عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-03-2010, 01:49 AM
الصورة الرمزية منير مقدادي
منير مقدادي منير مقدادي غير متواجد حالياً
مشرف القسم النفسي
 




معدل تقييم المستوى: 18 منير مقدادي على طريق التميز
افتراضي التحديق عند الطفل


يعد التحديق أول سلوك يستخدمه الرضيع لتوجيه ذاته في العالم ولتلقي المعلومات عنه. تؤكد إحدى وجهات النظر أن الطفل يدرك العالم كتشوبش مبهم طنان. غير ان الأدلة العلمية الأخيرة تشير الى ولادة الرضيع مجهزاً بعدد من القدرات البصرية المتطورة. إذ يستطيع حديثو الولادة التركيز في الشيء وملاحقته بأعينهم كما يستطيعون تمييز فروق الأشياء في الحجم والشكل وتفضيل المركب على البسيط والجديد على المألوف. تساعد تلك الخواص الإدراكية الرضيع على التوجه نحو الناس والعالم. يفضل الرضع، بدءاً من الشهر الرابع، التطلع الى الوجوه بدل الأشياء، ووجه الأم على سائر الوجوه.
حالما يبدأ الرضيع التحديق المحدد في وجه الراشد وعينه على الخصوص تبرز علاقات إدراكية جديدة. فاحتكاك العين بالعين خبرة تنقل العلاقة الى طور جديد وتجعل الراشد يحس، وللوهلة الأولى، أنه إنما يتعامل مع كائن بشري وليس مع شيء أو حيوان. فما أن تبادل الأم رضيعها التحديق حتى تشتد مشاعرها وتتقوى عواطفها وتسخن علاقتها مع طفلها أو عنايتها به. يعطي التحديق الطفل فرصة لممارسة سيطرته على الآخر، إضافة الى تقويته للروابط الاجتماعية بينه وبين الراشد. ويستطيع الطفل، شأن الراشد، أن يمارس التحديق بصيغ مختلفة، تشجع العلاقة الاجتماعية أو تحبطها.

 

 

رد مع اقتباس