عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2010, 09:58 PM   رقم المشاركة : 29
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

والمقصود : أن أخلاط البدن والرأس تكون متحركة هائجة
في حال الرمد ، والجماع مما يزيد حركتها وثورانها ،
فإنه حركة كلية للبدن والروح والطبيعة . فأما البدن ،
فيسخن بالحركة لا محالة ، والنفس تشتد حركتها طلباً للذة
واستكمالها ، والروح تتحرك تبعاً لحركة النفس والبدن ،
فإن أول تعلق الروح من البدن بالقلب ، ومنه ينشأ الروح ،
وتنبث في الأعضاء . وأما حركة الطبيعة ، فلأجل أن ترسل
ما يجب إرساله من المني على المقدار الذي يجب إرساله .




وبالجملة : فالجماع حركة كلية عامة يتحرك فيها البدن
وقواه ، وطبيعته وأخلاطه ، والروح والنفس ، فكل حركة
فهى مثيرة للأخلاط مرققة لها توجب دفعها وسيلانها إلى
الأعضاء الضعيفة ، والعين في حال رمدها أضعف ما
تكون ، فأضر ما عليها حركة الجماع .


قال بقراط في كتاب الفصول : وقد يدل ركوب السفن أن الحركة
تثور الأبدان . هذا مع أن في الرمد منافع كثيرة ، منها
ما يستدعيه من الحمية والإستفراغ ، وتنقية الرأس والبدن
من فضلاتهما وعفوناتهما ، والكف عما يؤذي النفس والبدن
من الغضب ، والهم والحزن ، والحركات العنيفة ، والأعمال
الشاقة . وفي أثر سلفي : لا تكرهوا الرمد ،
فإنه يقطع عروق العمى .




ومن أسباب علاجه ملازمة السكون والراحة ، وترك
مس العين والإشتغال بها ، فإن أضداد ذلك يوجب انصباب
المواد إليها . وقد قال بعض السلف : مثل أصحاب محمد
مثل العين ، ودواء العين ترك مسها . وقد روي في
حديث مرفوع ، الله أعلم به : " علاج الرمد تقطير الماء
البارد في العين " وهو من أنفع الأدوية للرمد الحار ،
فإن الماء دواء بارد يستعان به على إطفاء حرارة الرمد
إذا كان حاراً ، ولهذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه لامرأته زينب وقد اشتكت عينها : لو فعلت كما فعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيراً لك وأجدر أن تشفي ،
تنضحين في عينك الماء ، ثم تقولين : " أذهب البأس رب
الناس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء
لا يغادر سقماً " . وهذا مما تقدم مراراً أنه خاص ببعض
البلاد ، وبعض أوجاع العين ، فلا يجعل كلام النبوة الجزئي
الخاص كلياً عاماً ، ولا الكلي العام جزئياً خاصاً ، فيقع من
الخطأ ، وخلاف الصواب ما يقع ، والله أعلم .








في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج الخدران
الكلي الذي يجمد معه البدن



ذكر أبو عبيد في غريب الحديث من حديث أبي عثمان
النهدي : أن قوماً مروا بشجرة فأكلوا منها ، فكأنما
مرت بهم ريح ، فأجمدتهم ، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم : " قرسوا الماء في الشنان ، وصبوا عليهم فيما
بين الأذانين " ، ثم قال أبوعبيد : قرسوا : يعني بردوا .
وقول الناس : قد قرس البرد ، إنما هو من هذا بالسين
ليس بالصاد . والشنان : الأسقية والقرب الخلقان ، يقال
للسقاء : شن ، وللقربة : شنة . وإنما ذكر الشنان دون
الجدد لأنها أشد تبريداً للماء . وقوله : بين الأذانين ، يعني
أذان الفجر والإقامة ، فسمى الإقامة أذاناً ، انتهى كلامه .

قال بعض الأطباء : وهذا العلاج من النبي صلى الله عليه
وسلم من أفضل علاج هذا الداء إذا كان وقوعه بالحجاز ،
وهي بلاد حارة يابسة ، والحار الغريزي ضعيف في بواطن
سكانها ، وصب الماء البارد عليهم في الوقت المذكور ، -
وهو أبرد أوقات اليوم - يوجب جمع الحار الغريزي المنتشر
في البدن الحامل لجميع قواه ، فيقوي القوة الدافعة ،
ويجتمع من أقطار البدن إلى باطنه الذي هو محل ذاك الداء ،
ويستظهر بباقي القوى على دفع المرض المذكور ، فيدفعه
بإذن الله عز وجل ، ولو أن بقراط ، أو جالينوس ،
أو غيرهما ،
وصف هذا الدواء لهذا الداء ، لخضعت له الأطباء ،
وعجبوا من كمال معرفته .









تم بحمد الله


ارجو ان اكو قد وفقت فيما قدمت
لكم مني ومن منتديات الشبول كل الحب والاحترام
ودائماً

الجميع في خدمة الجميع





رد مع اقتباس