عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2010, 09:54 PM   رقم المشاركة : 24
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي


والصداع يكون عن أسباب عديدة :


أحدها : من غلبة واحد من الطبائع الأربعة .


والخامس : يكون من قروح تكون في المعدة ، فيألم
الرأس لذلك الورم لاتصال العصب المنحدر
من الرأس بالمعدة .


والسادس : من ريح غليظة تكون في المعدة ، فتصعد إلى الرأس فتصدعه .


والسابع : يكون من ورم في عروق المعدة ، فيألم الرأس بألم المعدة للإتصال الذي بينهما .


والثامن : صداع يحصل عن امتلاء المعدة من الطعام ،
ثم ينحدر ويبقى بعضه نيئاً ، فيصدع الرأس ويثقله .


والتاسع : يعرض بعد الجماع لتخلخل الجسم ، فيصل إليه
من حر الهواء أكثر من قدره .


والعاشر : صداع يحصل بعد القئ والإستفراغ ، إما لغلبة
اليبس ، وإما لتصاعد الأبخرة من المعدة إليه .


والحادي عشر : صداع يعرض عن شدة الحر
وسخونة الهواء .


والثاني عشر : ما يعرض عن شدة البرد ، وتكاثف
الأبخرة في الرأس وعدم تحللها .


والثالث عشر : ما يحدث من السهر وعدم النوم .


والرابع عشر : ما يحدث من ضغط الرأس
وحمل الشئ الثقيل عليه .


والخامس عشر : ما يحدث من كثرة الكلام ،
فتضعف قوة الدماغ لأجله .


والسادس عشر : ما يحدث من كثرة الحركة
والرياضة المفرطة .


والسابع عشر : ما يحدث من الأعراض النفسانية ، كالهموم ،
والغموم ، والأحزان ، والوساوس ، والأفكار الرديئة .


والثامن عشر : ما يحدث من شدة الجوع ، فإن الأبخرة
لا تجد ما تعمل فيه ، فتكثر وتتصاعد إلى الدماغ فتؤلمه .


والتاسع عشر : ما يحدث عن ورم في صفاق الدماغ ،
ويجد صاحبه كأنه يضرب بالمطارق على رأسه .


والعشرون : ما يحدث بسبب الحمى لاشتعال
حرارتها فيه فيتألم ، والله أعلم .





وسبب صداع الشقيقة مادة في شرايين الرأس
وحدها حاصلة فيها ، أو مرتقية إليها ، فيقبلها الجانب
الأضعف من جانبيه ، وتلك المادة إما بخارية ، وإما
أخلاط حارة أو باردة ، وعلامتها الخاصة بها ضربان
الشرايين ، وخاصة في الدموي . وإذا ضبطت بالعصائب ،
ومنعت من الضربان ، سكن الوجع .


وقد ذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي له : أن هذا
النواع كان يصيب النبي صلى الله عليه وسلم ، فيمكث
اليوم واليومين ، ولا يخرج .


وفيه : عن ابن عباس قال : خطبنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، وقد عصب رأسه بعصابة .


وفي الصحيح ، أنه قال في مرض موته : " وارأساه "
وكان يعصب رأسه في مرضه ، وعصب الرأس ينفع
في وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس .







وعلاجه يختلف باختلاف أنواعه وأسبابه ، فمنه
ما علاجه بالإستفراغ ، ومنه ما علاجه بتناول الغذاء ،
ومنه ما علاجه بالسكون والدعة ، ومنه ما علاجه
بالضمادات ، ومنه ما علاجه بالتبريد ، ومنه ما علاجه
بالتسخين ، ومنه ما علاجه بأن يجتنب سماع
الأصوات والحركات .


إذا عرف هذا ، فعلاج الصداع في هذا الحديث بالحناء ،
هو جزئي لا كلي ، وهو علاج نوع من أنواعه ، فإن
الصداع إذا كان من حرارة ملهبة ، ولم يكن من مادة
يجب استفراغها ، نفع فيه الحناء نفعاً ظاهراً ، وإذا
دق وضمدت به الجبهة مع الخل، سكن الصداع،
وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به ، سكنت أوجاعه ،
وهذا لا يختص بوجع الرأس ، بل يعم الأعضاء ،
وفيه قبض تشد به الأعضاء ، وإذا ضمد به موضع
الورم الحار والملتهب ، سكنه .




وقد روى البخاري في تاريخه وأبو داود في السنن
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شكى إليه أحد
وجعاً في رأسه إلا قال له : " احتجم " ، ولا شكى
إليه وجعاً في رجليه إلا قال له : " اختضب بالحناء " .


وفي الترمذي : عن سلمى أم رافع خادمة النبي صلى
الله عليه وسلم قالت : كان لا يصيب النبي صلى الله
عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء .






والحناء بارد في الأولى ، يابس في الثانية ، وقوة شجر
الحناء وأغصانها مركبة من قوة محللة اكتسبتها من
جوهر فيها مائي ، حار باعتدال ، ومن قوة قابضة
اكتسبتها من جوهر فيها أرضي بارد .


رد مع اقتباس