عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2015, 12:58 AM   رقم المشاركة : 2
almessa
 
الصورة الرمزية almessa





almessa غير متواجد حالياً

almessa على طريق التميز


{< حال الأمة بين الأنس واليوم 2

عوامل بناء الأمة وتحقيق النصر

النوري قريسة
إخوة الإيمان من المؤكد أن القرآن حق لا باطل فيه، وصدق لا كذب فيه، فالقرآن يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110]، ويقول: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة:143].
فإذا كان القرآن صادقاً وحقاً، فالخلل والعيب فينا نحن عندما لم نطبق تعاليمه، ولم نطبق سنة نبينا صلى الله عليه وسلم جيداً، لذلك حصل فينا ما حصل.
ولكن مع ه
ذا لا داعي للإحباط واليأس ولابد من التفاؤللإعادة بناء الأمة الإسلامية، وترميم الصدع الكبير الذي حدث، فيها، وأقول لكم: هناك أمل كبير في إعادة البناء، بل هناك يقين في إعادة البناء، ووالله لسوف تقوم الأمة من جديد وتنهض؛ لأن هذا ما وعد الله عز وجل به، والله لا يخلف الميعاد، إن الله عز وجل يقول في كتابه: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر:51]، ليس فقط يوم القيامة، بل في الحياة الدنيا أيضاً.
و يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: (إن الله زوى لي الأرض مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زُويَ لي منها) فسيبلغ ملك أمة المسلمين حتماً مشارق الأرض ومغاربها، فهذا وعد ملك الملوك على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
لكن ما دمنا على يقين في نصر الله لهذه الأمة لابد من الحديث عن نقطتين تدور عليهما رحى المسألة :
*اليقين الجازم بنصر الله لهذه الامة :
النقطة الاولى : أننا نريد يقينا جازما كيقين الصحابة في غزوة الأحزاب التي كانت بالنسبة لهم محنة شديدة بلغت فيها القلوب الحناجر ( وأُبتلي الؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا )والاحزاب متجمعةَُُحول المدينة في عشرة آلافوهذا الرقمُ ضخم جدا في الجزيرة العربية في وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم (.بعض التفصيل.) في الأثناء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب الحجر الضخم الذي استعصى على الصحابة أثناء حفر الخندق ويقول صلى الله عليه وسلم : ( الله أكبر ، أعطيت مفاتيح الشام والله ، وإني لأرى قصورها الحمراء الساعة، ثم ضرب الثانية وقال: الله أكبر! أعطيت مفاتيح فارس، والله! إني لأرى قصر المدائن الأبيض، ثم ضرب الثالثة وقال: الله أكبر! أعطيت مفاتيح اليمن، والله! إني لأرى قصور صنعاء من مكاني). تصوروا حال الصحابة في تلك الضائقة المزلزلة وهم يستقبلون البشرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح فارس والشام واليمن ؟؟؟ كانوا واثقين من نصر الله مهما كان الخطب جللا ، هم على يقين بأن الله يجعل بعد كل محنة منحة ( وأمتنا في محنة يا أخواني ونحن في حاجة إلى إيمان كإيمان الصحابة رضي الله عنهم ، في حاجة إلى إنتماء صادق لهذه الأمة كما نحن في حاجة إلى جندية صادقة خالصة لله مرابطة على ثغور الإسلام فلا نصر بدون جندية خالصة لله يقول سبحانه وتعالى {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون }الصافات173 استمعوا كيف يصف الله حالهم في تلك الغزوة المحنة الشديدة ( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيما )في هذه الضائقة علموا أنّ نصر الله قريب لأن النصر يأتي بعد إشتداد الأزمات، {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ }الأنعام34 ولكن هناك شقّ آخر أرادوا أن يكونوا مقبض الفأس ومعول هدم الذي تحدثنا عنهم لهدم الأمة لما رأوا الفجوة الواسعة بين إمكانيات المؤمنين المتواضعة في داخل المدينة وإمكانيات الأحزاب المحيطة بها ماذا قالوا ؟؟؟؟ استمعوا معي : ( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ) هذا هو حال المنافقين والذين في قلوبهم مرض المترددين فهم لا يستقرون على حال وهم عامل تثبيط وتشكيك ( مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ) هذا هو حالهم وواقعهم في الشدائدلم يقدروا الله عز وجل حق قدره، لم يقدروا عظمة الله عز وجل، لم يقدروا قوة الله عز وجل، ولما كان المنافقون لا يؤمنون كان هذا هو التقييم اللائق بهم، أما المؤمنون الصادقون الذين يعلمون قدر الله عز وجل وعظمته فقد علموا أن النصر قريب؛ لأن الأزمة اشتدت.
وها هي الأزمة قد اشتدت على الأمة الإسلامية واستحكمت حلقاتها، وسيأتي النصر إن شاء الله ربُ العالمين طالما كان افراد الأمة على يقين لا يخالطه شك بالنصر وانتماء صادق للإسلام وجندية خالصة لله سبحانه وتعالى .
المسألة الثانية : الدور المنوط لكل فرد وجماعة في الأمة
ما هو دورك في بناء الأمة الإسلامية ؟ هل سنأتي بأُناس من الخارج لنستعين بخبراتهم ( كما يقولون ) في ترميم الأمة لتعود إلى الصدارة ؟؟؟ ولكن أين دورك أنت في إعادة إعمارالأمة الإسلامية ؟؟؟ مع العلم أنك ستقف بين يدي الله سبحانه وتعالى وحدك وسوف يسألك عن مساهمتك في هذا البناء ( و لا تزرُ وازرةٌُُ وزر أُخرى ) ( كل نفس بما كسبت رهينة ) من عدل الله سبحانه وتعالى إن قصر كل الناس في آداء واجبهم المنوط بهم فلن يحاسبك الله إلا هن تقصيرك انت فقط.( وسنتحدث في الخطبة القادمة إن شاء الله عن دور الفرد ومساهمته في إعادة بناء الأمة ) .. ولكن الضربة القاصمة أنَ كل واحد فينا يريد بناء الامة على طريقتهفهناك من يقول مثلا: إن كنا نريد أن نعيد بناء الأمة الإسلامية لا بد وأن نأخذ المنهج الاشتراكي، ورغم ما استفاض من أنه منهج خطأ، إلا أن بعض الدول ما زالت مستمرة في النفاح عنه، مع أن الدُول التي اخترعته قد تخلت عنه.وجماعة أخرى تقول لابد أن نعتمد المنهج الرأسمالي ... وأخرى تقول نجرب النموذج الفرنسي واخرى تقول نجرب النموذج الإنقليزي ،،،وهناك من يقول نجرب المنهج الفلاني ...وهكذا وكأن الأمة الإسلامية ( قطعة حبل تحملها السيول ) وليس لها روافد للبناء والترميم ، إذا هو الإختلاف الذي ضيّع الأمة وجعلها في ذيل الأمم في جميع المجالات وفتتها وجعلها غثاء كغثاء السيل ..ولكن يا إخواني عندما نختلف مانفعل ؟ إلى من نتجه ؟ ترى من نحكم ؟؟؟ اسمعوا معي إلى قول الله سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59 فالأصل فيه وترجمة للإيمان بالله واليوم الآخر أن نَعرضَ اختلافاتنا على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لإيجاد الحلول المناسبة والشرعية ، وهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يعضُ الأمة في مواقف الإختلاف والنزاع :في الحديث الذي رواه الترمذي عن العرباض بن سارية قال ( وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا )- وهذه هي المشكلة التي نحن واقعون فيها الآن، يا ترى بمنهج من نأخذ؟ نأخذ بمنهج الشرق أو الغرب!!ثم قال : ( وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ) نعم هذه هي الفتنة التي حذر منها نبينا صلى الله عليه وسلم : الإختلاف وإحداث في الدين ما ليس فيه التي تهدم ولا تبني طالما غفلنا عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ... ومن هنا يا إخواني تأتي أهمية دراسة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم و دراسة سيرته العطرة و سيرة الخلفاء الراشدين من بعده في إعادة بناء الفرد والمجتمع والأمة...ولكن ما هو مفهوم السنة النبوية أو السيرة النبوية وما مدى أهميتها في بناء الأمة ؟؟؟ هذا ما سنعرفه في الأسبوع القادم إن شاء الله ...واستغفروه يغفر لكم...
رد مع اقتباس