عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2012, 02:39 PM   رقم المشاركة : 16
خالد الشبول
 
الصورة الرمزية خالد الشبول






خالد الشبول غير متواجد حالياً

خالد الشبول في إبداع مستمرخالد الشبول في إبداع مستمرخالد الشبول في إبداع مستمرخالد الشبول في إبداع مستمرخالد الشبول في إبداع مستمر


{< الربا

الربا معروف أنه من الكبائر، ولكن أتدرون ما خطورته, بالإضافة إلى حرب الله ورسوله (كما جاء فى سورة البقرة)؟ قبل أن أذكر لكم خطورته, أوَدُّ أن أسألكم: ما رأيكم لو سمعتم أن رجلاً زنى, أو امرأة زنت؟ أظن أنكم لو رأيتمونى الآن, لغضبتم منى غضباً شديداً, وقلتم: هى دِى عايزه سؤال, طبعاً اللّى يعمل كِدَه, أو اللّى تعمل كِدَه, يكونوا كذا وكذا من الشتائم, فما رأيكم بمن يتعامل بالربا؟ سأترك الرد لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((دِرْهَم ربا يأكله الرجل, وهو يعلم, أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية)) [مسند أحمد, صحيح الجامع:3375] وقوله: ((أهون الربا كالذى ينكح أُمَّه, وإن أرْبَى الربا استطالَة المرء فى عِرْض أخيه)) [صحيح الجامع:2531] حتى يعلم الذين يقترضون بالربا, والذين يتعاملون بما يُسَمَّى الفايظ, أو الذين يعطون أموالهم لمن يتاجر لهم فيها, ويأخذون مبلغاً معيّناً من المال, بغض النظر أكَسَبَ التاجر أَمْ خَسِر, وبغض النظر عن مقدار مَكْسَبه. وتجد – للأسف – الكثير يجادلون, ويقولون: نعمل ايه, ماحنا مانِعْرَفْش نتاجر, ولو تركنا المال هايِتْصِرِف ويضيع, ولا نجد شيئاً نتقوَّت به. يا قوم اتقوا الله.. أتقدرون على حرب الله ورسوله؟ إن خزائن الله مَلأَى, لا تَنْفَدُ أبداً, قال رسول الله صلى الله عليه : ((عند الله خزائن الخير والشر, مفاتيحها الرجال, فطوبى لمن جعله الله مِفتاحاً للخير مِغلاقاً للشر, وويل لمن جعله الله مِفتاحاً للشر مِغلاقاً للخير)) [صحيح الجامع:4108] ((مِفتاحاً للخير مِغلاقاً للشر)) (اللهم اجعلنا منهم) كمن يمشى فى حوائج الناس ليقضيها لهم (طبعاً الحلال فقط) ويَدُلُّكَ على الخير، فمثلاً إذا أساء إليك أحد.. يقول لك: مَعْلِش سامحه, دَه ربنا عَفُوّ يحب العَفْو – حافظ على الصلاة فى المسجد – تصدَّق على الفقراء – اذهب لعيادَة المريض – صِل رَحِمَك.. إلخ, أمّا ((مِغلاقاً للخير مِفتاحاً للشر)) (والعياذ بالله) كَمَنْ إذا رآك تسعى فى حوائج الناس.. قال لك: يا عَم انتَ مالَك, هُمَّ حُرّين يعملوا حاجتهم بنفسهم – خَلّيك ناصِح, اوْعَى تِدّى فلان حاجة, دَه مايِسْتَهِلْش – وإذا خاصمك أحد.. يقول لك: إيّاك تِعَبّرُه, زَىّ ما خاصمك تخاصمه, أو يقول لك: دَه انا هاقولَّك على حاجة تعملها تخلّيه يِلِفّ حَوالين نفسه، تخلّيه مايِعْرَفْش راسُه من رِجْلِيه… إلخ.

وننبّه إخواننا على أن هناك أنواعاً كثيرة جداً من الربا لا يعلمونها, وخصوصاً فى البيع والشراء (مثل استبدال الذهب القديم بالذهب الجديد) فَلْيَرْجِعوا إلى كتب الفقه, وَلْيَحْضروا دروس العلم فى المساجد, ليتعلموها, حتى لا يقعوا فى الحرام وهم لا يشعرون. ولا يقول أحد: ما دام انا ماعْرَفْش يِبْقَى ماعالِيش ذنب، ونذكّره بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ((طلب العلم فريضة على كل مسلم)) [سنن ابن ماجه, صحيح الجامع:3919] قوله صلى الله عليه وسلم : ((على كل مسلم)) يشمل المسلم والمسلمة.

ومن بين ما سَمّاه الله ربا.. ما يفعله بعض الناس من تبادُل الهدايا فى المناسبات, لغير وجه الله, ولكن ليُرَدّ لهم بأكثر منه.. قال الله عز وجل: {وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُواَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُوا عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} [الروم:39] فلابد أن يكون التهادى لوجه الله, وعلى قدر الاستطاعة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تَهادُوا تحابّوا)) [السنن الكبرى للبيهقى, صحيح الجامع:3004] ربما يتساءل البعض ويقول: كيف يكون لله إذا كانت الهدية لأغنياء؟ ونقول له كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كل معروف صَنَعتَهُ إلى غنى أو فقير فهو صدقة)) [صحيح الجامع:4558]‌ وننصح إخواننا وأخواتنا ألا تكون كل هداياهم فاكهة وشيكولاتة، لأنها تتراكم عند الناس إلى أن تفسد, ويكون مصيرها سِلال القِمامَة, فى حين أنهم يكونون محتاجين للنقود, أو خزين البيت، ولو كان ظاهرهم غير ذلك, فلا تستحوا أن تهادوهم بها, أو تهادوهم بكتب, أو شرائط, أو سيديهات دينية – وهذا طبعاً أفضل الهدايا – وَكُلٌ بِحَسَب حالِه.

هناك شىء يظن البعض أنه ربا, وهو ليس كذلك.. ما هو؟ هو رَدّ بعض القروض بأكثر منها. أظن أنكم تقولون هُوَّ انتَ اتجننّت وَلْلا إيه؟ لا يا أحِبَّتى فى الله، نعوذ بالله من الجنون, أنا لا أقصد الربا المنهى عنه (والعياذ بالله) وهو اشتراط رَدّ القرض بأكبر منه، ولكن أقصد أنك إذا أخذت شيئاً من جارك أو صديقك (كوباً من الزيت مثلاً, أو مِقداراً من السكر, أو الأرز… إلخ) على سبيل القرض.. فالأفضل أن ترُدّه بأفضل منه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، بشرط ألا تتفق على هذا مُنذ البداية, أمّا لو اتفقت عليه منذ البداية, أو كانت عادَة معروفة أن الذى يُقرِضُ يَسْتَرِدّ ما أقرَضَه بأكثر منه, فهو الربا الصريح,

اللهم فقِّهنا فى ديننا, وعلمنا سنَّة نبينا صلى الله عليه وسلم وارزقنا اتِّباعه.



الكذب معلوم أنه من الكبائر، وللأسف.. فإنه منتشر بكثرة, ولأتفه الأسباب, ويكفى أن صاحبه يُكتب عند الله كذاباً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الصدق ليهدى إلى البر, وإن البر يهدى إلى الجنة, وإن الرجل لَيَصدُق, حتى يُكتب عند الله صِدّيقاً, وإن الكذب يهدى إلى الفجور, وإن الفجور يهدى إلى النار, وإن الرجل لَيكذب, حتى يُكتب عند الله كذاباً)) [صحيح الجامع:1665] وقال: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب, وإذا وَعَدَ أخلَف, وإذا ائتُمِنَ خان)) [متفق عليه]

فَلْيَحذر الذين يكذبون فى كل كبيرة وصغيرة, بسبب وبغير سبب, دون أى خوف من الله, ويقولون: ده كِدب ابيض! والذين يكذبون على أولادهم (هاجِبْلَك حاجة حلوة, أنا رايحه آخُد حُقنة, هافسَّحَك فُسْحَة جميلة) أتعلمون أن هذا يُكتب عليكم كذباً, فضلاً على أنكم تعلمونهم الكذب, وعدم الثقة بكم؟ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة التى قالت لابنها تعالَ أُعْطِكَ تمرة: ((أمَا إنكِ لو لم تُعطِهِ شيئاً كُتِبَ عليكِ كذبة)) [صحيح الجامع:1319] والذين يَقُصّون على أولادهم قصصاً خيالية كاذبة, أنصحهم أن يَقُصّوا عليهم قصصاً قصيرة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين تحببّهم فيهم, بدلاً من الحكايات التى تخيفهم, أو التى لا تحتملها عقولهم.

وهناك أمثلة كثيرة من الكذب يَغفَلُ عنها كثير من الناس, ويظنون أنها ليست كَذِباً, مثل أن يُدعَى أحدهم إلى طعام وهو يشتهيه, فيقول: لا والله ما عايز, أو لا والله انا شبعان, فيكون بذلك قد وقع فى الكذب, وهو من الكبائر, وخالف هَدْى الرسول صلى الله عليه وسلم الذى قال: ((إذا دُعِىَ أحدكم إلى طعام فَلْيُجب, فإن كان مُفطرِاً فَلْيأكل, وإن كان صائماً فَلْيَدْعُ بالبَرَكَة)) [صحيح الجامع:538] ومثل الذى يكون حزيناً فيسأله جليسه: مالَك, فى حاجة مزَعَّلاك, فيقول له: لا مافيش حاجة, (وليس معنى هذا أن نُفشى أسرارنا للناس, ولكن يمكن التهرّب من أسئلتهم بأسلوب لطيف ليس فيه كذب) ومثل التى توقظ أولادها للمدرسة, فتقول لهم مثلاً: إن الساعة 7, فى حين أنها 6, وغير ذلك من أمثلة الكذب فى حياتنا كثيرة, فاللهم تب علينا وعلى المسلمين أجمعين.

والمصيبة الكبرى هى الحَلِف بالله كذباً، وقد قال العلماء: إنه يُسَمَّى (يمين غَمُوس) أى يغمس صاحبه فى الإثم ثم فى النار، وليس له كفارة إلا التوبة النصوح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الكبائر الإشراك بالله, وعقوق الوالدين, وقتل النفس, واليمين الغَمُوس)) [صحيح البخارى] وقال: ((من أكبر الكبائر الشرك بالله, واليمين الغَمُوس)) [صحيح الجامع:5900] فَحَذارِ من الحَلِف بالله كذباً مهما كانت الظروف، فلن يكون عقاب أحد أشد من عقاب الله.

أمّا الذين يحلفون أنهم سيفعلون أشياءً ثم لا يفعلونها, فننصحهم أن يقولوا: إن شاء الله، فيقولوا مثلاً: سأعمل كذا إن شاء الله, وفى هذه الحالة إن لم يقدروا على فعل ما حلفوا عليه, فلن يكون عليهم كفارة يمين, لأن الله عز وجل لم يَشَأ, حتى إن بعض العلماء قالوا: إن نَسِىَ الإنسان أن يقول إن شاء الله فى حَلِفِه, فيمكنه أن يقولها بعد فترة, ولكن قبل أن يحنث فى يمينه (يفعل عكس ما أقسم عليه) وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من حَلَفَ على يمين فقال: إن شاء الله, فهو بالخِيار, إن شاء أمْضَى, وإن شاء ترك)) [سنن النسائى, صحيح الجامع:6210]‌

وهناك نوع من أخطر أنواع الكذب, وهو ترويج الإشاعات, مثل كذبة إبريل, ومثل ما يحدث من اتهام الأبرياء فى الصُّحُف والمجَلات, والتِلفاز, وشبكة المعلومات (الإنترنت) وغير ذلك, وقد توَعَّد الرسول صلى الله عليه وسلم فاعله بالعذاب الشديد, فى قوله: ((رأيتُ الليلة رجلين أتيانى, فأخذا بيدى, فأخرجانى إلى الأرض المقدَّسة, فإذا رجل جالس, ورجل قائم على رأسه, بيده كَلُّوب من حديد, فيدخله فى شِدْقِه فيشقه, حتى يخرجه من قفاه, ثم يخرجه, فيدخله فى شِدْقِه الآخر, ويلتئِم هذا الشِّدْق, فهو يفعل ذلك به, فقلتُ: ما هذا؟ قالا: انطلق, فانطلقتُ معهما, فإذا رجل مُسْتَلْقٍ على قفاه, ورجل قائم بيده فهر أو صخرة, فيَشدَخ بها رأسه, فيتدَهْدَه الحجر, فإذا ذهب ليأخذه, عاد رأسه كما كان, فيصنع مثل ذلك, فقلتُ: ما هذا؟ قالا: انطلق, فانطلقتُ معهما, فإذا بيت مَبْنِىّ على بناء التنّور, أعلاه ضيّق, وأسفله واسع, يُوقَدُ تحته نار, فيه رجال ونساء عُراة, فإذا أُوقِدَت ارتفعوا, حتى يكادوا أن يخرجوا, فإذا أُخْمِدَت رجعوا فيها, فقلتُ: ما هذا؟ قالا: انطلق, فانطلقتُ, فإذا نهر من دم فيه رجل, وعلى شاطئ النهر رجل بين يديه حجارة, فيُقْبِلُ الرجل الذى فى النهر, فإذا دَنا ليخرج, رَمَى فى فِيهِ حَجَراً, فرجع إلى مكانه, فهو يفعل ذلك به, فقلتُ: ما هذا؟ قالا: انطلق, فانطلقتُ, فإذا رَوْضَة خضراء, وإذا فيها شجرة عظيمة, وإذا شيخ فى أصلِها, حوله صِبيان, وإذا رجل قريب منه, بين يديه نار, فهو يحشّها ويوقدها, فصعدا بى فى شجرة, فأدخلانى داراً لم أرَ داراً قط أحسن منها, فإذا فيها رجال شيوخ وشباب, وفيها نساء وصِبيان, فأخرجانى منها, فصَعَدا بى فى الشجرة, فأدخلانى داراً هى أحسن وأفضل, فيها شيوخ وشباب, فقلتُ لهما: إنكما قد طوَّفتمانى منذ الليلة, فأخبرانى عمَّا رأيتُ, قالا: نعم, أمّا الرجل الأول الذى رأيتَ, فإنه رجل كذّاب, يكذب الكَذِبَة, فَتُحْمَلُ عنه فى الآفاق, فهو يُصنَع به ما رأيتَ إلى يوم القيامة, ثم يصنع الله تعالى به ما شاء, وأما الرجل الذى رأيتَ مُستلقِياً على قفاه, فرجل آتاهُ الله القرآن, فنام عنه بالليل, ولم يعمل بما فيه بالنهار, فهو يُفعَلُ به ما رأيتَ إلى يوم القيامة, وأمّا الذى رأيتَ فى التنّور, فهم الزناة, وأما الذى رأيتَ فى النهر, فذاك آكِلُ الربا, وأما الشيخ الذى رأيتَ فى أصل الشجرة, فذاك إبراهيم عليه السلام, وأما الصِبيان الذين رأيتَ, فأولاد الناس, وأما الرجل الذى رأيتَ يُوقِدُ النار, فذلك خازن النار, وتلك النار, وأمّا الدار التى دخلتَ أوَّلاً, فدار عامَّة المؤمنين, وأمّا الدار الأخرى, فدار الشهداء, وأنا جبريل, وهذا ميكائيل, ثم قالا لى: ارفع رأسك, فرفعتُ, فإذا كهيئة السحاب, فقالا لى: وتلكَ دارُك, فقلتُ لهما: دَعانى أدخلُ دارى, فقالا: إنه قد بَقِىَ لكَ عمر لم تستكمله, فلو استكملتَهُ دخلتَ دارَك)) ‌[صحيح الجامع:3462]‌ الحديث طويل, أوْرَدتُه بكامِلِه لفائدتِه العظيمة, والشاهد منه فى موضوعنا قوله صلى الله عليه وسلم : ((رجل كذاب, يكذب الكذبة, فتُحمَل عنه فى الآفاق)) فلا ينبغى للمسلم أن يروى كل ما قرأ, أو سمع, دون التأكّد من صِحّته, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من ستر أخاه المسلم فى الدنيا, ستره الله يوم القيامة)) [مسند أحمد, صحيح الجامع:6287] إن هذا أمْر بالستر على من فعل المعصية, فكيف بمن لم يفعلها؟ فاتقوا الله فى إخوانكم, ولا تسارعوا بنشر كل ما سمعتموه أو قرأتموه بين الناس, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كفى بالمرء كَذِباً أن يُحَدّث بكُلّ ما سَمِع)) [صحيح مسلم] أى أن المرء يقع فى الكذب (ولو لم يقصده) إذا حَدَّث بكل ما سمع, وهذا ما يقع فيه كثير من الناس, حتى إنهم يؤكّدون – وربما يحلفون – على صِدْق ما سمعوه, وهم لا يعلمون.





خيانة الأمانة يظن البعض أنها فى الأشياء الخطيرة فقط, بل إنها فى الصغير كما هى فى الكبير, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا حَدَّثَ الرجل بحديث, ثم التَفَتَ, فهى أمانة)) [سنن أبى داود والترمذى, صحيح الجامع:486] وقال: ((يا أيها الناس! إن هذا من غنائِمِكُم, أدّوا الخيْط والمخيَط, فما هو فوق, فإن الغُلول عار على أهله يوم القيامة, وشنار, ونار)) [صحيح الجامع:7869] يتضح من الحديث الأول أنه لا يُشترَط أن الذى يحدثك بشىء يقول لك: لا تَقُل لأحد، إن مجرَّد التفاتِه ليرَى هل يسمعه أحد أم لا, هو بمثابة قوله لك: لا تَقُل لأحد. وللأسف نرى الكثير ممن يذيع سِرّ أخيه.. ويقول: هو قال لى ماتقولْش لِحَد, لكن انا بَقُول لك انت بَس, وما تقولْش لِحَد! والآخر يقول.. ثم الذى بعده.. وهكذا, والحديث الثانى يتكلم عن “الغُلول” وهو أخذ شىء من الغنائِم بغير إذن وَلِىّ الأمر، ولو كان خيْطاً, أو إبرة “المخيَط” وتخيَّلوا كيف أن الأمر فى غايَة الخطورة, لدرجة أن الإنسان يُسأل عن هذه الأشياء البسيطة؟ يا الله! هذا الخيْط والمخيَط .. فكيف بِمَن ينهب أموال الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً؟ اللهم تب علينا وعلى المسلمين أجمعين.

وقد قال العلماء: إن هذا ينطبق على الذى يأخذ من عمله أى شىء – ولو كان تافِهاً – بغير إذن صاحب العمل, ولا أقول بإذن المدير (إلا إذا كان هذا من اختصاصِه) لأن المدير أحياناً يتصرَّف بمزاجه, بغير وجه حق, فالذين يأخذون أكل المرضى من المستشفيات ودواءهم.. ويكتبون أنهم أخذوا الدواء الفلانى, ثم يعطونه لأقاربهم ومعارفهم, والذين يأخذون القطن والشاش والمطهّرات, لدرجة أنهم يمسحون أحذيتهم بهذا الشاش والقطن, والذين يستغلّون الماكينات والتليفونات لمصلحتهم الشخصية, والذين يوَصّلون زوجاتهم وأولادهم بسيارة العمل (إلا إذا كان مأذوناً لهم فى ذلك) والذين يأخذون الأوراق والأكياس, والذين يُفرِطون فى استهلاك المياه والكهرباء, والذين يتصرَّفون فى ودائِع الناس (ولو أشياء بسيطة, مثل الصحون والأكواب), والذين يبيعون حِصَصَ التموين الْمُدَعَّمَة – كالدقيق مثلاً – بسعر غالٍ، ويحرمون مُستحقّيها منها, والذين يهربون من الكُمْسَرِى, وغير ذلك الكثير والكثير, كل هؤلاء نقول لهم: {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون} [البقرة:281]




يتبع إن شاء الله

التوقيع

جدد اشتراكك الأن بأقوى سيرفرات الشيرنج و iptv
اسعار مناسبة للجميع وخدمة 24 ساعة

جميع اشتراكات الشيرنج متوفرة
(cccam - newcamd - vanilla - forever - funcam )
جميع اشتراكات iptv
( myhd - marvel tv - ultra iptv - palsat iptv )
(EMPIER - DOCTOR - GOLDEN - belo iptv)

جميع طرق الدفع متوفرة لدينا
اطلب اشتراكك الأن عن طريق التواصل واتساب

https://wa.me/962799423131
رد مع اقتباس