عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2010, 05:22 PM   رقم المشاركة : 5
محمد قطيش
 
الصورة الرمزية محمد قطيش






محمد قطيش غير متواجد حالياً

محمد قطيش سيصبح متميزا في وقت قريب


افتراضي

والسماء ذات الرجع







قال تعالى :( و السماء ذات الرجع ) [سورة الطلاق :11].

ذكر المفسرون في تفسير قوله تعالى و السماء ذات الرجع ان الرجع

هو المطر أو الماء أو السحاب . و كلمة" الرجع " تأتي أيضا من

الرجوع او العودة إلى ما كان منه البدء ، تقدير البدء مكانا أو

فعلاً أو قولاً ، فالرجوع العود ، و الرجع : الإعادة .

و الاجتهادات العلمية لبيان بعض أوجه

الإعجاز في هذه الآية الكريمة يمكن

إجمالها فيما يأتي :

أولاً :إذا اعتبرنا السماء بمعنى الغلاف الجوي

للأرض فالطبقة السفلى من الغلاف الجوي تعيد بخار

الماء المتصاعد إليها بشكل مطر ، و بهذا فإن

الآية الكريمة تشير إلى الدورة الهيدروليكية المستمرة
المسخرة بين المحيطات و النهار من جهة ، و بين سحب
الغلاف الجوي من سمائنا من جهة أخرى ، فإذا تبخر جزء
من مياه الأرض بحرارة الشمس فإنه يعود إليها من السماء
على هيئة أمطار ، و بهذا تستقر كمية الماء على الأرض

و لا تزيد و لا تنقص بسبب استمرار هذه الدورة . قال تعالى :

( و أنزلنا من السماء ماءً بقدر فأسكناه في الأرض و إنا
على ذهاب به لقادرون) [المؤمنون] ، والتعبير القرآني

" بقدر" إشارة صريحة إلى توازن توزيع الماء ، فالأنهار

مثلاً تنساب بصفة دائمة طوال السنة رغم أن الأمطار

موسمية و لبضعة شهور فقط ، و لولا الثلج المتراكم على
قمم الجبال العالية لجفت الأنهار و انقطع انسيابها المتواصل
و اختل التوازن .
و تغذية الأنهار و غيرها من مصادر المياه تتم بقدر و بكميات

مقننة بقدرة الله ـ سبحانه و تعالى ـ و التوازن واضح أيضاً

في تصريف المياه و عودتها إلى البحار أو الهواء بشتى

الطرق و تكوين الضباب و السحاب لتتكرر الدورة ، ولولا
هذا التصريف لاجتاحت الفيضانات و السيول الكرة الأرضية
كما يحدث أحياناً حينما تتعطل مؤقتاـ لحكمة إلهية ـ العمليات

الطبيعية المذكورة في الدورة الهيدروليكية لتعطي للإنسان إنذارا
و تجعله شاكرا لله على استمرار هذه الدورة في توازن

مستمر تؤدي فيه السماء دوراً أساسياً بإعداة الأمطار
من السحاب إلى الأرض .

ثانياً :يمكن اعتبار السماء أشبه بمرآة عاكسة للأشعة

و الموجات الكهرومغناطيسية ، فهي تعكس أو ترجع ما يبث
إليها من الأمواج اللاسلكية و التلفزيونية التي ترتد إذا
أرسلت إليها بعد انعكاسها على الطبقات العليا الأيونية

( الأيونوسفير ) و هذا هو أساس عمل أجهزة البث الإذاعي

و التلفزيوني عبر أرجاء الكرة الأرضية ، فيمكننا التقاط إذاعة
لندن و باريس و القاهرة و غيرها من الأرض بعد انعكاس
موجات الإرسال من السماء و استقبالها على الأرض للاستماع
إليها أو مشاهدتها ، و لولا هذه الطبقة العاكسة من الغلاف الجوي
لضاعت موجات البث الإذاعي و التليفزيوني و تشتتت

و لم نعثر عليها .

ثالثاً :السماء ذات الرجع أشبه بمرآة عاكسة أيضاً عندما تعكس

الأشعة الحرارية تحت الحمراء فترعها إلى الأرض لتدفئها .

رابعاً : و كما تعكس السماء و ترجع ما ينقذف إليها من

الأرض ، كذلك فِإنها تمتص و تعكس و تشتت ما ينقذف إليها

من الكون والعالم الخارجي ، وهي بذلك تحمي الأرض من

قذائف الأشعة الكونية المميتة ، و من الأشعة فوق البنفسجية

القاتلة ، أي أن الرجع مثلما يكون من السماء إلى الأرض ،
يكون أيضاً من السماء إلى الفضاء الخارجي في الكون .

خامساً :إذا اعتبرنا السماء بمعنى الكون و ما فيه من

نجوم و مجرات و أجرام سماوية مختلفة فإن كل شيء في الكون
يرجع إلى ما كان عليه ، هذا ما تسلكه الأجرام السماوية في

حركتها الدورية في أفلاكها الخاصة ، على ما نجد في حركة

كواكب المجموعة الشمسية و حركة الأقمار حول الكواكب .


المصدر : كتاب : " رحيق العلم و الإيمان " الدكتور

أحمد فؤاد باشا .



البرزخ المائي بين البحرين

قال تعالى: (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ

لا يبغيان) سورة الرحمن .


وقال تعالى:﴿ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ﴾ (النمل:61).

وقال تعالى: (هو الذي مرج البحرين هذا عذب

فرات وهذا ملح أجاج وبينهما برزخاً وحجراً

محجوراً ) سورة الفرقان .


قال تعالى:(مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) هذه

الآية سورة الرحمن، الآية التي ذكرت في سورة الرحمن ذكرت
اللقاء بين البحر الملح والبحر الملح، فقالت(مرج البحرين

يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان)، وهذا هو الواقع وهذا الذي
اكتشف الآن فقد وجدوا أن البحرين الملحين يلتقيان مثل البحر
الأبيض والمحيط الأطلسي و مثل البحر الأحمر وخليج عدن، بل

في المحيط الواحد بحران مختلفان وتمكن تصوريهم بالأقمار

الصناعية، وهو في محيط واحد وبينهم حدود وبينهم برزخ،

ومع كون هذه الحدود موجودة فالمياه البحار تختلط بعضها

مع بعض ودور البرزخ أن يهذب الكتل المائية العابرة من بحر
إلى بحر ليكسبه خصائص البحر الذي سيدخل إليه، فهذا ثبت

وتحقق وأصبح معلوماً عند علماء البحار (مرج البحرين يلتقيان
بينهما برزخ لا يبغيان) أي بينهما برزخ يمنع طغيان أحد

البحرين بخصائصه على خصائص البحر الآخر.

و قال تعالى:
(هو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا

ملح أجاج وبينهما برزخاً وحجراً محجوراً ) سورة الفرقان .
لكن الآية هذه التي تتكلم عن لقاء البحر بالنهر وصفت

اللقاء هذا وصفاً زائداً على الوصف للقاء بين بحر ملح

وبحر ملح آخر، كيف هذا؟
قال تعالى:
"وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا

ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً)، (وجعل

بينهما برزخاً وحجراً محجوراً) فإذن بين البحر والبحر برزخ
فقط، لكن بين البحر والنهر برزخ وحجر محجور، أنا بحثت

هذا مع أساتذة البحار، عن هذه الزيادة؟ الحجر المحجور،
فقالوا أما البرزخ فهو موجود، إذا سقط النهر أو نزل النهر

على البحر ولو كان من شلالات فلابد أن يتكون منطقة تسمى
منطقة المصب وحولها حاجز هذا هو البرزخ، طيب وحجر

محجور، حجر في اللغة يعني مكان حبس، يعني ويحبس فيه
المتحرك، ومحجور يعني ممنوع دخول متحرك، فهي مسألة

تتعلق بمتحركات أي بكائنات حية، وجدوا عند منطقة المصب

لا هي ملحة كالبحر ولا هي عذبة كالنهر، فلذلك لها أسماك

متخصصة بها كما أن للبحر أسماك متخصصة به وللنهر أسماك
متخصصة به، ولو دخلت الأسماك الموجودة في البحر إلى
المصب تموت ولو دخلت الأسماك الموجودة في النهر إلى

المصب تموت، ولو خرجت الأسماك الموجودة في المصب

إلى البحر وإلى النهر تموت، فإذن منطقة المصب منطقة حجر
يعني حبس على ما فيه من الكائنات ومحجورة على ما بخارجه

من كائنات البحر والنهر فهو حجر على ما فيه من الكائنات،
محجور على ما يقع خارجه في البحر والنهر من

الكائنات، فانظر كيف؟

أوجه الإعجاز في الآيات السابقة :
مما سبق يتبين :
1- أن القرآن الكريم الذي أنزل قبل أكثر من 1400سنة قد

تضمن معلومات دقيقة عن ظواهر بحرية لم تكتشف إلا حديثاً

بواسطة الأجهزة المتطورة، ومن هذه المعلومات وجود

حواجز مائية بين البحار، قال تعالى: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ،
بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ﴾ (الرحمن:19-20).

2- يشهد التطور التاريخي في سير علوم البحار بعدم وجود

معلومات دقيقة عن البحار وبخاصة قبل رحلة تشالنجر

عام 1873م فضلاً عن وقت نزول القرآن قبل ألف وأربعمائة
سنة الذي نزل على نبيٍ أمي عاش في بيئة صحراوية

ولم يركب البحر.

3- كما أن علوم البحار لم تتقدم إلا في القرنين الأخيرين

وخاصة في النصف الأخير من القرن العشرين. وقبل ذلك

كان البحر مجهولاً مخيفاً تكثر عنه الأساطير والخرافات ،

وكل ما يهتم به راكبوه هو السلامة والاهتداء إلى الطريق

الصحيح أثناء رحلاتهم الطويلة ، وما عرف الإنسان أن البحار
الملحة بحار مختلفة إلا في الثلاثينات من هذا القرن، بعد أن
أقام الدارسون آلاف المحطات البحرية لتحليل عينات من مياه

البحار ، وقاسوا في كل منها الفروق في درجات الحرارة ،
ونسبة الملوحة ، ومقدار الكثافة، ومقدار ذوبان الأوكسجين
في مياه البحار في كل المحطات فأدركوا بعدئذٍ أن
البحار الملحة متنوعة.

4- وما عرف الإنسان البرزخ الذي يفصل بين البحار

الملحة، إلا بعد أن أقام محطات الدراسة البحرية المشار إليها ،
وبعد أن قضى وقتاً طويلاً في تتبع وجود هذه البرازخ المتعرجة
المتحركة، التي تتغير في موقعها الجغرافي بتغير فصول العام.

5- وما عرف الإنسان أن مائي البحرين منفصلان عن

بعضهما بالحاجز المائي، ومختلطان في نفس الوقت إلا بعد أن عكف يدرس بأجهزته وسفنه حركة المياه في مناطق الالتقاء بين البحار، وقام بتحليل تلك الكتل المائية في تلك المناطق.

6- وما قرر الإنسان هذه القاعدة على كل البحار التي

تلتقي إلا بعد استقصاء ومسح علمي واسع لهذه الظاهرة

التي تحدث بين كل بحرين في كل بحار الأرض .

• فهل كان يملك رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المحطات

البحرية ، وأجهزة تحليل كتل المياه ، والقدرة على تتبع حركة
الكتل المائية المتنوعة ؟ .

• وهل قام بعملية مسح شاملة ، وهو الذي لم يركب البحر

قط ، وعاش في زمن كانت الأساطير هي الغالبة على تفكير

الإنسان وخاصة في ميدان البحار ؟

• وهل تيسر لرسول الله صلى الله عليه وسلم في زمنه من

أبحاث وآلات ودراسات ما تيسر لعلماء البحار في عصرنا
الذين اكتشفوا تلك الأسرار بالبحث والدراسة ؟

• إن هذا العلم الذي نزل به القرآن يتضمن وصفاً لأدق

الأسرار في زمنٍ يستحيل على البشر فيه معرفتها ليدلُ على
مصدره الإلهي،كما قال تعالى: ﴿قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ

فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾(الفرقان:6).

• كما يدل على أن الذي أنزل عليه الكتاب رسول يوحى إليه

وصدق الله القائل: ﴿سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى
يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ (فصلت:53).

المصـدر:
1- محاضرة للشيخ عبد المجيد الزنداني في قناة

الجزيرة بتصرف
24/02/2002
2- موقع الإيمان على شبكة الإنترنت تصميم مركز بحوث

جامعة الإيمان بإشراف الشيخ عبد المجيد الزنداني . .



رد مع اقتباس