صناعة المحبة
رمضان الكريم ، زائر له كل بهاء الحضور في بيوتنا وأسواقنا وفي تفاصيل حياتنا ، حل علينا ضيفا كبيرا قبيل ايام، في هذا الشهر الفضيل كم نحتاج لصفاء النفوس وأن نكون إخوةً متحابين تنمو بيننا الطمأنينة والثقة، وبالحب نغزو قلوب الناس ونملكها، ونهزم مشاعر الحقد والغل والكراهية، حتى في نفوس الأعداء فيتحولون إلى أصدقاء.
إن المعاملة الحسنة والكلمة الطيبة والدفع بالتي هي أحسن هي التي تهزم الشر في النفوس فينقلب العدو إلى ولي حميم.
أسوق اليكم هذا الكلام بسبب الصورة التي انعكست لدي من خطبة امام مسجد أثناء صلاة التراويح ، حيث خطب الشيخ الجليل بكلمات "عنيفة" وأقرب ما تكون لحشد الجيوش ،مخصصاً درسه حول الموت والعذاب!!
هل غاب عن ذهن الخطيب ان هذه المواضيع ستنفر الناس من حوله؟! لماذا لم يتحدث عن الحب والحياة ، لأن الإنسان بحاجة لدروس في تهذيب النفس وحسن المعاملة ، وترقيق المشاعر ، وإنعاش التقوى ، وتدعيم القدرة في الصبر على متاعب الحياة .
سألت نفسي حينما خرجت من المسجد ، ما المانع في أن يتحدث الإمام عن الحب في الإسلام ، وهو دين الحب والمحبة ؟
ايها الاصدقاء الاعزاء
كم نحن بحاجة لصناعة المحبة ابتداءً من البيت فنكون لأبنائنا حضناً دافئاً ونغدق عليهم الحب والحنان حتى يفيضوا به على الناس، لأن فاقد الشئ لا يعطيه، ونعودهم على العطاء والإحساس بالآخرين والسعي لتقديم الخير لهم، كما أن وسائل الإعلام مطالبة بأن تبث هذه الروح السلامية فتسدد وتقارب، وتقول التي هي أحسن، في خطاب وحدوي تجميعي تقريبي...فهل نحن فاعلون؟
______________________
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه