عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2010, 09:55 PM   رقم المشاركة : 25
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي


ومن منافعه أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوة
موافقة للعصب إذا ضمد به ، وينفع إذا مضغ ، من
قروح الفم والسلاق العارض فيه ، ويبرئ القلاع الحادث
في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة
الملهبة ، ويفعل في الجراحات فهل دم الأخوين .
وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ، ودهن الورد ،
ينفع من أوجاع الجنب .


ومن خواصه أنه إذا بدأ الخدري يخرج بصبي ،
فخضبت أ**** رجليه بحناء ، فإنه يؤمن على
عينيه أن يخرج فيها شئ منه ، وهذا صحيح مجرب
لا شك فيه . وإذا جعل نوره بين طي ثياب الصوف طيبها ،
ومنع السوس عنها ، وإذا نقع ورقه في ماء يغمره، ثم
عصر وشرب من صفوه أربعين يوماً كل يوم عشرون
درهماً مع عشرة دراهم سكر ، ويغذى عليه بلحم الضأن
الصغير ، فإنه ينفع من ابتداء الجذام بخاصية فيه عجيبة .


وحكي أن رجلاً تشققت أظافير أصابع يده ، وأنه بذل لمن
يبرئه مالاً ، فلم يجد ، فوصفت له امرأة ، أن يشرب عشرة
أيام حناء ، فلم يقدم عليه ، ثم نقعه بماء وشربه ،
فبرأ ورجعت أظافيره إلى حسنها .


والحناء إذا ألزمت به الأظفار معجوناً حسنها ونفعها ،
وإذا عجن بالسمن وضمد به بقايا الأورام الحارة التي
ترشح ماء أصفر ، نفعها ونفع من الجرب المتقرح
المزمن منفعة بليغة ، وهو ينبت الشعر ويقويه ، ويحسنه ،
ويقوي الرأس ، وينفع من النفاطات ، والبثور العارضة
في الساقين والرجلين ، وسائر البدن .




في هديه صلى الله عليه وسلم في معالجة المرضى
بترك إعطائهم ما يكرهونه من الطعام والشراب ،
وأنهم لا يكرهون على تناولهما


روى الترمذي في جامعه ، وابن ماجه ، عن عقبة
بن عامر الجهني ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب ، فإن الله
عز وجل يطعمهم ويسقيهم " .




قال بعض فضلاء الأطباء : ما أغزر فوائد هذه الكلمة
النبوية المشتملة على حكم إلهية ، لا سيما للأطباء ،
ولمن يعالج المرضى ، وذلك أن المريض إذا عاف
الطعام أو الشراب ، فذلك لاشتغال الطبيعة بمجاهدة المرض ،
أو لسقوط شهوته ، أو نقصانها لضعف الحرارة الغريزية
أو خمودها ، وكيفما كان ، فلا يجوز حينئذ إعطاء
الغذاء في هذه الحالة .




واعلم أن الجوع إنا هو طلب الأعضاء للغذاء لتخلف الطبيعة
به عليها عوض ما يتحلل منها ، فتجذب الأعضاء القصوى
من الأعضاء الدنيا حتى ينتهي الجذب الى المعدة ، فيحس
الإنسان بالجوع ، فيطلب الغذاء ، وإذا وجد المرض ، اشتغلت
الطبيعة بمادته وإنضاجها وإخراجها عن
طلب الغذاء ، أو
الشراب ، فإذا أكره المريض على استعمال شئ من ذلك ،
تعطلت به الطبيعة عن فعلها ، واشتغلت بهضمه وتدبيره
عن إنضاج مادة المرض ودفعه ، فيكون ذلك سبباً لضرر
المريض ، ولا سيما في أوقات البحران ، أو ضعف الحار
الغريزي أو خموده ، فيكون ذلك زيادة في البلية ، وتعجيل
النازلة المتوقعة ، ولا ينبغي أن يستعمل في هذا الوقت
والحال إلا ما يحفظ عليه قوته ويقويها من غير استعمال
مزعج للطبيعة البتة ، وذلك يكون بما لطف قوامه من الأشربة
والأغذية ، واعتدل مزاجه كشراب اللينوفر ، والتفاح ،
والورد الطري ، وما أشبه ذلك ، ومن الأغذية مرق الفراريج
المعتدلة الطيبة فقط ، وإنعاش قواه بالأراييح العطرة الموافقة ،
والأخبار السارة ، فإن الطبيب خادم الطبيعة ،
ومعينها لا معيقها .




واعلم أن الدم الجيد هو المغذي للبدن ، وأن البلغم دم
فج قد نضج بعض النضج ، فإذا كان بعض المرضى في
بدنه بلغم كثير ، وعدم الغذاء ، عطفت الطبيعة عليه ،
وطبخته ، وأنضجته ، وصيرته دماً ، وغذت به الأعضاء ،
واكتفت به عما سواه ، والطبيعة هي القوة التي وكلها الله
سبحانه بتدبير البدن وحفظه وصحته ،
وحراسته مدة حياته .


واعلم أنه قد يحتاج في الندرة إلى إجبار المريض على
الطعام والشراب ، وذلك في الأمراض التي يكون معها
اختلاط العقل ، وعلى هذا فيكون الحديث من العام المخصوص ،
أو من المطلق الذي قد دل على تقييده دليل ، ومعنى الحديث :
أن المريض قد يعيش بلا غذاء أياماً لا يعيش الصحيح في مثلها .


رد مع اقتباس