عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-30-2010, 11:40 AM
الصورة الرمزية باسم رحال
باسم رحال
زائر
 
افتراضي "ان هذان لساحران" . حقيقة نحوية

ان هذان لساحران
هذه آية وردت في سورة طه، وقد قرأ القراء وقرأ من له صلة بكتاب الله هذا الحرف (إن) بالتشديد مرة وبالسكون مرة، وقد اعترض من ليس علم باللغة على قراءة الآية بهذا الاسلوب (إنّ هذان لساحران) فقالوا لماذا لم تكتب (هذان) بالياء الساكنة حتى تتناسب مع (إنّ) فتنصب المثنى بالياء؟ حتى قال بعضهم من الذين لم يذوقوا طعم الايمان ان هناك اخطاء في كتابة المصحف! لماذا؟ لأنهم درسوا (إنّ) في علم النحو فوجدوها تنصب المبتدأ وترفع الخبر، كقوله سبحانه «ان الله غنيٌ عن العالمين».
لقد حل عبدالله بن عباس هذا الاشكال ببساطة متناهة، قال (هي لغة بلحارث بن كعب) فابن عباس يعلم اللغات الموجودة في جزيرة العرب، ويعلم ان القرآن الكريم اشتمل على تلك اللهجات جميعها، وهذه القبيلة العربية (بلحارث بن كعب) قبيلة يمنية ومثلها قبيلة زبيد وخثعم كانت تجعل الألف كحرف الباء والتاء والراء والطاء والعين والقاف اي كسائر الحروف الاخرى ثابتة لا تتغير بتغير الاعراب، ولذلك يجعلون الضمة علامة الرفع على الألف، ويجعلون الفتحة علامة النصب ويجعلون الكسرة علامة الجر. يقولون: ان هذان، اسم ان منصوب بالفتحة على الألف، ويقولون: علّقت على البابين (البابان) عدة اشياء، فتعرب كلمة (البابان) بأنها اسم مجرور بكسرة مقدرة على الألف، وهكذا..
الاصل في الحرف (إنّ) انه ينصب المبتدأ ويرفع الخبر، ولكن قد يخفف هذا الحرف فيقرأ (إنْ) بدل (إنّ)، وعند ذلك تختلف معانيه اختلافاً كثيراً ويختلف اعرابه، وذلك كما يلي: قال سبحانه «فذكر انْ نفعت الذكرى»، وقد تأتي بمعنى إنّ نفسها وعند ذلك تفيد التوكيد: إن يوسفَ مهذبٌ، تعرب كما تعرب (إنّ) وان يوسف مهذب، وهذا كله وارد في اللغة العربية، ويلاحظ عليها ان خففت وظلت تفيد التوكيد بأنها تحتاج الى حرف اللام المفتوحة في الخبر، وذلك لافادة التوكيد قال سبحانه «وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك» لقد اقترنت اللام بجوابها من اجل التوكيد، وقد تكرر ذلك في القرآن الكريم، وقال سبحانه «وان كادوا ليزلقونك» فالآيتان فيهما (إنْ) المخففة التي جاءت للتوكيد، وقد ضمت الآية الاولى اللام في الخبر كما ضمت الثانية اللام.
انصح كل من درس القرآن ان يعلم انه امام علم واسع وانه يحتاج ممن يعلق ويعترض ان يتأنى، ان التعجل يخذل صاحبه، ولا سيما في هذا الكتاب الذي نزل العلم علماً مطلقاً - سبحانه وجل وعلا .


 

 

رد مع اقتباس