريحاته التي تزامنت مع إصابته في كأس الأمم.
لكن عند التسليم بالسبب الذي أعلنه الجهاز الفني حول طلب صلاح، فإن اللاعب أراد في حقيقة الأمر، تفريغ نفسه تماما للريدز، بعيدًا عن السفر لأجل المنتخب الوطني.
اشترى من باعه
بالتزامن مع معسكر المنتخب المصري في مارس/آذار الماضي، كان صلاح قد تعافى تماما من الإصابة التي حالت دون مشاركته في بعض المباريات قبل فترة التوقف الدولي.
وظهر صاحب 31 عاما بالفعل مع ليفربول في كافة المباريات التي خاضها الفريق بكافة البطولات.
لكن ظهور صلاح، صاحبه تراجع المستوى، فضلا عن اتخاذ مدربه يورجن كلوب، قرارا بإجلاسه على مقاعد البدلاء في أكثر من مناسبة.
ومنذ نهاية مارس/آذار الماضي، خاض ليفربول 7 مباريات في البريميرليج، بدأ صلاح في 5 منها بالتشكيلة الأساسية، فيما جلس بديلا في اثنتين، ليكتفي خلالها بتسجيل هدفين دون تقديم تمريرات حاسمة.
وفي الدوري الأوروبي، خاض ليفربول مواجهتين ضد أتالانتا في ربع النهائي، لم يبدأ صلاح الأولى أساسيا، فيما أخرجه كلوب في المواجهة الثانية بعد 66 دقيقة، اكتفى خلالهما بإحراز هدف وحيد من علامة الجزاء.
وبدا أن ثقة كلوب في محمد صلاح قد تبددت في الأسابيع الأخيرة، في الوقت الذي اشترى فيه اللاعب، ناديه على حساب منتخب بلاده.
وتراجع ثقة كلوب في صلاح، تأكدت بعد استبعاده من التشكيلة الأساسية في مباراتين من آخر 3 جولات بالبريميرليج، في وقت ينافس فيه الفريق بقوة على لقب البريميرليج.
الأمر ينطبق أيضا على موقعتي اليوروبا ليج، خاصة بعدما تخلى كلوب عن صلاح في الدقيقة 66، وقتما كان ليفربول بحاجة لتسجيل هدفين، لمعادلة نتيجة الذهاب.
انفجار غاضب
في المباراة الأخيرة ضد وست هام، وجد صلاح نفسه مجددا على مقاعد البدلاء منذ البداية، ليكظم غيظه بداخله حتى أمره المدرب الألماني بالقيام بعمليات الإحماء.
وظل صلاح يجري عمليات الإحماء لفترة طويلة، لكن كلوب أرجأ قرار الاستعانة به حتى الدقيقة 78، وهو ما جعل صلاح على حافة الانفجار.
وبمجرد اقتراب كلوب من الدولي المصري لمصافحته، وجد الأخير باردا في تحيته، وهو ما دفعه للتحدث معه عن قرب، إلا أن اللاعب فاجأه بالاشتباك معه لفظيا، على غير العادة.
وجاء هذا الاشتباك بمثابة انفجار صلاح بعد أسابيع من الغضب بسبب قرارات التهميش المتتالية في المباريات الأخيرة، خاصة وأن لسان حاله يقول "لقد بعت منتخب بلدي من أجلكم، ولم تشتروا خاطري في النهاية"، ليدفع ثمن قراره بشراء النادي وكلوب، على حساب المنتخب وحسام حسن.