عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2011, 08:06 PM   رقم المشاركة : 6
مريد الشبول
 
الصورة الرمزية مريد الشبول





مريد الشبول غير متواجد حالياً

مريد الشبول سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

منظمات ضربات القلب ( البيسميكرز)

استخدامها و طرق متابعتها

مقدمـة

منذ بداية استعمال منظمات الضَربات القلب في أواخر الخمسينات استفاد ملايين الناس ذكوراً وأناثاً كباراً وصغاراً من هذا الاختراع العظيم ،وحاليا تزرع المئات من هذه الأجهزة يوميا في كل أقطار العالم للمرضى ويعيشون حياة طبيعية ولقد أصبحت منظمات ضربات القلب أصغر وأخف من السابق وتحتوي على تقنية متقدمة جدا بالإضافة إلى أن زراعتها أصبحت من السهولة لدرجة أنها تعتبر روتينية عادية للطبيب.

ومن الطبيعي أنه يتبادر إلى الأذهان الكثير من الأسئلة بخصوص عمل هذه المنظمات، وكيفية زراعتها ومدى تأثيرها على حياة المريض العادية. لذا فإن الهدف من هذه المقالة هو الإجابة على هذه الأسئلة مع إعطاء بعض النصائح والتعليمات للمرضى المزودين بمنظمات القلب .


متى نحتاج لمنظم ضربات القلب

أن القلب وهو عضو متخصص، يمتلئ بالدم وينبض بشكل متواصل ليضخ الدم المحمل بالأكسجين والغذاء اللازم إلى كافة أنحاء خلايا الجسم.

ويتم التحكم بالانقباضات القلبية من خلال مؤثرات كهربائية يكون مصدرها الجزء الأعلى من الأذين الأيمن للقلب عن طريق نوع من الخلايا الخاصة تعرف باسم خلايا العقدة الجيبية الأذنية (وهي المنظم الطبيعي للقلب) والتي ترسل بدورها شبكة من نبضات القلب الكهربائية بطريقة منتظمة فيتم انقباض الأذين الأيمن والأيسر في وقت واحد دافعين الدم إلى البطين الأيمن والأيسر. وعند امتلائهما يقومان بدورهما مره أخرى بدفع الدم إلى الشريان الرئوي والشريان الأورطي لتوصيل الدم إلى الرئتين وبقية أجزاء الجسم، وهذه العملية تتكرر مع كل نبضة قلب.

في حالة الراحة يكون معدل نبضات القلب للكبار من 60-80 نبضة بالدقيقة بينما في الأطفال فيكون من 80 – 110 وقد يزداد هذا الرقم عن 100 نبضة بالدقيقة للكبار في بعض حالات الإجهاد أو الانفعال النفسي. فأثناء التمارين الرياضية مثلا تزداد حاجة عضـلات الأرجل والأذرع لكميات أكثر من الدم، وللاستجابة لهذا المطلب يستجيب القلب الطبيعي أوتوماتيكيا بزيادة عدد نبضاته في الدقيقة.

في بعض الأحيان لا تكون استجابة القلب بصورة ملائمة كأن تكون السرعة بطيئة جدا أو سريعة أكثر من اللازم أو غير منتظمة، وأحياناً لاتنقل النبضات الكهربائية بشكل صحيح للجزء السفلي من القلب هذه الحالة تسمى ( حركة قلبية قليلة الضربات). وفي أي من هذه الأحوال تقل قدرة القلب على ضخ الدم إلى كافة أنحاء الجسم وهذا يؤدي إلى بعض الأعراض: مثل التعب، الإعياء، فقدان الوعي والنهجان ، وفي هذه الحالة يقوم الطبيب بأختيار أفضل سبل العلاج ويكون الحل الأمثل هو زراعة منظم لضربات القلب.


ما هو منظم ضربات القلب؟

منظم ضربات القلب (البيسميكر) هو جهاز صغير مزود ببطارية صغيرة ووظيفته إرسال تنبيهات كهربائية للقلب بصورة منتظمة والتي بدورها تؤدي إلى انقباض القلب بصورة منتظمة وملائمة ليقوم بضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم.

وتنحصر أجزاء المنظم في جزئين رئيسيين :

1- مولد للتنبيه: هو عبارة عن علبة معدنية صغيرة الحجم بداخلها بطارية التشغيل بالإضافة إلى العديد من الدوائر الكهربائية المعقدة التي تعمل على مراقبة تعداد ضربات القلب وكذلك قوة التنبيه الكهربائي الموجه للقلب.

2- السلك الكهربائي: هو عبارة عن سلك مرن عازل يصل بين منظم القلب والبطين الأيمن، ويقوم بنقل التنبيهات الكهربائية من وإلى القلب.


زراعة منظمات ضربات القلب

إن معظم منظمات ضربات القلب تركب في الجزء الأعلى من الصدر من خلال عملية تستغرق حوالي ساعة واحدة تجرى تحت تأثير التخدير الموضعي فقط، حيث يقوم الطبيب المختص بعمل فتحة صغيرة في الجلد ومن ثم يتم إدخال المنظم تحت الجلد بعد إتمام عملية توصيل السلك الكهربائي في المكان الخاص به بالقلب عن طريق الأوردة ومن ثـم يتـم إغلاق هذه الفتحة بالخيوط الجراحية.

وأثناء عملـية التركيب هذه يقوم الطبيب بمراقبة حركة السلك من خلال شاشة تلفزيونية تحت الأشعة السينية لوضع السلك الكهربائي في مكانه المحدد بالقلب.

بعد ذلك يقوم الطبيب بمراقبة الجهاز قبل وبعد خروج المريض من المستشفى حيث تتم أولا المراقبة الأولى للتأكد التام من شفاء والتئام الجرح وكذلك مراقبة عمل المنظم حسب البرمجة التي عملت له والجواب على أسئلة واستفسارات المريض.


وبعد المراقبة الأولى تتم عملية المتابعة العادية في المستشفى أو في عيادة الطبيب المعالج. ويجب على المريض أخذ العلاج الموصوف له بواسطة الطبيب واتباع تعليماته وفي نفس الوقت إبلاغه عن أي مشاكل قد تعترضه مثل: احمرار الجرح أو عدم جفافه، وجود سخونة أو ألم في مكان الجرح وارتفاع درجة حرارته.


أنواع المنظمات

يوجد هناك نوعان من المنظمات القلبية، المنظم ذو غرفة واحدة والمنظم ذو غرفتين والطبيب هو الذي يحدد نوع المنظم المراد تركيبه للمريض حسب ملاءمته لحالته. ومعظم المنظمات الحديثة تكون مبرمجة بحيث يمكنها اكتساب الكثير من الصفات العادية مثل معدل التنبيه وقوة الومضة الكهربائية ويمكن تعديل هذه الصفات لتتناسب مع المتطلبات الخاصة لكل مريض. وهذه المنظمات الحديثة يمكن التحكم في عملها بجهاز خارجي ((المبرمج)) فيمكن تغيير صفاتها كما هو الحال عند التحكم في جهاز التلفزيون عن بعد، وعليه فيمكن للطبيب تغيير عمل المنظم حسب حاجة المريض دون الحاجة لتغيير هذا المنظم.

1- المنظم ذو غرفة واحدة: هذا النوع يتصل بالقلب بواسطة سلك كهربائي واحد لتوصيل الومضات الكهربائية من وإلى المولد الكهربائي والقلب، وهذه المنظمات تنبه الغرفة السفلي للقلب ((البطين)).

2 - المنظم ذو غرفتين: هذا النوع من المنظمات يكون متصل بالقلب بواسطة سلكين كهربائيين يتصل أحدهما بالغرفة العليا ((الأذين)) والآخر بالغرفة السفلي للقلب ((البطين)) وهذه المنظمات بإمكانها الإحساس بالإنقباض الطبيعي للقلب وتنبيه إحدى أو كلا الغرفتين. معظم المرضى الذين يحتاجون لهذه المنظمات يكون لا يزال لديهم بعض التنبيهات القلبية الطبيعية، وفي هذه الحالة يقتصر عمل منظم القلب على الاحتياج الفعلي حسب حاجة القلب.


منظمات القلب التي لها القدرة على الاستجابة للتغيرات الجسدية:

إن المنظمات الحديثة لها القدرة على تغيير الإيقاع القلبي وضبط أرسال الومضات الكهربائية حسب حاجة المريض سواء كان في حالة راحة أو في حالة جهد بدني، ففي الحالة الأولى يعمل المنظم على الخفض من التنبيه وفي الحالة الثانية، أي في حالة العمل يزيد قوة وعدد التنبيهات، والطبيب هو الوحيد الذي يقرر نوعية المنظم الملائمة لكل مريض حسب احتياجه.

وتعتمد المنظمات ذو العامل الحسي على عدة عوامل أهمها الحركة الجسدية حيث تزداد التنبيهات أو تقل تبعا للزيادة او النقصان في حركة المريض، والعامل الآخر هو( تنفس الإنسان بالدقيقة الواحدة) وهذا العامل الحسي يراقب ويعتمد عدد مرات التنفس وعمقها كالتالي:

كلما كان التنفس سريعا وعميقا كما هي الحالة أثناء ممارسة التمرينات الرياضية يكون هذا حافزا لمنظم القلب لزيادة التنبيهات وعليه تزداد سرعة نبضات القلب.

وعند تناقص وتباطئ عدد مرات التنفس كما هي الحالة أثناء النوم أو الراحة يكون هذا حافزا لمنظم القلب لتقليل عدد التنبيهات وعلية تقل التنبيهات وتقل سرعة نبضات القلب. ويوجد أنواع أخرى من المنظمات تعتمد على عوامل أخرى مثل درجة الحموضة وغيرها.


تأثير منظمات القلب على مسار الحياة الطبيعية

بعض المرضى يشعرون في غالب الأحيان بتحسن كبير وفوري بعد عملية التركيب مباشرة، والبعض يحتاج إلى فترة ليبدأ معها التحسن الفعلي. وفي خلال أسابيع قليلة يكون المريض قادرا على استعادة جميع قدراته وحيويته التي كانت موجودة سابقا قبل احتياجه للمنظم.


النشاط اليومي الطبيعي

من المهم استشارة الطبيب عن مدى سرعة عودة المريض لممارسة نشاطه العادي أو إذا كان هناك بعض التحفظات لبعض الأنشطة مثل: الاستحمام، ممارسة الحياة الجنسية الطبيعة و العودة للعمل أو المدرسة و قيادة السيارة.

وبإمكان المريض السفر حسبما يريد ولكن بموافقة الطبيب مسبقا خاصة إذا كان ينوي السفر في رحلة طويلة. هذا ويجب التنويه أن الأجهزة الإشعاعية المتواجدة في المطارات لا تؤثر على وظيفة المنظم، ولكن من الأفضل إعلام المسؤولين بالمطار عن وجود المنظم لأنه ربما يصدر علامة أنذار عند المرور من خلال نقاط التفتيش والمراقبة .


التمارين الرياضية

يجب عدم حمل الأثقال أو إجراء التمارين الشديدة على الأقل لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من تاريخ تركيب المنظم أو لحين موافقة الطبيب المعالج. حيث يستطيع المريض ممارسة معظم نشاطاته العادية التي كان يزاولها قبل تركيب المنظم بما في ذلك السباحة وحمل الأثقال مع بعض التحفظات من زيادة العنف والحركة في مفاصل الكتف التي ربما تتسبب في إحداث مشاكل في نقطة توصيل السلك بالمنظم وربما ينفصل التوصيل .


تأثير الآلات الكهربائية

إن منظمات ضربات القلب الحديثة محمية من كل تأثير ناتج عن الآلات الكهربائية. يمكن للمريض بأمان استعمال جميع الآلات المنزلية طالما أن هذه الآلات سليمة وفي حالة جيدة وهذه تشمل: أفران الميكرويف، مجفف الشعر، البطاريات الكهربائية، آلات الحدادة الخفيفة، والكمبيوتر.


بعض التحذيرات

• يجب أن يكون المريض على علم تام بأن تواجده في مجال كهرومغناطيسي عالي قد يؤثر على منظم ضربات القلب مثل القرب من محطات البث الإذاعي والتلفزيوني ومحطات الرادار.

• كذلك قد يحدث تأثير على عمل المنظم في حالة تواجد المريض بالقرب من مصادر الإشعاع مثل محطات الطاقة، والكهرومغانطيسية. وبهذا يستطيع المريض تجنب التأثر بالابتعاد عن مثل هذه المصادر المؤثرة وتعتمد المسافة على قوة هذه المصادر.

• يجب على المريض عدم الأقتراب من أجهزة الرنين المغناطيسي MRI بالمستشفيات وإذا صادف وجوده في مكان ما وشعر بإحساس غير عادي بسبب تواجد آلات كهربائية قوية المجال فيجب عليه الابتعاد في الحال لكي يعود المنظم لعمله ووظيفته الطبيعية، ومـن الأفضل إعلام الطبيب بذلك.

• يجب على المريض عدم استخدام الهاتف الجوال باليد التي يوجد المنظم بقربها مع أن الغالبية العظمى من منظمات ضربات القلب الحديثة محمية من التأثير الناتج عن الهاتف الجوال.


التقويم والمتابعة لمنظم ضربات القلب

قبل مغادرة المستشفى يقوم الطبيب المعالج بإبلاغ المريض بأول موعد لتقويم على المنظم والذي يكون عادة في عيادة القلب الخاصة بالمنظمات للتأكد من التئام الجرح وكفاءة وعمل المنظم . بعد عملية التقويم الأولي يطلب الطبيب من المريض الحضور في مواعيد محدده لإعادة التقويم للتأكد من كفاءة عمل المنظم وتسجيل ذلك في سجلات العيادة .

وإذا توفرت خدمة المتابعة عن طريق الهاتف… يقوم جهاز الهاتف بنقل صورة كاملة عن رسم القلب ونقلها إلى عيادة المنظمات حيث تظهر على شاشة تلفزيونية لدى الطبيب وهذه الطريقة تقلل من زيارات المريض إلى مكتب الطبيب المعالج.


المؤشرات الجسدية التي تدل على عدم كفاءة عمل الجهاز المنظم

تكون هذه المؤشرات عاده هي نفس المؤشرات التي كان يشعر بها المريض قبل تركيب المنظم وتشتمل على: صعوبة في التنفس، انتفاخ في القدمين والكعبين ومفصل الرسغ، شعور متواصل بالتعب والإرهاق، ألم في الصدر، الإجهاد، عدم انتظام في ضربات القلب، الدوخة والإغماء.


من يجب أن يعلم بوجود المنظم؟

يجب على المريض في أي زيارة لأي طبيب إعلامه بوجود منظم ضربات القلب وخاصة إذا كانت هناك نية لإعطاء المريض علاج طبي أو إجراء عملية جراحية.

كذلك في حالة زيارة طبيب الأسنان أو العلاج الطبيعي أو غيرهم ممن يستعملون الآلات الكهربائية في العلاج فيجب إعلامهم بوجود هذا المنظم لإتخاذ الحيطة .


بطاقة التعريف لحامل المنظم

يحصل المريض المزود بمنظم ضربات القلب عاده على بطاقة تعريف تحتوي على تعريف شخصي للمريض ومعلومات أساسيه عن المنظم المزروع واسم الطبيب المعالج ورقم تلفونه.

وفي حالة حصول حادث فأن هذه البطاقة تكون محتوية على المعلومات الهامة ويجب أن تكون مع المريض في جميع الأوقات،وفي حالة السفر تبرز البطاقة للإيضاح في حالة أكتشاف المنظم عبر نقاط التفتيش بواسطة كاشف المعادن ، علما بأن الأجهزة المستخدمة في نقاط التفتيش لاتؤثر على منظم ضربات القلب.


العمر الافتراضي لمنظم القلب

حيث أن منظم ضربات القلب يأخذ طاقته من البطارية الموجودة داخل العلبة ولهذه البطارية فترة عمل محدودة ككل البطاريات لذا فإن مدة العمر الافتراضي لمعظم المنبهات القلبية تتــراوح بين 4- 8 ويمكن للطبيب معرفة الوقت المناسب لتبديل المنظم قبل انتهاء مدة عمله بسهولة وذلك عن طريق التقويم المستمر على البطارية من خلال زيارات المتابعة الدورية.

إن تركيب منظم جديد لضربات القلب يتم بسهولة وبمدة قصيرة جدا حيث يحتاج إلى تخدير موضعي بسيط ويتم أستبدال المنظم ( المولد ) فقط بعد التأكد من سلامة الأسلاك الخاصة بالمنظم وكفائتها يقوم الطبيب بتوصيلها بالمولد الجديد دون الحاجة إلى استبدالها


...............





تمر جراحة القلب المفتوح الآن بتطورات مذهله في خلال السنوات الأخيرة ويعود ذلك في عمله إلى التطور الهائل في تكنولوجيا الأجهزة الطبية وأجهزة نقل المعلومات بصفة عامة .

إن القوة الهائلة في مجال نقل المعلومات والتي شهدها العالم في السنوات العشر الماضية لم تستثن الأجهزة الطبية في كافة المجالات حتى أنه تم تسخير مايطلق عليه الإنسان الآلي والذي كان لوقت طويل حكر على مجال الصناعات الثقيلة كمصانع السيارات وغيرها أصبح اليوم في متناول الجراحين ليقوم بمحاكاة عمل الجراح والقيام فعلاً بالعديد من العمليات التي يتم فيها توجيه الإنسان الآلي لعملها عن بعد وفي خلال السنتين الأخيرتين ظهر إلى الوجود فعلاً الجراح الآلي والذي هو عبارة عن وحدتين منفصلتين تماماً

الوحدة الأولى : عبارة عن جهاز تلفزيوني موصول به مجسات يدوية يستطيع الجراح أن يوجهها بيديه ويقوم بذلك بتوجيه الإنسان الآلي الذي يعمل مايريده الجراح وعن بعد . وهذا الجهاز موصول بكابل كهربائي لنقل المعلومات وذلك بالوحدة الثانية وهى وحدة الإنسان الآلي الحقيقية وهى عبارة عن ثلاثة أذرعة موصلة بطاولة العمليات وعن طريق زراع يتم تثبيت أحد الأدوات الجراحية المطلوبة لهذه العملية ويقوم الذراع بالحركة وتنفيذ الأمر الصادر له من الوحدة الأولى عن طريق الجراح والذي يكون متابعاً عما يقوم به الإنسان الآلي عن طريق مشاهدة ذلك في الجهاز التليفزيوني الموجود في الوحدة الثانية . ويمكن أن تكون الوحدة الثانية التي يجلس أمامها الجراح في نفس غرفة العمليات بعيداً عن طاولة العمليات أو قد تكون في مكان آخر تماماً أو ربما خارج البلدة نفسها .

وما هو جدير بالذكر أنه قد تم عمل العديد من عمليات القلب المفتوح في خلال السنة الماضية باستخدام هذا الجهاز في عدة دول مثل فرنسا وألمانيا وأمريكا وغيرهم ومازال الجهاز في طور التقييم لمعرفة إمكانية تطويره ليصبح تشغيله والاستفادة منه فعلياً أسهل في المستقبل القريب .

أما عن فائدة ذلك الربوت في جراحة القلب فإن الفائدة الرئيسية تكمن في أمرين أولهما الاستفادة من ثبات حركة الإنسان الآلي ودقته التي تفوق دقة وثبات يد الجراح البشري والثانية هى إمكانية مشاركة جراح في مكان مختلف أو بلد مختلف في عملية ما في بلد آخر إلا أنه وكما ذكرنا هذه الأجهزة في طور التجربة الفعلية لمعرفة إمكانية تعميم هذه الأجهزة على مراكز القلب في العالم كما أن الثقب الجراحي الذي تتركه هذه العمليات اصغر بكثير من العمليات العادية .

وما هو جدير بالذكر أن هذه التقنية الحديثة ليست بسهلة الاستخدام حالياً نظراً لصعوبة التحكم في عمل الإنسان الآلي عن بعد كما أن هذه التقنية بصورتها الحالية مكلفة للغاية ومازال العمل جارياً على تبسيط مهمة الجراح لعمل مثل هذه العمليات بسهولة وعلى تخفيض تكلفة هذه الأجهزة



.................





دور استشاري التخدير في تحضير المرضى ومريض القلب للعمليات الجراحية



مقدمة


أن التطور العلمي في السنوات الأخيرة مكن بفضل الله من إجراء عمليات صعبة ومعقدة كان من المستحيل في الماضي إجرائها أو حتى التفكير بها ، وشهد علم التخدير تطوراً كبيراً في أدويته وأجهزته لقياس العلامات الحيوية للمريض أثناء فترة العمل الجراحي كما وأصبح هناك تخصصات فرعية في التخدير ، كتخدير عمليات القلب ، وعمليات الصدر والأوعية الدموية والأطفال الخدج والعناية المركزة وعلاج الآلأم.


بادئ ذي بدء ، أحب أن أوضح للقارئ أن المخدر هو طبيب قد درس الطب بسنواته الخمس وأنهى فترة الأمتياز ثم بدأ يتخصص في فرع التخدير وتدرج في سنواته ومراحله حتى وصل إلى درجة الأستشاري وتخصص في فرع أو فرعين من علوم التخدير ، وماقلت ذلك إلا لمسح الفكرة الخاطئة التي تقول أن طبيب التخدير هو فني تخدير ، فالفني كما أن له دور مهم في التخدير فأنه ليس له صلاحية في تخدير المريض ومتابعته ، إنما المسؤولية تقع بكاملها على طبيب التخدير .

وجانب آخر أحب أن يفهمه القارئ العزيز أن طبيب التخدير لاينتهي دورة في أعطاء إبرة التخدير فقط ( هذا هو الشائع عند الناس للأسف ) وإنما تبدأ مسؤولية طبيب التخدير منذ اللحظة الأولى التي يفقد فيها المريض وعيه ويصبح في رعاية طبيب التخدير بعد رعاية الله سبحانه وتعالى فيقوم بمراقبة النبض والحرارة والضغط والسوائل والإحساس بالألم وجعله مسترخياً حتى يتسنى للجراح القيام بعمله على أكمل وجه.

وما أن ينتهي الجراح من عمله يقوم طبيب التخدير بتخفيف ومعاكسة الأدوية المخدرة حتى يستطيع المريض المحافظة على تنفسه وحماية المجرى الهوائي .


الخطوات المتبعة لتحضير المريض للعملية الجراحية

أولاً : لابد من زيارة المريض في اليوم السابق للعملية لعدة أسباب :

أ – السلام على المريض وطمأنته بعدم الخوف ، وشرح مبسط عن التخدير والفرق بين التخدير الكلي أو مايسمى بالتخدير العام ، والتخدير التاجي ومميزات كل نوع وترك الخيار للمريض . إن هذا الشرح وهذا اللقاء المبسط يزيل عن المريض أموراً كثيرة كالخوف والقلق ، فأغلب المرضى يخشون التخدير ويحسبون له ألف حساب .

ب – الإطلاع على تاريخه المرضي والعائلي ، وهل سبق له أن تعرض للتخدير سابقا، وماإذا كان يعاني من أمراض مزمنة مثل أرتفاع ضغط الدم الشرياني ومرضى السكري حتى يتسنى ضبط هذه الأمراض قبل العملية وجعل المريض في أحسن وضع ، ومن المهم أيضاً معرفة الأدوية التي يتعاطاها المريض كأدوية الضغط والأدوية المسيلة للدم والمانعة للتجلط وأدوية الكورتيزون وأدوية الأكتئاب والأمراض النفسية فجميع هذه الأدوية قد تتفاعل مع أدوية التخدير ويجب أخذ الإحتياطات اللازمة . ومن المهم أخذ القصة العائلية ، مثال ذلك ، وفاة أحد أفراد العائلة تحت التخدير بسبب الحمى الخبيثة التي قد تحدث عند بعض المرضى الذين لديهم قابلية لذلك عند تعرضهم لأدوية التخدير .

ج – فحصه فحصاً سريرياً كاملاً من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين ، ويشمل ذلك القلب والتنفس والأسنان وماله علاقة مباشرة بالتخدير / مثل أتساع فتحة الفم وحركة الرقبة والأطلاع على اللهاة لمعرفة أحتمالية حدوث صعوبة في تنفس المريض أثناء التخدير مما قد ينتج عنه لاقدر الله نقص في تغذية الدماغ بالأكسجين ومضاعفات دماغية خطيرة .

د- يطلب طبيب التخدير أثناء الزيارة بعض الفحوصات المخبرية اللازمة التي يحتاج لها المريض تبعاً لوضعه الصحي ، فيتم تحليل البول لمعرفة وجود الزلال والسكر ، وتحليل الدم لقياس مستوى الهيموجلوبين للتأكد من عدم وجود فقر دم أو الأنيميا المنجلية . أما مريض القلب فيحتاج إلى فحوصات نوعية مثل مستوى الأملاح وشوارد الدم وأجراء أشعة للصدر لمعرفة حالة الرئتين ووضع القلب وحجمه كما يتم أجراء تخطيط القلب الكهربائي وقياس غازات للدم وتصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية وربما يحتاج الوضع لعمل قسطرة للقلب لمعرفة وضع القلب وسلامة شرايينه .

هـ - وفي نهاية الزيارة ، يقوم طبيب التخدير بكتابة بعض التعليمات يصف فيها الأدوية التي سوف تعطى للمريض قبل العملية لتهدئته وأزالة مخاوفه وتقليل نسبة الغثيان والتقيئ ، ومن المهم التركيز على أغلب الأدوية التي يتناولها المريض لمرضه حيث يتم الإستمرار عليها فتعطى قبل موعد العملية مثل أدوية الضغط والقلب والسكر .

و- من الأمور التي نحرص عليها من ناحية التخدير هى منع المريض من الأكل لمدة تتراوح من 5-6 ساعات حتى تفرغ المعدة من الطعام وبالتالي تقل خطورة الأستفراغ ودخول محتويات المعدة إلى الرئتين وحصول مشاكل كبيرة لاقدر الله ويزيد تركيز طبيب التخدير بصفه خاصة على مرضى الحالات الطارئة وذو الأوزان المفرطة ومريضات الولادة حيث أنهم أكثر عرضة لحدوث تلك المشاكل


الخطوات المتبعة عند احضار المريض لغرفة العمليات

عندما يصل المريض إلى غرفة العمليات يجب في البداية تهدئته بالسلام عليه وملاطفته بالحديث وأحترام خصوصياته وبالذات عندما تكون أمرأة ، فيجب عدم كشفها ورفع الغطاء عن وجهها ، بل يجب أحترام مشاعرها وأعتبار ذلك ستر للمسلم ، كما ويجب الإقلال من عدد الأفراد في الغرفة حتى لايصاب المريض بالخوف من كثرة العدد وفقدان الشعور بالخصوصية . بعد ذلك يتم توصيل المريض إلى أجهزة القياسات الحيوية فيتم قياس النبض وضغط الدم ومعرفة مقدار تشبع الدم بالأوكسجين .


خطوات تخدير المريض

بصفة عامة يمكن تعريف التخدير أنه طريقة للنوم المعكوس ، بمعنى أننا نقوم بتنويم المريض أثناء فترة العملية ليقوم الجراح بعمل واجبه ومن ثم إيقاظ المريض بعد نهاية العملية ولأداء ذلك فإن التخدير يتكون من ثلاثة أمور :

1- التنويم 2- تخفيف الألم 3- جعل العضلات مرتخية


أ – التنويم : يتم الآن بطرق سريعة خلال 30 ثانية وذلك بأدوية تعطى عن طريق الوريد ولذلك يتم وضع قسطرة وريدية لكل المرضى الذين يدخلون إلى غرفة العمليات ويتم عن طريقها إعطاء السوائل وأدوية التخدير .

أما الأطفال فيتم تنويمهم عن طريق الغازات المخدرة التي تعطى للطفل بواسطة كمامة لأن الأطفال لن يسمحوا بوضع قسطرة وريدية ولذلك يتم تنويمهم أولاً بهذه الطريقة ثم توضع القسطرة الوريدية وإعطاء مايحتاجون من دواء عن طريق الأوردة .


ب- تخفيف الألم : حيث أن العمليات الجراحية فيها قطع وتمزيق للعضلات وهذه تسبب آلاماً شديدة تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وسرعة نبض القلب فإن استخدام أدوية لتخفيف الألم من الخطوات المهمة ، ومن أكثر الأدوية شهرة مادة المورفين وقد تم حديثاً اكتشاف أدوية أقوى بمئات المرات وذات مفعول قصير مما يتناسب مع العمليات الجراحية .


ج- جعل العضلات مرتخية : حتى يتسنى للجراح أداء عمله بيسر وسهوله ، فعملية مثل عمليات البطن والصدر لم يكن من السهل إجراءها لولا وجود أدوية تقوم بهذا الدور وتشل عضلات المريض بعد أن نقوم بالسيطرة على التنفس بمساعدة جهاز التنفس الإصطناعي . وهذه الأمور الثلاث هى الخطوات الرئيسة في أغلب العمليات الجراحية التي تجري هذه الأيام ويتم إعطاء المريض المزيد من هذه العقاقير أثناء العملية حسب حاجة المريض إليها والتي يستطيع طبيب التخدير معرفتها ، فمثلاً إذا بدأ نبض المريض فجأة في الزيادة فإن ذلك قد يكون بسبب استيقاظة أو بسبب إحساسه بالألم فيعطى المريض مزيداً من الأدوية حتى تعود الأمور إلى طبيعتها . وهناك سؤال يطرحه بعض المرضى وأقاربهم فهم يعتقدون أن المريض الذي يتناول القهوة والشاي بكثرة يصعب تخديرة أو أنه يحتاج إلى جرعة أكبر من المخدر والحقيقة أن هذا غير صحيح فمن خلال مشاهداتي العملية طوال سنوات عملي لم الاحظ هذا الشيء عند أي مريض فأدوية التخدير الحديثة أصبحت ذات قوة لدرجة أنه من الممكن أن تنوم فيلاً فما بالكم بإنسان ، ولكن من الممكن تفسير ذلك والله أعلم أن أدوية التخدير تنتشر في الجسم بسرعة بعد تنويم المريض فإذا لم يعطي المريض المزيد من أدوية التخدير للمحافظة على مستواها فإن المريض قد يشعر بالكلام حوله وقد يفسر ذلك بأنه لم يخدر وأنه كان مستيقظاً .

أما مرضى القلب القادمين لإجراء عملية في القلب فلهم وضع وترتيبات خاصة بسبب وضع قلبهم الصحي مما يضطرنا معه إلى مراقبة القلب بدقة وذلك بوضع قساطر وريدية مركزية لقياس الضغط الوريدي المركزي وقسطرة في الشريان لمراقبة الضغط الشرياني مع كل نبضة قلب . ونقوم بوضع قسطرة بولية لمعرفة وضع الكلى التي تتأثر بكفاءة القلب واستخدام أجهزة لمعرفة درجة تشبع الدم بالأكسجين وكذلك اجراء تحليل غازات الدم بصورة مستمرة .

ويتطلب الأمر غالباً إيقاف عمل القلب مؤقتاً أثناء العملية وتحويل الدورة الدموية إلى جهاز القلب الإصطناعي الذي يقوم بتروية الدماغ والأعضاء الأخرى حتى يتسنى للجراح أصلاح الشرايين والصمامات المريضة في القلب ، وبعد نهاية العمل الجراحي يتم تنشيط القلب بالأدوية والصدمات الكهربائية وبعدها يفصل المريض عن جهاز القلب الاصطناعي تدريجياً حتى يعاود القلب عمله ثم يقفل الصدر بأسلاك معدنية وينقل المريض إلى وحدة العناية المركزة لمراقبته بدقة حتى يبدأ بالأستيقاظ ويفطم عن جهاز التنفس الاصطناعي وكل ذلك يتم بدقة وبالتدريج

اما مريض القلب الذي يأتي لأجراء عملية غير عملية القلب المفتوح فهو أيضاً يحتاج إلى رعاية خاصة وعلينا في البداية وزن خطورة المريض مع الحاجة للعملية فإذا كان المريض على سبيل المثال ، لديه نقص تروية في شرايين القلب ويحتاج إلى عملية إصلاح فتق إربي فمن الأفضل أن تتم عملية أصلاح الشرايين القلبية أولاً ثم تتبعها بعد فترة من الزمن عملية إصلاح الفتق ونكون في هذه الحالة قد قللنا من نسبة الخطورة أثناء التخدير والعمل الجراحي .

أما اذا أصيب المريض بجلطة قلبية أدت إلى موت بعض خلايا القلب ، فمن المستحسن تأجيل العمل الجراحي الغير مستعجل لفترة لاتقل عن ستة أشهر ، حيث أن الدراسات الحديثة أثبتت أن المريض يكون أكثر عرضة للمخاطر خلال هذه الفترة الحرجة .

مابعد العملية الجراحية

عند نهاية العملية يبدأ طبيب التخدير في التقليل التدريجي لأدوية التخدير وبالذات غازات التخدير حيث يعطي المريض الأكسجين النقي ( 100 % ) والأدوية المضادة لإرتخاء العضلات حتى يستعيد المريض قدرته على التنفس وحماية مجرى الهواء عندها يتم نزع أنبوبة القصبة الهوائية .

وأخيراً ينقل المريض إلى وحدات عناية خاصة حيث يراقب مراقبة حثيثة حتى يستقر وضعه وينقل بعد ذلك إلى عنبر التنويم مع باقي المرضى .



يتبع
رد مع اقتباس