عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-14-2010, 02:46 PM
الصورة الرمزية عماد قطيش
عماد قطيش عماد قطيش غير متواجد حالياً
 





معدل تقييم المستوى: 37 عماد قطيش على طريق التميز
افتراضي اختص الله نفسه بالطيب


الســــــــــلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اختص الله نفسه بالطيب
والمقصود أن الله سبحانه اختار من كل جنس أطيبه فاختصه لنفسه
فانه سبحانه وتعالى طيب لا يحب إلا الطيب ولا يقبل من القول والعمل والصدقة إلى الطيب .
وبهذا يعلم عنوان سعادة العبد وشقاوته فإن الطيب لا يناسبه إلا الطيب
ولا يرضى إلا به ولا يسكن إلا إليه ولا يطمئن قلبه إلا به .
فله من الكلام الطيب الذي لا يصعد إلى الله إلا هو ، وهو أشد نفرة عن الفحش في المقال والكذب والغيبة والنميمة والبهت وقول الزور وكل كلام خبيث .

وكذلك لا يألف من الأعمال إلا أطيبها ، وهي التي جمعت علي حسنها الفطر السليمة مع الشرائع النبوية وزكتها العقول الصحيحة ، مثل أن يعبد الله وحده لا شريك له ويؤثر مرضاته علي هواه ،
ويتحبب إليه بجهده ويحسن إلي خلقه ما استطاع فيفعل بهم ما يحب أن يفعلوه به.
وله من الأخلاق أطيبها كالحلم والوقار والصبر والرحمة والوفاء والصدق وسلامة الصدر والتواضع
وصيانة الوجه عن بذله وتذلل لغير الله. وكذلك لا يختار من المطاعم إلا أطيبها ومن الأصحاب إلا الطيبين . فهذا ممن قال الله فيهم:
( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)
( النحل الآية 32)
ومن الذين تقول لهم خزنة الجنة :
( سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين)( الزمر الآية:73)
وهذه الفاء تقتضي السببية، أي بسبب طيبكم فادخلوها.
وقال تعالى: " الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ،
أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم
" . (النور الآية 26)
ففسرت بأن الكلمات الخبيثات للخبيثين والكلمات الطيبات للطيبين
وفسرت بالنساء الطيبات للرجال الطيبين وبالعكس وهى تعم ذلك وغيره
والله تعالى جعل الطيب بحذافيره في الجنة وجعل الخبيث بحذافيره في النار فدار أخلصت للطيب ،
ودار أخلصت للخبيث ودار مزج فيها الخبيث بالطيب وهى هذه الدار
فإذا كان يوم الميعاد ميز الله الخبيث من الطيب فعاد الأمر إلى دارين فقط
والمقصود أن الله جعل للشقاوة والسعادة عنوانا يعرفان به وقد يكون للرجل مادتان فأيهما غلبت عليه
كان من أهلها فإذ أراد الله بعبده خيرا طهره قبل الموافاة فلا يحتاج إلى تطهيره بالنار
وحكمته تعالى تأبى أن يجاوره العبد داره بخبائثه ،
فيدخله النار طهرتاً له وأقامه هذا النوع فيه على حسب سرعة زوال الخبائث وبطئها .
ولما كان المشرك خبيث الذات لم تطهره النار كالكلب إذا دخل البحر .
ولما كان المؤمن الطيب بريئا من الخبائث كانت النار حراماً عليه
اذ ليس فيه ما يقتضي تطهيره فسبحان من بهرت حكمته العقول .

 

 

رد مع اقتباس