شهد العام الجاري 2018 الذي نودعه بعد أيام قليلة دراسات وأبحاث صحية عديدة، ساهم بعضها في إيجاد حلول لبعض المشاكل الطبية، وفتح بعضها الآخر الباب واسعاً لعلاج مجموعة من الأمراض المستعصية.
وفيما يلي، مجموعة من أهم الدراسات والاتجاهات الصحية لعام 2018، بحسب موقع ميديكال نيوز توداي الإلكتروني:
الحميات الغذائية
ظهرت الموضوعات المتعلقة بالحمية والتغذية بين أهم عمليات البحث على الإنترنت في عام 2018، ودرس الباحثون فوائد الصيام المتقطع للجسم، وعلى وجه الخصوص، أبدت الدراسات اهتماماً كبيراً في فوائد الحمية المسماة 8:16، والتي تسمح بتناول ما تشاء لمدة 8 ساعات، والصيام على مدى الساعات المتبقية من اليوم.
وفي دراسة ظهرت في مجلة التغذية والشيخوخة الصحية الأمريكية في يونيو (حزيران)، أكد علماء من جامعة إلينوي في شيكاغو أن هذا النهج يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من السمنة بشكل فعال على فقدان الوزن، وخسر المشاركون في الدراسة، الذين اتبعوا هذا النظام الغذائي لمدة 12 أسبوعاً 3% من إجمالي وزنهم بحلول نهاية فترة الدراسة.
مخاطر الكحول والسجائر الإلكترونية
أظهرت بعض أهم الأبحاث التي أجريت في هذا العام مدى ضرر وخطورة هذه العادات السلبية على الصحة، على سبيل المثال، وجدت دراسة نشرت في مجلة أديوكشن أن شرب الكحول يمكن أن يكون له تأثيرات ضارة أكثر من استخدام منشطات أخرى مثيرة للجدل - وخاصة الماريجوانا.
وعلى وجه التحديد، أدى تعاطي الكحول على المدى الطويل إلى فقدان حجم المادة الرمادية التي تشكل جزءًا كبيرًا من الدماغ، كما أدى إلى تلف المادة البيضاء، التي تحتوي على الروابط بين خلايا الدماغ التي تسمح لها بنقل المعلومات.
كما حظيت السجائر الإلكترونية بالكثير من الاهتمام هذا العام، وسط نقاشات حول ما إذا كانت ضارة بالصحة أكثر مما هي مفيدة، فعندما أصبحت متاحة لأول مرة، أشاد المصنعون والمروجون بالسجائر الإلكترونية كوسيلة سهلة وآمنة للتخلي عن التدخين.
ومع ذلك، وجدت العديد من الدراسات أن السائل في السجائر الإلكترونية يحتوي على مواد سامة، مما يؤدي أيضاً إلى تكوين أبخرة سامة، وهذا العام ، أصدرت الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب تقريراً مفصلاً يراجع مئات الأوراق العلمية التي تحلل فوائد ومخاطر استخدام السجائر الإلكترونية.
ويشير التقرير إلى أن هناك أدلة قوية على أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد سامة، بالإضافة إلى أدلة قاطعة على أن استبدال السجائر الإلكترونية بالكامل بسجائر التبغ القابلة للاحتراق يقلل من تعرض المستخدمين للعديد من المواد السامة والمواد المسرطنة الموجودة في سجائر التبغ القابلة للاحتراق.
أبحاث السرطان
قام باحثون من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بتطوير اختبار دم جديد يسمى كانسر سيك، وهذا الاختبار، كما يقولون، حساس للغاية وقادر على الكشف عن ثمانية أنواع من السرطان - سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم وسرطان المبيض وسرطان الكبد وسرطان المعدة وسرطان البنكرياس وسرطان المريء - مع درجة متوسطة إلى عالية من الدقة.
والاختبار هو الأكثر دقة عندما يتعلق الأمر باكتشاف سرطان المبيض ، والذي يمكن أن يساعد في تشخيصه بنسبة دقة 98%.
وأوضح الباحثون أن اختبار الدم الجديد يحدد مؤشرات حيوية معينة للسرطان، مثل الطفرات الجينية، ووجود بروتينات مرتبطة بأنواع مختلفة من السرطان.
وركز بحث آخر هذا العام على إيجاد طرق أفضل لوقف السرطان في مساراته. إحدى الدراسات التي أجرتها كلية الطب في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا - اختبرت حقنة جديدة مدمرة للسرطان في الفئران، ويقول الباحثون إن هناك حاجة إلى جرعة واحدة فقط لتعزيز نشاط الخلايا المناعية المتخصصة واستئصال أورام السرطان الصلبة.
إحياء العلاجات القديمة
كان هناك اتجاه بحثي آخر في عام 2018 يهدف إلى إعادة تقييم العلاجات القديمة أو العلاجات المعروفة، لمعرفة ما إذا كان يمكن للأخصائيين استخدامها لأغراض علاجية جديدة.
أحد الأمثلة على ذلك هو صودا الخبز، التي اعتاد البعض على استخدامه لتهدئة حرقة المعدة، ووجدت دراسة نشرت في مجلة علم المناعة هذا العام أن هذا العنصر الأساسي في المطبخ يمكن أن يساعد في علاج التهاب المفاصل.
وذكر باحثون - من كلية الطب بجامعة أوغوستا - أن شرب محلول صودا الخبز يمكن أن يحمي من التهاب المفاصل الروماتويدي والأمراض الالتهابية الأخرى. ويبدو أن المحلول يؤثر أيضًا على نشاط الخلايا المناعية المختلفة في الطحال والكليتين والدم المحيطي، مما يؤدي إلى انخفاض في الخلايا المؤيدة للالتهابات وزيادة في الخلايا المضادة.
وخلصت أكثر من دراسة إلى أن الأدوية المستخدمة حاليا لعلاج فيروس الهربس البسيط يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وهي حالة تنكسية شائعة تبدأ عادة في الظهور بعد سن الخامسة والستين.