عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-22-2010, 12:18 AM
الصورة الرمزية عايش الجزائري
عايش الجزائري عايش الجزائري غير متواجد حالياً
 




معدل تقييم المستوى: 16 عايش الجزائري على طريق التميز
افتراضي ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزاً

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى ءاله واصحابه ومن والاه

بعد طول غيابي وانقطاعي عنكم اعود اليكم محملة بالاشواق القلبية , كيف لا وانتم اخوتي ومؤنسي غربتي واتمنى ان يعم النفع ان شاء الله بالمواضيع الدينية المفيدة في الدنيا والاخرة وقصدي ومبتغاي الخير لكم ابتغاء مرضاة الله, والله بذلك عليم خبير.

مكارم الاخلاق:

من مكارم الأخلاق أن تصل من قطعك, وأن تعفو عمن ظلمك, وأن تعطي من حرمك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزاً ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه " رواه مسلم .

ويقول الله تعالى في القرءان الكريم: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} الأعراف ءاية 199.

وذكر بن حجر في الفتح عن جعفر الصادق قوله: "ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية" { لا تثريب عليكم اليوم} .

فبعفوك عن أخيك يعفو الله عنك ويغفر لك, قال الله تعالى : {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم} سورة النور ءاية 22, وقال عليه الصلاة والسلام " ارحموا تُرحموا, واغفروا يُغفر لكم" رواه الامام أحمد.

أخواني أخواتي، ألا تحبون أن تكونوا ءامنين من سخط الله يوم القيامة؟ جاء اعرابي يسأل النبي عليه الصلاة والسلام فقال أحب أن أكون ءامنًا من سخط الله يوم القيامة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " لا تغضب على أحد من خلق الله تكن ءامنًا من سخط الله يوم القيامة" الحديث.. رواه الامام أحمد.


وقال عليه الصلاة والسلام : " من كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين" رواه أبو داود.

و المبادر بالصلح والعفو هو الأقوى لأن المبادر متسامح ، والتسامح سمة الأقوياء . قال عليه الصلاة والسلام : "ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً " ولا تقول بأن أخاك هو الذي أخطأ و ينبغي أن يعتذر أولاً أو أن يبادر هو بالصلح ، فهذا من كبرالنفس والله تعالى يقول: { إنه لا يحب المستكبرين }


النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن فظاً غليظ القلب بل كان ليناً يعفو ويصفح صفحاً جميلاً لا عتاب فيه ، واعلم أنه لم ينتصر لنفسه أبداً! قالت عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرًا من مظلمة ظُلمها قط ما لم تنتهك محارم الله ، فإذا انتُهك من محارم الله شئ كان أشدهم في ذلك غضباً " رواه الترمذي

ولنا في رسل الله أسوة حسنة ، فتذكر قوله صلى الله عليه وسلم للمشركين يوم الفتح ،الذين آذوه أيما إيذاء وأخرجوه من مكة وفعلوا به الأفاعيل ، حيث قال لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء"


وتذكر قول الكريم بن الكريم يوسف عندما قال لأخوته الذين كادوا له فقال لهم "لا تثريب عليكم اليوم "


إما أن تتبع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فترتفع وتسمو بأخلاقك فتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك وتحسن لمن أساء إليك ‘ فتغنم بمحبة الله وأجره وعفوه.

وإما أن تتبع هواك ، وتحقق مآرب الشيطان، فَتُكِنّ القطيعةَ والبغضاءَ والضغينةَ لإخوانك ، وتضيع المودة والمحبة فلا تعفوا ولا تصفح ولا تغفر، عندها اعلم أنك قد كسرتَ ما لا يجبر! إن النفوس إذا تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لايجبر,واعلم أنك سلكت طريقاً يبدأ بالقطيعة وينتهي بشر مما بُدء به ـ بالخسارة ـ ، فعليك أن تؤدب نفسك وتراجعها ,أدب نفسك واستكمل فضائلها. فهيا أخي الكريم وأختي الكريمة أنثروا بذور المحبة والأخوة والسلام ، ولا تستمعوا للنفس والشيطان .


نسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوبنا وأن ينزع الحقد و الضغينة والبغضاء من قلوبنا وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه انه على كل شيءٍ قدير.

 

 

رد مع اقتباس