عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2010, 09:39 PM   رقم المشاركة : 10
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

وأما تصفيتها القلب من وسخه ودرنه ، وإخراجها خبائثه ،
فأمر يعلمه أطباء القلوب ، ويجدونه كما أخبرهم به نبيهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن مرض
القلب إذا صار مأيوساً من برئه ، لم ينفع فيه هذا العلاج .

فالحمى تنفع البدن والقلب ، وما كان بهذه المثابة فسبه ظلم
وعدوان ، وذكرت مرة وأنا محموم قول بعض الشعراء يسبها :

زارت مكفرة الذنــوب وودعــت تبــاً لهــا مــن زائــر ومودع

قالت وقد عزمت على ترحالها ماذا تريد فقلت أن لا ترجعي

فقلت : تباً له إذ سب ما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبه ،
ولو قال :

زارت مكفــــرة الذنوب لصبهــا أهلاً بهـــا مــــن زائر ومودع

قالت وقد عزمت على ترحالها ماذا تريد فقلت : أن لا تقلعي

لكان أولى به ، ولأقلعت عنه ، فأقلعت عني سريعاً . وقد
روي في أثر لا أعرف حاله حمى يوم كفارة سنة ، وفيه
قولان أحدهما : أن الحمى تدخل في كل الأعضاء والمفاصل ،
وعدتها ثلاثمائة وستون مفصلاً ، فتكفر عنه - بعدد كل مفصل
- ذنوب يوم. والثاني : أنها تؤثر في البدن تأثيراً لا يزول
بالكلية إلى سنة ، كما قيل في قوله صلى الله عليه وسلم :
" من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوماً " :
إن أثر الخمر يبقى في جوف العبد ،
وعروقه ، وأعضائه أربعين يوماً والله أعلم .

قال أبو هريرة : ما من مرض يصيبني أحب إلي من الحمى ،
لأنها تدخل في كل عضو مني ، وإن الله
سبحانه يعطي كل عضو حظه من الأجر .

وقد روى الترمذي في جامعه من حديث رافع بن خديج يرفعه :
" إذا أصابت أحدكم الحمى - وإن الحمى قطعة من النار -
فليطفئها بالماء البارد ويستقبل نهراً جارياً ، فليستقبل جرية
الماء بعد الفجر وقبل طلوع الشمس ، وليقل : بسم الله اللهم
اشف عبدك ، وصدق رسولك ، وينغمس فيه ثلاث غمسات
ثلاثة أيام ، فان برئ ، والإ ففى خمس ، فإن لم يبرأ في خمس ،
فسبع ، فإن لم يبرأ في سبع فتسع ، فإنها لا تكاد تجاوز تسعاً بإذن الله " .



قلت : وهو ينفع فعله في فصل الصيف في البلاد الحارة على
الشرائط التي تقدمت ، فإن الماء في ذلك الوقت أبرد ما يكون
لبعده عن ملاقاة الشمس ، ووفور القوى في ذلك الوقت لما
أفادها النوم ، والسكون ، وبرد الهواء ، فتجتمع فيه قوة
القوى ، وقوة الدواء ، وهو الماء البارد على حرارة الحمى
العرضية ، أو الغب الخالصة ، أعني التي لا ورم معها ، ولا
شئ من الأعراض الرديئة والمواد الفاسدة ، فيطفئها بإذن الله ،
لا سيما في أحد الأيام المذكورة في الحديث ، وهي الأيام التي
يقع فيها بحران الأمراض الحادة كثيراً ، سيما في البلاد
المذكورة لرقة أخلاط سكانها ، وسرعة انفعالهم عن الدواء النافع .

رد مع اقتباس