عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2010, 09:42 PM   رقم المشاركة : 14
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

فحصل من ذلك أن أصل الأمراض المزاجية هي التابعة
لأقوى كيفيات الأخلاط التي هي الحرارة والبرودة ، فجاء
كلام النبوة في أصل معالجة الأمراض التي هي الحارة
والباردة على طريق التمثيل ، فإن كان المرض حاراً ،
عالجناه بإخراج الدم ، بالفصد كان أو بالحجامة ، لأن في
ذلك استفراغاً للمادة ، وتبريداً للمزاج . وإن كان بارداً
عالجناه بالتسخين ، وذلك موجود في العسل ، فإن كان
يحتاج مع ذلك إلى استفراغ المادة الباردة ، فالعسل
أيضاً يفعل في ذلك لما فيه من الإنضاج ، والتقطيع ،
والتلطيف، والجلاء، والتليين ، فيحصل بذلك
استفراغ تلك المادة برفق وأمن من نكاية المسهلات القوية .



وأما الكي : فلأن كل واحد من الأمراض المادية ،

إما أن يكون حاداً فيكون سريع الإفضاء لأحد الطرفين ،
فلا يحتاج إليه فيه ، وإما أن يكون مزمناً ، وأفضل علاجه
بعد الإستفراغ الكي في الأعضاء التي يجوز فيها الكي ،
لأنه لا يكون مزمناً إلا عن مادة باردة غليظة قد رسخت
في العضو ، وأفسدت مزاجه ، وأحالت جميع ما يصل إليه
إلى مشابهة جوهرها ، فيشتعل في ذلك العضو، فيستخرج بالكي
تلك المادة من ذلك المكان الذي هو فيه
بإفناء الجزء الناري الموجود بالكي لتلك المادة .

فتعلمنا بهذا الحديث الشريف أخذ معالجة الأمراض المادية

جميعها ، كما استنبطنا معالجة الأمراض الساذجة من قوله
صلى الله عليه وسلم : " إن شدة الحمى
من فيح جهنم ، فأبردوها بالماء " .



***






وأما الحجامة ، ففي سنن ابن ماجه من حديث جبارة بن

المغلس ، - وهو ضعيف - عن كثير بن سليم ، قال : سمعت
أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما مررت ليلة أسري بي بملإ إلا قالوا :
يا محمد ! مر أمتك بالحجامة " .

وروى الترمذي في جامعه من حديث ابن عباس هذا

الحديث : وقال فيه : "عليك بالحجامة يا محمد " .

وفي الصحيحين : من حديث طاووس ، عن ابن عباس ،

أن النبي صلى الله عليه وسلم : " احتجم وأعطى الحجام أجره " .

وفي الصحيحين أيضاً ، عن حميد الطويل ، عن أنس ،

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة ، فأمر
له بصاعين من طعام ، وكلم مواليه ، فخففوا
عنه من ضريبته ، وقال : " خير ما تداويتم به الحجامة " .



وفي جامع الترمذي عن عباد بن منصور ، قال : سمعت

عكرمة يقول : كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون ،
فكان اثنان يغلان عليه ، وعلى أهله ، وواحد لحجمه ،
وحجم أهله . قال : وقال ابن عباس : قال نبي الله صلى
الله عليه وسلم : " نعم العبد الحجام يذهب بالدم ، ويخف
الصلب ، ويجلو البصر " ، وقال : إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم حيث عرج به ، ما مر على ملإ من الملائكه
إلا قالوا : " عليك بالحجامة " ، وقال : " إن خير ما
تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ، ويوم تسع عشرة ،
ويوم إحدى وعشرين " ، وقال : " إن خير ما تداويتم
به السعوط واللدود والحجامة والمشي " ، وإن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لد فقال: " من لدني ؟ فكلهم أمسكوا ،
فقال : لا يبقى أحد في البيت إلا لد إلا العباس
" . قال : هذا حديث غريب ، ورواه ابن ماجه .


رد مع اقتباس